أحدث المواضيع

الأحد، 24 مارس 2019

شتان بين #وهابية ووهابية [ثناء علماء الجزائر على محمد عبد الوهاب]

شتان بين وهابية ووهابية 
وهابية التوحيد والسنة السلفية ووهابية التكفير الإباضية
ردا على الملبّيسن





الوهابية فرقة اباضية قديما لا علاقة لها بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب 
يطلق الكثير من اعداء السنة واعداء الدعوة الحق

من الغرب الكافر

او من الصوفية وعباد القبور

ومن الشيعة الرافضة

على اهل السنة وعلى السلفيين انهم وهابية

نسبة منهم الى مجدد الدعوة محمد بن عبد الوهاب رحمه الله

الذي لم يات بشيئ جديد غير انه دعا الى التوحيد

والى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

غير ان اعداء الدعوة المباركة من الصوفية والشيعة وغيرهم

لم يعجبهم هذا النهج القويم

فراحوا يتهمون الشيخ بكل ما يقدرون عليه من الاكاذيب

والاقاويل

وينسبون الى دعوته دعوة الحق الصافية النقية كل قبح وشين

محاولين بذلك تنفير الناس عنها

والتلبيس على عوام المسلمين ممن لا يعرفون عن الشيخ الا ما سمعوه 
عن اعدائه ....

وراحو ينبزون كل داع الى الحق والى التوحيد والسنة

انه وهابي نسبة الى الشيخ محمد بن عبد الوهاب

ولا تصح النسبة فكان الاولى ان يقولو محمدي نسبة الى اسم الشيخ

وليس الى اسم والده

وراحوا يلبسون على الناس هذه الفرية الوهابية

جهلا منهم وتجاهلا ان فرقة الوهابية هي فرقة قديمة اباضية خارجية 
أنشأها عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم ، الخارجي الأباضيّ ، وسميت باسمه وهابية ، الذي عطّل الشرائع الإسلامية ، وألغى الحج ، وحصل بينه وبين معارضيه حروب المتوفى عام 197 هـ ، بمدينة تاهرت بالشمال الأفريقي

فلجهلهم وكذبهم وتلبيسهم راحو ياتون بفتاوى قديمة لاهل العلم في الوهابية الاباضية ويدعون انها كانت تقصد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب

مع ان الشيخ لم يكن ولد عند صدور تلك الفتاوى

ففضحتهم التواريخ والتاريخ يفضح الكذابين

بل من النكت ان ادعى بعضهم ان شيخ الاسلام ابن تيمية وهابي

مع ان الاخير رحمه الله توفي قبل ولادة الشيخ محمد بن عبد الوهاب 
بقرون 


الوهابية فرقة اباضية ظهرت قديما 
الوهّابية : لقب فرقة انتشرت في الشمال الإفريقي ، في القرن الثاني الهجري ، على يد عبد الرحمن بن عبد الوهاب بن رستم ، الخارجي الأباضيّ ،المتوفى عام 197 هـ
وعبد الوهاب بن رستم قد اختلف في تاريخ وفاته ، عند من كتب عنه ، ويرى الزر كلي في ( الأعلام ):أن وفاته نحو 190 هـ
، بمدينة تاهرت بالشمال الأفريق وسميت باسمه وهابية ، وهو الذي عطّل الشرائع الإسلامية ، وألغى الحج ، وحصل بينه وبين معارضيه حروب، تسمى " الوهابية " نسبة إلى عبد الوهاب هذا ، وتسمى أيضاً الرّستمية ، نسبة إلى أبيه رستم ، وهي فرقة متفرقة عن الفرقة الوهبية الخارجية ، من فرق الإباضية ، يطلق عليها الوهبية ، نسبة إلى مؤسسها عبد الله بن وهب الراسبي ، ولّما كان أهل المغرب من أهل السنة والجماعة : صاروا يناوئون تلك الفرقة الوهّابية الرستمية ؛ لأنها تخالف معتقد أهل السنة والجماعة ، بل كفّرهم كثير من علماء أهل المغرب القدامى ، الذين توفوا قبل أن يولد الشيخ محمد بن عبد الوهاب بمئات السنين ،
هذه هي الوهابية التي فرقت بين المسلمين ، وصدرت بشأنها فتاوى من علماء وفقهاء الأندلس وشمال أفريقيا ، كما تجدون في كتب العقائد عندكم ، وهم محقون فيما قالوا عنها . 
فعلى سبيل المثال في كتاب

المعيار المعرب والجامع المغرب عن فتاوى أهل إفريقية والأندلس والمغرب

للونشريسي رحمه الله المتوفي سنــة 914 هــ
(( ج11 صفحــ 168 ــة ))

فتاوى في التحذير من فرقة الوهابية الاباضية

( لا يهدم مسجد أهل البدع ويبعدون عنه )

سئل السيوري على الوهبية سكنوا بين أظهر أهل السنة وأظهروا بدعتهم فاستولى الآن من يقدر على تغيير أحوالهم , فأراد هدم مسجدهم , وفسخ أنكحتهم , وضربهم وسجنهم وردهم لمذهب مالك وربما تزوج الوهبي مالكية لتقوى عصبيتة بمصاهرتهم .

فأجاب : لا يهدم المسجد , ولكن يخلى منهم ويمنع الغرباء من الدخول اليهم والتصرف عندهم وهو الصواب والحق ويعمر المسجد بأهل السنة , ويفسخ نكاح من تزوجوه من أهل السنة , وسجنهم وضربهم ان لم يتوبوا هو الحق ومن قدر على ذلك لزمه ولا يتركون يخالطون الناس .


(كيف يعامل معتنقوا المذهب الوهابي ؟)
وسئل اللخمي عن قوم من الوهبية سكنوا أظهر أهل السنة زمانا وأظهروا الآن مذهبهم وبنوا مسجدا ويجتمعون فيه ويظهرون مذهبهم في بلد فيه مسجد مبني لأهل السنة زمانا , وأظهروا أنه مذهبهم وبنوا مسجدا يجتمعون فيه ويأتي الغرباء من كل جهة كالخمسين والستين , ويقيمون عندهم , ويعلمون لهم بالضيافات , وينفردون في الأعياد بموضع قريب من أهل السنة .
فهل لمن بسط الله يده في الأرض الانكار عليهم , وضربهم وسجنهم حتى يتوبوا من ذلك ؟

فأجاب : اذا كان الأمر كما ذكرت فهذا باب عظيم يخشى منه أن تشتد شوكتهم , ويفسدوا على الناس دينهم ويميل الجهلة اليهم , ومن لا يميز فواجب على من بسط الله يده في الأرض أن يستهينهم . فان لم يتوبوا سجنوا وضربوا . ويبالغ في ذلك , فان لم ينتهوا فقد أختلف في قلتهم . وعن ابن حبيب يترك من تاب منهم الا أن تكون له جماعة في موضع , فلا يترك . وان تاب , حتى يتفرق جمعهم ويشتهر فساد اعتقادهم خشية التغرير باضلالهم وهم أشد في كيد الدين من اليهود والنصارى للمعرفة بكفرهم ولا يلتبس أمرهم .
وهؤلاء يقولون : نحن مسلمون نقرأ القرآن ونؤمن بمحمد ويخالفون مضمون



السيوري توفي سنــة 460 هـ
اللخمي توفي سنة 478 هـ

الونشريسي توفي سنة 914 هـ


والشيخ محمد بن عبدالوهاب ولـــد سنــة 1115 هـ 
وانظر مثلا كتاب كتاب : ( المغرب الكبير ، العصر العباسي ) للدكتور : السيد عبد العزيز سالم

أما دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية ، فهي ضد الخوارج وأعمالهم ؛ لأنها قامت على كتاب الله وما صح من سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ، ونبذ ما يخالفهما وهم من أهل السنة والجماعة .
لما أظهر الله الشيخ محمد بن عبد الوهاب على حين غربة معتقد أهل السنة والجماعة ، قائماً بالدعوة الإصلاحية التصحيحية على ضوء الكتاب والسنَّة : لم يرق ذلك لأعداء التوحيد ، وعبّاد القبور ، وأصحاب المطامع والأغراض والأهواء ، فسحبوا هذه النسبة - الوهابية - على سبيل المغالطة الماكرة - إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية ، وإلى أنصارها ، وأطلقوها عليها ؛ لتنفير الناس عنها ، وصدهم عن سبيل الله تعالى ، وإيهامهم بأنّ دعوة التوحيد مبتدعة ، وأنها مذهب الخوارج


الوهابية الاباضية لعيوبها ، نسبتها إلى دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية خطأ محض وفرية ظاهرة ، وأن الوهابية التي صدرت عنها الفتاوى في كتبكم لا علاقة لها بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب ، ولا تقارب بينهما لأن الخطين متوازيين لا يلتقيان .
ذلك أن الشيخ محمد وتلاميذه يمقتون الوهابية الرستمية كما مقتها علماء المغرب وغيرهم من قبل

..؛ لأن دعوة الشيخ محمد رحمه الله سلفية ، ولا يوجد فيها ما يخالف كتاب الله وسنة رسوله 
صلى الله عليه وسلم . 






اصطلاح (الوهابية) وأسباب اشاعة الدولة العثمانية له 
- الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى



هنــا 🌹 📌 جميع كتب ومؤلفات الشيخ الإمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى. (( *للتحميل من الموقع*)) .. [ مجاناً ] waqfeya.com/book.php?bid=3



سيرة موجزة 
الشيخ الإمام المجدد : محمد بن عبد الوهاب رحمه الله تعالى
الشيخ العلامة صالح الفوزان حفظه الله تعالى    

