#سبيل_النجاة
للشيخ
صالح ابن سعد السحيمي حفظه الله تعالى
شريط مفرغ
" اتباع سبيل المؤمنين "
إن
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا
شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا
اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾ [آل
عمران:102]، ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ
نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً
وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ
اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء:1]، ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا
اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ
لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً﴾ [الأحزاب:70-71]. أما بعد، فإن أصدق الحديث كتاب
الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة
وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
أما بعد : أيها الإخوة في الله , سمعتم عنوان
هذه الكلمة أو المحاضرة إن جاز التعبير وهو عنوان جدير بأن يتكلم عنه كبار مشايخنا
وعلمائنا ولكن طلب مني الإخوة أن أتكلم فيه بجُهد المُقِل , مع أنني لن أوَفِّيه
حقه , وذلك لأهميته وأهمية موضوعه , وكثرة المعالم التي لابد من تناولها لبيان
وجوب اتباع سبيل المؤمنين , ولعلي أجمل بعض ما يتعلق بهذا الموضوع , تاركا إكماله
لمـن هو أجدر من مشايخنا وكبار علمائنا .
إخوتي
في الله : هذا العنوان " اتباع سبيل المؤمنين " موضوع عظيم , موضوع
افترق فيه الناس ؛ فريق في الجنة وفريق في السعير , موضوع انقسم فيه الناس إلى
مُفْرِطين و مُفَرِّطين ووسط , موضوع يَسِيٌر
على من يسره الله عليه , ولكنه عظيم وكبير وثقيل على من حاد عن الطريق الموصِل إليه
, والسبيل الذي يجعلك تصل إليه , سبيل المؤمنين هو الطريق الذي من تمسك به نجا ومن
حاد عنه هلك ؛ إنه الذي نردد ما يتعلق به في كل يوم في صلواتنا في سورة الفاتحة
" اهْدِنَا
الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (5)
صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ (6)
غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)
" أي طريق الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
وحَسُنَ أولئك رفيقا , بعيدا عن طريق المُفَرِّطين اليهود ومن شابههم وقلدهم من
مبتدعة هذه الأمة , والمُفَرِّطين في جنب الله ؛ المقَُصِّرين في حق الله تبارك
وتعالى وبين المُفْرِطين النصارى ومن شابههم في أعمالهم كبعض مبتدعة هذه الأمة من
المتصوفة وغلاة المبتدعة وعَبَدَةِ القبور
والمتعلقين بالصالحين والأولياء والمجانبين لمنهج أهل السنة والجماعة في أبواب
العقيدة كباب الإيمان وأسماء الإيمان والدين والأسماء والصفات والسلوك والعبادة
والقدر وغير ذلك من مسائل الدين التي انقسم فيها الناس إلى هذه الأقسام المشار
إليها من إفراط وتفريط ووسط .
إن
سبيل المؤمنين هو الذي قال الله فيه " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي
مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ
سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)[1]
" ولذلك فسر النبي صلى الله عليه وسلم كما ثبت من حديث عبد الله ابن مسعود رضي الله عنه قال : خط رسول الله صلى الله عليه وسلم خطا مستقيما ثم خط عن يمينه وعن شماله خطوطا , فقال هذا سبيل الله
وأشار إلى الخط الذي في الوسط , وتلك هي السبل وعلى كل سبيل شيطان يدعو إليه
". ذلكم السبيل هو الذي قال الله تبارك وتعالى فيه " وَمَنْ
يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ
سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ
مَصِيرًا
[2] " .
ذالكم السبيل هو السبيل الذي بينه الله تبارك بقوله : وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً
وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ
شَهِيدًا [3]
" . ذلكم السبيل هو الطريق السوي والمنهج القويم الذي أمرنا الله بسلوكه حين
قال " وَاعْتَصِمُوا
بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ
عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ
بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ
فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ
تَهْتَدُونَ [4]
" . ذلكم السبيل هو الذي وصفه الله سبحانه وتعالى بقوله " وَإِنَّ
هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ [5]
" . هذا السبيل هو السبيل الذي أمر الله تعالى بسلوكه حين قال " يَا
أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ
وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ
خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [6] ".
