كيف تعامل جيل الصحابة مع طاعون عمواس وهو وباء أخطر من الكورونا؟!:
•••••••••••••••••••••••••••••••••••
بإختصار: أخذوا بالمنهج الإسلامي المتوازن بين محاصرة المرض من خلال الحجر الصحي على أهالي المناطق الموبؤة دخولاً وخروجاً منها و اليها، وعزل المصاب عن السليم المخالط بعدم الدخول عليه الا لحاجة قصوى، ثم أتبعوا ذلك
بالتوكل على الله والتفاؤل دون ذعر وهلع، فإن أصيب أحد بعد الأخذ بالأسباب فهو محتسب شهيد مرحوم باذن الله ككبار الصحابة الذين ماتوا في الشام محتسبين ومنهم معاذ بن جبل، وأبو عبيدة، ويزيد بن أبي سفيان، وشرحبيل بن حسنة، وأبو جندل سهل بن عمر وأبوه، والفضل بن العباس بن عبد المطلب رضي الله عن صحابة رسوله صلى الله عليه وسلم أجمعين.، فما أعظمه من دين !
وكانت نهاية وباء عمواس بعد تقدير الله على يد ارطبون العرب عمرو بن العاص رضي الله عنه، فحينما مات أبو عبيدة وبعده معاذ رضي الله عنهما واسُتخلف عمرو بن العاص قام في الناس خطيباً فقال:
"أيها الناس، إن هذا الوجع إذا وقع فإنما يشتعل اشتعال النار، فتحصّنوا منه في الجبال".
وقد آثر أبو عبيدة البقاء في عمواس، ورفض دعوة عمر رضي الله عنه بمفارقة مكان الوباء، حتى أصابه الطاعون، فقام في الناس خطيبا فقال: "أيها الناس، إن هذا الوجع رحمةٌ بكم، ودعوة نبيّكم، وموت الصالحين قبلكم، وإن أبا عبيدة يسأل الله أن يقسم لأبي عبيدة حظّه"، ثم مات رضي الله عنه
أي أعزلوا أنفسكم وقللوا من الاحتكاك وهو ما تقوم به الأنظمة الصحية الحالية في الطلب من المصابين والمخالطين لهم بعزل انفسهم في منازلهم او فنادقهم او سفنهم للحد من الانتشار السريع للوباء.
بقي أن أذكر ان طاعون عمواس أشد فتكاً بمراحل من معظم ما شهدناه من أوبئة مؤخرا فقد مات فيه عشرات الألوف في ٣ ايّام حتى أحتار المسلمون في تقسيم المواريث لكثرة من فقدوا، فعلينا بالسكينة والثقة بالله وعدم إثارة الذعر ونشر الشائعات.
منقول
قال الواقدي: "توفي في طاعون عمواس من المسلمين في الشام خمسة وعشرون ألفاً"، وقال غيره: "ثلاثون ألفاً".
من أبرز من ماتوا في الوباء أبو عبيدة بن الجراح و معاذ بن جبل ويزيد بن أبي سفيان و سهيل بن عمرو و ضرار بن الأزور و أبو جندل بن سهيل وغيرهم من أشراف الصحابة وغيرهم.
طاعون عمواس
للشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق