أحدث المواضيع

الجمعة، 26 مارس 2021

حكم #التبرك ب #قبور_الصالحين \موقف #المالكية من التبرك

 




حكم التبرك بقبور الصالحين

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

وبعد، فقد أثار أحد المشاركين في مؤتمر جروزني شبهةً واستدل بها على أن المحدثين يتبركون بالصالحين أمواتًا وأحياءً، وذكر بعض القصص التي وردت في تراجم بعض العلماء وأنها تدل على ذلك.

فذكر ما رواه الخطيب البغدادي بسنده عن الحسن بن إبراهيم أنه قال: «ما همني أمر فقصدت قبر موسى بن جعفر فتوسلت به إلا سهل الله لي ما أحب»([1]).

وما رواه ابن حبان في ترجمة علي بن موسى الرضا بن جعفر الصادق: «وقبره بسناباذ، خارج النوقان، مشهور يزار، بجنب قبر الرشيد، قد زرته مرارًا كثيرة، وما حلت بي شدة في وقت مقامي بطوس، فزرت قبر علي بن موسى الرضا صلوات الله على جده وعليه، ودعوت الله إزالتها عني: إلا استجيب لي، وزالت عني تلك الشدة، وهذا شيء جربته مرارًا فوجدته كذلك» ([2])

وما ذكره ابن ماكولا عن: «علي بن بيان الزاهد، من أهل دير العاقول، له كرامات، وقبره في ظاهرها يتبرك به، وقد زرته»([3])

هذه النقول الثلاثة وغيرها -مما قال أنه لم يذكره – دعت هذا المشارك إلى القول: إن الحفاظ والمحدثين يتبركون بالصالحين أمواتًا وأحياء!!

لذا فسوف نخص حديثنا في هذا المقال عن حكم التبرك بقبور الصالحين متعرّضين لهذه الشبهة بالنقض. فنقول:

أولًا: التبرك في اللغة: تبرَّكَ يتبرَّك تَبَرُّكًا، فهو مُتبرِّك، وتبرَّك بالقرآن وغيره: التمس بركتَه وتيمَّن به([4]).

والبَرَكَة: من النماء والزيادة، وقال الفراء: البركة: السعادة ([5])، فالبركة بهذا المعنى هي: كثرة الخير وزيادته.

وقال ابن فارس:« الباء والراء والكاف أصل واحد، وهو ثبات الشيء»([6]، والبركة بهذا المعنى: هي ثبوت الخير ودوامه.

إذن فالبركة هي: ثبوت الخير ودوامه أو كثرته وزيادته.

فالتبرك بشيء معناه: طلب حصول الخير بمقاربة ذلك الشيء وملابسته([7]). والتبرك بقبور الصالحين معناه: طلب حصول الخير وكثرته وزيادته بالقبور وذلك بتعظيمها وتفضيلها على غيرها، وهذا يكون بأمور:

– دعاء أصحاب هذه القبور وطلب الحوائج منهم أو طلب شفاعتهم.

– أداء بعض العبادات عند قبورهم واعتقاد أن ذلك أفضل.

– التمسح بالقبور وتقبيلها وتعظيمها بتعليق الستور عليها وإيقاد الشموع والقناديل عليها.

– اتخاذها مساجد، وبناء القباب عليها. ([8])

وبالجملة فإن تخصيص القبر بشيء التماسًا للخير الديني -كإجابة الدعاء – أو الدنيوي -كالزيادة في الرزق-  من التبرك بالقبور.

ثانيًا: ما شرعه النبي صلى الله عليه وسلم لنا هو زيارة القبور، ومعلوم أن زيارة القبور كانت مما منع أول الإسلام ثم نسخ ذلك المنع، والمقصود من زيارة القبور أمران:

أحدهما: الاتعاظ وتذكر الآخرة

ففي حديث بريدة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إني قد كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها»([9]) «فإنها ترق القلب، وتدمع العين، وتذكر الآخرة»([10]) وفي رواية: «فزوروها فإن فيها عبرة»

والثاني: انتفاع الميت بدعاء الزائر وبصلاته عليه ([11])

ثالثًا: مظاهر التبرك بالقبر واستجلاب الخير به على نوعين:

النوع الأول: أن يصاحب التبرك بالقبر صرف عبادة لصاحب القبر، كأن يطلب النفع من صاحب القبر بأن يسأله حاجته من قضاء دين ومعافاة بدن وغير ذلك مما لا يقدر عليه إلا الله. وهذا شرك أكبر مخرج من الملة ([12])، وذلك لأنه صرف العبادة لغير الله.