الشيخ: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَّلاةِ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد وَعَلَى آلِهِ وأصَحْابِهِ أَجْمَعِينَ.
أخبر النَبِيِّ (صَلىَّ اللهُ عَلَيِهِ وَسَلِّمْ) أن اللهُ - سُبْحَانَهُ - يبعث في هذ الأمة في كل قرنٍ من يجددَّ لها دينها، وكان من المجددين أو أكبر المجددين في القرن الثاني عشر فيما نحسبه كذلك واقعًا من سيرته ومن آثاره العلمية؛ الشيخ محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي، من أكبر علماء نجد وهو من بيت علم فآباؤه وأجدادُه وأعمُامه علماء تلقى عنهم العلم  ثم سافر لطلب العلم إلى العراق إلى الموصَّل، سافر إلى العراق والتقى بعلماء العراق المحققين وأخذ العلم عنهم؛ منهم الشيخ المجموعي وأراد أن يسافر إلى الشام ولكنه لم يتيسر له ذلك .
نظر في مجتمعه بعدما عاد إلى بلاد نجد وتأمل أحوال البادية والحاضرة، فرأي في معتقداتها دخلًا أو دخيلًا من الشُّبه والعادات والتقاليد التي ما أنزل الله بها من سلطان، تراكمت في عقائد أهل هذه البلاد كغيرها من البلاد الأخرى، لأنه كلما تقدم الزمان يفشى الجهل وتكثر البدع والمحدثات، إلا اللهُ يُقيَّضَ لها من يُبيَّن ضررها على الناس ويدافعها عنهم . فكان من أولئكم هذا الأمام الجليل - رحمه الله - بعدما تضلَّعَ بالعلم من خلال الرحلات العلمية التي رحلها لطلب العلم وعكف على كتب الشيخين الإمامين: شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه الإمام ابن القيم، فنهل منها علمًا غزيرًا زاد ما كان عنده من العلم الذي تلقاه عن علماء وقته، فلم يرِ بُدًا بأن يُبيَّن للناس وأن يدعوهم إلى الله، وهذه مهمة العالم، قال اللهُ - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى -: ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ) فهو - رحمه الله- رحل في طلب العلم وتلقاه عن أكابر علماء وقته، ثم إنه نشَّرعلمه على أهل هذه البلاد، ودعا إلى اللهِ - عَزَّ وَجَلَّ – على بصيرة، دعا إلى الله على بصيرة، بالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هى أحسن، كما قال اللهُ - جَلَّ وَعَلاَ- لنبيَّه محمدٍ (صَلىَّ اللهُ عَلَيِهِ وَسَلِّمْ) ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
 فهذا الإمام سَّلك هذا المسَّلك الذي أرشد اللهُ إليه في هذه الآية بعدما تضلَّعَ بالعلم ورحل في طلبه، وتلقاه عن أكابر علماء وقته، فقام بالدعوة إلى الله؛ دعوة إلى التوحيد، لأن علماء وقته كانوا يهتمون بالفقه، تلقي الفقه يسافرون إلى الشام ليتلقوا العلم عن علماء الحنابلة في الشام ويعودون؛ إهتمامهم بالفقه؛ بينما هذا الإمام انتبه إلى العقيدة، جدَّ وإجتهد، في إماطة ما علق بها من الضلالات والشُّبهات، وجددَّ هذا الدين ووفقه الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - بما قيَّضَ له من ولاة الأمر الذين بايع إمامهم وجَدَهم الإمام محمد بن سعود - رحمه الله - بايعه على نُصرةِ دين الله والدعوة إلى الله فاتفقا على ذلك؛ هذا بسلطته وهذا بعلمه . 
وجعل اللهُ من أثر ذلك خيرًا كثيرًا على هذه البلاد وما حولها، فإمتدت دعوة الشيخ إلى خارج بلاد نجد، إمتدت إلى الهند إلى علماء الحديث هناك؛ وإمتدت إلى مصر ومن آثارها أنصار السُّنة المحمدية، وإمتدت إلى السودان، وامتدت يمينًا وشمالًا ونفع اللهُ بها نفعًا عظيمًا، وأيقظ الله بها أجيالًا متتابعة لا تزال و- للهِ الحَمَدْ- على هذه الطريقة المحمدية التي جددَّها هذا الإمام، ودعا إليها وبَصَّرَ بها وذلك من فضل الله عليه وعلى الناس .
كثيرٌ هم العلماء ولكن قليلٌ من يتجه هذا الإتجاه؛ وهو الدعوة إلى إصلاح العقيدة، قليلون ولكن هم ثمرةُ العلماء في كل زمانٍ ومكان . فهم مجددَّون هذا الدين ويميطون عن العقيدة ما عَلِق بها من الشُّبهات والعوائد المخالفة وهذا من فضل الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - .
******************************
الشيخ: فهم يُجدِدون هذا الدين يميطون عن العقيدة ما علِق بها من الشبهات، والعوائد المخالفة، وهذا من فضل الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - مصداقًا لقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -: « لَا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لَا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ وَلَا مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ» تبارك وتعالى، فهذا الإمام قام بالدعوة إلى الله وتصحيح العقيدة وألفَّ الكتب والرسائل، وجلس لطلبة العلم، وهاجر إليه طلبة العلم من مختلف البلاد فأورث ذلك نهضة علمية في هذا البلاد، توارثها من جاء من بعد الإمام وجيله توارثوها، وكان من نتاجها هذه الثروة العلمية الخالصة المفيدة التي بأيدي الناس اليوم .
 هكذا يكون المجددَّون قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- لعَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: « فَوَاللَّهِ لَئِنْ يَهْدِي اللَّهُ بِكَ رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَكَ مِنْ أَنْ يَكُونَ لَكَ حُمْرُ النَّعَمِ»، فاللهُ - جَلَّ وَعَلاَ - هدى بهذه الدعوة أجيالًا كثيرة، ولا تزال ولله الحمد أثرًا محمودًا وطريقًا مضيئًا يهتدي به الناس، تمدد ذلك في مختلف البلاد الإسلامية، ونشأ من ذلك أجيالٌ نشأت على التوحيد وماتت على التوحيد يرجع فضلها إن شاء الله إلى هذا الإمام المجدد، وهكذا ينبغي للعلماء دائمًا وأبدًا. وهذه الدعوة آتت ثمارها ظاهرةً نتيجة للإخلاص الذي نشأت عليه، فهي دعوةً خالصةً وإلا كثير منهم الدعاة الآن، وهناك جهاتٌ للدعوة وهناك ميزانيات للدعوة ولكن الثمرة قليلة؛ وهذه الدعوة ولله الحمد نظرًا للصدق فيها وأنها مرتبطة بالعلم الصحيح .
قال اللهُ - سُبْحَانَهُ - لنَبِيَّه محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنْ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنْ الْمُشْرِكِينَ) (أَدْعُو إِلَى اللَّهِ ): هذه طريقة الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هو ومن اتبعه ممن يأتي بعده من الدعاة إلى الله - عَزَّ وَجَلَّ- (عَلَى بَصِيرَةٍ ): يعني على علم؛ لأن الداعي لابد أن يدعو عن علم لا عن جهل، يدعو عن علم تعلم أولًا، فهذا الإمام ما باشر الدعوة إلا بعد ما تضَّلع بالعلم على علماء وقته من في بلده ومن سافر إليهم، ولما تضَّلع بالعلم، ونظر في أحوال الناس قام بالدعوة إلى الله عن صدق وإخلاص ولكن الدعوة تحتاج الداعية يحتاج إلى ما يسنده ويعينه من السلطة، ولهذا كان رَسُّول اللهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يعْرِض نفسه على القبائل في موسم الحج فيقول: «مَنْ يُؤْوِينِي مَنْ يَنْصُرُنِي حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالَةَ رَبِّي». حتى قيَّض اللهُ له الأنصار من المدينة وبايعوه على النُصرة والإعانة وانضموا إلى إخوانهم من المهاجرون والأنصار حول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فانتشرت دعوة الرَّسُّول وتأيدت وانتصرت باللهِ، ثم بالمهاجرين والأنصار من حول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- .
 فهذا الإمام نحى هذا المنحى مقتديًا برسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فعَرضَ هذه الدعوة على الإمام محمد بن سعود أمير الدرعية في وقته؛ كانت بلاد نجد قبل دعوة هذا الإمام متفرقة كل بلد لها أمير تحكم نفسها ولا تخضع للبلدة الأخرى، كانت بلاد نجد على هذا النمط، والعقيدة لا يهتمون بها إلا من شاء الله فلمَّا قامت هذه الدعوة توحدت البلاد كلها من أقصاها إلى أقصاها تحت قيادة واحدة وإمامة واحدة، ببركة هذه الدعوة ولا تزال ولله الحمد ونرجو الله - سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى - أن تستمر وأن تقوى وأن تزيد بإذن الله، لأنها دعوة نشأت على العلم النافع وعلى العقيدة الصحيحة، وعلى الإيمان الراسخ وعلى الجهاد في سبيل الله لنصرة دين الله فكان لها النجاح ولله الحمد وإلا ما أكثر الدعاة ومؤسسات الدعوة والميزانيات التي تُجعل لها؛ لكن أين البركة فيها؟ وأين الإنتاج فيها؟ فيها خير إن شاء الله لكن أين إذا قارنتها بدعوة الشيخ وبغيرها من دعوات المصلحين، تجد الفرق واضحًا شخص واحد قام بها بدون ما يبيدون شيء فطيب الله لهم النصرة وامتدت دعوته وبقيت وفيها الخير والبركة فهذا نتيجة الإخلاص ونتيجة أنها تقوم على علم وبصيرة لا تقوم الدعوة إلا على علم (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ)، (ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ) وهذا لا يكون إلا بالعلم فلابد أن تكون الدعوة عن علم.
*************************
فلابُدَّ أنْ تكون الدعوة عن عِلْمٍ؛ هذا شيءٌ، ولابُدَّ أنْ تكون عن إخلاصٍ ونيةٍ صالحة، وهذا هو الأساس، وبذلك تنجحُ الدعوة بإذن الله.
والمسلمون بحاجةٍ إلى الدعوة دائمًا وأبدًا، فالدعوة تكونُ للمؤمنين، يُدْعَوْنَ إلى الاستقامة وإلى التوبة وإلى الإخلاصِ للهِ-عزَّ وجلَّ-، والكُفَّار يُدْعَونَ إلى الدخول في دين اللهِ-عزَّ وجلَّ-، فالدعوةُ تكونُ للمؤمنين أولًا وتكونُ للكُفَّارِ أيضًا ليدخُلُوا في دين الله.
والدعوةُ تَسْبِق الجهاد في سبيل اللهِ، الدعوة أولًا ثُمَّ مِنْ بعدها الجهاد في سبيل الله.
فالدعوة تقومُ على هذين الأساسين اللّذان هما العِلْم أولًا: {ادعو إلى الله على بصيرة}، وتقوم أيضًا على السُلْطةِ المؤيدةِ لها، لَمَّا تبايع الإمام محمد بن عبدالوهاب مع الإمام محمد بن سُعُودٍ على الدعوةِ إلى اللهِ والجهاد في سبيل الله جَعَلَ اللهُ لذلك أثرًا عظيمًا في هذه البلاد وامتَدَّ إلى غيرها ولله الحمد، وتَطَهَّرت العقيدة عمَّا عَلِقَ بها مِنَ الشُبُهاتِ والضلالاتِ وحَصَلَ الخيرُ الكثير، فهكذا تكونُ الدعوةُ إلى الله-عزَّ وجلَّ-.
والناسُ بحاجةٍ إلى الدعوة إلى الله في كُلِّ وقتٍ؛ ولو كان الناس مسلمون ومؤمنون يحتاجون إلى الدعوة إلى الله لتصحيح العقيدة والسير على المِنهاج السليم والعمل الصالِح، فالدعوةُ يحتاجها المسلمون أولًا ثُمَّ أيضًا الكُفَّار لدخولهم في الإسلام.
الإسلام يقوم على أمرين: الدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله-عزَّ وجلَّ-، ولا يَصْلُح الناس بدون دعوة، ولو قالوا الناس مسلمون الناس يعرِفون، لا؛ يحتاجون إلى دعوةٍ ويحتاجون إلى تبصيرٍ وتعليمٍ وتفقيهٍ في دين الله-عزَّ وجلَّ-، والحمد لله الإمكانيات الآن مُتَوَفِّرةٌ في هذه البلاد، فعليهم أنْ يُواصِلوا هذه الدعوة إلى الله وألَّا يغفُلُوا عنها في المناهج الدِراسيَّة وفي المساجد وفي جميع المجالات.
وكلُّ مُسْلِمٍ يذهب إلى بلاد الكُفَّار فإنَّه يحمِل هذا الدِّين ويُبَلِّغه للناس ويدعوهم إليه، هذه وظيفةٌ عظيمة، فالمُسلم يُمَثِّل الإسلام بعمله أولًا وأخلاقه وتعامُلِهِ مع الناس، ثُمَّ أيضًا يدعوهم إلى الله بعِلْمِهِ وبصيرَتِهِ.
كُلُّ مُسْلِمٍ فإنَّه يجب أنْ يدعو إلى الله-عزَّ وجلَّ- حسب ما يُمْكِنه من ذلك، ولو فعل المسلمون هذا لانتشرَّ الإسلامُ في مشارِقِ الأرضِ ومغارِبِها، فهذا أمرٌ عظيمٌ يجب التنَبُّه له.
فدعوةُ الشيخ محمد بن عبدالوهاب سارَتْ على هذا المِنوال، يُقَال أنَّه لمَّا بدأ الدعوة في بلدٍ وضُيِّق فيها وأُخْرِجَ منها خرج إلى البلدة الأخرى وفي يده مروحة يدوية يتروح بها ويقول: {ومن يتق الله يجعل له مخرجًا* ويرزقه من حيث لا يحتسب}، ويُرَدِّد هذه الآية حتى قَيَّض اللهُ له مَنْ نَصَرَهُ وأعانهُ وقام معه، فبارك اللهُ هذه الدعوة وجعل لها أثرًا عظيمًا في الأُمَّةِ وانتشرت حتى في خارج هذه البلاد كما هو معلومٌ.
والمسلم يكون داعيةً إلى الله في أي بلدٍ يذهب إليها، يكون داعية أولًا بعمله وأخلاقه وتعامُلِهِ، ويكون داعية بعِلْمه وفِقْهه وما آتاهُ اللهُ من البصيرة، يكون داعيًا إلى الله-عزَّ وجلَّ-.
دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب بارك الله فيها مع أنَّها قامت على يد رجُلٍ واحدٍ، الآن في جمعيات للدعوة وفي ميزانيات وكذا، نرجو الله أنْ يجعل فيها بركةً وخيرًا، لكن يجب على القائمين عليها أنْ يتنبَّهوا لذلك، وأنْ يقوموا بهذا الأمر على الوجه المطلوب وعلى السُنَّةِ النبويَّةِ وعلى مسيرةِ السلف الصالِح وعقيدة السلف الصالِح.
الدعوةُ لابُدَّ أنْ تبدأ بالعقيدة، قال-صلَّى اللهُ عليه وسلَّم- لِمُعاذِ بن جَبَلٍ لمَّا بَعَثَهُ إلى اليمن، قال له: (إنَّكَ تأني قومًا مِنْ أهلِ الكتاب، فليَكُن أوَّل ما تدعوهم إليه شهادة أنْ لا إله إلا الله وأنَّ مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، فإنْ هم أجابوك لذلك فأعلِمْهُم أنَّ اللهَ افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإنْ هم أجاوبك لذلك فأعلِمهُم أنَّ اللهَ افترض عليهم صدقةً تُؤخَذ مِنْ أغنيائهم وتُرَدُّ في فقرائهم).
فهذا فيه التدرُّج في الدعوة وأنَّه يُبدأ فيها بالعقيدة، فأي دعوة لا تبدأ بالعقيدة فهي دعوةٌ فاشِلة ولا فائدة منها، فالدعوات التي تُنَحِّي العقيدةَ وتُبْعِدُها وتدعو إلى الأخلاق الفاضلة وإلى التعامل الطيب وهكذا هذه دعوة لا فائدة منها، لأنها أهْمَلَت الأساس والرأس، إذا فُقِدَ الرأسُ فبماذا ينفع بقية الجسد؟
فيُبدأ بالعقيدة أولًا، يُبْدَأ بتبصير الناس في عقيدتهم، ثُمَّ بعد ذلك بأمور دينهم؛ بالصلاةوالزكاة وبقيَّة أمور الدِّين، التدرُّج في الدعوة شيئًا فشيئًا هذا أمرٌ مطلوبٌ، فدعوةُ الشيخ محمد بن عبدالوهاب هي على هذا المنهج السليم النبويّ الذي أرشد إليه النبيُّ-صلَّى اللهُ عليه وسلَّم-.
فالذي يُنَحِّي الدعوة عن منهجه ويقول هذه دعوةٌ إسلامية فهذه ليست دعوة إسلامية ولا تنجح أبدًا، كم نسمع مِنْ الدَعَوات ومِن المؤسسات الدَعَويَّة ولكن أين الثمرة؟ لأنها لم تَقُم على الأساس الأصيل وهو العقيدة. 
هذه ليست دعوة إسلامية، ولا تنجح أبدًا، كم نسمع من الدَّعوات، ومن المؤسسات دعويَّة، ولكن أين الثمرة؟!، لأنها لم تقم على الأساس الأصيل، وهو العقيدة، ولم تسعى لإصلاحِ العقيدة، وتنقية العقيدة أولاً، ليكن أول ما تدعوهم إليهم، شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فإن هم أجابوك لذلك، إلى آخره، فالعقيدة هي الأساس، وهي الرأس، وتترتَّب عليها بقية الأعمال، لأن الأعمال بدون أن تكون على عقيدة سليمة، لا تنفع، لا تنفع صاحبها مهما كانت، فهذا أمرٌ يجب التَّفطٌّن له، دعوة الشيخ قامت على هذا الأساس، أول ما بدأ -رحمه الله- الدعوة إلى العقيدة الصحيحة،  ألَّف كتاب التوحيد الذي هو بين أيدينا الآن لتوحيد العبادة، ألَّفهُ وكل باب مبني على آية وحديث وكلام أهل العلم، فنفع الله بهذا الكتاب، وأفاد منهُ المسلمون، وأفاد منهُ العلماء والطَّلاب، ألَّف الثلاثة الأصول، معرفة الله –جلَّ وعلا-، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة، ألّف كشف الشُّبهات، التي يُدلي بها المغالطون للدعوة الصَّحيحة، وبيَّن خطأها، واحدةً واحدة، فكتاب التَّوحيد، وكشف الشُّبهات، أساسٌ يعتمدهُ الدُّعاة لله – عزَّ وجل- وينشرونهُ للناس، يشرحونهُ للناس، ويُبيِّنونهُ للناس، هذا الأساس التي تُبنى عليه الدعوة، ثلاثة الأصول، معرفة الله، ومعرفة نبيه، ومعرفة دين الإسلام بالأدلة، كل أصل له أدلة، ولا هنا شيء من أمور الدين، إلا وله دليل يعتمدُ عليه، لكن يحتاج إلى بيان وإلى توضيح، والبيان والتوضيح يحتاج إلى علم وفقه، وإلا فكلٌ يدَّعي الدعوة الآن، لكن أين الآثار؟، وأين الثَّمرات؟، لا نقول أن لا خير، نقول فيها خير، إن شاء الله، لكن نريد منها أكثر من هذا، فلا يزال الناس كما تعلمون في جهلهم، وفي ما علق بعقيدتهم من شبهات، ومن انحرافات، ومن، يحتاجون  إلى بيان، وإلى توضيح، وهذا يحتاج إلى علم، ومعرفة، وبصيرة.
فدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب أثمرت هذه الأجيال التي نشأت عليها، وماتت عليها، على التوحيد، يرجع أجرُها إلى هذا المُجدِّد، وهذا الدَّاعية إلى الله –عزَّ وجل-، من دعا إلى الهدى كان له من الأجر مثل أجرمن اتَّبعه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلالة، كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا.
هناك دُعاة ضلال، هناك دُعاة ضلال، كما أنّ هناك دُعاة توحيد، ودُعاة، لكن فرق بين الدُّعاة والدُّعاة، وفرقٌ بين الآثار، هذا دعوة الحق ينشأُ عنها الحق والخير، والصَّلاح، ودعوة الضَّلال ينشأ عنها الشر، والشُّبهات والانحرافات، وإلا هناك دُعاة ضلال كثير، وكلٌ سيُجازيه الله، بحسب ما ورَّث في الأُمَّة من خيرٍ أو شر، من دعا إلى الهدى كان لهُ من الأجر مثل آجار من تبعه، من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، نسأل الله العافية.
ولكن الدعوة كما ذكرنا، تحتاج إلى علم، والعلم يحتاج إلى تعلٌّم، وتبصُّر، يحتاج إلى صبر، قال الله –سبحانه وتعالى- : بسم الله الرحمن الرحيم: (*وَالْعَصْرِ* إِنَّ الإِنسَانَ لفي خسر* إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ*) هذه الأمور الأربعة، هؤلاء ينجون من الخسار، الذين آمنوا، هذا هو العلم النَّافع، والعقيدة السَّليمة، وعملُ الصَّالحات، العلم لا ينفع بدون عمل، لابد من العمل مع العلم، وتواصوا الحق، ما يكفي الإنسان أن يكون متعلِّمًا، وعالمًا لنفسه، ومُهتديًا في نفسه، ما يكفي هذا، بل يجب أن يدعو الآخرين، ( تواصوا بالحق)، هذا هو الدعوة إلى الله –سبحانه وتعالى-، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، (وتواصوا بالصبر)، لأنَّ الذي يدعو إلى الحق يُؤذى، بل قد يُهدَّد، فيحتاج إلى الصبر، (وتواصوا بالصَّبر)، يصبرون على ما ينالوا، يَا بُنَيَّ أَقِمْ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنْ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ
هكذا كانت  دعوة الشيخ تقوم على هذه الأساسات العظيمة، على العلم، وعلى العمل، وعلى الدعوة إلى الله، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وعلى الصبر عليها، وعلى ما يترتَّب عليها من أذى الناس والمُعارضين، والمُعاندين، يحتاج إلى صبر، وإلا من لا صبر له، لا يستطيع الاستمرار، لا يستطيع الاستمرار في الدعوة والأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، (* وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ* *وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ*) فدعوة الشيخ تتمثَّل هذه الصِّفات القُرآنيَّة، ولذلك نجحت، وأثمرتولله الحمد، فالواجب القيام بهذه الدعوة، والاستمرار عليها، والصبر على ما يحصل بسببها، أو سبيلها، وهذه هي الأمر بالمعروف، والنَّهي عن المنكر، نسأل الله –عزَّ وجل- أن يجعلنا وإياكم من الداعين إليه على بصيرة، من المؤمنين أولًا، من المؤمنين الداعين إليه  على بصيرة، وأن يرزقنا الله وإياكم الصبر والإخلاص، والجهاد في سبيله، الجهاد ليس مقصورًا على حمل السلاح، الجهاد يكون بالقلب، ويكون باللسان،ويكون بالسلاح، الجهاد أنواعٌ كثيرة، كلٌ يقوم بما يسَّر الله لهُ منه، ومن الجهاد القيام بالدعوة والصبر عليها، والاستمرار عليها، والثبات عليها، هذا من الصبر، ويحتاج إلى صبر.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الجهاد ليس مقصورًا على حملِ السلاح ، الجهاد يكون بالقلب ويكون باللسان ويكون بالسلاح، والجهاد أنواعٌ كثيرة كلٌ يقوم بما يسر الله لهُ منهُ ومن الجهاد القيام بالدعوة والصبر عليها والاستمرار عليها والثبات عليها هذا من الصبر يحتاج إلى صبر نسأل الله –عَزَّ وَجَلَّ- أن يوفقنا وإياكم للصدقِ في القول والعمل والإخلاص في الدعوة إليهِ والصبر على ذلك وَصَلَّى اللهُ وَسَلَّمَ عّلى نَبِيْنَا مُحْمَد وَعَلى آلهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِين..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ









https://www.youtube.com/watch?v=YM8v7yAWREc


ماذا قال الشيخ ابن باديس رحمه الله تعالى عن الوهابية ؟



#من هم الوهابية ؟ 
يجيبك العلامة الطيب العقبي رحمه الله تعالى













 ما هي #الوهابية وهل هي مذهب خامس أم تتبع بعض المذاهب الأربعة

https://www.youtube.com/watch?v=TcEUymyX9B4

💡شهادة دائرة المعارف البريطانية في دعوة الامام محمد عبدالوهاب 

|•| لفضيلة الشيخ محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى


#من هم الوهابية ؟ 
يجيبك العلامة محمد البشير الابراهيمي رحمه الله تعالى



#من هم الوهابية ؟ 
يجيبك العلامة أبو يعلى الزواوي رحمه الله تعالى



أهل السنة لا يُنبزون بأنهم وهابية 
ولا جامية ولا مداخلة وليس لهم اسم يلحقهم إلا السنة
 -الشيخ د. محمد بن هادي المدخلي حفظه الله تعالى 


        
الرد على من يقول 
أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب 
كفر المسلمين و أن داعش نبتة سلفية وهابية



ثنَاءُ جمعية العلامة بن باديس عَلَى الإمام محمّد بن عبد الوهّاب ودَعْوَتِهِ السَّلَفِيَّة

ثنَاءُ عُلماء الجزائر عَلَى الإمام محمّد بن عبد الوهّاب ودَعْوَتِهِ السَّلَفِيَّة 

وهم:

الشيخ عبد الحميد بن باديس (http://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=10855) -رحمه الله-
الشيخ الطيب بن محمد العقبي -رحمه الله-
الشيخ محمد البشير الإبراهيمي -رحمه الله-
الشيخ محمد السعيد أبو يعلى الزواوي -رحمه الله-
الشيخ محمد السعيد الزاهري -رحمه الله-
الشيخ أحمد بن محمد حماني -رحمه الله-

للتحميل من هنــا (http://www.ajurry.com/vb/attachment.php?attachmentid=32551&d=1382602693)