إلى غير ذلك من الآيات الكثيرة التي أوضح الله فيها هذا السبيل وأقام الدليل لمن
أراد أن يسير على هذا السبيل القويم وَفْقَ هَدْيِ رسول الله صلى الله عليه وسلم . وأما الأحاديث التي وضح النبي صلى الله عليه وسلم هذا السبيل فمنها قوله صلى الله عليه وسلم في أكثر خطبه ؛ في خطبة الحاجة " ألا إن أحسن الحديث كتاب
الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " وقال فيه عليه الصلاة والسلام " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجد " وقال فيه عليه الصلاة
والسلام " إن هذا الدين يُسْرٌ ولن يُشَاد َّهذا الدين أحد إلا غلبه , فسددوا
وقاربوا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة " , ومما جاء فيه أيضا قول
النبي صلى الله عليه وسلم " إن الله يرضى لكم
ثلاثا ويسخط لكم ثلاثا : يرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وأن تعتصموا بحبل
الله جميعا ولا تفرقوا وأن تناصحوا من ولاه الله أمركم ويسخط لكم قِيلًا وقال
وكثرة السؤال وإضاعة المال " . ذلكم السبيل هو الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم " إن الحلال بَيِّن وإن الحرام بَيِّن وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس
؛ فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام
كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله
محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا
وهي القلب " . من خلال ماتقدم من النصوص أيها الإخوة أو لعلي أذكر بعض آثار
السلف قبل أن أتطرق إلى بعض النقاط التي تستخلص مما تقدم , يقول عبد الله ابن
مسعود رضي الله عنه " اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم "
ويقول عمر ابن عبد العزيز رحمه الله تعالى " سن رسول الله صلى الله عليه وسلم وولاة الأمر من بعده سُنَنًا الأخذ بها تصديق لكتاب الله واستكمال
لطاعة الله وقوة على دين الله ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها و لا النظر في شيء
خالفها ؛ من استنصر بها فهو منصور ومن اهتدى بها فهو مهتدٍ ومن بدلها أو طلب الهدى
من غيرها واتبع غير سبيل المؤمنين ولاه الله ما تولى وأصلاه جهنم و ساءت مصيرا "
أو كما قال رحمه الله تعالى , ويقول حذيفة بن اليمان t " عليكم بالعتيق " أي بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلموأصحابه , ويقول بعض السلف " اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في
بدعة " أو كما قالوا y " اقتصاد في سنة " يعني تَوَقُّفٌ في اتباع السنة وتَمَسُّكٌ بها خير
من اجتهاد في بدعة تُبْنى على غير هدي النبي الله صلى الله عليه وسلم , وما أكثر نصوص السلف في هذا الباب.
أيها
الإخوة في الله من خلال هذه النصوص وما شاكلها من الآيات والأحاديث وآثار السلف
يمكننا أن نستخلص مايلي :
v
أولا : أن الدين كامل
, أكمله الله سبحانه وتعالى قبل أن ينتقل النبي r إلى الرفيق الأعلى , يقول الله جل وعلا :" الْيَوْمَ
أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ
الإِسْلاَمَ دِيناً [7]
" فمن رام زيادة كمن رام النقصان , إن
لم يكن أخطر لأن من يزيد في دين الله ما ليس منه يتهم الشرع بالنقصان وكأنه يريد أن يستدرك على هدي
نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وما جاء به من عند الله ؛ يقول الإمام مالك في هذا الباب "
من ابتدع بدعة يرى أنها حسنة فقد زعم أن محمدا صلى الله عليه وسلم قد خان الرسالة لأن الله
عز وجل يقول " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ
عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً [8] "
فما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا " لذا فإن البدع أخطر من المعاصي بأضعافٍ
مضاعفة ؛ لأن أصحابها [9]يفعلونها معتقدين
أنها دين يتقربون بها إلى الله عز وجـل وهنا مَكْمَنُ[10] الخطر .
v
الأمر الثاني : أن
الطريق السوي هو ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم و أصحابه , كما قال عليه الصلاة والسلام عندما ذكر تفرق الأمة إلى
ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار " إلا واحدة وهي الجماعة" , وهذه أصح
روايةً من " هم من كان على مثل ما كنت عليه اليوم أنا وأصحابي " وإن كان
المعنى واضحا حتى في هذا اللفظ , والمقصود أن الذي يجب أن نسير عليه وأن نهتدي به
هو الهدي الذي كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه , فإنه الطريق السوي الذي يوصل إلى مرضاة الله سبحانه
وتعالى , به تجتمع الكلمة وبه ننتصر على الأعداء وبه نفوق الأمم وبه نستعيد
أمجادنا وبه ننتصر على أعدائنا وبه نفوز قبل ذلك كله برضا الله سبحانه وتعالى وبه
يحيا من حي عن بينة ويهلك من هلك عن بينة , فالطريق السوي الذي لا اعوجاج فيه
والذي يجب سلوكه هو هدي نبينا صلى الله عليه وسلم ؛ الذي لم يترك خيرا إلا دَلَّنَا عليه ولا شرا إلا حذرنا منه .
v
الأمر الثالث : أن
الله سبحانه وتعالى قد ذم من جانب هذا الطريق وخالف هدي نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وأن مصيره إلى البوار و الهلاك وأن سبب الاختلاف إنما هو بُعْدُ
الناس عن هذا المنهج , فمتى بَعُدَ الناس عن منهج الله ووقعوا في الإفراط أو التفريط
, أصابهم الذل وسلط الله عليهم عدوهم , وتفرقت كلمتهم , وصاروا لُقْمة سائغة
لأعدائهم , لا من قلة عدد ولا عدة , يقول النبي صلى الله عليه وسلم " توشك أن تتداعى
عليكم الأمم كما تتداعى الأكلة إلى قصعتها , قالوا : أو من قلة نحن يومئذ يا رسول
الله ؟ قال : بل أنتم كثير , ولكنكم غثاء كغثاء السيل " فمن حاد عن هذا السبيل وقع في الفرقة والاختلاف وفارق
الجماعة ونزع يده من الطاعة واتبع غير سبيل المؤمنين واتبع سبيل المغضوب عليهم أو
الضالين وبَعُدَ عن الطريق الذي يوصله إلى
مرضاة رب العالمين . لِذا يقول النبي صلى الله عليه وسلم " إنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على
أنبيائهم " أي اختلافهم عن المنهج الذي رسمه لهم أنبياء الله عز و جل ؛ لأن
منهج الأنبياء فيه الحكمة والعقل , فيه الخير كل الخير , والبعد عنه بُعْدٌ عن كل
خير وأما الذين يرددون الحديث الموضوع " اختلاف أمتي رحمة "و الذي هو
موضوع سندا ومتنا وباطل سندا ومتنا , فهؤلاء والعياذ بالله ينطبق عليهم قول القائل
" وداوني بالتي كانت هي داء " متى كان الاختلاف رحمة ؟ لم يكن يوما من
الأيام الاختلاف رحمة ! بل هو نقمة ! ولذلك يقول الله جل وعلا " وَلاَ
يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ , إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ "[11] , اللهم
إلا لو قيل إن المقصود " اختلاف التنوع " وهو إذا ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم صيغ متعددة لأمر واحد , لكن هذا لا يَرِدُ عندنا هنا , هذا لا يرد
لأنه لايسمى اختلافا ؛ وإنما الإختلاف الذي هو نقمة " الاختلاف في الأصول
" "الاختلاف في العقيدة " "الاختلاف في المنهج "
"الاختلاف في هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ الذي بسببه انتشرت البدع وكثرت الاختلافات وكثرت الطرق
والجماعات .