ويدخل في هذا النوع صرف أنواع العبادة التي لا تجوز إلا لله لصاحب القبر، كدعائه، والطواف بقبره، والسجود له، والنذر له.

أو أن يعتقد أن صاحب القبر يدبر أمور الخلق، كاعتقاد أن للكون أقطابًا من الموتي  يدبرون الأمر، ويتحكمون في أرزاق الخلق.

النوع الثاني: أن يظن أن مواضع القبور من المواضع المفضلة في الشرع، فيخصها بأنواع من العبادات لله كأن يظن أن الدعاء عند القبر مستجاب، أو يتخذ موضع القبر مسجدًا، أو يظن أن المقام بجوار القبر فيه تحصيل لفضيلة فيتخذه موضعا لفعل أموره المهمة.

وهذا كله محرم لا يجوز.

قال ابن تيمية: « لم يقل أحد من أئمة السلف: إن الصلاة عند القبور وفي مشاهد القبور مستحبة، أو فيها فضيلة، ولا أن الصلاة هناك والدعاء أفضل من الصلاة في غير تلك البقعة والدعاء، بل اتفقوا كلهم على أن الصلاة في المساجد والبيوت أفضل من الصلاة عند القبور – قبور الأنبياء والصالحين – سواء سميت مشاهد أو لم تسم »([13])

والدليل على هذا التحريم أمور:

الأمر الأول: أن إثبات فضل لمكان أمر لا يتلقى إلا من الشرع، ولم يرد في الكتاب والسنة ما يدل على إثبات فضل لهذه الأماكن، ولم يقل بذلك أحد من الصحابة أو التابعين.

الأمر الثاني: ما تواترت به النصوص من النهي عن كثير من مظاهر التبرك بالقبور

فمما ورد النهي عنه: الصلاة بين القبور، واتخاذها مساجد، ورفعها والبناء عليها، والصلاة إليها، وشد الرحل إليها.

ومن هذه الأدلة: ما روته عائشة رضي الله عنها قالت: لما نزل برسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه، فإذا اغتم بها كشفها، فقال – وهو كذلك -: لعنة الله على اليهود والنصارى، اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد، يحذر ما صنعوا، ولولا ذلك لأبرز قبره، غير أنه خشي أن يتخذ مسجدًا»([14])

وعن جندب بن عبدالله رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول: «ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك» ([15]).

وعن عائشة رضي الله عنها أن أم سلمة ذكرت لرسول الله صلى الله عليه وسلم كنيسة رأتها بأرض الحبشة وما فيها من الصور فقال: «أولئك إذا مات فيهم الرجل الصالح أو العبد الصالح بنوا على قبره مسجدًا وصوروا فيه تلك الصور، أولئك شرار الخلق عند الله» ([16]).

وعن أبي عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «واعلموا أن شرار الناس الذين يتخذون القبور مساجد» ([17]).

وعن أبي مرثد الغنوي قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: « لا تجلسوا على القبور ولا تصلوا إليها» ([18]).

وعن أبي هياج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب: « ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ألا تدع تمثالًا إلا طمسته، ولا قبرًا مشرفًا إلا سويته»([19])

قال ابن حجر الهيتمي: «الكبيرة الثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة والثامنة والتسعون: اتخاذ القبور مساجد، وإيقاد السرج عليها، واتخاذها أوثانًا، والطواف بها، واستلامها، والصلاة إليها»([20]).

قال ابن تيمية: «ويحرم الإسراج على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وبينها، ويتعين إزالتها، ولا أعلم فيه خلافًا بين العلماء المعروفين»([21]).

وقال أيضًا: « وما يفعله بعض الناس من تحري الصلاة والدعاء عند ما يقال: إنه قبر نبي أو قبر أحد من الصحابة والقرابة، أو ما يقرب من ذلك، أو إلصاق بدنه أو شيء من بدنه بالقبر، أو بما يجاور القبر من عود وغيره… فهو مخطئ مبتدع مخالف للسنة، فإن الصلاة والدعاء بهذه الأمكنة ليس له مزية عند أحد من سلف الأمة وأئمتها، ولا كانوا يفعلون ذلك، بل كانوا ينهون عن مثل ذلك »([22]).

الأمر الثالث: أن هذه الأمور ذريعة إلى الشرك، فإن التبرك بقبور الصالحين وظن أنها من أفضل الأماكن للعبادة من أعظم الوسائل المفضية إلى عبادة صاحب ذلك القبر، فهو من أقرب الوسائل إلى الشرك، بل إن أول الشرك في بني آدم كان بتعظيم الصالحين على الوجه الذي لم يشرعه الله ولم يأذن به.

بقي لنا تنبيهان:

أحدهما: هو أن الأحكام الشرعية لا تؤخذ من تراجم العلماء،وما من عالم إلا وله زلة أو تصرف مخالف للشرع، والقاعدة المقررة في هذا: أن تصرفات العلماء وأقوالهم يستدل لها، وليس بها.

والثاني: أن مسألة الصلاة بين القبور غير مسألة تعظيم القبور، والتبرك بها، وبناء المساجد عليها، فالتبرك بالقبور ليس محلًّا للخلاف، أما الصلاة بين القبور فقد وقع الخلاف فيها ([23])، وجواز  الصلاة بين القبور -عند من يرى كراهتها- لا يلزم منه إثبات فضل للقبور ليتبرك بها، فإن الذين أجازوها مع الكراهة ظنوا أن العلة في النهي عن الصلاة بين القبور هو خشية النجاسة المختلطة من الميت بالتربة، فحيث عدمت النجاسة فتكره الصلاة، وهذا ليس بصحيح، ومع ذلك فالقول بهذا يقتضي المنع من القول بأن هذا المكان مما يتبرك به؛ إذ كيف يعتقد فضلَ مكانٍ منهي عن الصلاة فيه، وتُظَن نجاسته.

 

‏إعداد اللجنة العلمية بمركز سلف للبحوث والدراسات [تحت التأسيس]

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

([1]) تاريخ بغداد (1/422)

([2]) الثقات (8/457)

([3]) الإكمال (1/367)

([4]) انظر: تاج العروس (27/69)، معجم اللغة العربية المعاصرة (1/194)

([5]) تاج العروس (27/57)، مقاييس اللغة (1/230)

([6]) مقاييس اللغة (1/227)

([7]) انظر: التبرك أنواعه وأحكامه (ص38).

([8]) انظر: المصدر السابق (394-400)

([9]) رواه مسلم (979)

([10]) رواه البيهقي في السنن (7198) وصححه الألباني

([11]) مجموع الفتاوى (27/71)

([12]) مجموع الفتاوى (27/72)

([13]) مجموع الفتاوى (27/77-78)

([14]) البخاري (434)، مسلم (531).

([15]) مسلم (532)

([16]) البخاري (427)، مسلم (528)

([17]) رواه أحمد (3/233/ح1694) وصححه أحمد شاكر والألباني.

([18]) رواه مسلم (972)

([19])رواه مسلم (969)

([20]) الزواجر عن اقتراف الكبائر (1/244)

([21]) الفتاوى الكبرى لابن تيمية (5/361)

([22]) مجموع الفتاوى (27/128-129)

([23]) بعض الحنفية والمالكية يصرحون بأن الصلاة بين القبور مكروهة، انظر: تبيين الحقائق (1/246)، التبصرة (1/345).

https://salafcenter.org/514/

موقف المالكية من التبرك

التبرك من الأسباب التي يتوصل بها إلى المطلوب لكنه سبب خفي، فلزم ألا يعدى محله إلا بدليل يشهد لأصله ووصفه، وقد دلت نصوص من الكتاب والسنة على وجود البركة في بعض المخلوقات، قال سبحانه حكاية عن عيسى عليه الصلاة والسلام: {وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريم: 31] “أي: ذا بركات ومنافع في الدين والدعاء إليه ومعلما له”([1]).

وقال عن الزيتون: {يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ} [النور: 35]. والبركة هنا كثرة المنافع([2]).

وقال تعالى عن ليلة القدر: {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُّبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِين} [الدخان: 3].

وانعقد إجماع الصحابة على جواز التبرك بالنبي صلى الله عليه وسلم في حياته([3]).

كما أجاز مالك رحمه الله التبرك بالكتب التي عليها أسماء الله عز وجل بشرط ألا يفعل ذلك قبل نزول البلاء، فقد نقل القرطبي عنه أنه قال: “قال مالك: لا بأس بتعليق الكتب التي فيها أسماء الله عز وجل على أعناق المرضى على وجه التبرك بها إذا لم يرد معلقها بتعليقها مدافعة العين. وهذا معناه قبل أن ينزل به شيء من العين. وعلى هذا القول جماعة أهل العلم، لا يجوز عندهم أن يعلق على الصحيح من البهائم أو بني آدم شيء من العلائق خوف نزول العين، وكل ما يعلق بعد نزول البلاء من أسماء الله عز وجل وكتابه رجاء الفرج والبرء من الله تعالى فهو كالرقى المباح الذي وردت السنة بإباحته من العين وغيرها”([4]).

لكن الناس توسعوا في هذا المجال حتى صار القول بمنع بعض أنواع التبرك قولا مبتدعا وكأن القائل به لا سلف له، ونحن نورد مذهب الإمام مالك في التبرك بالآثار وتتبعها مما لم يرد عليه دليل، وقوله بمنع ذلك، وكذلك أصحابه، وحتى لا يعترض علينا معترض بأن بعض ما نذكر فيه المنع مختلف فيه حتى في المذهب، فإننا نبين سبب اختيار هذه الأقوال، وأنها جارية على أصول الإمام مالك، وأصل الإمام مالك في هذا الباب كله كما نقله المحققون من أهل مذهبه: أن العبادة مبناها على التوقيف، فلا بد من الدليل على أصلها ووصفها.

أصل سد الذريعة فيما قد يفضي إلى المحرم([5]):

وردت عن الإمام مالك رحمه الله آثار في منع التبرك بآثار الصالحين خوفا من الابتداع، فقد نقل ابن وضاح قال: “كان مالك بن أنس وغيره من علماء المدينة يكرهون إتيان تلك المساجد وتلك الآثار للنبي صلى الله عليه وسلم بالمدينة، ما عدا قباء وحده”([6]).

ونقل الشاطبي رحمه الله عنه كراهة المجيء إلى بيت المقدس خيفة أن يتخذ ذلك سنة، وكان يكره مجيء قبور الشهداء([7]).

وهذا ابن بطال من المالكية يعلق على التبرك بشعر النبي صلى الله عليه وسلم ونعله، ويبين الخصوصية فيه، وعدم جواز ذلك من غيره، فيقول: “وأما الشعر فإنما استعمله الناس على سبيل التبرك به من النبي خاصة، وليس ذلك من غيره بتلك المنزلة، وكذلك النعلان من باب التبرك أيضا، ليس لأحد في ذلك مزية رسول الله، ولا يتبرك من غيره بمثل ذلك”([8]).

وها هو صاحب المدخل يعتبر الطواف بالقبر والتمسح به على سبيل التبرك من قبيل البدع فيقول: “فينبه العالم غيره على ذلك، ويحذرهم من تلك البدع التي أحدثت هناك، فترى من لا علم عنده يطوف بالقبر الشريف كما يطوف بالكعبة الحرام، ويتمسح به، ويقبله، ويلقون عليه مناديلهم وثيابهم يقصدون به التبرك، وذلك كله من البدع؛ لأن التبرك إنما يكون بالاتباع له عليه الصلاة والسلام، وما كان سبب عبادة الجاهلية للأصنام إلا من هذا الباب”([9]).

ويقول بعد ذلك معقبا على هذه التصرفات وما يضاهيها من البدع: “ولأجل ذلك كره علماؤنا -رحمة الله عليهم- التمسح بجدار الكعبة، أو بجدران المسجد، أو بالمصحف، إلى غير ذلك مما يتبرك به؛ سدًّا لهذا الباب ولمخالفة السنة؛ لأن صفة التعظيم موقوفة عليه صلى الله عليه وسلم، فكل ما عظمه رسول الله صلى الله عليه وسلم نعظمه ونتبعه فيه، فتعظيم المصحف قراءته، والعمل بما فيه، لا تقبيله ولا القيام إليه كما يفعل بعضهم في هذا الزمان، وكذلك المسجد تعظيمه الصلاة فيه لا التمسح بجدرانه، وكذلك الورقة يجدها الإنسان في الطريق فيها اسم من أسمائه تعالى، أو اسم نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام؛ ترفيعه إزالة الورقة من موضع المهانة إلى موضع ترفع فيه لا بتقبيلها، وكذلك الخبز يجده الإنسان ملقى بين الأرجل؛ تعظيمه أكله لا تقبيله، وكذلك الولي تعظيمه اتباعه لا تقبيل يده وقدمه، ولا التمسح به، فكذلك ما نحن بسبيله تعظيمه باتباعه لا بالابتداع عنده، ومن هذا الباب أيضا قول بعضهم في المصحف: مصيحف، وفي الكتاب كتيب، ومثل ذلك قولهم حين مناولتهم المصحف والكتاب لفظة: حاشاك، ومن ذلك قولهم في المسجد: مسيجد ،وفي الدعاء: ادع لي دعيوة، إلى غير ذلك. وهذه الألفاظ شنيعة قبيحة، لو علموا ما فيها من الخطر ما تكلموا بها؛ إذ إن كل ذلك تعظيمه مطلوب، والتصغير ضده، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((لعن الله اليهود؛ اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد)) انتهى([10])، فإذا كان هذا الذم العظيم فيمن اتخذ الموضع مسجدا، فكيف بالطواف عنده؟!”([11]).