* الشّيخ العلّامة عبد الحميد بن باديس (رحمه الله) (ت: 1359هـ = 1940م )
ـ قال (رحمه الله) : «قام الشّيخ محمّد بن عبد الوهاب بدعوةٍ دينيّةٍ، فتَبِعَهُ عليها قومٌ فلُقِّبُوا بـِ«الوهّابيِّين»، لم يَدْعُ إلى مذهبٍ مُستقلٍّ في الفقه؛ فإنّ أتباع النّجديِّين كانوا قَبْلَهُ ولا زالوا إلى الآن بعدهُ حنبليِّين؛ يدرسون الفقه في كتب الحنابلة، ولم يَدْعُ إلى مذهبٍ مُستقلٍّ في العقائد؛ فإنّ أتباعه كانوا قبله ولا زالوا إلى الآن سُنِّيِّين سَلَفِيِّين؛ أهلَ إِثباتٍ وتَنْزِيهٍ، يُؤمنون بالقَدَر ويُثْبِتُون الكَسْبَ والاِختيار، ويُصَدِّقُون بالرُّؤية، ويُثبِتون الشَّفاعة، ويَرضون عن جميع السَّلَف، ولا يُكفِّرون بالكبيرة، ويُثبِتون الكَرَامة.
وإنّما كانت غاية دعوةُ ابن عبد الوهاب تطهير الدِّين مِن كلِّ ما أَحْدَثَ فيه المُحْدِثُون مِن البدع، في الأقوال والأعمال والعقائد، والرُّجوع بالمسلمين إلى الصِّراط السَّويّ مِن دينهم القويم بعد انحرافهم الكثير وزَيْغِهم المُبين»، وقال : «إنَّ الغاية الّتي رَمَى إليها ابن عبد الوهاب، وسَعَى إليها أتباعُه، هي الّتي لا زال يَسعى إليها الأئمّةُ المُجدِّدون، والعلماء المصلحون في جميع الأزمان»[آثارابن باديس(5/32-33)]،
إلى أن قال: «بَانَ بهذا أنّ الوهّابيِّين ليسُوا بمبتدِعِين، لا في الفقه، ولا في العقائد، ولا فيما دَعَوا إليه مِن الإصلاح»[آثار ابن باديس (5/34)]. 
ـ ونَشَرَ الشّيخ ابنُ باديس في جريدته «الشّهاب» –نقلًا عن مجلّة «المنار» – رسالةَ الشّيخ العلّامة عبد الله بن الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب إلى الشّيخ العلّامة عبد الله الصّنعانيّ – رحم الله الجميع - ، وقَدَّمَ لها بكلامٍ رائقٍ، جاء فيه» : لم يَزَل في هذه الأُمّة في جميع أعصارِها وأَمْصَارِها مَن يُجاهد في سبيل إِحْيَاءِ السُّنَّة وإِمَاتَةِ البدعة بكُلِّ ما أُوتِيَ مِن قدرة. ولمّا كانت كُلُّ بدعةٍ ضلالة مُحْدَثة لا أَصْلَ لها في الكتاب ولا في السُّنَّة، كان هؤلاء المُجاهدون كلُّهم: «يَدْعُونَ النَّاسَ إلى الرُّجوع في دينهم إلى الكتاب والسُّنَّة وإلى ما كان عليه أهل القُرون الثّلاثة خيرُ هذه الأُمَّة الّذين هُم أَفْقَهُ النَّاسِ فيها، وأَشَدُّهم تَمَسُّكًا بهما». هذه الكلمات القليلة المحصورة بين هلالين هي ما تَدْعُو إليه هذه الصَّحيفة-أي: «الشِّهاب»- منذُ نشأتها، ويُجاهِدُ فيه المصلِحون مِن أنصارها ... وهي ما كان يَدْعُو إليه الشّيخ محمّد بن عبد الوهاب (رحمه الله)، وهي ما كان يَدْعُو إليه جميعُ المصلِحين في العالم الإسلاميّ ...»[«الشّهاب»، العدد (164)، 6 ربيع الثاني 1347هـ/20 سبتمبر 1928م، (ص2-3)].
ـ ولمّا زعم بعضُ أهل السّياسة المُغْرِضِين بأنّ «جمعِيّة» ابن باديس تَنشُرُ المذهب الوهَّابيّ! رَدَّ عليهِ بقوله: «أَفَتَعُدُّ الدّعوةَ إلى الكتابِ والسُّنّةِ وما كان عليه سَلَفُ الأُمّةِ وطَرْحَ البدعِ والضّلالات واجتنابَ المُرْدِيَات والمُهلِكات نَشْرًا للوهَّابيَّة؟...فأئمَّةُ الإسلامِ كلُّهُم وهّابيُّون! ما ضَرَّنا إذا دَعَوْنَا إلى ما دَعَا إليهِ جميعُ أئمَّةِ الإسلام؟...»[«آثار ابن باديس» (5/282-283)].
ـ وقال (رحمه الله): «الإصلاحيّون السّلفيّون عامّ، والوهّابيّون خاصّ، لأنّه يُطْلَقُ على خُصُوصِ مَنِ اهتدَوْا بدعوة العلّامة الإصلاحيّ السّلفيّ الشّيخ [ابن] عبد الوهّاب»[«الشّهاب »، العدد (98)، (ص:2-8)].
ـ وقال (رحمه الله): «سَبَقَ الشّيخُ ابنُ عبد الوهّاب في هذا العصر الأخير غَيْرَهُ إلى الدّعوةِ إلى الكتاب والسُّنّة وهَدْيِ السَّلَفِ الصّالح مِن الأُمّة، وإلى مُحاربة البدع والضّلالات، فصار كُلُّ مَن دَعَا إلى هذا يُقَالُ فيه وهّابيٌّ..» [الشِّهاب»، م10، ج6، صفر1353هـ-16ماي1934م، (ص:261)].
ـ ونشر في مجلّته: «الشِّهاب» خُطبةً للملك عبد العزيز آل سعود، ممّا جاء فيها قولُه (رحمه الله): «يُسَمُّوننا بالوهّابيِّين، ويُسمُّون مذهبنا بالوهّابيّ باعتبارِ أنّهُ مذهبٌ خاصّ، وهذا خطأٌ فاحشٌ، نَشَأَ عن الدِّعايات الكاذبة الّتي يَبُثُّها أهل الأغراض .
نحنُ لَسْنَا أصحابَ مذهبٍ جديدٍ وعقيدةٍ جديدة، ولم يَأْتِ محمّدُ بن عبد الوهّاب بالجديد، فعقيدتُنا هي عقيدةُ السَّلَف الصّالح، الّتي جاءت في كتاب الله وسُنّة رسوله، وما كان عليه السَّلَف الصّالح .
ونحنُ نحترم الأئمّة الأربعة، ولا فَرْقَ عندنا بين مالك، والشّافعيّ، وأحمد، وأبي حنيفة، وكلّهم مُحترَمون في نظرنا.
هذه هي العقيدةُ الّتي قام شيخ الإسلام محمّد بن عبد الوهّاب يَدْعُو إليها، وهذه هي عقيدتُنا، وهي مبنيّةٌ على توحيد اللهِ - عزّ وجلّ - خالصةٌ مِن كلِّ شائبةٍ، مُنَزَّهَةٌ عن كلِّ بدعةٍ، فعقيدةُ التّوحيد - هذه - هي الّتي نَدْعُو إليها، وهي الّتي تُنْجِينا ممّا نحنُ فيه مِن إِحَنٍ وأَوْصَابٍ»[«الشّهاب»، ج 6، م 5، صفر 1348هـ / يوليو 1929م ، (ص40 - 42)].

* الشّيخ العلّامة الطّيّب العُقبيّ (رحمه الله) (ت: 1379هـ=1960م):
ـقال (رحمه الله) في مقالٍ له بعنوان: «يقولون.. وأقول»: «يقولون لي: إنّ عقائدك هذه هي عقائد الوهّابيّة، فقلتُ لهم: إذن، الوهّابيّةُ هُم المُوحِّدُون»[«الشّهاب»،العدد (119)، 30 ربيع الثّاني 1346هـ/27أكتوبر1927م، (ص14)]. 
ـوقال (رحمه الله): «هذا، وإنّ دعوتَنا الإصلاحيّة - قبل كلِّ شيءٍ وبعده - هي دعوةٌ دينيّةٌ مَحْضَةٌ، لا دَخْلَ لها في السّياسة أَلْبَتَّة، نُريد منها تَثْقِيف أُمّتنا وتهذيب مجتمعنا بتعاليم دينِ الإسلام الصّحيحة، وهي تتلخّص في كلمتي : أن لا نَعبد إلّا الله وحده، وأن لا تَكون عبادتُنا لهُ إلّا بما شَرَعَهُ وجاءَ مِن عندِهِ...
ثمّ ما هي هذه الوهّابيّة الّتي تَصَوَّرَها المُتخيِّلون أو صَوَّرَهَا لهم المُجرمون بغير صُورتها الحقيقيّة؟
أهيَ حزبٌ سياسيّ؟ ... أم هي مذهبٌ دينيٌّ وعقيدةٌ إسلاميّةٌ كغيرها مِن العقائد والمذاهب الّتي تَنْتَحِلُها وتَدِينُ بها مذاهبُ وجماعاتٌ من المسلمين؟
وإذا كانت الوهّابيّةُ: هي عبادةُ الله وحده بما شَرَعَهُ لعباده، فإنّها هيَ مذهبُنا ودينُنا ومِلَّتُنا السَّمْحَة الّتي نَدِينُ اللهَ بها، وعليها نَحْيَى وعليها نموت ونُبْعَثُ إن شاء اللهُ مِن الآمِنين»[«السّنّة»، العدد (2)، 22 ذي الحجّة1351هـ /17 أبريل1933م، (ص7)]
.
* الشّيخ العلّامة الأديب محمّد البشير طالب الإبراهيميّ (رحمه الله) (ت :1385 هـ= 1965م):
ـ قال (رحمه الله): «يا قوم، إنّ الحقّ فوق الأشخاص، وإنّ السُّنَّة لا تُسَمَّى باسمِ مَن أَحْيَاها، وإنّ الوهّابيِّين قومٌ مسلمون يُشاركونكم في الاِنتساب إلى الإسلام، ويَفُوقُونكم في إِقامةِ شَعائره وحدوده، ويَفُوقُون جميعَ المسلمين في هذا العصر بواحدةٍ، وهي أنّهم لا يُقِرُّون البدعة، وما ذنبُهم إذا ما أنكرُوا ما أنكرهُ كتابُ الله وسُنّةُ رسوله، وتَيَسَّرَ لهم مِن وسائل الاِستطاعة ما قدروا به على تغيير المنكر؟
أَإِذَا وافقْنا طائفةً مِن المسلمين في شيءٍ معلومٍ مِن الدِّين بالضّرورة، وفي تغيير المنكرات الفاشية عندنا وعندهم - والمُنكرُ لا يَختلف حكمُه باختلاف الأوطان - تَنْسِبُونَنَا إليهم تَحقيرًا لنا ولهم، وازْدِرَاءً بنا وبهم، وإِنْ فَرَّقَت بيننا وبينهم الاِعتبارات؛ فنحن مالكيُّون برغمِ أُنُوفكم، وهُم حنبليُّون برغمِ أُنُوفكم، ونحنُ في الجزائر وهُم في الجزيرة، ونحنُ نُعْمِلُ في طُرُقِ الإصلاح الأَقلام، وهُمْ يُعْمِلُونَ فيها الأَقدام، وهُم يُعْمِلُون في الأضرحةِ المَعَاوِل، ونحنُ نُعْمِلُ في بَانِيهَا المَقَاوِل» [«السّنّة»، العدد )9)، 11 صفر 1352هـ/5 يونيو 1933م، (ص6)/«آثار الإبراهيمي»(1/123-124)].

* الشّيخ محمّد السّعيد أبو يعلى الزَّواويّ (رحمه الله) (ت: 1952م): 
ـ قالَ (رحمه الله) في مقالةٍ لهُ بعنوان: «الوهّابيُّون سُنِّيُّون «ليسوا بمعتزلةٍ كما يقولون هُنا عندنا بالجزائر»»: «إنّ [ابن] عبد الوهّاب حنبليٌّ، وإنّما هو عالِمٌ إصلاحيٌّ، وأتباعُهُ:... إصلاحيُّون سَلَفِيُّون سُنِّيُّون حقيقيّون، على مذهب أحمد الإمام، وعلى طريقةِ الإمام تقيّ الدّين ابن تيميّة في الإصلاح والعِنايةِ التّامّة بالسُّنَّة..»[«الشِّهاب»، العدد:98، (ص2-8)].
ـ وقال (رحمه الله): «ثمّ إِنْ تَعْجَب أيُّها الواقفُ على كلامنا هذا! فعَجَبٌ أقوالُهم -أعني المالكيّة- إنّ الوهّابيِّين يَهدمون القُبَب والقُبور المُزخرفة المُطَافَ بها، ويَنْتَقِدُون ذلكَ أَشَدَّ الاِنتقاد وهو مذهبُهُم المالكيّ مَحْضٌ، فلْيَنْتَقِدُوا مَالِكَهم قبلُ ثمّ أحمد بن حنبل إمام السّنّة، إنِ الوهّابيّون إلّا حنابلةٌ... ولا نَعْلَمُ بمذهبٍ وهّابيٍّ، وإنَّ ذلك نَبْزٌ ونَبْذٌ مِنَ المُتَنَطِّعِين، بل المُتَوَغِّلِينَ في البدع والخرافات» [«الشِّهاب»، م9، ج5، غرة ذي الحجة1351هـ، أبريل1933م، (ص:197-198)].
ـ وقال (رحمه الله):«ولهذا قُلتُ وما زلتُ ولن أَزَال أقولُ: إنّ المالكيَّ الّذي يَطعَنُ في الوهّابيّةِ يَطْعَنُ في مالكٍ ومذهبِهِ مِن حيثُ يَشْعُرُ أو لا يَشْعُر، أو لأنَّهُ جاهلٌ أو يَتجاهل»[«الصّراط»، العدد:7، (ص:7)].

* الشّيخ الأديب محمّد السّعيد الزَّاهريّ (رحمه الله) (ت:1956م): 
ـ قالَ (رحمه الله) في الرّدّ على مَن قال: «إنَّ مُؤسِّس المذهب الوهَّابي! هو شيخُ الإسلام ابن تيميّة، واشتهر بِهِ ابنُ عبد الوهّاب»!: «والواقعُ أنّ مُؤَسِّسَ هذا المذهب ليسَ هُوَ ابنُ تيميَّة ولا ابنُ عبد الوهّاب ولا الإِمام أحمد ولا غيرهم مِن الأئمّة والعُلماء، وإنّما مُؤسِّسُهُ هو خاتم النَّبيِّين سيّدنا محمّد بن عبد الله (صلّى الله عليهِ وسلّم)، على أنّه في الحقيقةِ ليس مَذْهَبًا، بل هو دَعْوَةٌ إلى الرُّجوع إلى السُّنّةِ النّبويَّة الشّريفة وإلى التّمسّك بالقرآن الكريم، وليس هُنَا شيءٌ آخر غير هذا»[«الصّراط»، العدد(5)، (ص:4-6)].
ـ وقالَ (رحمه الله):«والوهّابيّون أو حنابلةُ «نَجْدٍ» لا يَقُولون بكُفْرِ مَن يَتَوَسَّلُ التّوسُّلَ الشّرعيّ، بل يقولون بكُفْرِ مَن يَدعو مع اللهِ إلهًا آخر، ومِن معاني«التّوسّل» عند الجامِدين(من أهل السّنّة) أنّهم يَدْعُونَ مِن دُونِ اللهِ ما لا ينفعُهم ولا يضرُّهم! وأَحْسَبُ أنّ مَن يُطالِعُ كتابَ «التّوسّل والوسيلة»لشيخِ الإسلام بن تيميّة يَرَى صِدْقَ ما نقولُ. وهذهِ العقيدةُ ليست عقيدةَ حنابلةِ «نَجْدٍ» وحدهم، بَلْ هيَ عقيدةُ السَّلَفِ الصّالحِ وعقيدةُ أهلِ السُّنّةِ جميعًا(ما عَدَا الجامِدِين منهم والمُتَسَاهِلِين)» [«الصّراط»، العدد(5)، (ص:4-6)].
ـ وقالَ (رحمه الله)في رَدِّ انتقاداتِ كاتِبٍ مغربيٍّ: «...أنا لا أُوافِقُهُ على أنَّ إخواننا المُؤمنين السَّلَفِيِّين في «نَجْدٍ» والحجاز قد غَلَوْا في الإصلاح الإسلاميّ، ولا أَصِفُهُم بالغُلُوّ؛ لأنَّ الغُلُوّ في الشّيء هو الخُرُوجُ عنهُ أو عن حُدوده المشروعة، وإِخْوَتُنا في «نَجْدٍ» والحجاز إنّما يَدْعُونَ إلى ما دَعَا اللهُ إليه لا يَغْلُون في ذلك ولا يَخرجُون في إصلاحهم عن الحُدود المشروعة»[مجلّة «الفتح»، العدد (168)، 7 جمادى الأولى 1348هـ/ 10 أكتوبر 1929م، (ص: 6-7)].

* الشّيخ الفقيه أحمد حمّاني (رحمه الله) (ت: 1419هـ=1998م):
ـ قال (رحمه الله):«أوّلُ صوتٍ ارتفعَ بالإصلاح والإنكار على البدعة والمُبتدِعين ووجوب الرّجوع إلى كتاب الله والتّمسّك بسُنّة رسول الله (صلّى الله عليهِ وسلّم) ونَبْذِ كلِّ ابتداعٍ ومقاومةِ أصحابه، جاء مِن الجزيرة العربيّة، وأَعْلَنَهُ في النّاس الإمامُ محمّد بن عبد الوهّاب أثناء القرن الثّامن عشر .... ولمّا كانت نشأةُ هذه الدّعوة في صميم البلاد العربيّة ونجحت على خصومها الأوّلين في جزءٍ منها، وكانت مبنيّةً على الدّين وتوحيد الله - سبحانه - في أُلوهيّته وربوبيّته، ومَحْوِ كلّ آثار الشّرك - الّذي هو الظّلم العظيم -، والقضاء على الأوثان والأَنْصَاب الّتي نُصِبت لتُعْبَدَ مِن دونِ الله أو تُتّخَذ للتّقرّب بها إلى الله، ومنها القُبَاب والقُبور في المساجد والمَشَاهد - لمّا كان كذلك فقد فَهِمَ أعداءُ الإسلام قِيمتها ومَدَى ما سيكون لها مِن أبعادٍ في يقظةِ المسلمين ونهضة الأُمّة العربيّة الّتي هي مادّة الإسلام وعِزُّهُ، إذْ ما صلح أمرُ المسلمين أَوَّلَ دولتهم إلّا بما بُنِيَت عليه هذه الدّعوة، وقد قال الإمام مالكٌ: «لا يَصْلُحُ آخِرُ هذه الأُمّة إلّا بما صَلح به أَوَّلُها».
لهذا عزموا على مُقاومتها وسَخّروا كلَّ إمكانيّاتهم المادّيّة والفكريّة للقضاء عليها، وحشدوا العلماء القُبُوريِّين الجامِدين أو المَأْجُورِين للتَّنْفِير منها وتضليل اعتقاداتها، وربّما تكفير أهلها، كما جَنَّدُوا لها الجنود وأَمَدُّوها بكلّ أنواع أسلحة الفَتْكِ والدّمار للقضاء عليها .
تَحرَّشَ بها الإنكليز والعثمانيّون والفُرس، واصطدموا بها، وانتصر عليهم السُّعوديُّون في بعض المعارك، فالتجأت الدّولة العثمانيّة إلى مصر، وسَخَّرت لحَرْبِهَا محمّد علي وأبناؤُه - وهو الّذي كانوا سَخَّرُوه لحَرْبِ دولةِ الخِلافة وتَهوِينها - وكان قد جَدَّدَ جيشَهُ على أَحْدَثِ طرازٍ عند الأوروبيِّين آنذاك، فاستطاع الجيش المصريّ أن يَقضي على هذه القوّة النّاشئة، وظنّوا أنّهم استراحوا منها، وكان مِن الجرائم المُرتكَبَة أنّ أمير هذه الإِمارة السَّلَفِيَّة المُصْلِحَة أُسِرَ وذُهِبَ به إلى مصر، ثمّ إلى إسطمبول حيثُ أُعْدِمَ كما يُعْدَمُ المجرمون .
وهكذا يكون هذا الأميرُ المسلم السَّلَفِيُّ المُصْلِحُ مِن الّذين سُفِكَت دماؤُهم في نَصْرِ السُّنَّةِ ومُقاومة البدعة (رحمه الله) »[«صراعٌ بين السُّنَّة والبدعة» (1/ 50-51)].




الإمام محمد بن عبد الوهاب دعوته وسيرته

الشيخ العلامة عبد العزيزابن باز رحمه الله تعالى
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله وخيرته من خلقه سيدنا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله وأصحابه ومن والاه. 
أما بعد: أيها الإخوان الفضلاء، أيها الأبناء الأعزاء، هذه المحاضرة الموجزة أتقدم بها بين أيديكم تنويرا للأفكار، وإيضاحا للحقائق، ونصحا لله ولعباده، وأداء لبعض ما يجب علي من الحق نحو المحاضر عنه، وهذه المحاضرة عنوانها: الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب، دعوته وسيرته.
لما كان الحديث عن المصلحين والدعاة والمجددين، والتذكير بأحوالهم وخصالهم الحميدة، وأعمالهم المجيدة، وشرح سيرتهم التي دلت على إخلاصهم، وعلى صدقهم في دعوتهم وإصلاحهم، لما كان الحديث عن هؤلاء المصلحين المشار إليهم، وعن أخلاقهم وأعمالهم وسيرتهم، مما تشتاق إليه النفوس، وترتاح له القلوب، ويود سماعه كل غيور على الدين، وكل راغب في الإصلاح، والدعوة إلى سبيل الحق، رأيت أن أتحدث إليكم عن رجل عظيم ومصلح كبير، وداعية غيور، ألا وهو الشيخ المجدد للإسلام في الجزيرة العربية في القرن الثاني عشر من الهجرة النبوية هو الإمام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان بن علي التميمي الحنبلي.
لقد عرف الناس هذا الإمام ولاسيما علماؤهم ورؤساؤهم، وكبراؤهم وأعيانهم في الجزيرة العربية وفي خارجها، ولقد كتب الناس عنه كتابات كثيرة ما بين موجز وما بين مطول، ولقد أفرده كثير من الناس بكتابات، حتى المستشرقون كتبوا عنه كتابات كثيرة، وكتب عنه آخرون في أثناء كتاباتهم عن المصلحين، وفي أثناء كتاباتهم في التاريخ، وصفه المنصفون منهم بأنه مصلح عظيم، وبأنه مجدد للإسلام، وبأنه على هدى ونور من ربه، وإن تعدادهم يشق كثيراً.
ومن جملتهم المؤلف الكبير أبو بكر الشيخ حسين بن غنام الإحسائي. فقد كتب عن هذا الشيخ فأجاد وأفاد، وذكر سيرته وذكر غزواته، وأطنب في ذلك وكتب كثيرا من رسائله، واستنباطاته من كتاب الله عز وجل، ومنهم أيضا الشيخ عثمان بن بشر في كتابه عنوان المجد، فقد كتب عن هذا الشيخ أيضا، وعن دعوته، وعن سيرته، وعن تأريخ حياته، وعن غزواته وجهاده، ومنهم خارج الجزيرة الدكتور أحمد أمين في كتابه زعماء الإصلاح، فقد كتب عنه وأنصف، ومنهم الشيخ الكبير مسعود الندوي، فقد كتب عنه وسماه: المصلح المظلوم، وكتب عن سيرته وأجاد في ذلك، وكتب عنه أيضا آخرون، منهم الشيخ الكبير الأمير محمد بن إسماعيل الصنعاني، فقد كان في زمانه وقد كان على دعوته. فلما بلغه دعوة الشيخ سر بها وحمد الله عليها.
وكذلك كتب عنه العلامة الكبير الشيخ محمد بن علي الشوكاني، صاحب نيل الأوطار ورثاه بمرثية عظيمة، وكتب عنه جمع غير هؤلاء يعرفهم القراء والعلماء وبمناسبة كون كثير من الناس قد يخفى عليه حال هذا الرجل وسيرته ودعوته رأيت أن أساهم في بيان حال هذا الرجل، وما كان عليه من سيرة حسنة، ودعوة صالحة، وجهاد صادق، وأن أشرح قليلا مما أعرفه عن هذا الإمام حتى يتبصر في أمره من كان عنده شيء من لبس، أو شيء من شك في حال هذا الرجل، ودعوته، وما كان عليه، ولد هذا الإمام في عام (1115) هجرية، هذا هو المشهور في مولده رحمة الله عليه، وقيل في عام (1111) هجرية، والمعروف الأول: أنه ولد في عام 1115 هجرية على صاحبها أفضل الصلاة وأكمل التحية.
وتعلم على أبيه في بلدة العيينة، وهذه البلدة هي مسقط رأسه رحمة الله عليه وهي قرية معلومة في اليمامة في نجد، شمال غرب مدينة الرياض، بينها وبين الرياض مسيرة سبعين كيلو متر، ولد فيها رحمة الله عليه، ونشأ نشأة صالحة، وقرأ القرآن مبكرا واجتهد في الدراسة والتفقه على أبيه الشيخ عبد الوهاب بن سليمان وكان فقيها كبيرا، وكان عالما قديرا، وكان قاضيا في بلدة العيينة. ثم بعد بلوغ الحلم حج وقصد بيت الله الحرام، وأخذ عن بعض علماء الحرم الشريف. ثم توجه إلى المدينة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام، فاجتمع بعلمائها، وأقام فيها مدة، وأخذ عن عالمين كبيرين مشهورين في المدينة ذلك الوقت. وهما الشيخ عبد الله بن إبراهيم بن سيف النجدي، أصله من المجمعة، وهو والد الشيخ إبراهيم بن عبد الله صاحب العذب الفائض في علم الفرائض، وأخذ أيضا عن الشيخ الكبير محمد حياة السندي بالمدينة. هذان العالمان ممن اشتهر أخذ الشيخ عنهما بالمدينة، ولعله أخذ عن غيرهما ممن لا نعرف.
ورحل الشيخ لطلب العلم إلى العراق، فقصد البصرة واجتمع بعلمائها، وأخذ عنهم ما شاء الله من العلم، وأظهر الدعوة هناك إلى توحيد الله، ودعا الناس إلى السنة، وأظهر للناس أن الواجب على جميع المسلمين أن يأخذوا دينهم عن كتاب الله، وسنة رسول الله عليه الصلاة والسلام، وناقش وذاكر في ذلك، وناظر من هنالك من العلماء واشتهر من مشايخه هناك شخص يقال له الشيخ محمد المجموعي، وقد ثار عليه بعض علماء السوء بالبصرة، وحصل عليه وعلى شيخه المذكور بعض الأذى، فخرج من أجل ذلك، وكان من نيته أن يقصد الشام، فلم يقدر على ذلك لعدم وجود النفقة الكافية، فخرج من البصرة إلى الزبير، وتوجه من الزبير إلى الأحساء واجتمع بعلمائها وذاكرهم في أشياء من أصول الدين، ثم توجه إلى بلدة حريملاء وذلك (والله أعلم) في العقد الخامس من القرن الثاني عشر، لأن أباه كان قاضيا في العيينة، وصار بينه وبين أميرها نزاع، فانتقل عنها إلى حريملاء سنة 1139 هجرية، فقدم الشيخ محمد على أبيه في حريملاء بعد انتقاله إليها سنة 1139 هجرية، فيكون قدومه حريملاء في عام 1140 هجرية أو ما بعدها، واستقر هناك، ولم يزل مشتغلاً بالعلم والتعليم، والدعوة في حريملاء حتى مات والده عام 1153 هجرية، فحصل من بعض أهل حريملاء شر عليه، وهمَّ بعض السفلة بها أن يفتك به، وقيل إن بعضهم تسور عليه الجدار، فعلم بهم بعض الناس فهربوا، وبعد ذلك ارتحل الشيخ إلى العيينة رحمة الله عليه.
وأسباب غضب هؤلاء السفلة عليه أنه كان آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، وكان يحث الأمراء على تعزير المجرمين، الذين يعتدون على الناس بالسلب والنهب والإيذاء، هؤلاء السفلة الذين يقال لهم العبيد هناك، ولما عرفوا من الشيخ أنه ضدهم، وأنه لا يرضى بأفعالهم، وأنه يحرض الأمراء على عقوباتهم، والحد من شرهم، غضبوا عليه وهموا أن يفتكوا به، فصانه الله وحماه، ثم انتقل إلى بلدة العيينة وأميرها إذ ذاك عثمان بن ناصر بن معمر، فنزل عليه ورحب به الأمير، وقال: قم بالدعوة إلى الله، ونحن معك وناصروك، وأظهر له الخير، والمحبة والموافقة على ما هو عليه.
فاشتغل الشيخ بالتعليم والإرشاد والدعوة إلى الله عز وجل، وتوجيه الناس إلى الخير، والمحبة في الله رجالهم ونسائهم، واشتهر أمره في العيينة، وعظم صيته، وجاء إليه الناس من القرى المجاورة، وفي يوم من الأيام قال الشيخ للأمير عثمان: دعنا نهدم قبة زيد بن الخطاب رضي الله عنه فإنها أسست على غير هدى، وإن الله جل وعلا لا يرضى بهذا العمل، والرسول عليه الصلاة والسلام نهى عن البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، وهذه القبة فتنت الناس وغيرت العقائد، وحصل بها الشرك فيجب هدمها، فقال الأمير: لا مانع من ذلك، فقال الشيخ: إني أخشى أن يثور أهل الجبيلة، والجبيلة قرية هنالك قريبة من القبر، فخرج عثمان ومعه جيش يبلغون 600 مقاتل لهدم القبة. ومعهم الشيخ رحمة الله عليه، فلما قربوا من القبة خرج أهل الجبيلة لما سمعوا بذلك لينصروها ويحموها. فلما رأوا الأمير عثمان ومن معه كفوا ورجعوا عن ذلك. فباشر الشيخ هدمها وإزالتها، فأزالها الله عز وجل على يديه رحمة الله عليه. ولنذكر نبذة عن حال نجد قبل قيام الشيخ رحمة الله عليه، وعن أسباب قيامه، ودعوته.
كان أهل نجد قبل دعوة الشيخ على حالة لا يرضاها مؤمن، كان الشرك الأكبر قد نشأ وانتشر، حتى عبدت القباب وعبدت الأشجار، والأحجار، وعبدت الغيران، وعبد من يدعي بالولاية. وهو من المعتوهين، وعبد من دون الله أناس يدعون بالولاية، وهم مجانين مجاذيب لا عقول عندهم، واشتهر في نجد السحرة والكهنة، وسؤالهم وتصديقهم وليس هناك منكر إلا من شاء الله، وغلب على الناس الإقبال على الدنيا وشهواتها، وقل القائم لله والناصر لدين الله، وهكذا في الحرمين الشريفين، وفي اليمن اشتهر في ذلك الشرك، وبناء القباب على القبور، ودعاء الأولياء والاستغاثة بهم، وفي اليمن من ذلك الشيء الكثير، وفي بلدان نجد من ذلك ما لا يحصى، ما بين قبر وما بين غار، وبين شجرة وبين مجذوب ومجنون يدعى من دون الله ويستغاث به مع الله، وكذلك مما عرف في نجد واشتهر دعاء الجن والاستغاثة بهم، وذبح الذبائح لهم، وجعلها في الزوايا من البيوت رجاء نجدتهم، وخوف شرهم، فلما رأى الشيخ الإمام هذا الشرك وظهوره في الناس، وعدم وجود منكر لذلك، وقائم بالدعوة إلى الله في ذلك، شمر عن ساعد الجد، وصبر على الدعوة، وعرف أنه لا بد من جهاد، وصبر وتحمل للأذى، فجد في التعليم والتوجيه والإرشاد وهو في العيينة، وفي مكاتبة العلماء في ذلك، والمذاكرة معهم رجاء أن يقوموا معه في نصر دين الله، والمجاهدة في هذا الشرك وهذه الخرافات، فأجاب دعوته كثيرون من علماء نجد وعلماء الحرمين، وعلماء اليمن، وغيرهم وكتبوا إليه بالموافقة، وخالف آخرون وعابوا ما دعا إليه وذموه، ونفروا عنه وهم بين أمرين، ما بين جاهل خرافي لا يعرف دين الله ولا يعرف توحيد الله، وإنما يعرف ما هو عليه آباؤه وأجداده من الجهل والضلال والشرك، والبدع، والخرافات، كما قال الله عز وجل عن أمثال أولئك: إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ[1]، وطائفة أخرى ممن ينسبون إلى العلم ردوا عليه عنادا وحسدا، لئلا يقول العامة: ما بالكم لم تنكروا علينا هذا الشيء؟ لماذا جاء ابن عبد الوهاب وصار على الحق، وأنتم علماء ولم تنكروا هذا الباطل؟!. فحسدوه وخجلوا من العامة، وأظهروا العناد للحق، إيثارا للعاجل على الآجل، واقتداء باليهود في إيثارهم الدنيا على الآخرة، نسأل الله العافية والسلامة.
أما الشيخ فقد صبر وجد في الدعوة، وشجعه من شجعه من العلماء والأعيان في داخل الجزيرة، وفي خارجها، فعزم على ذلك واستعان بربه عز وجل، وعكف قبل ذلك على كتاب الله، وكانت له اليد الطولى في تفسير كتاب الله، والاستنباط منه، وعكف على سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه، وجد في ذلك وتبصر فيه، حتى أدرك من ذلك ما أعانه وثبته على الحق، فشمر عن ساعد الجد، وصمم على الدعوة وعلى أن ينشرها بين الناس، ويكاتب الأمراء والعلماء في ذلك، وليكن في ذلك ما يكون.
فحقق الله له الآمال الطيبة، ونشر به الدعوة، وأيد به الحق، وهيأ الله له أنصارا ومساعدين وأعوانا، حتى ظهر دين الله، وعلت كلمة الله فاستمر الشيخ في الدعوة في العيينة بالتعليم والإرشاد، ثم شمر عن ساعد الجد إلى العمل وإزالة آثار الشرك بالفعل، لما رأى الدعوة لم تؤثر، باشر الدعوة عمليا ليزيل بيده ما تيسر، وما أمكن من آثار الشرك، قال الشيخ للأمير عثمان بن معمر: لا بد من هدم هذه القبة التي على قبر زيد. وزيد بن الخطاب رضي الله عنه هو أخو عمر بن الخطاب أمير المؤمنين رضي الله تعالى عن الجميع. وكان من جملة الشهداء في قتال مسيلمة الكذاب في عام 12 من الهجرة النبوية، فكان ممن قتل هناك، وبني على قبره قبة فيما يذكرون، وقد يكون قبر غيره، لكنه فيما يذكرون أنه قبره، فوافقه عثمان كما تقدم، وهدمت القبة بحمد الله، وزال أثرها إلى اليوم ولله الحمد والمنة، أماتها جل وعلا لما هدمت عن نية صالحة، وقصد مستقيم ونصر للحق، وهناك قبور أخرى منها قبر يقال إنه قبر ضرار بن الأزور، كانت عليه قبة هدمت أيضا، وهناك مشاهد أخرى أزالها الله عز وجل، وكانت هناك غيران وأشجار تعبد من دون الله جل وعلا، فأزيلت وقضي عليها وحذر الناس عنها.
والمقصود أن الشيخ استمر رحمة الله عليه على الدعوة، قولاً وعملاً كما تقدم، ثم إن الشيخ أتته امرأة، واعترفت عنده بالزنا عدة مرات، وسأل عن عقلها فقيل إنها عاقلة ولا بأس بها، فلما صممت على الاعتراف، ولم ترجع عن اعترافها، ولم تدع إكراها ولا شبهة وكانت محصنة، أمر الشيخ رحمة الله عليه بأن ترجم فرجمت بأمره، حالة كونه قاضيا بالعيينة، فاشتهر أمره بعد ذلك بهدم القبة، وبرجم المرأة، وبالدعوة العظيمة إلى الله، وهجرة المهاجرين إلى العيينة.
وبلغ أمير الأحساء وتوابعها من بني خالد سليمان ابن عريعر الخالدي أمر الشيخ، وأنه يدعو إلى الله، وأنه يهدم القباب، وأنه يقيم الحدود، فعظم على هذا البدوي أمر الشيخ، لأن من عادة البادية -إلا من هدى الله- الإقدام على الظلم، وسفك الدماء، ونهب الأموال، وانتهاك الحرمات، فخاف أن هذا الشيخ يعظم أمره، ويزيل سلطان الأمير البدوي، فكتب إلى عثمان يتوعده، ويأمره أن يقتل هذا المطوع الذي عنده في العيينة، وقال: إن المطوع الذي عندكم بلغنا عنه كذا، وكذا!! فإما أن تقتله، وإما أن نقطع عنك خراجك الذي عندنا.!! وكان عنده للأمير عثمان خراج من الذهب، فعظم على عثمان أمر هذا الأمير، وخاف إن عصاه أن يقطع عنه خراجه أو يحاربه، فقال للشيخ: إن هذا الأمير كتب إلينا كذا وكذا، وإنه لا يحسن منا أن نقتلك، وإنا نخاف هذا الأمير ولا نستطيع محاربته، فإذا رأيت أن تخرج عنا فعلت، فقال الشيخ: إن الذي أدعو إليه هو دين الله، وتحقيق كلمة لا إله إلا الله وتحقيق شهادة أن محمداً رسول الله، فمن تمسك بهذا الدين، ونصره وصدق في ذلك نصره الله وأيده وولاه على بلاد أعدائه، فإن صبرت واستقمت، وقبلت هذا الخير فأبشر، فسينصرك الله ويحميك من هذا البدوي وغيره، وسوف يوليك الله بلاده وعشيرته. فقال: أيها الشيخ إنا لا نستطيع محاربته، ولا صبر لنا على مخالفته. فخرج الشيخ عند ذلك وتحول من العيينة إلى بلاد الدرعية، جاء إليها ماشياً فيما ذكروا، حتى وصل إليها في آخر النهار، وقد خرج من العيينة في أول النهار مشيا على الأقدام، لم يرحله عثمان، فدخل على شخص من خيارها في أعلى البلد يقال له محمد بن سويلم العريني، فنزل عليه ويقال إن هذا الرجل خاف من نزوله عليه، وضاقت به الأرض بما رحبت، وخاف من أمير الدرعية محمد بن سعود فطمأنه الشيخ وقال له: أبشر بخير وهذا الذي أدعو الناس إليه دين الله، وسوف يظهره الله. فبلغ محمد بن سعود خبر الشيخ محمد، ويقال إن الذي أخبره زوجته، جاء إليها بعض الصالحين، وقال لها: أخبري محمدا بهذا الرجل، وشجعيه على قبول دعوته، وحرضيه على مؤازرته ومساعدته، وكانت امرأة صالحة طيبة، فلما دخل عليها محمد بن سعود أمير الدرعية وملحقاتها، قالت له: أبشر بهذه الغنيمة العظيمة! هذه غنيمة ساقها الله إليك، رجل داعية يدعو إلى دين الله، يدعو إلى كتاب الله، يدعو إلى سنة رسول الله عليه الصلاة والسلام يا لها من غنيمة! بادر بقبوله وبادر بنصرته، ولا تقف في ذلك أبدا، فقبل الأمير مشورتها، ثم تردد هل يذهب إليه أم يدعوه إليه؟! فأشير عليه، ويقال إن المرأة أيضا هي التي أشارت عليه مع جماعة من الصالحين، وقالوا له: لا ينبغي أن تدعوه إليك، بل ينبغي أن تقصده في منزله وأن تقصده أنت، وأن تعظم العلم والداعي إلى الخير، فأجاب إلى ذلك لما كتب الله له من السعادة والخير رحمة الله عليه، وأكرم مثواه، فذهب إلى الشيخ في بيت محمد بن سويلم وقصده وسلم عليه وتحدث معه، وقال له يا شيخ محمد: أبشر بالنصرة وأبشر بالأمن وأبشر بالمساعدة فقال له الشيخ: وأنت أبشر بالنصرة أيضا والتمكين والعاقبة الحميدة، هذا دين الله من نصره نصره الله، ومن أيده أيده الله، وسوف تجد آثار ذلك سريعا، فقال: يا شيخ سأبايعك على دين الله ورسوله، وعلى الجهاد في سبيل الله، ولكنني أخشى إذا أيدناك ونصرناك وأظهرك الله على أعداء الإسلام أن تبتغي غير أرضنا، وأن تنتقل عنا إلى أرض أخرى، فقال: لا؛ أبايعك على هذا، أبايعك على أن الدم بالدم، والهدم بالهدم، لا أخرج عن بلادك أبداً، فبايعه على النصرة، وعلى البقاء في البلد، وأنه يبقى عند الأمير يساعده، ويجاهد معه في سبيل الله، حتى يظهر دين الله، وتمت البيعة على ذلك. وتوافد الناس إلى الدرعية من كل مكان، من العيينة، وعرقة، ومنفوحة والرياض وغير ذلك من البلدان المجاورة، ولم تزل الدرعية موضع هجرة يهاجر إليها الناس من كل مكان، وتسامع الناس بأخبار الشيخ، ودروسه في الدرعية ودعوته إلى الله وإرشاده إليه، فأتوا زرافات ووحدانا، فأقام الشيخ بالدرعية معظما مؤيدا محبوبا منصورا، ورتب الدروس في الدرعية في العقائد، وفي القرآن الكريم، وفي التفسير، وفي الفقه، والحديث، ومصطلحه، والعلوم العربية، والتاريخية، وغير ذلك من العلوم النافعة.
وتوافد الناس عليه من كل مكان، وتعلم عليه في الدرعية الشباب وغيرهم، ورتب للناس دروسا كثيرة للعامة والخاصة، ونشر العلم في الدرعية، واستمر على الدعوة، ثم بدأ بالجهاد وكاتب الناس إلى الدخول في هذا الميدان، وإزالة الشرك الذي في بلادهم، وبدأ بأهل نجد، وكاتب أمراءها وعلماءها، كاتب علماء الرياض، وأميرها دهام بن دواس، وكاتب علماء الخرج وأمراءها، وعلماء بلاد الجنوب والقصيم، وحائل، والوشم، وسدير، وغير ذلك. ولم يزل يكاتبهم ويكاتب علماءهم وأمراءهم، وهكذا علماء الأحساء وعلماء الحرمين الشريفين، وهكذا علماء الخارج في مصر، والشام والعراق، والهند، واليمن، وغير ذلك، ولم يزل يكاتب الناس ويقيم الحجج، ويذكر الناس ما وقع فيه أكثر الخلق من الشرك والبدع، وليس معنى هذا أنه ليس هناك أنصار للدين، بل هناك أنصار، والله جل وعلا ضمن لهذا الدين أن لا بد له من ناصر، ولا تزال طائفة في هذه الأمة على الحق منصورة، كما قال النبي عليه الصلاة والسلام، فهناك أنصار للحق في أقطار كثيرة، ولكن الحديث الآن عن نجد، فكان فيها من الشر والفساد والشرك والخرافات ما لا يحصيه إلا الله عز وجل، مع أن فيها علماء فيهم خير، ولكن لم يقدر لهم أن ينشطوا في الدعوة وأن يقوموا بها كما ينبغي.
وهناك أيضا في اليمن وغير اليمن دعاة إلى الحق، وأنصار قد عرفوا هذا الشرك وهذه الخرافات، ولكن لم يقدر الله لدعوتهم من النجاح ما قدر لدعوة الشيخ محمد لأسباب كثيرة، منها: عدم تيسر الناصر المساعد لهم، ومنها: عدم الصبر لكثير من الدعاة، وتحمل الأذى في سبيل الله.
ومنها: قلة علوم بعض الدعاة التي يستطيع بها أن يوجه الناس بالأساليب المناسبة، والعبارات اللائقة، والحكمة والموعظة الحسنة. ومنها: أسباب أخرى غير هذه الأسباب، وبسبب هذا المكاتبات الكثيرة والرسائل والجهاد، اشتهر أمر الشيخ، وظهر أمر الدعوة، واتصلت رسائله بالعلماء في داخل الجزيرة وفي خارجها، وتأثر بدعوته جم غفير من الناس، في الهند وفي أندونيسيا وفي أفغانستان وفي أفريقيا وفي المغرب وهكذا في مصر، والشام والعراق، وكان هناك دعاة كثيرون، عندهم معرفة بالحق والدعوة إليه فلما بلغتهم دعوة الشيخ زاد نشاطهم وزادت قوتهم، واشتهروا بالدعوة، ولم تزل دعوة الشيخ تشتهر وتظهر بين العالم الإسلامي وغيره، ثم في هذا العصر الأخير طبعت كتبه، ورسائله، وكتب أبنائه وأحفاده، وأنصاره، وأعوانه من علماء المسلمين في الجزيرة وخارجها، وكذلك طبعت الكتب المؤلفة في دعوته، وترجمته، وأحوال أنصاره، حتى اشتهرت بين الناس في غالب الأقطار والأمصار، ومن المعلوم أن لكل نعمة حاسدا، وأن لكل داع أعداء كثيرين كما قال الله تعالى: وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ[2]، فلما اشتهر الشيخ بالدعوة، وكتب الكتابات الكثيرة، وألف المؤلفات القيمة، ونشرها في الناس، وكاتبه العلماء، ظهر جماعة كثيرون من حساده ومن مخالفيه، وظهر أيضا أعداء آخرون.
وصار أعداؤه وخصومه قسمين: قسم عادوه باسم العلم والدين، وقسم: عادوه باسم السياسة لكن تستروا بالعلم، وتستروا باسم الدين، واستغلوا عداوة من عاداه من العلماء، الذين أظهروا عداوته وقالوا إنه على غير الحق، وإنه كيت وكيت، والشيخ رحمة الله عليه مستمر في الدعوة يزيل الشبه، ويوضح الدليل، ويرشد الناس إلى الحقائق على ما هي عليه من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وطورا يقولون: إنه من الخوارج، وتارة يقولون: يخرق الإجماع ويدعي الاجتهاد المطلق، ولا يبالي بمن قبله من العلماء والفقهاء وتارة يرمونه بأشياء أخرى، وما ذاك إلا من قلة العلم من طائفة منهم، وطائفة أخرى قلدت غيرها، واعتمدت على غيرها، وطائفة أخرى خافت على مراكزها فعادته سياسة، وتسترت باسم الإسلام والدين، واعتمدت على أقوال المخرفين والمضللين. 
والخصوم في الحقيقة ثلاثة أقسام: علماء مخرفون يرون الحق باطلا والباطل حقا، ويعتقدون أن البناء على القبور، واتخاذ المساجد عليها، ودعاءها من دون الله والاستغاثة بها وما أشبه ذلك دينٌ وهدى، ويعتقدون أن من أنكر ذلك فقد أبغض الصالحين، وأبغض الأولياء، وهو عدو يجب جهاده. 
وقسم آخر: من المنسوبين للعلم جهلوا حقيقة هذا الرجل، ولم يعرفوا عنه الحق الذي دعا إليه، بل قلدوا غيرهم، وصدقوا ما قيل فيه من الخرافيين المضللين، وظنوا أنهم على هدى فيما نسبوه إليه من بغض الأولياء والأنبياء، ومن معاداتهم وإنكار كراماتهم. فذموا الشيخ، وعابوا دعوته ونفروا عنه. 
وقسم آخر: خافوا على المناصب والمراتب، فعادوه لئلا تمتد أيدي أنصار الدعوة الإسلامية إليهم، فتزيلهم عن مراكزهم، وتستولي على بلادهم، واستمرت الحرب الكلامية والمجادلات والمساجلات بين الشيخ وخصومه، يكاتبهم ويكاتبونه، ويجادلهم ويرد عليهم ويردون عليه، وهكذا جرى بين أبنائه وأحفاده وأنصاره، وبين خصوم الدعوة، حتى اجتمع من ذلك رسائل كثيرة، وردود جمة، وقد جمعت هذه الرسائل والفتاوى والردود فبلغت مجلدات، وقد طبع أكثرها والحمد لله، واستمر الشيخ في الدعوة والجهاد، وساعده الأمير محمد بن سعود أمير الدرعية، وجد الأسرة السعودية على ذلك؛ ورفعت راية الجهاد، وبدأ الجهاد من عام 1158هـ، بدأ الجهاد بالسيف وبالكلام، وبالحجة والبرهان، ثم استمرت الدعوة مع الجهاد بالسيف، ومعلوم أن الداعي إلى الله عز وجل إذا لم يكن لديه قوة تنصر الحق، وتنفذه فسرعان ما تخبو دعوته وتنطفئ شهرته، ثم يقل أنصاره، ومعلوم ما للسلاح من الأثر العظيم في نشر الدعوة، وقمع المعارضين، ونصر الحق وقمع الباطل، ولقد صدق الله العظيم في قوله عز وجل، وهو الصادق سبحانه في كل ما يقول: لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ[3] فبين سبحانه وتعالى أنه أرسل الرسل بالبينات، وهي الحجج والبراهين الساطعة، التي يوضح الله بها الحق، ويدفع بها الباطل، وأنزل مع الرسل الكتاب الذي فيه البيان، والهدى والإيضاح، وأنزل معهم الميزان، وهو العدل الذي ينصف به المظلوم من الظالم، ويقام به الحق وينشر به الهدى، ويعامل الناس على ضوئه بالحق والقسط، وأنزل الحديد فيه بأس شديد، فيه قوة، وردع وزجر لمن خالف الحق، فالحديد لمن لم تنفع فيه الحجة، وتؤثر فيه البينة، فهو القامع. 
ولقد أحسن من قال في مثل هذا:
وما هو إلا الوحي أو حد مرهف *** تزيل ظباه أخدعي كل مائل 
فهذا دواء الداء من كل جاهل *** وهذا دواء الداء من كل عادل
فالعاقل ذو الفطرة السليمة، ينتفع بالبينة، ويقبل الحق بدليله، أما الظالم التابع لهواه فلا يردعه إلا السيف، فجد الشيخ رحمه الله في الدعوة والجهاد، وساعده أنصاره من آل سعود طيب الله ثراهم على ذلك، واستمروا في الجهاد والدعوة من عام 1158 هـ إلى أن توفي الشيخ في عام 1206 هـ فاستمر الجهاد والدعوة قريباً من خمسين عاماً، جهاد، ودعوة ونضال، وجدال في الحق، وإيضاح لما قال الله ورسوله، ودعوة إلى دين الله، وإرشاد إلى ما شرعه رسول الله عليه الصلاة والسلام حتى التزم الناس بالطاعة، ودخلوا في دين الله، وهدموا ما عندهم من القباب، وأزالوا ما لديهم من المساجد المبنية على القبور، وحكموا الشريعة، ودانوا بها وتركوا ما كانوا عليه من تحكيم سوالف الآباء والأجداد، وقوانينهم ورجعوا إلى الحق وعمرت المساجد بالصلوات، وحلقات العلم وأديت الزكوات، وصام الناس رمضان كما شرع الله عز وجل، وأُمِر بالمعروف، ونُهي عن المنكر، وساد الأمن في الأمصار والقرى والطرق والبوادي، ووقف البادية عند حدهم، ودخلوا في دين الله وقبلوا الحق، ونشر الشيخ فيهم الدعوة، وأرسل الشيخ إليهم المرشدين، والدعاة في الصحراء والبوادي، كما أرسل المعلمين، والمرشدين، والقضاة إلى البلدان والقرى، وعم هذا الخير العظيم والهدى المستبين نجدا كلها، وانتشر فيها الحق، وظهر فيها دين الله عز وجل. 
ثم بعد وفاة الشيخ رحمة الله عليه، استمر أبناؤه وأحفاده، وتلاميذه، وأنصاره، في الدعوة والجهاد، وعلى رأس أبنائه الشيخ الإمام عبد الله بن محمد، والشيخ حسين بن محمد، والشيخ علي بن محمد، والشيخ إبراهيم بن محمد، ومن أحفاده الشيخ عبد الرحمن بن حسن، والشيخ علي بن حسين والشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد، وجماعة آخرون، ومن تلاميذه أيضا الشيخ حمد بن ناصر بن معمر، وجمع غفير من علماء الدرعية، وغيرهم استمروا في الدعوة والجهاد ونشروا دين الله تعالى، وكتابة الرسائل وتأليف المؤلفات، وجهاد أعداء الدين، وليس بين هؤلاء الدعاة وخصومهم شيء، إلا أن هؤلاء دعوا إلى توحيد الله وإخلاص العبادة لله عز وجل، والاستقامة على ذلك، وهدم المساجد، والقباب التي على القبور، ودعوا إلى تحكيم الشريعة والاستقامة عليها، ودعوا إلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود الشرعية، هذه أسباب النزاع بينهم وبين الناس. والخلاصة: أنهم أرشدوا إلى توحيد الله، وأمروهم بذلك، وحذروا الناس من الشرك بالله، ومن وسائله وذرائعه، وألزموا الناس بالشريعة الإسلامية، ومن أبى واستمر على الشرك بعد الدعوة والبيان، والإيضاح والحجة، جاهدوه في الله عز وجل، وقصدوه في بلاده حتى يخضع للحق، وينيب إليه، أو يلزموه به بالقوة والسيف حتى يخضع هو وأهل بلده إلى ذلك، وكذلك حذروا الناس من البدع والخرافات، التي ما أنزل الله بها من سلطان، كالبناء على القبور، واتخاذ القباب عليها والتحاكم إلى الطواغيت، وسؤال السحرة والكهنة، وتصديقهم وغير ذلك، فأزال الله ذلك على يدي الشيخ وأنصاره رحمة الله عليهم جميعاً. 
وعمرت المساجد بتدريس الكتاب العظيم والسنة المطهرة، والتأريخ الإسلامي، والعلوم العربية النافعة، وصار الناس في مذاكرة، وعلم، وهدى، ودعوة، وإرشاد، وآخرون منهم فيما يتعلق بدنياهم من الزراعة والصناعة وغير ذلك، علم، وعمل، ودعوة، وإرشاد، ودنيا ودين، فهو يتعلم ويذاكر، ومع ذلك يعمل في حقله الزراعي، أو في صناعته أو تجارته وغير ذلك، فتارة لدينه، وتارة لدنياه، دعاة إلى الله وموجهون إلى سبيله، ومع ذلك يشتغلون بأنواع الصناعة الرائجة في بلادهم، ويحصلون من ذلك على ما يغنيهم عن خارج بلادهم. وبعد فراغ الدعاة وآل سعود من نجد امتدت دعوتهم إلى الحرمين، وجنوب الجزيرة، وكاتبوا علماء الحرمين سابقا ولاحقا، فلما لم تجد الدعوة واستمر أهل الحرمين على ما هم عليه من تعظيم القباب، واتخاذها على القبور، ووجود الشرك عندها، والسؤال لأربابها، سار الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد بعد وفاة الشيخ بإحدى عشرة سنة متوجها إلى جهة الحجاز، ونازل أهل الطائف ثم قصد أهل مكة، وكان أهل الطائف قد توجه إليهم قبل سعود الأمير عثمان بن عبد الرحمن المضايفي، ونازلهم بقوة أرسلها إليه الإمام سعود بن عبد العزيز بن محمد أمير الدرعية بقوة عظيمة من أهل نجد وغيرهم، وساعدوه حتى استولى على الطائف، وأخرج منها أمراء الشريف، وأظهر فيه الدعوة إلى الله وأرشد إلى الحق، ونهى فيها عن الشرك وعبادة ابن عباس وغيره مما كان يعبده هناك الجهال، والسفهاء من أهل الطائف. ثم توجه الأمير سعود عن أمر أبيه عبد العزيز إلى جهة الحجاز، وجمعت الجيوش حول مكة. 
فلما عرف شريفها أنه لا بد من التسليم أو الفرار فر إلى جدة، ودخل سعود ومن معه من المسلمين البلاد من غير قتال، واستولوا على مكة في فجر يوم السبت ثامن محرم من عام 1218 هـ وأظهروا الدعوة إلى دين الله وهدموا ما فيها من القباب التي بنيت على قبر خديجة وغيره، فأزالوا القباب كلها، وأظهروا فيها الدعوة إلى توحيد الله عز وجل، وعينوا فيها العلماء المدرسين، والموجهين، والمرشدين، والقضاة الحاكمين بالشريعة، ثم بعد مدة وجيزة فتحت المدينة، واستولى آل سعود على المدينة في عام 1220 هـ بعد مكة بنحو سنتين، واستمر الحرمان في ولاية آل سعود، وعينوا فيها الموجهين والمرشدين، وأظهروا في البلاد العدل وتحكيم الشريعة، والإحسان إلى أهلها ولا سيما فقراؤهم ومحاويجهم فأحسنوا إليهم بالأموال، وواسوهم وعلموهم كتاب الله، وأرشدوهم إلى الخير، وعظموا العلماء وشجعوهم على التعليم والإرشاد، ولم يزل الحرمان الشريفان تحت ولاية آل سعود إلى عام 1226 هـ، ثم بدأت الجيوش المصرية والتركية تتوجه إلى الحجاز، لجهاد آل سعود وإخراجهم من الحرمين، لأسباب كثيرة تقدم بعضها، وهذه الأسباب كما تقدم هي أن أعداءهم، وحسادهم، والمخرفين الذين ليس لهم بصيرة، وبعض السياسيين الذين أرادوا إخماد هذه الدعوة وخافوا منها أن تزيل مراكزهم، وأن تقضي على أطماعهم، كذبوا على الشيخ وأتباعه وأنصاره، وقالوا: إنهم يبغضون الرسول عليه الصلاة والسلام، وإنهم يبغضون الأولياء، وينكرون كراماتهم وقالوا إنهم أيضا يقولون كيت وكيت، مما يزعمون أنهم يتنقصون به الرسل عليهم الصلاة والسلام، وصدق هذا بعض الجهال، وبعض المغرضين، وجعلوه سلما للنيل منهم والجهاد لهم، وتشجيع الأتراك والمصريين على حربهم، فجرى ما جرى من الفتن والقتال، وصار القتال بين الجنود المصرية والتركية ومن معهم، وبين آل سعود في نجد، والحجاز، سجالا مدة طويلة من عام 1226 هـ إلى عام 1233 هـ سبع سنين كلها قتال ونضال بين قوى الحق وقوى الباطل. 
والخلاصة أن هذا هو الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمة الله عليه، إنما قام لإظهار دين الله، وإرشاد الناس إلى توحيد الله، وإنكار ما أدخل الناس فيه من البدع والخرافات، وقام أيضا لإلزام الناس بالحق، وزجرهم عن الباطل، وأمرهم بالمعروف، ونهيهم عن المنكر. 
هذه خلاصة دعوته رحمة الله تعالى عليه، وهو في العقيدة على طريقة السلف الصالح يؤمن بالله وبأسمائه وصفاته، ويؤمن بملائكته، ورسله، وكتبه، وباليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره على طريقة أئمة الإسلام في توحيد الله، وإخلاص العبادة له جل وعلا، وفي الإيمان بأسماء الله وصفاته على الوجه اللائق بالله سبحانه، لا يعطل صفات الله، ولا يشبه الله بخلقه، وفي الإيمان بالبعث والنشور، والجزاء والحساب، والجنة والنار، وغير ذلك ويقول في الإيمان ما قاله السلف إنه قول وعمل يزيد وينقص، يزيد بالطاعة، وينقص بالمعصية، كل هذا من عقيدته رحمة الله عليه، فهو على طريقتهم وعلى عقيدتهم، قولا وعملا، لم يخرج عن طريقتهم تلك البتة، وليس له في ذلك مذهب خاص، ولا طريقة خاصة، بل هو على طريقة السلف الصالح من الصحابة وأتباعهم بإحسان. رضي الله عن الجميع. 
وإنما أظهر ذلك في نجد وما حولها، ودعا إلى ذلك، ثم جاهد عليه من أباه، وعانده، وقاتلهم، حتى ظهر دين الله وانتصر الحق، وكذلك هو على ما عليه المسلمون من الدعوة إلى الله، وإنكار الباطل، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، ولكن الشيخ وأنصاره يدعون الناس إلى الحق، ويلزمونهم به، وينهونهم عن الباطل، وينكرونه عليهم، ويزجرونهم عنه حتى يتركوه، وكذلك جد في إنكار البدع والخرافات حتى أزالها الله سبحانه بسبب دعوته، فالأسباب الثلاثة المتقدمة آنفا هي أسباب العداوة والنزاع بينه وبين الناس وهي: 
أولا: إنكار الشرك والدعوة إلى التوحيد الخالص. ثانيا: إنكار البدع، والخرافات، كالبناء على القبور واتخاذها مساجد ونحو ذلك كالموالد والطرق التي أحدثتها طوائف المتصوفة. ثالثا: إنه يأمر الناس بالمعروف، ويلزمهم به بالقوة فمن أبى المعروف الذي أوجبه الله عليه، ألزم به وعزر عليه إذا تركه، وينهى الناس عن المنكرات، ويزجرهم عنها، ويقيم حدودها، ويلزم الناس بالحق، ويزجرهم عن الباطل وبذلك ظهر الحق وانتشر، وكبت الباطل وانقمع، وصار الناس في سيرة حسنة، ومنهج قويم في أسواقهم، وفي مساجدهم، وفي سائر أحوالهم. 
لا تعرف البدع بينهم، ولا يوجد في بلادهم الشرك، ولا تظهر المنكرات بينهم. بل من شاهد بلادهم وشاهد أحوالهم وما هم عليه ذكر حال السلف الصالح وما كانوا عليه زمن النبي عليه الصلاة والسلام، وزمن أصحابه، وزمن أتباعه بإحسان في القرون المفضلة رحمة الله عليهم. فالقوم ساروا سيرتهم. ونهجوا منهجهم، وصبروا على ذلك، وجدوا فيه، وجاهدوا عليه، فلما حصل بعض التغيير في آخر الزمان بعد وفاة الشيخ محمد بمدة طويلة، ووفاة كثير من أبنائه رحمة الله عليهم وكثير من أنصاره حصل بعض التغيير جاء الابتلاء وجاء الامتحان بالدولة التركية، والدولة المصرية، مصداق قوله عز وجل: إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ[4] نسأل الله عز وجل أن يجعل ما أصابهم تكفيرا وتمحيصا من الذنوب، ورفعة وشهادة لمن قتل منهم رضي الله عنهم ورحمهم. ولم تزل دعوتهم بحمد الله قائمة منتشرة إلى يومنا هذا فإن الجنود المصرية لما عثت في نجد، وقتلت من قتلت، وخربت ما خربت، لم يمض على ذلك إلا سنوات قليلة ثم قامت الدعوة بعد ذلك وانتشرت، ونهض بالدعوة بعد ذلك بنحو خمس سنين الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود رحمة الله عليه فنشر الدعوة في نجد وما حولها، وانتشر العلماء في نجد وأخرج من كان هناك من الأتراك، والمصريين، أخرجهم من نجد وقراها، وبلدانها، وانتشرت الدعوة بعد ذلك في نجد في عام 1240 هـ.
وكان تخريب الدرعية والقضاء على دولة آل سعود في عام 1233 هـ. فمكث الناس في نجد في فوضى، وقتال، وفتن نحو خمس سنين من أربع وثلاثين إلى عام 1239 هـ ثم في عام أربعين بعد المائتين وألف اجتمع شمل المسلمين في نجد على الإمام تركي بن عبد الله بن محمد بن سعود، وظهر الحق وكتب العلماء الرسائل، إلى القرى والبلدان، وشجعوا الناس ودعوهم إلى دين الله وانطفأت الفتن التي بينهم بعد الحروب الطويلة التي حصلت على أيدي المصريين وأعوانهم، وهكذا انطفأت الحروب والفتن التي وقعت بينهم على إثر تلك الحروب وخمدت نارها، وظهر دين الله، واشتغل الناس بعد ذلك بالتعليم والإرشاد، والدعوة، والتوجيه، حتى عادت المياه إلى مجاريها، وعاد الناس إلى أحوالهم، وما كانوا عليه في عهد الشيخ، وعهد تلامذته، وأبنائه، وأنصاره، رضي الله عن الجميع ورحمهم، واستمرت الدعوة من عام 1240 هـ إلى يومنا هذا بحمد الله، ولم يزل يخلف آل سعود بعضهم بعضا، وآل الشيخ وعلماء نجد بعضهم بعضا، فآل سعود يخلف بعضهم بعضا في الإمامة والدعوة إلى الله والجهاد في سبيل الله.
وهكذا العلماء يخلف بعضهم بعضا في الدعوة إلى الله والإرشاد إليه، والتوجيه إلى الحق. إلا أن الحرمين الشريفين بقيا مفصولين عن الدولة السعودية دهراً طويلاً ثم عادا إليهم في عام 1343 هـ واستولى على الحرمين الشريفين الإمام عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل بن تركي بن عبد الله بن محمد ابن سعود رحمة الله عليه، ولم يزالا بحمد الله تحت ولاية هذه الدولة إلى يومنا هذا.
فلله الحمد، ونسأل الله عز وجل أن يصلح البقية الباقية من آل سعود، ومن آل الشيخ، ومن علماء المسلمين جميعا في هذه البلاد وغيرها وأن يوفقهم جميعا لما يرضيه، أن يصلح علماء المسلمين أينما كانوا، وأن ينصر بالجميع الحق، ويخذل بهم الباطل، وأن يوفق دعاة الهدى أينما كانوا للقيام بما أوجب الله عليهم، وأن يهدينا وإياهم صراطه المستقيم، وأن يعمر الحرمين الشريفين، وملحقاتهما، وسائر بلاد المسلمين بالهدى، ودين الحق، وبتعظيم كتاب الله، وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، وأن يمن على الجميع بالفقه فيهما، والتمسك بهما، والصبر على ذلك، والثبات عليه، والتحاكم إليهما، حتى يلقوا ربهم عز وجل، إنه على كل شيء قدير وبالإجابة جدير. وهذا آخر ما تيسر بيانه، والتعريف به، من حال الشيخ، ودعوته وأنصاره، وخصومه، والله المستعان، وعليه الاتكال، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا وإمامنا محمد بن عبد الله، وعلى آله، وأصحابه، ومن سلك سبيله واهتدى بهداه والحمد لله رب العالمين.



[1][2][3][4]


الرد على من يقول أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب كفر المسلمين و أن داعش نبتة سلفية وهابية




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الغيرة ،،، والدياثة