v
المَعْلَمُ الرابع ؛
الذي نستخلصه : أن الإسلام منهج واحد لا مناهج وطريق واحد لا طرق وجماعة واحدة لا
جماعات ؛ هذا الأمر قد دندن حوله كثير من الناس ودافع البعض عن تعدد الجماعات في
الأمة الواحدة ؛ أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهذا والله هو عين الباطل الذي أدى بالأمة إلى هذا الحال منذ أن
دَبَّ الخلاف ؛ عندما زرعت الفتنة بين الصحابة ؛ والمسلمون يعانون من هذا وإن كان
كل عصر أسوءَ من الذي قبله , ظهرت الجماعات الكثيرة الهزيلة المتناحرة في أكثر
أحيانها وتعددت الفرق ورفضت الروافض وتشيعت الشيعة وخرجت الخوارج واعتزلت المعتزلة
وتجهمت الجهمية وتصوفت الصوفية وتعددت فرق الباطنية وصار كثير من الأمة شيعا
وأحزابا إلا من رحم الله جل وعلا , والله سبحانه وتعالى قد ذم التفرق قال جل وعلا
" إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ
فِي شَيْء " [12] ويقول
تبارك وتعالى محذرا من سلوك طريق أهل الكتاب الذين اختلفوا في الكتاب " وَلاَ
تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ
الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ , يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ
وُجُوهٌ فَأَمَّا الَّذِينَ اسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكْفَرْتُم بَعْدَ
إِيمَانِكُمْ فَذُوقُواْ الْعَذَابَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ , وَأَمَّا
الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللّهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ " [13] يقول
ابن عباس رضي الله عنه " تبيض وجوه أهل السنة وتسود وجوه أهل البدعة " وإن هذا
الأمر أعني مسألة خطورة تعدد الجماعات الذي بدأ وربما في النصف الأول من القرن
الأول من الإسلام عندما ظهرت الفرق التي أشرت إليها وكثرت بعدها الاختلافات وتعددت
الجماعات وهذا هو والله بعينه الأمر الذي آل إليه الحال في زماننا هذا ؛ فقد ظهرت
جماعات كثيرة يدعي كل منها أنه على الحق وغيره على الباطل وربما وصل الحال إلى أن
تقوم تلك الجماعات بحرب بعضها البعض والنيل من بعضها وإن كان الكثير منها ربما يتكالب
ضد أهل المنهج الحق الذين هم على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه والذين أخبر عنهم
النبي صلى الله عليه وسلم أنهم سيستمرون بإذن الله إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها "
لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم و لا من خذلهم حتى يأتي
أمر الله " وهم موجودون ولله الحمد والمنة , موجودون في جميع أرجاء العالم
الإسلامي , وإن كانت الجماعة القائمة التي تمثلها جماعة و إمام هي الجماعة
الموجودة في هذا البلد ولله الحمد والمنة ؛ الذي قام على جمع الكلمة على توحيد
الله سبحانه وتعالى , وتكاثف ولاته و علماءه على تحقيق التوحيد وعلى إعلاء كلمة
الله فهذه جماعة قائمة لها إمام وتوجد لها روابط ولله الحمد والمنة في كافة أرجاء
العالم الإسلامي . نحن لا ندعي أن هذه الجماعة لا توجد إلا في هذه البلاد لكن
تنبهوا فإن الكلام الذي أشير إليه كلام يحتاج إلى دقة في الفهم ؛ أقول الطائفة
التي تمثلها جماعة وإمام هي الجماعة القائمة في هذا البلد وهذا لا يمنع من وجود من
هم على هذا المنهج في كثير من أنحاء العالم الإسلامي وإن لم تمثلهم جماعة ظاهرة
وإمام ؛ فخطورة تعدد الجماعات من أخطر المسائل التي فرقت شمل الأمة وقد سمعتم
النصوص التي تذم التفرق , يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب
الاستقامة " السنة مقرونة بالجماعة والبدعة مقرونة بالفرقة " لذلك فإن
تعدد الجماعات في الساحة الإسلامية اليوم من أخطر الأمور التي أخرت الأمة وجعلتها
متفرقة الكلمة وجعلتها تهون على أعداءها وجعلت أعداءها يصطادون في الماء العكر مستغلين
تفرق بعض هذه الأمة إلى جماعات وأحزاب , فنحن نشاهد اليوم جماعة تهتم بالجانب
السياسي وببعض الجوانب الاقتصادية و لا تهتم بأي شيء خلاف هذا وجماعة أخرى تهتم
بجانب الزهد والعبادة الذي تجاوز حده حتى وصل مرحلة التصوف والمبايعة على بعض
الطرق الصوفية المعروفة وجماعة ثالثة تنهج نهجا خطيرا نهج الخوارج ؛ تكفر من
خالفها من المسلمين وتصدر الأحكام جزافا بالكفر على كل من يخالفهم وينهجون منهج
الخوارج القدامى بل هم أعظم من ذلك حيث يصل البعض إلى الأخذ بتقية الرافضة إضافة
إلى سلوكه مسلك الخوارج وجماعة رابعة تتنازل عن بعض أمور الإسلام لأن الغاية عندهم
تبرر الوسيلة وربما صرح منها من صرح بأنها مستعدة أن تسلك اتباع نظرية "
نيكاترني " القائلة بـأن " الغايات تبرر اتخاذ أية وسيلة يتوصل بها
إليها ولو كانت وسيلة محرمة " فأباحوا الغناء والتمثيليات و الاختلاط
والموسيقى وتجميع الجماعات المختلفة المتناحرة في سبيل الوصول إلى الهدف بدعوى وحدة
الصف لا وحدة الرأي أو بدعوى نجتمع فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضا فيما
اختلفنا فيه وجماعة أخرى تتنازل عن بعض مسائل الدين من أجل أن يرضى عنها أعداء
الإسلام فتنفصم عرى الإسلام عروة عروة ويتنازلون عن الكثير من أمور الدين حتى عن الثوابت
تزلفا وتقربا إلى الكفرة الملحدين . وهكذا بلغ تعدد الجماعات في هذا العصر أكثر
خطورة مما بلغه في العصور السابقة لأن الجماعات في العصور السابقة أمرها واضح لذا
أهل السنة والجماعة والطائفة المنصورة والفرقة الناجية وأهل السنة والجماعة وربما
تسمى كثير من الجماعات المختلفة المعاصرة بأسماء براقة ينخدع بها كثير من الناس
وينضم إلى صفوفهم لسبب التسمية لا غير مع أن الحقيقة لا تتفق مع الموضوع
والمضمون لا يتفق مع العنوان وهذه حقيقة يجب أن نعترف بها
وأن نسعى جاهدين لعلاجها . وعلاجها سوف نذكره في نقاط مخـتصرة في نهاية هذه
المحاضرة .
v الأمر
الخامس : أن الطريق الوحيد لسلوك سبيل المؤمنين واتباع هدي سيد المرسلين إنما يكمن
في فهم السلف الصالح قولا وعملا واعتقادا ونحن في عصر كثرت فيه الاجتهادات وكثر
فيه تحميل النصوص مسائل لا يحتملها , تحميل الآيات القرآنية والأحاديث النبوية
معانٍ لا تنطبق عليها و لا تحتملها ؛ الأمر الذي قد يصل إلى حد التحريف والتبديل
والتأويل والتعطيل والله عز وجل أثنى على السابقين الأولين وأمرنا بسلوك سبيلهم
كما سمعتم الآيات ومن ذلك قول الله سبحانه وتعالى " وَالسَّابِقُونَ
الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم
بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ
تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا " [14] ويقول
تبارك وتعالى " وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا
اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا
تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ
رَّحِيمٌ [15]
" فلابد من اتباع فهم السلف الصالح فكل خير في اتباع من سلف وكل شر في اتباع
من خلف , إنهم الأمة أو إنهم الجيل الذي تلقى الوحي غضا طريا مِنْ ِفي [16]رسول
الله صلى الله عليه وسلم فنقلوه إلى من بعدهم بكل صدق وأمنة
واخلاص ولذلك علق الله عز وجل الفلاح باتباع سبيل المؤمنين وبين أن الخسران في
اتباع غير سبيل المؤمنين وأن ذلك يورد إلى جهنم وساءت مصيرا .
v
الأمر السادس : الذي
نستخلصه مما تقدم من النصوص أن كل قرن هو أسوء من القرن الذي قبله والرسول صلى الله عليه وسلم أمرنا باتباع منهج القرون الأولى من جيل الصحابة والتابعين
وأتباعهم ؛ قال عليه الصلاة والسلام " خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم
الذين يلونهم " هؤلاء وإن كانت قد ظهرت كثير من الفتن في عهدهم لكنهم كانوا
يتصدون لها بالتمسك بالسنة وقمع أهل البدع والرد عليهم والاجتهاد في طاعة الله
سبحانه وتعالى وفق هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا إفراط و لا تفريط ولذلك فازوا وقَلَّ الاختلاف بينهم بل وكان
هذا الرعيل على الجادة التي من سلكها نجـا ومن حـدا عنها هلك .
v
الأمر السابع :الذي يستخلص
مما تقدم أن الطريق واضح لمن وفقه الله سبحانه وتعالى وأراد السبيل لكن من ابتغى
الهدى من غير طريقه والعياذ بالله ؛ ولاه الله ما تولى وهذا أمر خطير , يقول النبي صلى الله عليه وسلم " من تعلق شيئا وكل إليه " فإن الإنسان إذا تعود
الأخذ من غير المصادر الشرعية لا تزال تتراكم عليه البدع والخرافات فيستمرأها حتى تعمي قلبه وتصمه عن سماع الحق ولو جئته
بأدلة بعد ذلك أمثال الجبال فإنه لا يفقهها بل يحال بينه وبينها والعياذ بالله
وبقدر ما يُهدم من سنة فإنه يحصل مثلها أو أضعافها من البدع وبقدر ما يُحْدَثُ من
بدع فإنه يذهب مثلها من السنن , لذلك فإن من لم يأخذ من المصادر الشرعية ويتبع غير
سبيل المؤمنين ما يزال في ضلال إثر ضلال وظلمات بعضها فوق بعض حتى تنعكس مفاهمه
وينتكس عقله حتى يرى حسنا ماليس بالحسن يقول جل وعلا " قُلْ هَلْ
نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً , الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي
الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً " [17]
يقضى على المرء في أيام محنته * حتى يرى
حسنا ماليس بالحسن
تأتي له بالآية فيقول لك هذه الآية لا
أفهمها إنما شيوخنا يقولون فيها كذا وكذا ويأتي من ضلالات رموزه وأقطابه الذين
حرفوا معاني القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة حتى يخرج من الموقف , ولن يخرج
ولن يأل وتأتي له بالحديث يتمحل [18]لرده إما
يقول لك منسوخ أو مؤول أو يقصد به كذا وكذا حتى إنه لو سألته عن مسألة ربما كال لك
بمكيالين و أنا أذكر واقعة مع نفر ممن يدعو إلى منهج الرافضة وهم من أصل أهل السنة
ولكنه من الذين فتنوا بالطاغوت المعاصر من الرافضة وظن أنه على شيء والعياذ بالله
فسألته سؤالا بعد جدل طويل عريض عن حكم مقولة قلت له : " لو أنني قلت لك إن
من ضروريات مذهبنا أن لأئمتنا درجة لا يبلغها ملك مقرب و لا نبي مرسل بما تحكم علي
؟ قال : لو قلتها تكفر ! قلت : ولو قالها فلان وذكرت طاغوتهم الخميني , قال : لا !