وقد نقل زرّوق في شرحه للرسالة نفي ابن العربي المالكي الانتفاع بزيارة القبور، وأن ذلك خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم، أما غيره فالانتفاع به هو الاعتبار([12]). كما نص زروق على أن التمسح بها والتبرك بترابها هو من الأمور المحرمة، بل هو من فعل النصارى([13]).

وقد خلص الإمام الشاطبي رحمه الله إلى خلاصة عظيمة في الاعتصام بعد أن ذكر الآثار في التبرك، مفادها أن جميع ما ود في التبرك بآثار الصالحين مشكل:

وذلك أن الصحابة لم يقع منهم شيء من التبرك بعد النبي بغيره؛ إذ لم يترك النبي صلى الله عليه وسلم بعده في الأمة أفضل من أبي بكر، ولم يتبرك به، وكذلك عمر رضي الله عنه، وهو كان أفضل الأمة بعد أبي بكر، ولم يفعل به شيء من ذلك، ولم يثبت شيء من ذلك من طريق صحيح عن أحد من الصحابة، فلم يبق إلا تفسير سبب هذا الترك وحصره في سببين:

الأول: الاختصاص بالنبي صلى الله عليه وسلم.

والثاني: تركه سدا للذريعة.

وبين أن هذا الأصل مقصود ومراعى عندهم؛ إذ التبرك هو أصل العبادة، والتوسع فيه هو الذي أدى إلى عبادة الأوثان من دون الله([14]).

فيعلم بهذا أن سد باب التبرك الذي قد يؤدي إلى البدع أو إلى الشرك بالله عز وجل أمر مطروق عند أهل العلم، وليس نتيجة لتوسع مدرسة معينة في منعه، كما أنه ليس خصوصية مذهبية لقوم دون قوم، بل كل غيور على الدين حام لحماه لا يمكن أن يحمله فتح باب المندوبات ليوقع الناس في المحرمات أو ما هو أشد منها، فكثير من أنواع التوسل التي يفعلها بعض الناس دائرة بين الشرك والمتشابهات، فإن شرعت بأصل فيبقى الاشتباه حاصلا فيها أو تكون مبتدعة ظاهرة في المنع، والله ولي التوفيق.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(المراجع)

([1]) ينظر: تفسير القرطبي (11/ 103).

([2]) ينظر: تفسير البغوي (3/ 446).

([3]) ينظر: الاعتصام (267).

([4]) تفسير القرطبي (10/ 319).

([5]) ينظر: الاعتصام (1/ 254)، والموافقات للشاطبي (3/ 440).

([6]) البدع لابن وضاح (ص: 191). وفي بعض النسخ “وأحدا” بدل وحده.

([7]) ينظر: الاعتصام للشاطبي (ص: 255).

([8]) شرح صحيح البخاري (5/ 265).

([9]) المدخل (1/ 263).

([10]) أخرجه البخاري (435).

([11]) المدخل (1/ 263).

([12]) ينظر: شرح زروق على الرسالة (1/ 288).

([13]) ينظر: المرجع السابق (1/ 279).

([14]) ينظر: الاعتصام (ص: 275).

https://salafcenter.org/2664/


التبرك بآثار النبي ، و حكم التبرك بالأشخاص و الصالحين 

- العلامة ابن باز رحمه الله تعالى


https://www.youtube.com/watch?v=qAEJ5BqCPuc

لقاء[168 من 220] ماحكم زيارة قبور الأولياء والتبرك بها؟!! 

العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى- مشروع كبار العلماء


هل يجوز التبرك بالصالحين "

 الشيخ مزمل فقيري حفظه الله تعالى          


التبرك المشروع والتبرك الممنوع 

العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى 







الأحد، 21 مارس 2021

التحذير من القطبي #محمد_صالح_المنجد

التحذير من القطبي #محمد_صالح_المنجد


من ذكريات_الربيع_العربي

 المنجد الملائكة تقاتل في سوريا مع الثوار وثورة سوريا سبب لعودة الخلافة! 