أمره إلى الله , والعياذ بالله , فإن الذي يقع ويأخذ من غير المصادر الشرعية
ينتكس تماما ويعمى قلبه وتصم آذانه عن سماع الحق تأتيه بكلام السلف لا يفقهه تتأتيه
بتفسير , قلت له قال ابن عباس أو قال ابن عمر أو قال فلان لا يفقهه لأنه قد غلف
قلبه حتى وصل إلى درجة وصفها النبي صلى الله عليه وسلم عندما وصف أهل الأهواء قال " ليس له إلا ما أشرب من هواه
" جرت في عروقه ودمه والعياذ بالله كما يتجارى الكلب بصاحبه , هذه بعض مسائل
, ينبغي التنبه لها والتي يمكن أن تأخذ من
النصوص وهي ليست للحصر وإنما ذكرت بعض ما أحببت التنبيه عليه أما الطريق الخلاص
فيكمن في اتباع بعض معالم أذكر منها :
1-
وجوب العلم والتعلم :
فهذا هو طريق الخلاص , العلم يفرق به المسلم بين التوحيد والشرك وبين السنة
والبدعة وبين الحلال والحرام وبين الخبيث والطيب ؛ العلم الشرعي المستمد من كتاب
الله سبحانه وتعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم .
2-
الإخلاص : إخلاص
العمل لله وحده ؛ أن يبتغي المسلم بعمله وجه الله عز وجل " وَابْتَغِ فِيمَا
آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَة "[19] .
3-
التجرد من التعصب ومن الهوى , فإن التعصب واتباع الأهواء يحولان
بين صاحبها وبين سماع الحق ولو أقمت له أدلة أمثال الجبال وقد وصف الله الكفار
بقوله " بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا
عَلَى آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ " [20] " وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا
سَادَتَنَا وَكُبَرَاءنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا [21] "
فالتجرد من التعصب والهوى هو سبيل المؤمنين الذي يورث الثبات على سلوك سبيل
المؤمنين بإذن الله سبحانه وتعالى .
4-
التجرد من حض النفس
والشعور بالتقصير واتهام النفس بالقصور وأطرها على الحق أطرا وعدم الغرور والتكبر
.
5-
دراسة كتب السلف
وبخاصة الكتب القديمة التي ألفت في العقيدة سواء منها ما يتعلق بالردود على أهل
البدع والأهواء أو ما يتعلق بالتأصيل المجرد وهي كثيرة ولله الحمد فمما يتعلق بالتأصيل
مثل العقيدة الطحاوية , رسالة لأبي زيد القيرواني , الأصول الثلاثة والعقيدة
الواسطية والحموية وغيرها ومما يتعلق بالردود مثل توحيد ابن خزيمة , الإيمان لابن
منده , خلق أفعال العباد للبخاري , وكل ما سمي بشرح السنة , للبربهاري ولـ... هذا
يتضمن تأصيلا وردا ؛ شرح السنة للبربهاري , شرح السنة للبغاوي , شرح اعتقاد أهل
السنة والجماعة للالكائي وغيرها . فالعناية بكتب السلف تجعل المسلم إذا قرأها على
أيدي العلماء وطلاب العلم المتخصصين فإن ذلك يورثه علما نافعا ويجعله بإذن الله
يثبت على الحق .
6-
الإعتبار بما حَلَّ
بالأمم السابقة وبعبارة أخرى ؛ الاعتبار بما حَلَّ بكثير من الجماعات التي انحرفت
عن هذا السبيل إذ أنه لا يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها كما يقول إمام
دار الهجرة ؛ الإمام مالك ابن أنس رحمه الله تعالى .
7-
الاجتهاد في العبادة
فإن مما يلاحظ لذا كثير من المسلمين وإن كانوا على الحق يعني " ضعف التدين
العملي والعبادة والجوء إلى الله سبحانه وتعالى وبخاصة في الأوقات التي هي حرية
بالإجابة من التهجد آخر الليل ولو لوقت قصير ومثل الاجتهاد في التطوعات التي تقرب
إلى الله سبحانه وتعالى مثل صوم التطوع والنوافل وتلاوة كتاب الله عز وجل ما إلى
ذلك مما يقرب إلى الله سبحانه وتعالى .