السروري القطبي محمد صالح المنجد والرد على بعض ضلالاته... -

#القطبية و #السرورية و #الإخوان و إمامهم #القرضاوي فطرة مطموسة فطرة منكوسة يرون دول الكفر هي دول الإسلام و يرون دول الإسلام هي دول الكفر


العلامة ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى :

السائل :هل يقال في أمثالهم محمد صالح المنجد ؟
الشيخ : هو من رؤسهــم من رؤوس القطبية واضح لا غبار عليه و منظر من المنظرين أينكم أنتم لا يستطيع واحد منكم يعرف اتجاهه فين....
للشيخ صالح المنجد ثلاثة كتب يضع فيها موضوعات و مؤلفات الاخوان و يحط بينهم شيء من كتب السلفية والآ فالهدف كتب محمد قطب كتب سيد قطب جمع كل شيء الى أخره إلا كتب الربيع لم يذكر منها ولا واحد .
كتب الفكر الإسلامي
محمد قطب  منهج التربية الإسلامية
سيد قطب  معالم في الطريق
سيد قطب  هذا الدين
محمد قطب  واقعنا المعاصر
محمد قطب  مفاهيم يمبغي أن تصحح
ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين
-- مجلة البيان

‫العلامة عبيد يبين حال محمد صالح المنجد قطبي‬‎ - هداه الله للحق.


التحذير من القطبي محمد صالح المنجد صاحب موقع " الإسلام سؤال و جواب islamqa " - العلامة عبيد الجابري

..الهدف هنا إجلاء حقيقة محمّد بن صالح المنجّد بأنّه ممّن يدعو إلى الفكر القطبي وينتصر له ويدلّ على أعلامه وينصح الخلق -وبئست النصيحة هذه- بقراءة (آثار) سيّد قطب وأخيه محمّد و(أعلام) الفكر القطبي كعائض القرني والعودة والحوالي والعُمَر وغيرهم.
ويظهر للقارىء أنّه يحكم على هؤلاء أن ما يقولونه أو يكتبونه نافع مفيد!! وأنّ كتبهم من الكتب المهمّة التي لا ينبغي أن تخلو مكتبة منها!! وأنّه ينبغي حثّ أهل البيت على الاطّلاع عليها!! ولهذا سمّيت رسالته: «40 نصيحة لتخريب البيوت» معانداً في ذلك أصحاب منهج الموازانات الذين ربّما يقولون: كيف أهدرت 38 نصيحة لنصيحتين (انتقدتها)؟! والجواب أنّ القلتين حملت الخبث بهما!!! لأنّ أفكار القطبيين ودعوتهم تفسد البرّ والبحر فكيف بقلّتين؟؟!!
وقد جعل المنجّد (الدعاة إلى الله) أو (العاملين للإسلام) طائفتين:
- علماء تؤخذ منهم الفتوى... فمنهم ابن باز وابن عثيمين والفوزان...
- (محاضرون) (!!) «يعملون على توعية الأمّة، وإقامة الحجّة، وإنكار المنكر»!! ويسمّيهم بعد ذلك حتّى يتعلّم (السالك) هذا التمييز ويتعلّم من هم (أعلام) الطائفتين...
وهذا التفريق هو الذي قام عليه بنيان القطبيين السروريين...
وينصح بالاستفادة من كتب بعض دعاة الإخوان وأشرطتهم ويخلطها بذكر دعاة سلفيين وكتبهم وأشرطتهم بطريقة لا تعرف إلاّ عند السروريين القطبيين...
وينصح بإسماع أولادنا الأناشيد.
ومع هذا ترى من يقول عن نفسه: إنّه (سلفي) يشيد بالمنجّد ويدلّ عليه ويصفه بأنّه مؤصّل...
فليعلم هؤلاء بأنّ الدلالة على أهل الانحراف والضلال أشدّ وأقبح من الدلالة على أهل العصيان والفجور والزنا والخمر لأنّ البدع أشدّ من المعاصي بالاتّفاق ولا يسمح المجال لذكر أقوال أهل العلم في ذلك.
وأمّا وصفهم إيّاه أنّه مؤصّل فالمؤصّل ابن عثيمين؛ والمؤصّل ابن باز؛ والمؤصّل الألباني؛ والمؤصّل الفوزان؛ والمؤصّل كلّ عالم ربّاني ليس يداري أهل البدع ولا ينافح عنهم؛ والمؤصّل من أصّل أصول أهل السنّة والجماعة المبثوتة في كتب أهل العلم ومن أهمّها كتب «السنّة» ككتاب اللالكائي وكتاب ابن بطّة وكتاب السنّة لعبد الله بن الإمام أحمد وكتاب السنّة للخلاّل وغير ذلك من كتب أهل العلم النافعة...
أم تريدون أن تغشّوا الأمّة؟؟!!
فليتقِّ الله هؤلاء وليتوبوا إلى الله....
وبعد فإنّ كلّ ما ذكرناه عن المنجّد تراه في كلامه الذي ننقله الآن؛ قال:
«نصيحة (9): اصنع نواة لمكتبة إسلامية في بيتك:
ممّا يساعد في تعليم أهل البيت، وإتاحة المجال لتفقههم في الدين، وإعانتهم على الالتزام بأحكام الشريعة؛ عمل مكتبة إسلامية في البيت. ليس بالضرورة أن تكون كبيرة، ولكن العبرة بانتفاء الكتب المهمّة، ووضعها في مكان يسهل تناولها، وحثّ أهل البيت على قراءتها.
.....
ومن إتقان المكتبة -والله يحبّ الإتقان- أن يحتوي على مراجع تصلح لبحث المسائل المختلفة، وتنفع الأولاد في المدارس...
.....
وهاك أخي القارىء اقتراحات بهذا الشأن:
التفسير: تفسير ابن كثير، تفسير ابن سعدي، زبدة التفسير للأشقر، في ظلال القرآن لسيّد قطب، أصول التفسير لابن عثيمين، لمحات في علوم القرآن لمحمّد الصبّاغ.
.....
* كما أنّ هناك عدداً من الكتب الجيّدة في المجالات المختلفة، فمنها: كتب الأستاذ سيّد قطب -رحمه الله- مثل المستقبل لهذا الدين، هذا الدين، معالم في الطريق، خصائص التصوّر الإسلامي ومقوماته.
وكتب الأستاذ محمّد قطب مثل: منهج التربية الإسلامي 1-2، وواقعنا المعاصر، رؤية إسلامية في أحوال العالم المعاصر، قبسات من الرسول، معركة التقليد، هل نحن مسلمون، جاهلية القرن العشرين، ومذاهب فكرية معاصرة.
ومن كتب الأستاذ أبي الأعلى المودودي، تفسير سورة النور، والحجاب، والجهاد.
وللأستاذ أبي الحسن الندوي مثل: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين، والصراع بين الفكرة الإسلامية والفكرة الغربية، وكتب الشيخ عمر بن سليمان الأشقر، وكتب الشيخ محمّد بن إسماعيل المقدّم، وكتب الأستاذ محمّد محمّد حسين، وكتب الشيخ محمّد جميل زينو، وكتب الأستاذ حسين العوايشة في الرقائق، وكتاب الإيمان لمحّمد نعيم ياسين، والولاء والبراء للشيخ محمّد سعيد القحطاني، المسلمون وظاهرة الهزيمة النفسية لعبد الله الشبانة، المرأة بين الفيديو والتلفزيون، وكتب الشيخ بكر أبو زيد، وكتب الشيخ سلمان العودة. وأبحاث الأستاذ مشهور حسن سلمان.
وغير هذا كثير من النافع الطيّب، وما ذكرناه على سبيل المثال لا الحصر.....
نصيحة (10): المكتبة الصوتية في البيت:
...
وكم لأشرطة الفتاوى من الأثر في تفقيه أهل البيت بالأحكام المختلفة، التي يتعرّضون لها يومياً في حياتهم، وممّا يُقترح في هذا الجانب: سماع الفتاوى المسجّلة للعلماء، أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمّد ناصر الدين الألباني، والشيخ محمّد العثيمين، والشيخ صالح الفوزان، وغيرهم من الثقات في العلم والدين.
ولا بدّ أن يعتني المسلمون بالجهة التي يأخذون عنها الفتوى، لأنّ هذا دين، فانظروا عمّن تأخذون دينكم، فالأخذ عمّن عُلم بصلاحه وتقواه وورعه واعتماده على الأحاديث الصحيحة وعدم تعصبّه المذهبي ويسره مع الدليل والتزامه بالمنهج الوسط؛ فلا تشدّد ولا تساهل، هو الخبير الذي نسأله {الرحمن فاسأل به خبيرا}.
والسماع للمحاضرين الذين يعملون على توعية الأمّة، وإقامة الحجّة، وإنكار المنكر، أمر مهمّ في بناء شخصية الفرد في البيت المسلم. وأشرطة هؤلاء متوافرة ولله الحمد، كأشرطة الشيخ عبد الله بن قعود، والأستاذ محمّد قطب، والشيخ عبد الرحمن الدوسري، والشيخ محمّد جميل غازي، والشيخ عمر الأشقر، والشيخ سفر الحوالي، والشيخ عبد الرحمن عبد الصمد، والشيخ إحسان إلهي ظهير، والشيخ سلمان العودة، وكثير من أشرطة الشيخ أحمد القطّان، والشيخ عائض القرني، والشيخ ناصر العمر، وغيرهم، نفع الله بهم (2).
وكم وجدنا في أشرطة الأطفال من تأثير كبير عليهم، سواء في حفظهم لسور متعدّدة من قارىء صغير يتلو، أو أذكار اليوم واللّيلة وآداب إسلامية، وأناشيد هادفة، ونحو ذلك» (3). ا.هـ. كلام المنجّد.
هذا ملخصّ ما جاء في كتابه «الأربعون...» (!).
ويبقى أن ننّبه على شبهة يتعلّق بها البعض؛ وملخصّها يكمن في كون أسماء قطب وأتباعه حذفت في الطبعات المتأخرة؛ فكيف لا تعتبرون هذا؟؟!!
والجواب: نعم! اعتبرنا هذا بأن جعلناه مطابقاً لما عرفناه عن الجماعة بأنّها تتبنّى مذهب التقية المخزية! وقد أصّلها لهم كبراؤهم كالعودة وغيره (انظر كتابه «العزلة» على سبيل المثال...). فلا يقولنّ قائل -مع تبنّيهم لهذه التقية- أننّا لا نقبل التوبة والرجوع!
توبة المنجّد تقتضي وتتطلب منه أن يسجّل شريطاً -على أقلّ تقدير- أو يكتب كتاباً يحذّر من قطب وأفكاره وأتباعه ويبيّن أنّه أخطأ لمّا أراد (إصلاح) البيوت بما يفسده؛ وأنّ العلاّمة ابن عثيمين قال: لا تسمعوا لأشرطة الحوالي والعودة وأنا أقول بقوله لأنّ فيها كذا وكذا وكذا...
ثمّ يركب ركب أهل العلم الدالين على الكتاب والسنّة متبّعين في ذلك سلفهم الصالح؛ وتكون (زلّته) هذه التي يكون قد تاب منها عبرة له ولغيره ليقولوا لأنفسهم ولغيرهم: لا يجوز لنا أن نخالف علماءنا فنسبقهم فنقول قبل أن يقولوا أو أن نعمل قبل أن يعملوا...
وممّا جاء على غلاف الكتاب:
أخي المسلم.. أختي المسلمة:
قد يكون ما مضى كلاماً جميلاً ونصائح مهمّة، ولكن ذلك كلّه سيبقى حبراً على ورق، ما لم ينقل إلى حيّز التنفيذ، ويدخل عالم الواقع. بيوتكم مسئوليتكم (كذا) وإصلاحها أمانة في أعناقكم، فهيّا إلى اتّباع النصح بالقبول، والقول بالعمل، والله معكم، ولن يتركم أعمالكم.
أخوكم محمّد صالح المنجد
أمّا نحن فنسأل الله أن يبعد الناس من هذه «النصائح» وأن يبعدها عنهم ولهم فيما ينصحهم به -حقّاً-علماؤهم غنية عن نصائح القطبيين ونصائح كلّ منحرف عن النهج القويم والصراط المستقيم.
والحمد لله ربّ العالمين.
___________
(1) من مقدّمة اللالكائي لكتابه العظيم (شرح اعتقاد أهل السنّة والجماعة).
(2) وفي عالم التسجيلات تظهر أسماء وتختفي ولعلّه تكون بعد فترة من الزمن أسماء لمحاضرين جدد واختفاء لأشرطة قديمة وتصبح أشرطة أخرى نسياً منسياً ولكن المهمّ في جميع الحالات الحرص على سماع أشرطة أصحاب المنهج السليم ورفع شعار: «المفيد قبل الجديد». [المنجد].
وتأمّل قوله: أصحاب المنهج السليم!! فهولاء عنده أصحاب منهج سليم!! كيف يقال عنه بعد ذلك: إنّه سلفي!!
(3) نقلاً من كتاب « 40 نصيحة (لإصلاح) (!!) البيوت» لمحمّد بن صالح المنجّد -طبعة دار الوطن -الطبعة الأولى 1411 هـ.