8-
تعاهد ذكر الله تبارك
وتعالى والاجتهاد فيه وحفظ ما أمكن منه فإن ذلك من أفضل ما يعين المرء على سلوك
سبيل المؤمنين .
9-
لزوم علماء السنة
والأخذ عنهم والاجتهاد في مرافقتهم والاستفادة من علمهم واحترامهم وحبهم وولائهم
في الله سبحانه وتعالى ورد على من يتنقصهم أو ينال منهم أو يحط من قدرهم لأن الحط
من قدر العلماء والفصل بين العلماء وبين الشباب من أعظم المخططات التي دعت إليها
الماسونية العالمية الصهيونية منذ مئات السنين وقد نجحت إلى حد كبير في كثير من الأوساط
حيث فصلت الدين عن الدولة كما هو في كثير من البلاد وفصلت بين العلماء وبين الشباب
إما بإفراط أو تفريط إما بالتمرد على الدين والوقوع في شراك العلمانية أي كان
توجهها وإما بالإفراط وسلوك منهج الخوارج التكفريين والذين انفصلوا عن منهج أهل
السنة والجماعة ولم يصدروا عن علماء الأمة
فيما يدرون فيما يفعلون .
هذه لمحة سريعة عن طرق العلاج من أجل اتباع سبيل
المؤمنين والعض على ذلك بالنواجد فعلينا أن نجتهد في ذلك وأن نبذل كل ما نستطيع من
أجل سلوك هذا السبيل " صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين
والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا , جعلني الله وإياكم منهم ونسأل الله الكريم
رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يسلك بنا وبكم السبيل المؤمنين
وأن يحيينا مسلمين ويتوفانا مسلمين وأن يلحقنا بالصالحين وأن يرزقنا وإياكم العلم
النافع والعمل الصالح وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك
على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
[1] الأنعام آية 153 .
[2] سورة النساء آية 115.
[3] سورة البقرة آية 143.
[4] سورة آل عمران 103.
[5] سورة المؤمنون 52.
[6] سورة النساء 59 .
[7] سورة المائدة آية 3.
[8] سورة المائدة آية 3.
[9] أي أصحاب البدع .
[10] قال ابن منظور : كمن : كَمَنَ كُمُوناً:
اخْتَفـى. و كَمَن له يَكْمُن كُموناً و كَمِن: استَـخْفـى و كمَن فلانٌ إِذا
استـخفـى فـي مَكْمَنٍ لا يُفْطَنُ له. و أَكّمَن غيرَه. أَخفاه.
ولكل حَرْفٍ مَكْمَنٌ إِذا مَرَّ به الصوتُ أَثاره. وكلُّ شيءٍ
استتر بشيءٍ فقد كَمَن فـيه كُموناً. لسان العرب 13/359.
[11] (هود : 119-118 )
[12] سورة الأنعام 159.
[13] سورة آل عمران -106-107-105.
[14] (التوبة
: 100 )
[15] (الحشر
: 10 )
[16]الفوه
أصل بناء تأسيس الفم. قال أبو منصور: مما يدلك على الأصل في أن فَم، و فُو، و فا و
فـي هاءٌ حُذِفَت من آخرها.... الفُوهُ و
الفِـيهُ و الفَمُ سواءٌ،
والـجمعُ أَفْواهٌ. لسان العرب 13/525
[17] سورة الكهف آية 103-104 .
[18] من الـمِـحال، وبالكسر، وهو الكيد، وقـيل:
الـمَكْر... ورجل مَـحِل أَي ذو كَيْد. و
تَمَـحَّلَ أَي احتال، فهو مُتَمَـحِّلٌ.
لسان العرب 11/619.
[19] سورة القصص 77
[20] سورة الزخرف 22.
[21] (الأحزاب
: 67 )
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق