أحدث المواضيع

الثلاثاء، 12 مارس 2019

رأس الإخون #حسن_البنا أستاذ التكفير و " #سيد_قطب " ثمرته




الشيخ #ابن_عثيمين رحمه الله كاد أن يكفر #سيد_قطب لما سمع ما قاله وهذا آخر كلام الشيخ #ابن_باز عنه ولا ينشرونه وما سبب أن بعض أهل العلم أحسنوا الظن به في بداية الأمر 🎙فضيلة الشيخ / سعيد بن هليل العمر حفظه الله

# اسمع الرافضي طالب الرفاعي يحكي عن علاقة الإخواني حسن البنا وعائلته مع الشيعة

بيان حال حسن البنا و سيد قطب
 للشيخ محمد امان الجامي 

هدم حسن البنا لمفهوم عقيدة الولاء والبراء مع اليهود و النصارى

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم , فقد أخذنا على أنفسنا العهد فى بداية العمل بموقع ” حقيقة الإخوان المسلمين ” بألا نتكلم إلا بدليل وألا نصف الإخوان بشيء لم يتصفوا به ولم ينسبوه لأنفسهم , بل نتحرى دائماً أن نوضح حقيقتهم من خلال أقوالهم وأفعالهم الثابتة عليهم إما فى كتابٍ كتبوه هم أو مقالة أو مثبت عليهم صوتياً أو مرئياً  , وإن كانت بيننا وبينهم خلافات عقدية ومنهجية إلا أننا تعلمنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتق الله فىالكفار المشركين فكيف بالمسلمين وإن كانوا مخالفين ؟!


يقول حسن البنا  ( فأقرر إن خصومتنا لليهود ليست دينية لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم، والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقاً {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلى بالتي هي أحسن } وحينما أردا القرآن أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهة الاقتصادية فقال تعالى {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم) كتاب ((الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ))(1/409)، وعباس السيسي في كتاب ((حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية)) (ص 488).
وقال حسن البنا أيضاً : ((  إن الإسلام الحنيف لا يخاصم ديناً ولا يهضم عقيدة ، ولا يظلم غير المؤمنين به مثقال ذرة )) ، كتاب مواقف في الدعوة والتربية  : ص 163
و جعل حسن البنا النصارى إخواناً له فقد قال :
مما هو معلوم عند جماعة الإخوان المسلمين أنهم يدعون ويتصدرون الدعوة إلى الحكم بالقرآن الكريم ، وهذا القضية ولا شك تثير بعض الخوف والشكوك عندإخوانناالمسيحيين ا.هـ. راجع كتاب ” حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية ” لعباس السيسي ص120 .

حسن البنا يقول بأن الكنائس هي بيوت الله !!! و في كلامه 

تصحيح أديان النصرانية و اليهودية و الدعوة لوحدة الأديان :

يقول حسن البنا في كتابه ( السلام في الإسلام ) ص 6
(( تقرير وحدة الدين :
وقرر الإسلام وحدة الدين في أصوله العامة , وأن شريعة الله تبارك وتعالى للناس تقوم على قواعد ثابتة من الإيمان والعمل الصالح والإخا ء , وأن الأنبياء جميعا مبلغون عن الله تبارك وتعالى , و أن الكتب السماوية جميعا من وحيه , و أن المؤمنين جميعا في أية أمة كانوا هم عباده الصا دقون الفائزون في الدنيا وا لآخرة وأن الفرقة في الدين والخصومة باسمه إثم يتنافى مع أصوله وقواعده , وأن واجب البشرية جميعا أن تتدين وأن تتوحد بالدين ،…….. وسلك الإسلام إلى هذه الوحدة مسلكا عجيبا , فالمسلم يجب عليه أن يؤمن بكل نبي سبق و يصدق بكل كتاب نزل , ويحترم كل شريعة مضت , ويثنى بالخير على كل أمة من المؤمنين خلت . )
التعليق على الكلام السابق لحسن البنا :
من يقرأ كلام حسن البنا السابق يحمله على أحد وجهين متناقضين :
الاحتمال الأول : أن حسن البنا يعتقد ما أجمع عليه المسلمون من كفر اليهود و النصارى و أن دينهم و كتبهم قد نالها التحريف و أن دين الإسلام قد نسخ كل تلك الأديان المحرفة
الاحتمال الثاني : أن حسن البنا لا يعتقد ما أجمع عليه المسلمون من كفر اليهود و النصارى و أن دينهم و كتبهم قد نالها التحريف و أن دين الإسلام قد نسخ كل تلك الأديان المحرفة

و لكن جاء في موضع آخر من نفس الكتاب كلام لحسن البنا يؤكد الاحتمال الثاني فقد قال حسن البنا في نفس الكتاب ( السلام في الإسلام ) ص 6
(وبهذا التقرير قضى الإسلام تماما على التعصب للأجناس أو الألوان في الوقت الذي لا تزال فيه الأمم المتحضرة من أوربا وأمريكا تقيم كل وزن لذلك , وتخصص أماكن يغشاها البيض ويحرم منها السود حتى في معابد الله ، وتضع القوائم الطويلة للتفريق بين الأجناس ا لآرية والسامية ، وتدعي كل أمة أن جنسها فوق الجميع. )
في هذا المقطع يعلنها حسن البنا صريحة و هي أن ( كنائس النصارى هي معابد لله ) !!
فحسن يعتقد أن كنائس النصارى و هي التي يتم فيها الشرك بالله و الكفر بالله و القول بالعقائد الكفرية الشركية كالتثليث و الصلب و تأليه المسيح و أمه و …….
فيعتقد البنا أن ( الكنائس هي معابد الله ) و في هذا القول تأكيد للاحتمال الثاني في كلامه الداعي لوحدة الأديان من أنه لا يؤمن بما أجمع عليه المسلمون من كفر الكفار و اعتقاد بطلان و تحريف أديانهم
و قول حسن البنا السابق هو كفر بواح باتفاق أهل الإسلام قاطبة و نحن لا نحكم عليه بالكفر تورعاً و نحيل أمره لكبار العلماء حتى يحكموا في أمره …….
و العجب كل العجب من أناس مغفلين ما زالوا يعتبرون أهل الضلال أمثال حسن البنا من قادة الحركة الإسلامية المعاصرة لمجرد أن حسن البنا رفع بعض الشعارات الإسلامية ليخدع بهاالمسلمين المغفلين و ليجمعهم حوله كما يجمع الأغنام ….
ثم هؤلاء المسلمون المغفلون يتركون – بل يسبون و يتطاولون كما ربتهم جماعة الإخوان على – كبار العلماء و مصابيح الدجى و دعاة التوحيد و السنة كأمثال الأئمة الألباني و ابن عثيمين و ابن باز و الفوزان و الوادعي و ………
ليتبعوا أئمة الضلال من جماعة الإخوان الضالة ؛ ثم يريدون بعد كل ذلك خلافة و دولة إسلامية بعد ركام الضلالات و الكفر التي يدعوا إليها أئمتهم الضالون كالبنا و أضرابه و أنى لهم ذلك إلا في أحلامهم !!!!
و لا حول و لا قوة إلا بالله 

الرد على حسن البنا و جماعة الإخوان :

هناك عقيدة تسمى الولاء للمؤمنين و البراءة من الكافرين و ليس معنى هذا الاعتداء و الظلم على غير المسلمين بل :
  • العدل مع غير المسلمين من اليهود والنصارى و عدم ظلمهم و عدم الاعتداء عليهم بأي صورة من الصور    
  • مع البغض القلبي لما هم عليه من الكفر و التكذيب لدين الله تعالى و الاعتقاد الصريح بكفر اليهود و النصارى  و البراءة مما هم عليه من كفر و تكذيب للدين الحق الإسلام و عدم موالاتهم و عدم مؤاخاتهم
  • و مع ذلك يجب حُسن معاملتهم و برهم على سبيل دعوتهم للدين الحق دين الإسلام و عدم تنفيرهم منه

فأين حسن البنا من هذه العقيدة ؟!
قال تعالى (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ رَبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4)  سورة الممتحنة
و أين هذا مما قص الله عنهم في سورة البقرة وفي سورة المائدة وغيرهما من السور؟ أين قول البنا أقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية من قوله تعالى {من كان عدواً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين} أنزل الله ذلك حين قالوا للنبي  من يأتيك بالوحي من الملائكة قال: جبريل، قالوا ذاك عدونا من الملائكة، لو كان الذي يأتيك بالوحي ميكائيل لتابعناك.
فأنزل الله هذه الآيات، فكيف يقول حسن البنا إن خصومتنا مع اليهود ليست دينية ؟!!  سبحان الله ؛ إن هذا لعجب أي عجب أن يقرر الله عداوة اليهود له ولملائكته ورسله وجبريل وميكال ثم يقرر عداوته لهم حين قرروا هم عداوتهم لأوليائهم.. ثم يأتي رجل يزعم بأنه يدعوا إلى الله ويقرر حتى عدم الخصومة مع اليهود في الدين مع أن الخصومة أدق من العداوة فقد يتخاصم الإخوة، فنفي الخصومة يستلزم نفي العداوة وما هو دونها. إن هذا لأمر غريب عجيب، وموقف سيئ مريب فإنا لله وإنا إليه راجعون .
# شاهد ثناء إمام الرافضة الخامنئي على حسن البنا ودعاة جماعة الاخوان

https://www.youtube.com/watch?v=fxggR4AcvL4

الوعي نور - حسن البنا .. أسرار وفضائح


طوام حسن البنا 
https://alrbanyon.com/forums/t14321
حسن البنا و بدعة التفويض
يقول ( مذهب السلف في آيات الصفات وأحاديثها . وأما السلف رضوان الله عليهم فقالوا نؤمن بهذه الآيات والأحاديث كما وردت ونترك المقصود منها لله
تبارك وتعالى فهم يثبتون اليد والعين والأعين والإستواء والضحك والتعجب...الخ، 
وكل ذلك بمعان لا ندركها ونترك لله تعالى الإحاطة بعلمها ) 
المصدر : كتاب مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا . ص 324 من رسالة( العقائد ) .
و قال أيضاً ( وإذا تقرر هذا فقد اتفق السلف والخلف على أصل التأويل وانحصر الخلاف بينهما في أنّ الخلف زادوا تحديد
المعنى المراد حيثما ألجأتهم ضرورة التنزيه إلى ذلك حفظا لعقائد العوام من شبهة التشبيه وهو خلاف لا يستحق ضجة ولا إعناتاً .. ) 

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الإمام الشهيد حسن البنا . ص 330 من رسالة( العقائد ) .
 حسن البنا و الغاية من العبادات 
يقول " وهذه الصلاة وتلك الزكاة والحج والصوم إنما هي كلها تشريعات اجتماعية يراد بها توثيق الوحدة وجمع الكلمة وإزالة الفوارق وكشف الحجب
والموانع بين بني الإنسان ". 
المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 232 . 
اشتراكية حسن البنا 
يقول " توجب علينا روح الإسلام الحنيف وقواعده الأساسية في الاقتصاد القومي أن نعيد النظر في نظام الملكيات في مصر ، فنختصر الملكيات الكبيرة ونعوض أصحابها عن حقهم بما هو أجدى عليهم وعلى المجتمع... " .
ويقول " وتوجب علينا روح الإسلام في تشريعه الاقتصادي أن نبادر بتنظيم الضرائب الاجتماعية وأولها الزكاة... ". 

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 349 من رسالة ( مشكلاتنا الداخلية في ضوء النظام الإسلامي ) .
 حسن البنا و حقيقة خصومته و الإخوان المفسدين لليهود 
قال حسن البنا حين اجتمع بلجنة مشتركة أمريكية بريطانية جالت العالم العربي من أجل قضية فلسطين فالتقى بهم في مصر ممثلاً للحركة الإسلامية
فقال: " 
فأقرر إن خصومتنا لليهود ليست دينية لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم،
والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية وقد أثنى عليهم وجعل بيننا وبينهم اتفاقاً {ولا تجادلوا أهل الكتاب إلى بالتي هي أحسن } وحينما
أردا القرآن أن يتناول مسألة اليهود تناولها من الوجهة الاقتصادية فقال تعالى {فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم} 

المصدر : كتاب ( الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ) (1/409)
وعباس السيسي في كتاب (( حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية)) (ص 488).

 حسن البنا و التقريب بين السنة و الشيعة الروافض الزنادقة 
يقول عمر التلمساني المرشد العام للإخوان المسلمين: "وبلغ من حرصه ـ حسن البنا ـ على توحيد كلمة المسلمين أن كان يرمي إلى مؤتمر
يجمع الفرق الإسلامية لعل الله أن يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد وإلهنا واحد ورسولنا 
 واحد " . 
المصدر ( حسن البنا القائد الملهم الموهوب ) ص 78.
و يقول عمر التلمساني " وفي الأربعينات على ما أذكر كان السيد القمي وهو شيعي المذهب ينزل ضيفاً على الإخوان في المركزالعام ووقتها كان الإمام الشهيد يعمل جاداً على التقريب بين المذاهب حتى لا يتخذ أعداء الإسلام الفرقة بين المذاهب منفذاً يعملون من خلاله على تمزيق وحدة الأمة الإسلامية، وسألناه يوماً عن مدى الخلاف بين أهل السنة والشيعة فنهانا عن الدخول في مثل هذه المسائل الشائكة التي لا يليق بالمسلمين أن يشغلوا أنفسهم بها، والمسلمون على ما ترى من تنابذ يعمل أعداء الإسلام على إشعال ناره، قلنا لفضيلته نحن لا نسأل عن هذا للتعصب أوتوسعة هوة الخلاف بين المسلمين، ولكننا نسأل للعلم لأن ما بين أهل السنة والشيعة مذكور في مؤلفات لا حصر لها، وليس لدينا من سعة الوقت ما يمكننا من البحث في تلك المراجع.
فقال رضوان الله عليه: اعلموا أن السنة والشيعة مسلمون تجمعهم كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله، وهذا أصل العقيدة والسنة والشيعة فيه سواء وعلى
النقاء، أما الخلاف بينهما فهو في أمور من الممكن التقريب بينهما فيها"

المصدر : كتاب عمر التلمساني و هو بعنوان ( ذكريات لا مذكرات ) ص 249 ـ250 .
راجع بارك الله فيك كتاب الشيخ العلامة أحمد النجمي – حفظه الله – و هو بعنوان ( المورد العذب الزلال فيما انتقد على بعض المناهج الدعوية من العقائد و الأعمال ) .
تأثر البنا بالفكر الشيعي الرافضي حيث جعل الحكومة ركناً من أركان الإسلام 
يقول " وهذا الإسلام الذي يؤمن به الإخوان المسلمون يجعل الحكومة ركناً من أركانه ويعتمد على التنفيذ كما يعتمد على الإرشاد " . 
المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 136 من رسالة( المؤتمر الخامس ) .
حسن البنا صوفي يتبع الطريقة الحصافية الشاذلية و يواظب على بدعة الحضرة 
يقول حسن البنا "وظللت معلق القلب بالشيخ حتى التحقت بمدرسة المعلمين الأولية بدمنهور وفيها مدفن الشيخ وضريحه ......فكنت مواظبا على زيارته كل يوم تقريبا وصحبت الإخوان الحصافية بدمنهور وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة وسألت عن مقدم الإخوان فعرفت أنه الرجل الصالح التقى الشيخ بسيونى العبد التاجر فرجوته أن يأذن لي بأخذ العهد عليه ففعل .........وإذا لم تخن الذاكرة فقد كان يوافق يوم الأحد ، حيث تلقيت الحصافية الشاذلية عنه وآذنني بأورادها ووظائفها" .
المصدر : كتابه و هو بعنوان (مذكرات الدعوة والداعية ) ص23 .
قال سعيد حوى الصوفي القبوري الخرافي السوري : ( ولقد كتبت كتاب (تربيتنا الروحية) لتوضيح أحد مواضيع الفقهين الكبير و الأكبر وهو موضوع ( التصوف المحرر) لأضع الأمور في مواضعها في قضية الحقيقة الصوفية التي هي إحدى السمات الرئيسية لدعوة الاستاذ البنا رحمه الله )
المصدر : كتاب ( جولات ) الجولة الأولى ص 17 .
وقال جابر رزق في كتابه (حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه) (ص 8) "وفي دمنهور توثقت صلته ـ يعني حسن البنا ـ بالإخوان الحصافية و واظب على
الحضرة كل ليلة في مسجد التوبة مع الإخوان الحصافية ورغب في أخذ الطريقة حتى
انتقل من مرتبة المحب إلى مرتبة التابع المبايع ؛ بل شارك في إنشاء
جمعية صوفية حصافية كما ذكر في مذكراته (ص 28)".
و قال أبو الحسن علي الندوي - وهو ممن يوالي هذه الجماعة -  ( الشيخ حسن البنا ونصيب التربية الروحية في تكوينه وفي تكوين حركته الكبرى: أنه
كان في أول أمره – كما صرح بنفسه- في الطريقة الحصافية اشاذلية وكان قد مارس أشغالها وأذكارها وداوم عليها مدة، وقد حدثني كبار رجاله وخواص
أصحابه أنه بقي متمسكاً بهذه الأشغال و الأوراد- إلى آخر عهده وفي زحمة أعماله )

المصدر : التفسير السياسي للإسلام :138-139 .
حسن البنا يشِدّ الرحال إلى قبور أحد الأولياء و يقطع 20 كم مشياً على الأقدام لأجل ذلك 
يقول " وكنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء القريبين من دمنهور فكنا أحيانا نزور دسوق فنمشى على أقدامنا بعد صلاة الصبح مباشرة حيث نصل حوالي الساعة الثامنة صباحا فنقطع المسافة في ثلاث ساعات وهى نحو عشرين كيلو متراً ونزور ونصلي الجمعة الجمعة ونستريح بعد الغداء ونصلى العصرونعود أدراجنا إلى دمنهور حيث نصلها بعد المغرب تقريباً،...
وقال أيضاً في الصفحة نفسها: وكنا أحياناً نزور عزبة النوام حيث دفن في مقبرتها الشيخ سيد سنجر من خواص رجال الطريقة الحصافية والمعروفين بصلاحهم وتقواهم، ونقضي يوماً كاملاً هناك ثم نعود ". 

المصدر : كتابه و هو بعنوان ( مذكرات الدعوة والداعية ) ص 28 و ما بعدها . 
حضور حسن البنا لحقات ذكر الصوفية المحدثة 
يقول حسن البنا " وفى المسجد الصغير رأيت الإخوان الحصافية يذكرون الله تعالى عقب صلاة العشاء من كل ليلة ........فاجتذبتني حلقة الذكر بأصواتها المنسقة ونشيدها الجميل" .
المصدر : كتاب حسن البنا و هو بعنوان (مذكرات الدعوة والداعية ) ص 19 .
ويقول حسن البنا " كنت سعيدا بالحياة في القاهرة هـذا العام ... كما كنت أجد متعة كبرى في الحضرة عقب صلاة الجمعة من كل أسبوع في منزل الشيخ الحصافي. " 
المصدر : كتابه و هو بعنوان (مذكرات الدعوة والداعية ) ص 45. 
 حسن البنا و بدعة الإنشاد الجماعي الصوفي 
قال محمود عبد الحليم : ( وكنا نذهب جميعاً كل ليلة إلى مسجد السيدة زينب ، فنؤدي صلاة العشاء ، ثم نخرج من المسجد ، ونصطف صفوفاً ، يتقدمنا الأستاذ المرشد – يعني حسن البنا - ينشد نشيداً من أناشيد المولد النبوي ، ونحن نردده من بعده في صوت جهوري جماعي يلفت النظر )) 
المصدر : كتابه ( الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ) 1/109 .
 حسن البنا وقصائد الصوفية البدعية و الشركية 
نقل جابر رزق في كتابه ((حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه)) (ص 70ـ71) عن مجلة الدعوة فبراير 1951م حديث عبدالرحمن البنا - أخ حسن البنا- قال فيه:" وذلك
أنه حين يهل هلال ربيع الأول كنا نسير في موكب مسائي كل ليلة حتى ليلة الثاني عشر ننشد القصائد في مدح الرسول صلي الله عليه وسلم وكان من قصائده المشهورة في هذه
المناسبة المباركة:
صلى الإله على النور الذي ظهرا *** للـعالمين ففاق الشمس والقمرا
كان هذا البيت تردده المجموعة ينشد أخي وأنشد معه.
هذا الحبيب مع الأحباب قدحضرا *** وسامح الـكل في ماقد مضى وجرى
لقد أدار على العـشاق خمرته *** صـرفاً يكاد سناها يذهب البصرا
ياسعد كرر لنا ذكـر الحبيب لقد *** بلبلت أسـماعنا يامطرب الفقرا
وما لركب الحمى مالت معاطفه *** لا شك أن حبيب القوم قد حضرا
هل النبي صلى الله عليه و سلم يحضر إلى حضرات الصوفية المبتدعة يا حسن البنا ؟
و هل النبي صلى الله عليه و سلم يغفر في هذه الحضرات الذنوب يا حسن البنا ؟ 

مواظبة حسن البنا على الإحتفال ببدعة المولد النبوي 
يقول حسن البنا " وأذكر أنه كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه و سلم بالموكب بعد الحضرة ، كل ليلة من أول ربيع الأول إلى الثاني عشر منه ... ووزع
الشربات والقهوة والقرفة على مجرى العادة وخرجنا بالموكب ونحن ننشد القصائد المعتادة في سرور كامل وفرح تام" .

المصدر : كتابه و هو بعنوان ( مذكرات الدعوة والداعية ) ص 48 .
يقول عباس السيسي أحد كبار محبي حسن البنا "حسن البنا في الإسكندرية " ثم قال: " دعا الإخوان المسلمون بالإسكندرية إلى الاحتفال بذكرى مولد الرسول
 في حفل
يحضره فضيلة المرشد العام بمسجد نبي الله دانيال واستقبل الإخوان الأستاذ المرشد على محطة السكة الحديدية قبيل صلاة المغرب، إلى أن قال: وبدأ
الأستاذ المرشد محاضرته بحمد الله تعالى والثناء عليه والصلاة والسلام على رسول الله الكريم 
ثم دخل في موضوع الذكرى فقال: نحي ذكرى مولد الرسول
 ومن حق الناس جميعاً مسلمين وغير مسلمين أن يحتفلوا في هذه الذكرى المباركة فرسولنا عليه السلام لم يأت للمسلمين فقط وإنما بعث رحمة للعالمين الإنس والجن... الخ" 
المصدر : كتاب عباس السيسي و هو بعنوان ( قافلة الإخوان المسلمون) 1/48. 
 إحتفال حسن البنا ببدعة المولد النبوي
في مشهد السيدة زينب في مصر و ذلك بإلقائه كلمة هناك 
قال عباس السيسي: ( كلمة الأستاذ المرشد العالم في حفل الهجرة بالسيدة زينب جاء في كلمات الأستاذ المرشد العام في هذا الحفل ما يلي:
لهذه المناسبة أيها الإخوة أنصح لكم نصيحة مخلصة أشدد عليكم في رعايتها وهي أن تطهروا قلوبكم وتصفوا سرائركم عمن نال منكم أو أساء إليكم، فوالله
إني لضنين بهذه القلوب التي لا تعرف إلا معاني الحب في الله ولم تسعد إلا بمشاعر الأخوة الحقة الصادقة، أضن بهذه القلوب الطاهرة أن تلوث بحقد أو
تشوه ببغضاء، وتنال من صفائها خصومة، إن الدين حب وبغض، ذلك حق من الإيمان أن نحب في الله ونبغض في الله، ولكن ما أشد أن نقهر على كره من نحب، إن
الإيمان حب وبغض، فأحبوا لأنكم بالحب تسعدون، وبهذه العاطفة تجتمعون وعلى هذه المشاعر وبها ترتبطون، فلا تحرموا قلوبكم نعمة الحب في الله تعالى ولا
تحرموها شعور الحب الطاهر البرئ، وادخروا حجر البغض وثورة الغضب لساعة آتية قريبة نلقى فيها خصومنا، ولست أعني خصومنا في الداخل، فليس لنا في
الداخل خصوم ولله الحمد، وإن كانوا فهم غثاء كغثاء السيل سيجرفهم الطوفان، فإما ساروا وإما غاروا، أما كلمة الجهاد فعاطفة ملتهبة ومعاني الجهاد
مُثُلٌ حية باقية تتجه إليها قلوب أبناء هذه الأمة التي ظلمت واعتدى على حرياتها وحقوقها وأحيط بها من كل مكان ) 

المصدر : كتاب عباس السيسي و هو بعنوان (قافلة الإخوان المسلمون ) 1/192 .
حسن البنا يُنشد بأنشودة صوفية تتضمن عقيدة الوجود الكفرية
مما يدل على جهله المطبق بالعقيدة 

نقل جابر رزق في كتابه ((حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه)) (ص 70ـ71) عن مجلة الدعوة فبراير 1951م حديث عبدالرحمن البنا عن أخيه حسن البنا، قال فيه:
"وعقب صلاة العشاء يجلس أخي ـ حسن البنا ـ إلى الذاكرين من جماعة الإخوان الحصافية وقد أشرق قلبه بنور الله فأجلس إلى جواره نذكر الله مع الذاكرين وقد خلا المسجد إلا من أهل الذكر وخبأ الصوت إلا ذبالة من سراج وسكن الليل إلا همسات من دعاء أو ومضات من ضياء، وشمل المكان كله نور سماوي ولفه جلال رباني، وذابت الأجسام وهامت الأرواح وتلاشى كل شئ في الوجود وانمحى وانساب بصوت المنشد في حلاوة وتطريب.
الله قل وذر الـوجود وما حوى *** إن كنت مرتاداً بلوغ كمالي
فالــكل دون الله إن حققته *** عدم على التفصيل والإجمالي". 

ثناء حسن البنا على محمد عثمان الميرغني - الصوفي السوداني المنادي بعقيدة وحدة الوجود الكفرية – 
ومن ذلك إقامته حفلاً لتكريم السيد محمد عثمان الميرغني قال فيه البنا:
" إن دار الإخوان لتسعد أكبر السعادة وتأنس أعظم الإيناس إذ تستقبل هذه القلوب الطاهرة والنفوس الكريمة أعلام الجهاد وأبطال العروبة 
وأقطاب قادة السلام، أتقدم إلى الزعيم السوداني الكريم السيد محمد عثمان الميرغني وإلى حضرات الذين أجابوا الدعوة بأجزل الشكر وأعظمه...
إلى أن قال:  أيها السادة لعل الكثير لا يعلمون أننا نحن الإخوان مدينون للسادة الميرغنية بدين المودة الخالصة والحفاوة البالغة التي غمرونا بها من قبل ومن بعد كلما ذهب مبعوثنا إلى السودان.. لا.. ولكن دين قديم منذ نشأت الدعوة بالإسماعيلية فقد كان أول أنصارها والمجاهدون لتركيزها الإخوان الختمية الميرغنية وقد حضرت في سنة 1937م حفلاً للإسراء والمعراج في زاوية وخلوة السيد عثمان الميرغني الكبير بالإسماعيلية، وهي لا تزال قائمة ولا زلت أذكر أخانا هناك فالقلب الختمي والتأييد الختمي يسير مع الدعوة منذ فجرها،وسماحة السيد عثمان الميرغني الكبير ووارثه السيد محمد عثمان هو أول من حمل هذا اللواء وبشر به فهذا تاريخ قديم نتحدث عنه أيها السادة لنعبر لفرع الدوحة الكريمة السيد محمد عثمان عما يكنه الإخوان لسماحته من حب ومودة وتقدير".

المصدر : كتاب عباس السيسي و هو بعنوان (قافلة الإخوان المسلمون ) 1/259 . 
حسن البنا و بدعة الإحتفال بليلة الإسراء و المعراج 
يقول حسن البنا مفتخرا : " ......وقد حضرت في سنة 1937م حفلاً للإسراء والمعراج في زاوية وخلوة السيد عثمان الميرغني الكبير بالإسماعيلية، وهي لا تزال قائمة......" .
المصدر : كتاب عباس السيسي و هو بعنوان (قافلة الإخوان المسلمون ) 1/259 .
حسن البنا و كتب كبار أرباب التصوف المنحرفين 
ويقول " كنت أمضى الأسبوع المدرسي في دمنهور ... يضاف إلى ذلك أن ليلة الجمعة فى منزل الشيخ شلبى بعد الحضرة يتدارس فيها كتب التصوف من الإحياء وسمع أحوال الأولياء والياقوت والجواهر وغيرها ونذكر الله إلى الصباح كانت من أقدس مناهج حياتنا " .
المصدر : كتابه و هو بعنوان ( مذكرات الدعوة والداعية ) ص 33 .
جهل حسن البنا بعقيدة السلف الصالح جعله يتخبط 
يقول في [ص 62 من مذكراته] " وهكذا كانت حياتي في القاهرة خليطا عجيبا من الحضرة في منزل الشيخ أو منزل على أفندي غالب إلى المكتبة السلفية حيث السيد محب الدين إلى دار المنار والسيد / رشيد إلى منزل الشيخ الدجوى ثم منزل فريد بك وجدي ودار الكتب أحيانا . "
حزبية حسن البنا 
يقول حسن البنا : منهاج الإخوان المسلمين:
أ - اعتبار عقيدة الإخوان رمزًا لهذا المنهاج.
ب- على كل مسلم أن يعتقد أن هذا المنهج كله من الإسلام وأن كل نقص منه نقص من الفكرة الإسلامية الصحيحة.
ج - كل أخ لا يلتزم هذه المبادئ لنائب الدائرة أن يتخذ معه العقوبة التي تتناسب مع مخالفته وتعيده إلى إلتزام حدود المنهاج.
د - على الأخ المسلم أن يتعرف غايته تماماً وأن يجعلها المقياس الوحيد فيما بينه وبين الهيئات الأخرى .
هـ - على النائب والهيئات الرئيسية لدوائر الإخوان المسلمين أن تعنى بتربية الإخوان تربية نفسية صالحة تتفق مع مبادئهم .

المصدر : كتابه و هو بعنوان ( مذكرات الدعوة والداعية ) ص193 . 
و يقول في[ ص 223 من نفس المصدر السابق] عن الواجبات العشر عند الإخوان المفلسين :
"الواجبات العشر :
1- حمل شارتنا.
2- حفظ عقيدتنا .
3- وقراءة وظيفتنا .
4- وحضور جلستنا.
5- وإجابة دعوتنا .
6- وسماع وصيتنا .
7- وكتمان سريرتنا .
8- وصيانة كرامتنا .
9- ومحبة إخوتنا .
10- ودوام صلتنا " . 


غلو حسن البنا في فرقته البدعية – الإخوان المسلمين –
فجعلها أفضل فرقة على وجه الأرض و غيرها من الفرق لا يسلم من النقص
يقول حسن البنا موجها كلامه للإخوان المفسدين " موقفنا من الدعوات الأخرى وإذ كنتم ( يقصد الإخوان ) كذلك فدعوتكم أحق أن يأتيها الناس ولا تأتى هي أحدا وتستغني عن غيرها ، 
إذ هي جماع كل خير ، وما عداها لا يسلم من النقص ، إذاً فاقبلوا على شأنكم ، ولا تساوموا على منهاجكم واعرضوه على الناس في عز وقوة فمن مد لكم يده على أساسه ، فأهلاً ومرحباً في وضح الصبح وفلق الفجر وضوء النهار أخ لكم يعمل معكم ويؤمن إيمانكم وينفذ تعاليمكم وغير ذلك فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه" .
المصدر : كتابه و هو بعنوان ( مذكرات الدعوة والداعية ) ص 231 .
حسن البنا يعتبر فرقته الضالة هي الميزان لمعرفة إستقامة أو انحراف الفرق 
يقول " وموقفنا من الدعوات المختلفة التي طغت في هذا العصر ففرقت القلوب وبلبلت الأفكار أن نزنها بميزان دعوتنا ، فما وافقها فمرحبا به وما خالفها فنحن براء منه ونحن مؤمنون بأن دعوتنا عامة لا تغادر جزءا صالحا من أية دعوة ألا ألمت به وأشارت إليه" .
المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 19 من رسالة ( دعوتنا ) .
 إغترار حسن البنا بفرقته الضالة 
يقول : البعد عن الهيئات والأحزاب": ونحن ( يعني الإخوان ) الآن وقد اشتد ساعد الدعوة وصلب عودها وأصبحت تستطيع أن توجه ولا توجه وأن تؤثر ولا تتأثر نهيب بالكبراء والأعيان والهيئات والأحزاب أن ينضموا إلينا وأن يسلكوا سبيلنا وأن يعملوا معنا وأن يتركوا هذه المظاهر الفارغة التي لا غناء فيها ويتوحدوا تحت لواء القرآن
العظيم ويستظلوا براية النبي الكريم ومنهاج الإسلام القويم ، فإن أجابوا فهو خير لهم ....... وإن أبوا فلا بأس علينا أن ننتظر قليلا ، وأن نلتمس المعونة من الله وحده حتى يحاط بهم ويسقط في أيديهم ويضطرون إلى العمل للدعوة أذنابا وقد كانوا يستطيعون أن يكونوا رؤساء ... ".

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 125 من رسالة( المؤتمر الخامس ) .
ويقول في ص 127 موجها كلامه للإخوان نفس المصدر السابق "على أن التجارب في الماضي والحاضر قد أثبتت أنه لا خير إلا في طريقكم ولا إنتاج إلا مع خطتكم ولا صواب إلا في ما تعملون فلا تغامروا بجهودكم ولا تقامروا بشعار نجاحكم" . . 
حسن البنا و بدعة البيعة 
يقول حسن البنا مخاطباً الإخوان المفلسين : أيها الإخوة الصادقون أركان بيعتنا عشرة فاحفظوها.
(1) الفهم.
(2) الإخلاص.
(3) العمل.
(4) الجهاد.
(5) التضحية.
(6) الطاعة.
(7) الثبات.
(8) التجرد.
(9) الأخوة.
(10) الثقة.

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 368 من رسالة ( التعاليم ) .
و يقول حسن البنا موجهاً كلامه إلى العضو الإخواني الذي يبايع " أن تتخلى عن صلتك بأي هيئة أو جماعة لا يكون الاتصال بها في مصلحة فكرتك وبخاصة إذا أُمرت بذلك ...
أن تعمل على نشر دعوتك في كل مكان وأن تحيط القيادة بكل ظروفك ولا تقدم على عمل يؤثر فيها تأثيرا جوهريا إلا بإذن وأن تكون دائم الاتصال الروحي والعملي بها وأن تعتبر نفسك دائما جنديا في الثكنة تنتظر الأمر… ". 

المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 369 من رسالة ( التعاليم ) تحت عنوان ( الطاعة ) .
 حسن البنا الحاكم بأمره 
يقول في " مرحلة التكوين: باستخلاص العناصر الصالحة لحمل أعباء الجهاد وضم بعضها إلى بعض ونظام الدعوة في هـذه المرحلة صوفي بحت من الناحية الروحية وعسكري بحت من الناحية العملية وشعار هاتين الناحيتين دائما أمر وطاعة من غير تردد ولا مراجعة ولا شك ولا حرج . والدعوة فيها خاصة لا يتصل بها إلا من استعد استعدادا حقيقيا لتحمل أعباء جهاد طويل المدى كثير التبعات وأول بوادر هذا الاستعداد كمال الطاعة ...... التنفيذ والدعوة في هذه المرحلة جهاد لا هوادة معه وعمل متواصل في سبيل
الوصول إلى الغاية وامتحان وابتلاء لا يصبر عليهما إلا الصادقون ولا يكفل النجاح في هذه المرحلة إلا كمال الطاعة كذلك
وعلى هذا بايع الصف الأول من الإخوان المسلمين في يوم 5 ربيع الأول سنة 1359 ..... ".
المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 362 من رسالة ( التعاليم ) تحت عنوان ( الطاعة ) . 
قصة تُبيّن أن حسن البنا و الإخوان يعتبرون أنفسهم حكاماً يُثيبون و يُعاقبون 
القصة يرويها د / محمود عساف الذي كان الأمين الخاص لحسن البنا وفى نفس الوقت أمين التنظيم الإخوان للمعلومات ( المخابرات الإخوانية ) في كتابه و هو بعنوان (مع الإمام الشهيد حسن البنا) . الذي صدر عام 1993 م .
و القصة تتحدث عن محاكمة حسن البنا لقائد التنظيم السري للإخوان و اسمه عبد الرحمن السندي لأنه اغتال المستشار الخازندار .
و الآن مع تفاصيل هذه المحاكة .
يروي محمود عساف صاحب الكتاب المذكور وقائع هذه المحاكمة في ص 147 وما بعدها حيث يقول :
قتل المستشار الخازندار وأنا مستشار لمجلس إدارة النظام ، ولم يكن مجلس الإدارة يعلم شيئا عن هذه الواقعة إلا بعد أن
قرأناها في الصحف ، وعرفنا أنه قد قبض على أثنين من الإخوان قتلا الرجل في ضاحية المعادى ومعهما دراجتان لم تتح لهما فرصة الهرب حيث قبض الناس
عليهما ، وفى ذات اليوم طلب الأستاذ الإمام عقد اجتماع لمجلس الإدارة بمنزل عبد الرحمن السندي .... ودخل الأستاذ وهو متجهم وجلس غاضبا .
ثم سأل عبد الرحمن السندي قائلا : أليست عندك تعليمات ألاَ تفعل شيئا إلا بإذن صريح منى ؟
قال : بلى .
قال : كيف يتسنى لك أن تفعل هذه الفعلة بغير إذن وبغير عرض على مجلس النظام ؟
فقال عبد الرحمن : لقد طلبت الإذن وصرحتم فضيلتكم بذلك .
قال الإمام : كيف؟
قال عبد الرحمن : لقد كتبت إلى فضيلتكم أقول ما رأيكم دام فضلكم في حاكمةظالم يحكم بغير ما أنزل الله ويوقع الأذى بالمسلمين ويمالئ الكفار والمشركين والمجرمين. فقلتم فضيلتكم : إنما جزاء من يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم منةخلاف أو ينفوا من الأرض ، فاعتبرت ذلك إذنا…
قال الإمام : إن طلبك الإذن كان تلاعباً بالألفاظ فلم يكن إلا مسألة عامة تطلب فيها فتوى عامة أما موضوع الخازندار فهو موضوع محدد لابد من الإذن الصريح فيه ثم إنك ارتكبت عدة أخطاء :لم تعرض الأمر على مجلس النظام ولم تطلب إذنا صريحا وقتلت رجلا يقول لا إله إلا الله محمد رسول الله واعتبرته يحكم بغير ما أنزل الله وهو يحكم بالقانون المفروض عليه من الدولة ولو افترضنا أنه كان قاسيا فإن القسوة ليست مبرراً للقتل .
وأثناء حديثه كانت الدموع تنساب من عينيه … ثم قال إن كان قتلك للخازندار قد تم بحسن نية فإن علينا الدية !!!! ولكن الحكومة دفعت تعويضا كبيرا
لأسرة الخازندار فأسقطت الدية عن الإخوان... اهـ النقل .
بل وصل الحال بحسن البنا أن ينشر فى جريدة الإخوان المسلمين 
تعليمات بمنع إطلاق اللحية إلا بإذن منه [كما ذكر ذلك أمين سره د / محمود عساف فى كتابه مع الإمام الشهيد حسن البنا ص 46 ]. 
حسن البنا هل الغاية تُبرِّر الوسيلة أم أنّك تتخبّط ؟! 
يقول موجها كلامه للإخوان" ولكن الإخوان المسلمين أعمق فكراً وأبعد نظراً ... هم يعلمون أن أول درجة من
درجات القوة قوة العقيدة والإيمان ويلي ذلك قوة الوحدة والارتباط 
ثم بعدهما قوة الساعد والسلاح …" . "إن الإخوان المسلمين سيستخدمون القوة العملية حيث لا يجدي غيرها " . 
المصدر : كتاب مجموعة رسائل الأمام الشهيد حسن البنا . ص 135 من رسالة( المؤتمر الخامس ) .
ويقول في نفس المصدر السابق في صـ 136 " وأما الثورة فلا يفكر الإخوان المسلمون فيها ولا يعتمدون عليها ولا يؤمنون بنفعها ونتائجها…. " ؟
و تأمل للحظة واحدة – بارك الله فيك – الكلام التالي
و الذي يُبيّن أن منهج الإحوان المفسدين حمل للسلاح على الحاكم ،و قد عبر عن ذلك بصراحة محمود عبد الحليم أحـد كبار الإخوان و مؤرخيهم في كتابه (
الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ) صـ 121 جـ1 طـ دار الدعوة .
حيث نقل عن حسن البنا ما يلي وتكلم (حسن البنا) عن الإخوان المسلمين والحكم فقال ( فالإخوان المسلمين لا يطلبون الحكم لأنفسهم ، فإن وجدوا من الأمة من يستعد لحمل هذا العبئ ، وأداء هذه الأمانة ، والحكم بمنهاج إسلامي قرآني ، فهم جنوده وأنصاره وأعوانه وإن لم يجدوا ،فالحكم 
من منهاجهم وسيعملون لاستخلاصه من أيدي كل حكومة لا تنفذ أوامر الله ) . 
حسن البنا يضم النصارى الكفار إلى فرقته 
يقول محمود عساف " حضر لزيارة الأستاذ – يعني حسن البنا - بالمركز العام عدد من قادة المسيحيين اذكر منهم: توفيق ( أو وهيب لا أذكر ) دوس باشا ، ولويس ومريت بطرس غالى عضوا مجلس الشيوخ وطلبوا من الإمام أن ينشئ شعبة باسم: " الإخوان المسيحيون " لكي يسهموا مع الإخوان المسلمين فى نشر الإيمان بالله والحث على الفضائل .
رد عليهم الإمام بأن الفكرة طيبة ، ولكن يحول دون تنفيذها أن دعوتنا عالمية … وعلى هذا لا بأس من تكوين الإخوان المسيحيين وأؤكد لكم بأنه سيكون هناك تعاون تام بيننا وبينكم " .
المصدر : كتاب محمود عساف ( مع الإمام الشهيد حسن البنا ) ص 29 .
حسن البنا يرى أن في الإسلام نظاما عبارة عن خليط من محاسن النظام الشيوعي و الديمقراطي و الديكتاتوري 
قال حسن البنا مؤسس الإخوان في كتابه ( السلام في الإسلام ) تحت عنوان " النظم الثلاثة في الصلاة " ( قلتُ ذات مرة مداعبًا للسامعين في إحدى المحاضرات- وكانت خطوة موفقة كل التوفيق والحمد لله-: إن هذه الصلاة الإسلامية التي نؤديها في اليوم خمس مرات ليست إلا تدريبًا يوميًّا على نظام اجتماعي عملي امتزجت فيه محاسن النظامةالشيوعي بمحاسن النظام الديمقراطي بمحاسن النظام الديكتاتوري، فعجبوا وقالوا: كيف كان ذلك؟
فقلت: إن أفضل ما في النظام الشيوعي من حسنات دعم معنى المساواة والقضاء على الفوارق والطبقات، ومحاربة الاعتزاز بالملكية التي يكون عنها هذا التفاوات.. وهذه المعاني كلها يستحضرها المسلم، ويشعر بها تمامًا، وتتركز في نفسه إذا دخل المسجد؛ لأنه يستشعر لأول دخوله أن هذا المسجد لله، لا لأحد من خلقه، وأنه سواء العاكف فيه والباد، لا صغير فيه ولا كبير ولا أمير ولا حقير ولا فوارق ولا طبقات، فإذا صاح المؤذن: قد قامت الصلاة قد قامت الصلاة.. استوى هذا الجمع خلف إمامه كالبنيان المرصوص، فلا يركع أحد حتى يركع الإمام، ولا يسجد حتى يسجد، ولا يأتي بحركة أو سكون إلا تابعًا له ومقتديًا به ومقلدًا إيَّاه، وهذا هو أفضل ما في النظام الدكتاتوري: الوحدة والنظام في الإرادة والمظهر على السواء؛ ولكن هذا الإمام مقيد- هو نفسه- بتعاليم الصلاة ودستورها، فإذا انحرف، أو أخطأ في تلاوة أو عمل كان للصبي الصغير وللرجل الكبير وللمرأة المصلية خلفه- كان لكل واحد من هؤلاء- الحق كل الحق أن ينبهه إلى خطئه، وأن يرده إلى الصواب في أثناء الصلاة. وكان على الإمام- كائنًا مَن كان- أن ينزل على هذا الإرشاد، وأن يعدل عن خطئه إلى الحق والصواب، وليس في الديمقراطية أروع من هذا الحسنات فماذا بقي بعد ذلك لهذه النظم من فضل على الإسلام، وقد جمع محاسنها جمعًا واتقى
بهذا المزج البديع كل ما فيها من سيئات ﴿وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا﴾ النساء:من الآية82 ) .

حسن البنا ينكر خروج المهدي !!!!
قال حسن البنا في [كتاب (( حديث الثلاثاء)) تسجيل وإعداد أحمد عيسى عاشور ( ص108)] (( فمن حسن الحظ !!!! لم نر في السنة الصحيحة مايثبت دعوى المهدي وإنما احاديثه تدور بين الضعف والوضع )) انتهى كلامه . 

 الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله
حسن البنا لم يكن عالما بالكتاب و السنة
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.mp3
أو
حسن البنا لم يكن عالما بالكتاب والسنة.mp3 

التفريغ
ولكن كان حسن بنا ناقصًا، وكان يجب أن يكمل هذا النقص بغيره من أصحابه، كان ناقصًا لم يكن عالم بالكتاب والسنة، ولذلك صدرت منه بعض الآراء التي تخالف السنة الصحيحة ،مثلًا موقفه بالنسبة للأسماء والصفات ،موقفه بالنسبة لتوسل الأخرين، مش موقف رجل عالم متمكن، لا إنما عنده أفكار عامة هكذا، ويجعلها من الأمور الخلافية التي يمكن أن يظاهر الخلاف فيها، قلت كان المفروض أن يكمل نقصه بغيره، وقد كان عنده جماعة من كبار المثقفين، لكن تجد الإخوان المسلمين ولقد قررنا الأن أن نسميهم إلى اليوم لا يوجد هذا العالم الذي يوجههم ويربيهم على الكتاب والسنة، ولذلك فالعالم الإسلامي الذي يموج بهذه الكثرة الكافرة يجب أن يستصفى منهم مئات، إن لم أقول ألوف العلماء،كلهم يجتمعون على كلمة سواء، أي على الكتاب والسنة وهم لا يزالون مختلفون مختلفين حتى.
صوفية البنا في كتابه مذكرات الدعوة والداعية   
صوفية البنا في كتابه مذكرات الدعوة والداعية362- الألباني.mp3

الرد عندما طلب منه تخريج المأثورات لحسن البنا.  
الرد عندما طلب منه تخريج المأثورات لحسن البنا.mp3

العلامة صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله ـ
  كلامه في مقولة خصومتنا مع اليهود ليست دينية
أضغظ هنــــــــــــــــــــــــــــــــا.mp3
س 20 : ما تقول فيمن يقول (( إن خصومتنا لليهود ليست دينية؛ لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم )) ?.
الجواب‏:‏   "هذا الكلام فيه خلط وتضليل, اليهود كفار وقد كفرهم الله – تعالى – ولعنهم قال تعالى (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ)[22].
وقال عليه الصلاة والسلام: "لعنة الله على اليهود والنصارى"فعداوتنا لهم دينية, ولا يجوز لنا مصادقتهم, ولا محابتهم لأن القرآن الكريم نهانا عن ذلك .

[من كتاب "الأجوبَةُ المُفِيدَة عَنْ أَسئِلَةِ المْنَاهِجِ الجَْدِيدَة " جَمْعُ وَتَعْليقُ وَتخريجُ جَمَال بْن فُريحِان الحَْارِثَّي ]
إذا كان الخلاف في العقيدة فلا يجوز أن نعذر بعضنا بعضًا
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.mp3
أو
الرد على قاعدة حسن البنا - ويعذر بعضنا بعضا - الفوزان.mp3 
قاعدة نتعاون فيما اتفقنا عليه يسمونها القاعدة الذهبية
و هي قاعدة طاغوتية

أضغط هنــــــــــــــــــــــــــا.mp3
حسن البنا والدعوة

http://alfawzan.af.org.sa/sites/default/files/2832.mp3
نص السؤال:
أحسن الله إليكم يقول: 
ما قولكم في من يقول: أن حسن البنا من أئمة الدعوة؟
الجواب:
احنا ما نظلم أحدًا شيئًا، إذا كان هو من أئمة الدعوة هذا يجده عند الله –عزَّ وجلَّ- هو تُوفِّيَ، وإن كان ليس من أئمة الدعوة فنحن لا نزكي على الله أحدًا. نعم.
تعقيب على ما كتبه سالم البهنساوي
في موضوع العقيدة السلفية ودعوة الشيخ حسن البنا 

الحمد لله، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه‏.‏
وبعد‏:‏
فقد اطلعت في[ ‏"‏مجلة المجتمع‏"‏ ‏‏في عددها 609 – بتاريخ 9/5/1403هـ‏ ]‏ على مقال بعنوان‏ ‏[
سلفية حسن البنا في ذكرى استشهاده‏] بقلم المستشار سالم البهنساوي‏.‏ وحاصل هذا المقال هو الدفاع عن حسن البنا، ومحاولة إثبات أنه سلفي العقيدة في موضوع صفات الله عز وجل، والرد على الذين أدانوه بموجب ما نقلوه من كلامه‏.‏
ونحن لا نحب أن نتعرض للشيخ حسن البنا، لأنه أفضى إلى ربه، ونرجو له المغفرة والرحمة، ولكننا نريد أن نناقش صاحب المقال فيما خلط وغلط فيه من النقولات، وفيما نسبه إلى بعض الأئمة نسبة خاطئة، قاصدين بذلك بيان الحق وإزالة اللبس‏.‏
ونسأل الله لنا وله الهداية والتوفيق‏.‏
وإليك بيان ما جاء في مقاله مع مناقشته‏:‏

أولا‏:‏ يحاول أن يسوغ ما قاله حسن البنا من أن آيات الصفات من المتشابه، ويقول‏ "‏إن جمهورا من الفقهاء قد قالوا‏:‏ إن آيات الصفات من المتشابه، ولم يقل أحد من أهل السن’ بفساد عقيدتهم‏"‏‏.‏
قال‏‏ ‏"‏وقد نُقِل هذا عن أحمد بن حنبل، والسيوطي، وابن كثير، والشاطبي، والجصاص‏.‏‏.‏‏.
‏ ‏"‏ الخ‏.‏ 
والجواب‏:‏ أن نقول‏:‏
1- أما كون بعض الفقهاء وليس جمهورهم ‏[كما يقول‏] ظنوا أن آيات الصفات من المتشابه؛ فهو شيء حاصل، لكن هو ظن فاسد، مخالف لما دل عليه الكتاب والسنة، واعتقاد أهل السنة والجماعة من أن آيات الصفات من المحكم لا من المتشابه، وقد ضلوا بهذا الظن الباطل‏.‏
2- وأما قوله‏:‏ ‏"‏
إن أهل السنة لم يقولوا بفساد عقيدتهم‏"‏؛ فهو خلاف الواقع؛ فإن أهل السنة بينوا بطلان قول هؤلاء، وردوا عليهم إما تصريحا وإما ضمنا‏.‏ من ذلك -على سبيل المثال- ما كتبه شيخ الإسلام ابن تيميه في رسائله، وما كتبه ابن القيم في ‏"‏اجتماع الجيوش الإسلامية‏"‏ و‏"‏الصواعق المرسلة‏"‏ و‏"‏القصيدة النونية‏"‏، وصاحب ‏"‏العقيدة الطحاوية‏"‏، وشارحها‏.‏‏.‏‏.‏ وغير ذلك من كتب أهل السنة والجماعة‏.‏
3- وأما نسبته هذا القول إلى الإمام أحمد وابن كثير وأنهما من جملة من يقول بأن آيات الصفات من المتشابه؛ فهي نسبة كاذبة وفرية خاطئة؛ لأن هذين الإمامين في طليعة من يثبت الصفات على حقيقتها، ويؤمن بما دلت عليه الآيات الواردة فيها، وأنها من المحكم الذي يعلم معناه ويفسر، لا من المتشابه الذي لا يعلم تأويله إلا الله‏.‏ وإليك ما قاله الأئمة في ذلك‏:‏
أ- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتاب ‏"‏العقل والنقل‏"‏ ‏ [‏1/204‏]
‏"‏وأما على قول أكابرهم‏:‏ إن معاني هذه النصوص المشكلة المتشابهة لا يعلمها إلا الله، وأن معناها الذي أراده الله بها فهو ما يوجب صرفها عن ظواهرها؛ فعلى قول هؤلاء يكون الأنبياء والمرسلون لا يعلمون معاني ما أنزل الله عليهم من هذه النصوص، ولا الملائكة، ولا السابقون الأولون، وحينئذ؛ فيكون ما وصف الله به نفسه في القرآن، أو كثير مما وصف الله به نفسه لا يعلم الأنبياء معناه، بل يقولون كلاما لا يعقلون معناه‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏
إلى أن قال‏‏ ‏"‏ومعلوم أن هذا قدح في القرآن والأنبياء، إذا كان الله أنزل القرآن، وأخبر أنه جعله هدى وبيانا للناس، وأمر الرسول أن يبلغ البلاغ المبين، وأن يبين للناس ما نزل إليهم، وأمر بتدبر القرآن وعقله، ومع هذا؛ فأشرف ما فيه –وهو ما أخبر به الرب عن صفاته، أو عن كونه خالقا لكل شيء، وهو بكل شيء عليم، أو عن كونه أمرا ونهيا ووعدا وتوعدا، أو عما أخبر به عن اليوم الآخر– لا يعلم أحد معناه، فلا يعقل ولا يتدبر، ولا يكون الرسول بين للناس ما نزل إليهم، ولا بلغ البلاغ المبين‏"‏ انتهى‏.‏
وقال رحمه الله في الرسالة المسماه ب- ‏"‏الإكليل في المتشابه والتأويل‏"‏‏
‏"‏وأما إدخال أسماء الله وصفاته أو بعض ذلك في المتشابه الذي استأثر الله بعلم تأويله؛ فنقول‏:‏ ما الدليل على ذلك؛ فإني ما أعلم عن أحد من سلف الأئمة ولا من الأئمة لا أحمد بن حنبل ولا غيره أنه جعل ذلك من المتشابه الداخل في هذه الآية، ونفى أن يعلم أحد معناه، وجعل أسماء الله وصفاته بمنزلة الكلام الأعجمي الذي لا يفهم، وإنما قالوا كلمات لها معان صحيحة، قالوا في أحاديث الصفات‏:‏ تمر كما جاءت ونهوا عن تأويلات الجهمية، وردوها، وأبطلوها، التي مضمونها تعطيل النصوص عما دلت عليه، ونصوص أحمد والأئمة قبله بيِّنة في أنهم كانوا يبطلون تأويلات الجهمية، ويقرون النصوص على ما دلت عليه من معناها‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏
إلى أن قال رحمه الله‏:‏ ‏"‏فهذا اتفاق من الأئمة على أنهم يعلمون معنى هذا المتشابه، وأن لا يسكت عن بيانه وتفسيره، بل يبين ويفسر باتفاق الأئمة؛ من غير تحريف له عن مواضعه، أو إلحاد في أسماء الله وآياته‏"‏ انتهى باختصار‏.‏
هذا ما حكاه شيخ الإسلام عن الأئمة أنهم لا يجعلون نصوص الصفات من المتشابه الذي لا يفهم معناه ويجب تفويضه، بل كانوا يعلمون معاني الصفات، ويفسرونها، وإنما يفوضون كيفيتها إلى الله تعالى‏.‏
وهذا الإمام مالك وغيره من الأئمة يقولون‏:‏ ‏"‏الاستواء معلوم، والكيف مجهول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة‏"‏‏.‏
والنقولات عن الإمام أحمد في مثل هذا كثيرة معلومة في كتب أهل السنة‏.‏
ب- وإليك ما قاله ابن كثير الذي عده البهنساوي من جملة القائلين بأن آيات الصفات من المتشابه؛ قال في ‏"‏تفسيره‏"‏ ‏[‏1/220‏] ما نصه‏:‏ "‏وأما قوله تعالى‏ ‏{‏ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ‏}‏؛ فللناس في هذا المقام مقالات كثيرة جدا، ليس هذا موضع بسطها، وإنما نسلك في هذا المقام مذهب السلف الصالح‏:‏ مالك، والأوزاعي، والثوري، والليث بن سعد، والشافعي، وأحمد، وإسحاق بن راهويه، وغيرهم من أئمة المسلمين قديما وحديثا، وهو إمرارها كما جاءت؛ من غير تكييف ولا تشبيه ولا تعطيل، والظاهر المتبادر إلى أذهان المشبهين منفي عن الله؛ فإن الله لا يشبهه شيء من خلقه وليس كمثله شيء، وهو السميع البصير، بل الأمر كما قال الأئمة؛ منهم نعيم بن حماد الخزاعي شيخ البخاري؛ قال‏:‏ من شبه الله بخلقه كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ولا رسوله تشبيه، فمن أثبت لله تعالى ما وردت به الآيات الصريحة والأخبار الصحيحة على الوجه الذي يليق بجلاله، ونفى عن الله تعالى النقائص؛ فقد سلك سبيل الهدى‏"‏‏.‏انتهى كلامه رحمه الله‏.‏
وقوله‏:‏ ‏"‏إمرارها كما جاءت من غير تكييف، ولا تشبيه، ولا تعطيل‏"‏؛ يريد به الرد على المعطلة والمشبهة‏.‏ فقوله‏:‏ ‏"‏إمرارها كما جاءت‏"‏‏ ردا على المعطلة الذين يحرفونها عما دلت عليه من المعاني الحقيقية إلى معان باطلة‏.‏
وقوله‏:‏ ‏"‏من غير تكييف‏"‏‏:‏ ردا على الممثلة الذين يشبهون الله بخلقه والله أعلم‏.‏

ثانيًا‏:‏ خلط البهنساوي في معنى التفويض، حيث قال‏:‏ "‏إن معناه في اللغة العربية عدم التأويل والتعطيل، وترك الأمر إلى الله تعالى‏"‏‏.‏
- فتفسيره التفويض بأنه ترك التأويل والتعطيل تفسير ناقص؛ لأن معناه الحقيقي هو عدم التعرض لتفسير النصوص وبيان معناه الحقيقي، لا أنه ترك التأويل والتعطيل فقط‏.‏ فالسلف ومن سار على نهجهم يفسرون آيات الصفات، ويبينون معناها، ويردون التأويل والتعطيل، ولا يكونون بهذا مفوضين؛ لأن المفوض هو الذي يجحد معناها الذي تدل عليه، ويظن أن لها معنى لا يعلمه إلا الله، وهذا مذهب باطل لا تجوز نسبته إلى السلف كما توهمه الكاتب حين
قال‏:‏ "‏
والشيخ حسن البنا عندما أشار إلى التفويض؛ قال‏:‏ إنه عقيدة السلف‏"‏‏.‏
فقد أخطأ حسن البنا وأخطأ الكاتب في نسبته هذا المذهب الباطل إلى السلف‏.‏
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رد هذه النسبة الباطلة في ‏"‏مجموع الفتاوى‏"‏ ‏[‏5/9‏] ما نصه‏:‏
‏"‏فإن هؤلاء المبتدعين الذين يفضلون طريقة الخلف من المتفلسفة ومن حذا حذوهم على طريقة السلف إنما أوتوا من حيث ظنوا أن طريقة السلف هي مجرد الإيمان بألفاظ القرآن والحديث؛ من غير فقه لذلك، بمنزلة الأميين الذين قال الله فيهم‏ ‏{‏وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الْكِتَابَ إِلاَّ أَمَانِيَّ‏}‏، وأن طريقة الخلف هي استخراج معاني النصوص المصروفة عن حقائقها بأنواع المجازات وغرائب اللغات‏"‏ انتهى‏.‏
ثم من عدم تأمل البهنساوي وتناقضه العجيب أن يحاول التفريق بين التفويض وأهل التفويض، فيقول‏:‏ "‏إن التفويض في اللغة عدم التأويل والتعطيل، وترك الأمر إلى الله‏"‏‏.‏ وأما أهل التفويض عنده‏:‏ "‏فهم فئة معلومة تعارفوا على تأويل آيات الصفات، وهؤلاء يخالفون السلف‏"‏‏.‏ وقد تناقض في هذا مع نفسه، حيث قال في الأول‏:‏ ‏"‏إن التفويض معناه ترك التأويل‏"‏، وقال في الآخر‏:‏ ‏"‏إن أهل التفويض فئة تعارفوا على تأويل الصفات‏"‏‏.‏
فكيف يكون هؤلاء أهل تفويض وهم متعارفون على تأويل الصفات، وأنت تقول‏:‏ إن التفويض هو ترك التأويل‏؟‏‏!‏ كيف يكون التأويل تفويضًا وتركه تفويضا‏؟‏‏!‏

ثالثاً‏:‏ نقل البهنساوي عبارة الشيخ حسن البنا في موضوع التوسل حيث قال‏:‏ "‏والدعاء إذا قرن بالتوسل إلى الله بأحد من خلقه خلاف فرعي في كيفية الدعاء وليس من مسائل العقيدة‏"‏‏.‏
ثم نقل قول المعترضين على هذه العبارة، حيث قالوا بأنها توقع في الشرك الصريح، ثم قال‏:‏ ‏"‏ليس صحيح أن كلام الشيخ حسن البنا عن التوسل يؤدي إلى الشرك الصريح، وأن من أثبت وسائط بين الله وخلقه فهو مشرك يقتل ردة كما يقولون‏"‏‏.‏ 

- والجواب عن ذلك‏:‏
1- قول الشيخ حسن البنا بأن التوسل إلى الله بأحد خلقه خلاف فرعي وليس من مسائل العقيدة قول ظاهر البطلان؛ لأن الدعاء من صميم العقيدة، بل هو أعظم أنواع العبادة؛ كما قال صلى الله عليه وسلم‏‏ ‏[‏الدعاء هو العبادة‏] ,‏ قد سماه الله دينًا، وأمر بإخلاصه له؛ كما قال تعالى‏ ‏{‏فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ‏}‏‏.‏ وسماه عبادة في قوله تعالى‏{‏وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ‏}‏‏.‏ وكيفية الدعاء لا خلاف فيها بين أهل العلم، وهى أن ندعو الله سبحانه مباشرة؛ من غير واسطة أحد، فالله قال‏ ‏{‏ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ‏}‏ ولم يقل‏:‏ ادعوني بواسطة أحد من خلقي‏.‏
فالتوسل بذات المخلوق أو بحقه أو بجاهه هو إقسام على الله عز وجل بأحد خلقه، 
وهو مبتدع محدث، وهو بالتالي وسيلة إلى الشرك بتلك الواسطة كما فعل المشركون الأولون الذين قال الله فيهم‏  ‏{‏وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِهِ أَوْلِيَاء مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى‏}‏‏.‏
وقال تعالى‏ ‏ ‏{‏وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَضُرُّهُمْ وَلاَ يَنفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاء شُفَعَاؤُنَا عِندَ اللَّهِ‏}‏‏.‏
ففي البداية يسألون الله بحقهم وبجاههم، ثم ينتهي بهم الأمر إلى أن يتقربوا إليهم بأنواع العبادة، ويطلبوا منهم المدد والشفاعة؛ كحال عباد القبور اليوم‏.‏
2- قول البهنساوي‏:‏ ‏"
‏ليس صحيحًا أن كلام الشيخ حسن البنا عن التوسل يؤدى إلى الشرك الصريح، وأن من أثبت وسائط بين الله وخلقه؛ فهو مشرك يقتل ردة‏"‏‏.‏
نقول‏:‏ هذا مغالطة وجحود للواقع، والتوسل بالمخلوق أدى إلى الشرك بالمتوسل به، وما يفعل عند قبور الأولياء اليوم -أو من يُظَنُّ أنهم أولياء- أكبر شاهد على ذلك، ومن أثبت الوسائط بين الله وبين خلقه في قضاء الحاجات وتفريج الكربات وإجابة الدعوات؛ فهو مشرك يقتل ردة‏.‏
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ‏"‏مجموع الفتاوى‏"‏ ‏[1/124‏ ] "‏فمن جعل الملائكة والأنبياء وسائط يدعوهم ويتوكل عليهم ويسألهم جلب المنافع ودفع المضار؛ مثل أن يسألهم‏:‏ غفران الذنب، هداية القلوب، وتفريج الكروب، وسد الفاقات؛ فهو كافر بإجماع المسلمين‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.
إلى أن قال ‏[ ‏1/146‏]:‏ ‏"‏وإن أثبتهم وسائط بين الله وبين خلقه؛ كالحجاب الذي بين الملك ورعيته، بحيث يكونون هم يرفعون إلى الله حوائج خلقه، فالله إنما يهدي خلقه ويرزقهم بتوسطهم، فالخلق يسألونهم وهم يسألون الله كما أن الوسائط عند الملوك يسألون الملوك الحوائج للناس لقربهم منهم والناس يسألونهم أدبا منهم أن يباشروا سؤال الملك، أو لأن طلبهم من الوسائط أنفع لهم من طلبهم من الملك؛ لكونهم أقرب إلى الملك من الطالب للحوائج، فمن أثبتهم وسائط على هذا الوجه؛ فهو كافر مشرك يجب أن يستتاب، فإن تاب؛ وإلا قتل، وهؤلاء مشبهون، شبهوا المخلوق بالخلق، وجعلوا لله أندادا، وفي القرآن من الرد على هؤلاء ما لم تتسع له هذه الفتوى‏"‏ انتهى‏.

رابعًا‏:‏ نسب البهنساوي لبعض الأئمة أنهم يجوزون التوسل بالأنبياء، حيث قال‏ "‏قال جمهور من الفقهاء إنه يجوز التوسل بالأنبياء والصالحين حال حياتهم وبعد مماتهم؛ قاله مالك والسبكي والكرماني والنووي والقسطلاني والسمهودي وابن الحاج وابن الجزري‏.‏
فقد روي أن مالك رحمه الله سأله أبو جعفر المنصور ثاني خلفاء بني العباس، فقال‏:‏ يا أبا عبد الله‏:‏ أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وأدعو أم استقبل القبلة وأدعو‏؟‏ فقال له مالك‏:‏ ولم تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم عليه السلام إلى يوم القيامة، بل استقبل واستشفع به؛ فيشفعه الله‏"‏ انتهى كلامه‏.‏

 ونقول أولا‏:‏ اما التوسل بالأحياء‏:‏ إن كان المراد به التوسل بدعائه؛ فهو جائز، وإن كان المراد به التوسل بذواتهم أو بحقهم أو جاههم؛ فهو غير جائز، وقد بيناه فيما سبق‏.‏
وأما التوسل بالأموات؛ فلا يجوز بحال من الأحوال، وقد عدل عمر بن الخطاب والصحابة معه عن التوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم بعد موته إلى التوسل بدعاء عمه العباس رضي الله عنه في قصة الاستسقاء، وما فعلوا ذلك إلا لعلمهم أن التوسل بالميت لا يجوز‏.‏

ونقول ثانيا‏:‏ ما نسبته إلى الإمام مالك من إجازة التوسل اعتمادا على القصة التي ذكرتها له مع المنصور؛ فهو باطل من أساسه؛ لأن الحكاية المذكورة مكذوبة على مالك، ومالك وغيره من الأئمة يرون أن الرجل إذا سلم على النبي صلى الله عليه وسلم وأراد أن يدعو لنفسه؛ فإنه يستقبل القبلة‏.‏
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في ‏"‏مجموع الفتاوى‏"‏ ‏[‏1/353‏]:‏ "‏والحكاية التي تذكر عن مالك أنه قال للمنصور لما سأله عن استقبال الحجرة، فأمره بذلك، وقال‏:‏ ‏"‏هو وسيلتك ووسيلة آبيك آدم‏"‏‏:‏ كذب على مالك، ليس له إسناد معروف، فهو خلاف الثابت المنقول عنه بأسانيد الثقات من كتب أصحابه‏"‏ انتهى‏.‏
أما بقية الذين نسبت إليهم القول بجواز التوسل بالصالحين بعد موتهم؛ فإن صح ذلك عنهم؛ فقد أخطئوا وخالفوا الأدلة وحينئذ لا عبرة بقولهم، وإن العبرة بقول من يوافق الدليل‏.‏
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في ‏"‏مجموع الفتاوى‏"‏ ‏[‏1/318‏ ]‏‏:‏ "‏فأما المتوسل بذاته ‏[‏أي‏:‏ النبي صلى الله عليه وسلم‏] في حضوره أو مغيبه أو بعد موته -مثل الإقسام بذاته أو بغيره من الأنبياء أو السؤال بنفس ذواتهم لا بدعائهم-؛ فليس هذا مشهورا عند الصحابة والتابعين، بل عمر بن الخطاب ومعاوية بن أبي سفيان ومن بحضرتهما من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعين لهم بإحسان لما أجدبوا؛ استسقوا وتوسلوا واستشفعوا بمن كان حيا؛ كالعباس، وكيزيد بن الأسود، ولم يتوسلوا ولم يستشفعوا ولم يستسقوا في هذه الحال بالنبي صلى الله عليه وسلم لا عند قبره، بل عدلوا إلى البدل؛ كالعباس، وكيزيد، بل كانوا يصلون عليه في دعائهم، وقد قال عمر‏‏ "‏اللهم إنا كنا نتوسل إليك بنبينا؛ فتسقينا وإنا نتوسل إليك بعم نبينا؛ فاسقنا‏"‏‏.‏
فجعلوا هذا بدلا عن ذلك لما تعذر أن يتوسلوا به على الوجه المشروع الذي كانوا يفعلونه، وقد كان من الممكن أن يأتوا إلى قبره فيتوسلوا به ويقولوا في دعائهم في الصحراء بالجاه ونحو ذلك من الألفاظ التي تتضمن القسم بمخلوق على الله عز وجل أو السؤال به، فيقولون‏:‏ نسألك أو نقسم عليك بنبيك أو بجاه نبيك ونحو ذلك مما يفعله بعض الناس‏"‏ انتهى‏.‏
والحاصل أن التوسل المشروع هو التوسل إلى الله تعالى بأسمائه وصفاته كما قال تعالى‏: ‏{‏وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا‏}‏،وكذا التوسل إلى الله بالأعمال الصالحة؛ كما في قوله تعالى‏‏{‏رَّبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإِيمَانِ أَنْ آمِنُواْ بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا‏}‏ الآية، وكما في حديث الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة، فتوسلوا إلى الله بصالح أعمالهم، ففرج عنهم، وكذا التوسل بدعاء الصالحين الأحياء، كما توسل الصحابة بدعاء العباس ويزيد بن الأسود في الاستسقاء‏.‏

أما التوسل بالأموات والغائبين؛ فإنه ممنوع غير مشروع، ومن أجازه مردود عليه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم‏‏ ‏"‏من أحدث في آمرنا ما ليس فيه فهو رد‏".‏ والله اعلم‏.‏
خامسًا‏:‏ نقل البهنساوي مقاطع من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في مواضع من فتاويه متفرقة في موضوع التوسل، واستنتج منها أن الشيخ لا يقول بكفر المتوسل إلى الله بالأشخاص، بل نسب إليه أنه يقول بجواز التوسل، ولم ينقل هذه النقولات أيضا بأمانة، بل نقلها ناقصة مبتورة، وهذا مما يتنافى مع أمانة العلم، وإليك بيان ذلك‏:‏
1- قال‏:‏ ‏"‏والإمام ابن تيمية لا يقول بكفر من توسل بالدعاء، مع إنكاره لأكثره، فقد قال "‏يقول بعضهم إذا كانت لك حاجة استوص الشيخ فلانا؛ فإنك تجده، أو توجه إلى ضريحه خطوات وناده؛ يقض حاجتك، وهذا غلط لا يحل فعله‏‏‏".
ويقول‏‏ ‏"والعجب من ذي عقل سليم يستوصي من هو ميت؛ يستغيث به ولا يستغيث بالحي الذي لا يموت، ويقوي الوهم عنده أنه لولا استغاثته بالشيخ الميت؛ لما قضيت حاجته، فهذا حرام فعله‏"‏‏.‏
هكذا ساق البهنساوي هذا النقل عن الشيخ ليستشهد به على أنه لا يقول بكفر المتوسل في الدعاء، ولعله أخذ هذا من قول الشيخ‏:‏ ‏"‏وهذا غلط لا يحل فعله‏"‏، ومن قوله‏:‏ ‏"‏فهذا حرام فعله‏"‏‏.‏

وتعقيبنا على هذا من وجهين‏:‏
الوجه الأول‏:‏ أن كلام الشيخ هذا في حق المستغيث بالأموات، وليس هو في التوسل في الدعاء كما ظن البهنساوي، والاستغاثة بالأموات شرك أكبر، وكفر بالله عز وجل؛ لأن الاستغاثة نوع من العبادة، وصرفها لغير الله شرك أكبر عند الشيخ وغيره‏.‏
الوجه الثاني‏:‏ أن الشيخ ذكر هذا الكلام تمثيلا لما فعله المشركون، وهو تابع لكلام سابق عليه قطعه البهنساوي وأخذ ما يراه صالحا له فقط، ونحن نسوق كلام الشيخ بكامله حتى يتضح المقصود‏:‏
قال رحمه الله‏:‏ "‏والأسباب التي يفعلها العباد مما أمر الله به وأباحه؛ فهذا يسلك، وأما ما ينهى عنه نهيًا خالصا، أو كان من البدع التي لم يأذن الله بها؛ فهذا لا يسلك؛ قال تعالى‏ ‏{‏قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّة فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْك وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِير وَلا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلاَّ لِمَنْ أَذِنَ لَهُ‏}‏‏.‏ بين سبحانه ضلال الذين يدعون المخلوق من الملائكة والأنبياء وغيرهم، المبيِّن أن المخلوقين لا يملكون مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض، ثم بين أنه لا شركة لهم، ثم بين أنه لا عون له ولا ظهير لأن أهل الشرك يشبهون الخالق بالمخلوق؛ كما يقول بعضهم‏:‏ إذا كانت لك حاجة استوص الشيخ فلاناً‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏ الخ الكلام الذي نقله البهنساوى‏.‏
ثم قال الشيخ‏:‏ ‏"‏وإن كان من هؤلاء الداعين لغير الله من يرى صورة المدعو أحيانا؛ فذلك شيطان تمثل له، ونظير هذا قول بعض الجهال من أتباع الشيخ عدي وغيره‏:‏ كل رزق لا يجيء على يد الشيخ لا أريده، والعجب من ذي عقل سليم يستوصي‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏ إلى آخر ما نقله البهنساوي‏.‏ وبسياق كلام الشيخ بتمامه اتضح مقصده، وأنه في موضوع الشرك الأكبر لا في موضوع التوسل في الدعاء‏.‏
2- قال البهنساوي‏:‏ ‏"‏وعن التوسل بمخلوق إلى الله تعالى قال ابن تيمية‏ ‏"‏ولو قال قائل لمن يستغيث به‏:‏ أسألك بفلان أو بحق فلان؛ لم يقل أحد‏:‏ إنه استغاث بما توسل به، بل إنما استغاث بمن دعاه وسأله‏‏‏"‏‏.‏
ثم علق البهنساوي بقوله‏:‏ ‏"‏والمعنى أنه يكون قد استغاث بالله وليس المخلوق الذي توسل به إلى الله؛ لهذا قال‏:‏ لا وجه لتكفير من قال بالتوسل سالف الذكر لأنها مسألة خفية، وأدلتها ليست جلية وظاهرة‏.‏ ولكن ابن تيمية يرى أن هذا النوع من التوسل جائز إن كان توسلا بالأنبياء وغير جائز لمن عداهم‏"‏ انتهى‏.‏
وهذا النقل كسابقه، أورده البهنساوي في غير موضعه، ولم يورده بكامله حتى يعرف مراد الشيخ منه، وذلك أن هذا الكلام ذكره الشيخ في سياق جواب عن سؤال حاصله‏:‏ هل الاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم والتوسل إلى الله به شيء واحد أو بينهما فرق‏؟‏ وأول الجواب هو بهذا النص‏:‏
‏"‏الحمد لله رب العالمين، لم يقل أحد من علماء المسلمين إنه يستغاث بشيء من المخلوقات في كل ما يستغاث فيه بالله تعالى، لا بالنبي ولا بملك، ولا بصالح، ولا غير ذلك، بل هذا مما يعلم بالاضطرار من دين الإسلام أنه لا يجوز إطلاقه، ولم يقل أحد‏:‏ إن التوسل بنبي هو استغاثة به بل العامة الذين يتوسلون في أدعيتهم بأمور،؛ كقول أحدهم‏:‏ أتوسل إليك بحق الشيخ فلان، أو بحرمته، أو أتوسل إليك باللوح والقلم أو الكعبة، أو غير ذلك مما يقولونه في أدعيتهم؛ يعلمون أنهم لا يستغيثون بهذه الأمور؛ فإن المستغيث بالنبي صلى الله عليه وسلم طالب منه وسائل له، والمتوسل به لا يدعو ولا يطلب منه شيئا ولا يسأل، وإنما يطلب به، وكل أحد يفرق بين المدعو والمدعو به‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏.‏ إلى أن قال‏:‏ ‏"‏ولو قال قائل لمن يستغيث به‏:‏ أسألك بفلان أو بحق فلان‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏ إلى آخر ما نقله البهنساوي‏.‏
فاتضح أن مراد الشيخ بيان الفرق بين التوسل والاستغاثة؛ ردًا على من سوى بينهما، وليس مراده أن التوسل بالمخلوق جائز كما توهمه البهنساوي، ونسبه إلى الشيخ بقوله‏:‏ ‏"‏ولكن ابن تيمية يرى أن هذا النوع من التوسل جائز إن كان توسلًا بالأنبياء وغير جائز لمن عداهم‏"‏‏.‏
وإليك ما قاله الشيخ في هذا الموضوع من ‏"‏مجموع الفتاوى‏"‏ ‏[1/318‏]
قال رحمه الله‏:‏ "‏وأجمع أهل العلم على أن الصحابة كانوا يستشفعون به ويتوسلون به في حياته بحضرته؛ كما ثبت في ‏"‏صحيح البخاري‏"‏ عن أنس بن مالك أن عمر بن الخطاب كان إذا أقحطوا استسقى بالعباس بن عبد المطلب، فقال‏:‏ "‏اللهم إنا كنا إذا أجدبنا نتوسل إليك بنبينا فتسقينا، وإنا نتوسل إليك بعم نبينا فاسقنا‏"‏‏.‏ والتوسل بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي ذكره عمر بن الخطاب قد جاء مفسرا في سائر أحاديث الاستسقاء وهو من جنس الاستشفاع به، وهو أن يطلب منه الدعاء والشفاعة‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏‏" .‏
إلى أن قال‏:‏ "‏لكن هذا الاستسقاء والاستشفاع والتوسل به وبغيره كان يكون في حياته؛بمعنى أنهم يطلبون منه الدعاء، فيدعو لهم، فكان توسلهم بدعائه، والاستشفاع به‏:‏ طلب شفاعته، والشفاعة دعاء فأما التوسل بذاته في حضوره أو مغيبه أو بعد موته؛ مثل الإقسام بذاته أو بغيره من الأنبياء أو السؤال بنفس ذواتهم لا بدعائهم؛ فليس هذا مشهورا عند الصحابة والتابعين‏.‏‏.‏‏.‏‏"‏‏. ‏
إلى أن قال‏:‏ "‏وأما بعد موته؛ فلم يكن الصحابة يطلبون منه الدعاء، لا عند قبره، ولا عند غير قبره؛ كما يفعله كثير من الناس عند قبور الصالحين؛ يسأل أحدهم الميت حاجته‏"

سادسًا‏:‏ يسوغ البهنساوي إدخال التصوف في منهج الإخوان المسلمين؛ تبعًا لما قاله الشيخ حسن البنا، حيث قال‏:‏ "‏إن منهج الإخوان المسلمين دعوة سلفية، وطريقة سنية، وحقيقة صوفية‏"‏‏.‏
ويرد على الذين انتقدوا التصوف وقالوا إنه‏:‏ داء عضال وسم قاتل، يجب على المسلم أن يغيره بيده، أما تمجيده وأن ندعو إلى إقامة ديننا عليه؛ فلا يقبله مسلم‏.‏
يرد البهنساوي هذا الانتقاد بأن مراد حسن البنا هو التصوف الذي يتفق مع تصوف إبراهيم بن أدهم، وليس مراده بالتصوف التصوف المذموم، ثم ينقل قطعة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية في بيان آراء الناس في الصوفية، وأن الصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله كما اجتهد غيرهم من أهل طاعة الله‏.‏‏.‏‏.‏‏.‏ إلى آخر ما نقله‏.‏

وتعقيبنا على ذلك أن نقول‏:‏ نحن مع الذين انتقدوا حسن البنا في إدخاله الفكر الصوفي في منهج الإخوان المسلمين، وخلطه له مع الدعوة السلفية والطريقة السنية؛ لأن ذلك جمع بين المتضادات، خصوصا بالنظر إلى ما آل إليه التصوف من انحراف عن الدعوة السلفية والطريقة السنية‏.‏ ومن ناحية أخرى؛ ففي الطريقة السنية غنى عن الطريقة الصوفية‏.‏
وأيضاً؛ التصوف المعروف الآن هو التصوف المنحرف، والشيخ حسن البنا حينما قال ذلك؛ فهو لا يعيش في زمن إبراهيم بن أدهم والجنيد والفضيل، وإنما يعيش في زمن الصوفية المنحرفين، والتصوف الموجود الآن في جميع العالم الإسلامي غالبه ليس هو تصوف ابن أدهم وأقرانه‏.‏
ومعلوم أننا إذا فتحنا الباب لهذا اللون، وأدخلناه في منهجنا؛ فإنه سيتمشى مع التصوف المعاصر، شئنا أم أبينا، وإذا كان أوائل الصوفية لم ينحرفوا عن منهج الكتاب والسنة كما قال البهنساوي؛ فهذا لا يسوغ الدعوة إلى الطريقة بعد معرفتنا لما آلت إليه من انحراف وشذوذ‏.‏
وكلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن أوائل الصوفية لا يؤخذ منه مدح الطريقة الصوفية والدعوة إليها، ولا ينسحب على كل الصوفية، حتى يستغل هذا الاستغلال السيئ، والشيخ تقي الدين عقب كلامه هذا الذي نقله عنه البهنساوي بقوله‏:‏ "‏فهذا أصل التصوف، ثم إنه بعد ذلك تشعب وتنوع‏"‏ انتهى‏.‏
هذا ما أردنا التعقيب به على كلمة المستشار سالم البهنساوي لأجل بيان الحق، والله يقول الحق، وهو يهدي السبيل، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم‏.‏

تعقيب وبيان‏(3)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، نبينا محمد وآله وصحبه‏.‏
وبعد‏:‏
فقد اطلعت في ‏"‏مجلة الدعوة‏"‏ ‏[العدد 925 – الصادر في يوم الاثنين 13 ربيع الآخر 1404هـ ]على مقال لفضيلة الشيخ سالم البهنساوي يعقب به على مناقشتي له في موضوع الصفات، والتي سبق نشرها في ‏"‏مجلة الدعوة‏"‏ ‏[في العددين 916 و917‏]، ووجدت تعقيب فضيلته يتكون من جزئين‏:‏
الجزء الأول‏:‏ يتعلق بكتاب ‏"‏الجماعات الإسلامية‏"‏ وما ذُكِر فيه عن الشيخ حسن البنا، وهذا لا شأن لي به‏.‏
والجزء الثاني‏:‏ يتعلق بمناقشتي له، وهذا ما سأعلق عليه على النحو التالي‏:‏
1- لا يزال فضيلته مصرا على أن التفويض في الصفات معناه ترك تأويلها وتعطيلها فقط‏.‏
- وقد بيَّنا أن هذا خطأ، وأن تفويض نصوص الصفات هو جحد ما تدل عليه من المعاني الحقيقية، وتفويض تفسيرها وبيان المراد منها إلى الله تعالى؛ كما نقله فضيلته عن السيوطي أنه قال‏:‏ ‏"‏ومن المتشابه آيات الصفات؛ نحو‏:‏ {‏الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى‏}‏، ‏{‏يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ‏}‏، وجمهور أهل السنة منهم السلف وأهل الحديث على الإيمان بها، وتفويض معناها المراد إلى الله تعالى، ولا نفسرها، مع تنزيهنا له عن حقيقتها‏"‏‏.‏
فهذه الجملة التي نقلها هو عن السيوطي تحدد معنى التفويض، لكن السيوطي أخطأ في نسبة هذا المذهب إلى السلف وأهل السنة والحديث؛ لأن هذا مذهب بعض الخلف، أما السلف؛ فكما نقل فضيلته أيضا عن شيخ الإسلام ابن تيمية من قوله‏:‏ ‏"‏ما أخبر به الرب عن نفسه؛ مثل استوائه على عرشه، وسمعه، وبصره، وكلامه، وغير ذلك؛ فإن كيفيات ذلك لا يعلمها إلا الله؛ كما قال ربيعة بن عبد الرحمن، ومالك بن أنس، وسائر أهل العلم، وكذلك سائر السلف؛ كابن الماجشون، وأحمد بن حنبل، وغيرهما يبينون أن العباد لا يعلمون كيفية ما أخبر الله به عن نفسه، فالكيف هو التأويل الذي لا يعلمه إلا الله، وأما نفس المعنى الذي بينه الله؛ فيعلمه الناس، كل على قدر فهمه؛ فإنهم يفهمون معنى السمع، ومعنى البصر، وأن مفهوم هذا ليس مفهوم هذا، ويعرفون الفرق بينهما‏"‏‏.‏
فهذا النقل الذي نقله فضيلته عن شيخ الإسلام يحدد بدقة مذهب السلف في الصفات، وأنهم يعلمون معانيها، ويؤمنون بها، ولا يفوضونها، بل يثبتونها على حقيقتها اللائقة بجلال الله‏.‏ ومن العجيب أنه جمع بين هذين النقلين المتضادين عن السيوطي وعن تقي الدين، ولم يتنبه لذلك‏!‏‏!‏ وليس هذا شان الباحث‏.‏
2- ما نقله فضيلته عن الشيخ ناصر الدين الألباني أنه علق على قول شارح الطحاوية‏:‏ ‏"‏ليس المراد من إحاطته بخلقه أنه كالفلك‏,‏ وأن المخلوقات داخل ذاته المقدسة‏"‏ ‏,‏ حيث قال الألباني‏:‏ ‏"‏وهو من التأويل الذي ينقمه الشارح‏,‏ مع أنه لا بد منه أحيانا‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏
- فالجواب عنه‏:‏ أن هذا ليس من التأويل كما توهمه الشيخ الألباني؛ لأن الإحاطة لها معان كثيرة، ذكرها الراغب في ‏"‏مفرداته‏"‏ ‏[ص 135‏]؛ منها أنها تستعمل بمعنى العلم؛ نحو‏‏{‏وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْء عِلْمًا‏}‏، وقوله عز وجل{‏إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ‏}‏‏.‏‏.‏‏.‏ قال الراغب‏:‏ ‏"‏والإحاطة بالشيء علما هي أن تعلم‏:‏ وجوده، وجنسه، وكيفيته، وغرضه المقصود به وبإيجاده، وما يكون به ومنه، وذلك ليس إلا لله تعالى‏"‏ انتهى‏.‏
3- يقول أيضا عن الشيخ الألباني‏:‏ ‏"‏إنه لا يعتبر التوسل بحق الأنبياء وجاههم من العقيدة‏"‏‏.‏ وهو يريد بذلك أن يسوغ قول الشيخ حسن البنا‏:‏ إن التوسل بالمخلوق في الدعاء أمر فرعي‏.‏
والواقع أن الشيخ الألباني لا يقصد ذلك، وإنما يقصد أن التوسل بحق الأنبياء وجاههم ليس مما يجوز عمله واعتقاده؛ لأنه بدعة؛ لأنه عدد قبله أشياء هي من مسائل العقيدة قد ذكرها شارح ‏"‏الطحاوية‏"‏؛ مثل اعتقاد أن القرآن كلام الله، وأن الله مستغن عن العرش وما دونه، محيط بكل شيء وفوقه، وإثبات الفوقية لله، وأن الإيمان تصديق بالجنان وإقرار باللسان وعمل بالأركان، وجواز الاستثناء في الإيمان، ثم ذكر التوسل بحق الأنبياء وجاههم، فقال‏:‏ ‏"‏المسألة السابعة‏.‏‏.‏‏.‏ ذهب شارح ‏"‏الطحاوية‏"‏ تبعا لإمامة أبي حنيفة وصاحبه إلى كراهة التوسل بحق الأنبياء وجاههم‏.‏‏.‏‏.‏ ‏"‏‏.‏
إلى أن قال‏:‏ ‏"‏فهذه سبع مسائل هامة؛ كلها في العقيدة؛ إلا الأخيرة منها‏"‏ فهو يريد أن الأخيرة ليست من العقيدة، ولا من الفروع؛ لأنها بدعه لأنه قال‏:‏ "‏وهذا –يعني‏:‏ مسألة التوسل– مما خالف فيه الكوثري إمامه أبا حنيفة؛ اتباعا لأهواء العامة، ونكاية بأهل السنة‏"‏‏.‏
4- نقل جملة من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية وهى قوله‏:‏ ‏"‏يقول بعضهم‏:‏ إذا كانت لك حاجة استوص الشيخ فلانا؛ فإنك تجده، أو توجه إلى ضريحه خطوات وناده؛ يقض حاجتك‏.‏ وهذا غلط لا يحل فعله‏"‏، ثم قال بعد سياق هذه الجملة‏:‏
‏"‏فالإمام ابن تيمية يخطئ هذا ولا يُحِلِّه، ولكنه لا يرمي صاحبه بالكفر، ولو كان ذلك من الشرك الصريح؛ لصرح بذلك‏"‏‏.‏ – وهو يريد بها أيضا تسويغ قول الشيخ البنا‏:‏ ‏"‏إن التوسل بالمخلوق في الدعاء أمر فرعي‏"‏‏.‏
وجوابنا عن ذلك من وجهين‏:‏

أولاً‏:‏ إن هذا المذكور ليس توسلا، وإنما هو استغاثة بالأموات، حيث يقول‏:‏ ‏"‏توجه إلى ضريحه خطوات، وناده؛ يقض حاجتك‏"‏، والاستغاثة بالأموات شرك أكبر‏.‏
ثانياً‏:‏ إن الشيخ قد صرح بأن هذا شرك، ولو أن فضيلة الشيخ البهنساوي فتح عينه على الكلمة التي قبل الجملة التي نقلها؛ لوجد ذلك حيث قال شيخ رحمه الله‏:‏ ‏"‏لأن أهل الشرك يشبهون الخالق بالمخلوق؛ كما يقول بعضهم‏:‏ إذا كانت لك حاجة؛ استوص الشيخ فلانا‏"‏‏.‏
فأي تصريح أكثر من ذلك‏؟‏
5- ختم مقالته بالدعوة إلى تعاون المسلمين فيما اتفقوا عليه، وأن يعذر بعضهم بعضا فيما اختلفوا فيه‏.‏
- وهذه الدعوة يمكن أن ينادي بها أي مخالف، ولو عظمت مخالفته؛ كالرافضة ونحوهم، لكنها لا تجدي مع البقاء على المذاهب الباطلة‏.‏ وكان الأحرى بفضيلته أن ينادي بالرجوع إلى الكتاب والسنة، ونبذ التعصب للمذاهب الباطلة، وقد قال الله تعالى{‏فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْء فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً‏}‏‏.‏
وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم‏

[من كتاب "البيان لأخطاء بعض الكتاب" ص 187  ]
العلامة صالح اللحيدان ـ حفظه الله ـ

بين منهج حسن البنا الصوفي
  حسن البنا وجماعة الإخوان.mp3‏
أو
من هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا
التفريغ
السؤال :
يقول أحسن الله إليكم انتشرت دعوة حسن البنا على أنها دعوة إصلاح وتجديد في البلاد ، وعند كثير من الشباب خاصة وفضلها بعضهم على دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب مستدلين على ذلك بكلام مشايخهم فما نصيحتكم لهم ؟
الجواب:
كلام مشايخهم ليس بحجة (( كل حزب بما لديهم فرحون )) لا شك أن دعوة الشيخ حسن البنا رحمة الله عليه وعلى أموات المسلمين ليست كدعوة الشيخ بل كان له منهج صوفي ويذهب إلى الزيارات
المتصوفة وأضرحة الصوفية ومعروف هذا عنه ، وإن كان والده اعتنى ، بالمسند ، مسند أحمد ومسند الشافعي لكن كما ذكرت الناس إذا ألفوا عدم استنكار الشرك هان علهم أن يروا ذلك وحسن البنا وشيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب كلهم راحوا والذي سيحاسبه الله جل وعلا . انتهى  

كتب سيد قطب و البنا ليست كتب علم

  أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.mp3
العلامة محمد آمان الجامي رحمه الله
كتب حسن البنا
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.mp3

أو
  كتب حسن البنا.mp3 
التفريغ
ثُمَّ قال كتب هذا حسن البناء أنَّا لا أعرف من حسن البنا كُتُباً إلا الرسائل التي تتحدَّثُ عن سياسته وعن حركته السياسية, أما كُتُبٌ علمية لا أعلم له كُتُبْ, ذكرُ هذه الرسائل التي تتحدثُ عن حركته وسياسته وتجميعه للناس، ومنافسته للأحزاب الأخرى؛ لأن هذا حزبٌ سياسي نشأ منافساً للأحزاب السياسية التي كانت قائمةً في مصر, لذلك من ذكاءه حاول حسن البنا أن يكسب الصوفية والأشعرية والسلفية إلى صفِّهِ ليُنافس فيهم الأحزاب السياسية الأخرى من القوميين والعلمانيين وأمثالهم ,لذلك حاول أن يجمع في حزبه المتناقضات، الصوفية والأشعرية، وسمَّى كما تعلمون في بعض الرسائل عناوين، وبالاختصار هذه ليست كتب علمية ولكنَّها رسائل ترسم الخط لأتباعه في سياسته ،وفي سيره فيما يُريد.
ما رأيكم في كتب سيد قطب وحسن البنا 

ما رأيكم في كتب سيد قطب وحسن البنا-محمد أمان الجامي..mp3  
أو
أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.mp3

أو
https://app.box.com/s/x3wa8o0j60407ozz1cl2

الشيخ العلامة محمد آمان
في قول حسن البنا في قاعدة نتعاون فيما اتفقنا فيه


هل دعوة حسن البنا أخرجت الشباب من دور الملاهي والسينما !  
  هل أخرجتَ دعوة حسن البنا من عبادة القبور إلى عبادة الله ؟.mp3
التفريغ
السؤال : ذكرت دعوة " الإخوان المسلمين " ضمن الدعوات التي فشلت منذ قيامها ، وأن دعوة " الإخوان " لها أكثر من نصف قرن وهي فاشلة ! ولكن استمعت إلى أشرطة بعنوان : " لقاء مع مجلة المجتمع " ، أجري لقاء من رئيس المجلة مع طالب علم ، فجاء في التحقيق ، أو في المقابلة : السؤال عن دعوة " الإخوان المسلمين " .
وقال طالب العلم - الذي يُناقش مع هذا الذي سئل عن دعوة " الإخوان " - ، قال عن دعوة " الإخوان " ومؤسسها  ( لو لم يكن للشيخ حسن البنا - رحمه الله - من الفضل على الشباب المسلم سوى أنه أخرجهم من دور الملاهي ، والسينما ، ونحو ذلك ، كالمقاهي ، وكتلهم وجمعهم على دعوة واحدة ألا وهي دعوة الإسلام ، لو لم يكن من الفضل إلا هذا لكفاه فضلاً وشرفًا ) .
هذا ما صرح به طالب علم كبير لـ " مجلة المجتمع " ؟

الجواب : وهذا الشخص عشت معه فترة من الزمن متجاورين ، ومتزاملين في العمل ، الذي أعرفه منه :خلاف ما ذكر الآن ! نتركه هو ! فكلنا نعلم دعوة حسن البنا : صحيح أنه أخرج الشباب التائهين من المقاهي ، ومن دور السينما هذا شيء لا يُنكر ، يذكره كل من يعرف ، لكن بعد أن أخرجهم من تلك الأمكنة ، من تلك الأماكن ماذا فعل معهم !؟ هل دعاهم بأسلوب وبدعوة الأنبياء !؟ أم نقلهم ، فجمعهم ، فتفرقوا على الطرق الصوفية : كأنهم نقلهم من جاهلية إلى جاهلية ! لم ينقلهم إلى المفهوم الصحيح للإسلام ، وكان الشيخ نفسه له طريقة ، طريقة صوفية ! هؤلاء الذين نقلهم من دور السينما ، إما اعتنقوا طريقته ، أو طرق أخرى ! وهل دعوة الشيخ حسن البنا قضت على عبادة غير الله علنًا في بلده !؟ وهل أخرج الناس من الطواف بالأضرحة : في ضريح الحسين ، وزينب ، والبدوي !؟ وهل أخرج الناس من الحكم الديمقراطي إلى حكم الله !؟ هذا هو الشرع ، لو كانت الدعوة جاءت هكذا ، تكون الدعوة الإسلامية الصحيحة .أما التجمع السياسي ، والحركات المنافسة للجماعات الأخرى ، والأحزاب الأخرى ، ويكتب على الغلاف الإسلام !! وليس في داخل الكتاب هذا الإسلام شيء آخر !! حركة سياسية مزركشة . ليست هذه دعوة إلى الإسلام . يعلم كل طالب علم درس مذكرته ، وما تحدث فيه عن نفسه من تجوله من ضريح إلى ضريح ، هو نفسه يحدث عن نفسه تردده إلى بعض الأضرحة !!
إذا كان رب البيت بالدف ضاربا ... فشيمت أهل البيت كلهم الرقص
إذا كان هو نفسه لم يصل من العلم ومعرفة المفهوم الصحيح للإسلام إلى مقاطعة الأضرحة ، ومحاربة من يطوف بها ، ودعوتهم وارشادهم ، بل هو نفسه يفعل كما يفعل العوام !! ماذا فعل بأصحاب الملاهي !؟هذا يذكرني ما تدعي الصوفية : " أنهم هم الذين أدخلوا الإسلام في القارة الإفريقية " !
ولي رد في بعض محاضراتي على هذا السؤال !
الجواب : أنهم نقلوا بعض الوثنيين من الأفارفة من عبادة الأشجار والأحجار إلى عبادة البشر !! أخرجوهم من عبادة الجمادات إلى عبادة مشايخ الطرق !!
لا فرق بين أن يكون المعبود حجرًا ، أوشجرًا ، أو انسانًا ، أو جنيًا ، أو ملكًا . لأن العبادة لا تكون إلا لله .لذلك مثل هذه الدعوة لا ينبغي أن تنطلي على طلاب العلم ، وأقول دائمًا لشبابنا : كونوا على يقين في عقيدتكم حتى لا تلبس عليكم ، أو لا يلبس عليكم الأمر ! كل انسان بسيط في باب العقيدة يعلم : أن ذلك التصرف ليس من الدعوة الإسلامية في شيء ! عفا الله عمن صرح هذا التصريح ، وهو مستغرب جدًا من مثله ! وكان ينتقد هذه الجماعة انتقادًا لاذعًا عندما كنا معًا في " الجامعة الإسلامية " ، ويتهمهم بأنهم يحاربون السنة ! فنسأل الله تعالى أن يثبتنا على الحق .

[شريط : 27 سؤال في الدعوة السلفية "منهج حسن البنا فى العبادة والعقيدة ]
العلامة أحمد بن يحيى النجمي رحمه الله  

كيف يتخذ حسن البنا إماماً ؟

أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.mp3
أو

أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.mp3
تسـاؤلات عن الأثار الحميدة لدعوة حسن البنا والإخوان المسلمين !
- هل من آثاره الحسنة سكوته عن شرك العبادة الذي يفعله الناس عند المشاهد والأضرحة المقامة في مصر , وعدم إنكاره لذلك ،حتى كأنه نزل حلة من السماء في آيات تتلى؟

- هل من آثاره الحسنة الحزبية التي خلفها والتفريق الذي خلفه بين الأمة؟
- هل من آثاره الحسنة الدعوة إلى خلافة وترك الدعوة إلى التوحيد الذي دعا إليه الرسل ؟
- هل من آثاره الحسنة تبغيض الولاة والعلماء إلى النشء والإعداد للإطاحة بالدول الموجودة وإقامة خلافة زعموا على أنقاضها ؟
- هل من آثاره الحسنة إختلاق عيوب ومثالب للولاة والعلماء الذي يفعله أتباعه ويزعمون بعد ذلك لايصلحون للولاية وأن العلماء مداهنون معهم ؟
- هل من آثاره الحسنة التغير على النشء وإنزالهم ميدان الدعوة وهم جهّال ؟
- هل من آثاره الحسنة جعل البيعة في الحضر وترك أصحاب البيعة الحقيقين أصحاب السلطان ؟
- هل من آثاره الحسنة دعوته للتقريب بين الشيعة والسنة , ومعنى التقريب أن يتنازل كل فريق عن شيء من معتقداته حتى يقترب من الفريق الثاني؟
- هل من آثاره الحسنة زعمه بأن السلف مفوّضون لمعانِ الصفات كلها ؟
- هل من آثاره الحسنة قوله "ليس بيننا وبين اليهود عداوة دينية" وهذا معناه أن اليهود إخواننا؟
- هل من آثاره الحسنة قوله :"نتعاون فيما اتفقنا عليه, ويعذر يعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه" وهذا معناه إبطال الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي وصف الله به المؤمنين ومدحهم في قوله تعالى(كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ )وغيرها؟
- هل من آثاره الحسنة جمعه بين أقوام عقائدهم مختلفة وقناعاتهم متباينة ، فهذا سُّني ، وهذا شيعي ، وهذا صوفي ، وهذا جهمي ، وهذا أشعري ، وهذا معتزلي عقلاني , وهذا وهذا … إلى آخره مايقال ، ويزعم أن كلهم إخوة لأنهم يقولون لا إله إلا الله محمد رسول الله !
- هل من آثاره الحسنة إحياءه للبدع ومنها بدعة المولد ومحاضرته فيها؟ 
- هل من آثاره الحسنة أن الرسول صلى الله عليه وسلم يحضر حفلهم ويباركه ويغفر ذنوب أهله ؟
- هل من آثاره الحسنة إغراقه في الصوفية وولعه بها , وحدبه عليها ؟
- هل من آثاره الحسنة حصره للإسلام في الأصول العشرين وجعل ذلك شرعاً لأتباعه ؟
- هل من آثاره الحسنة جعله لشروط البيعة عشرة وفرضه شروطاً ليست في كتاب الله ولا في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ؟
- هل من آثاره الحسنة جعله شرط الطاعة العمياء في البيعة حيث قال  ( أريد بالطاعة إمتثال الأمر وإنفاذه توّاً في العسر واليسر والمنشط والمكره ، وذلك إن مراحل هذه الدعوة ثلاث… إلى أن قال في المرحلة الثانية التي هي مرحلة التكوين ، ونظام الدعوة في هذه المرحلة صوفي بحت من الناحية الروحية وعسكري من الناحية العملية إ.هـ)
والسمع والطاعة واجبة لولي الأمر إلا أنها مقيدة بقيدين :
· القيد الأول : أن تكون في المعروف فلا طاعة في معصية الله .
· القيد الثاني : أن تكون فيما يستطيع العبد فلا تلزم العبد فيما لا يستطيع ، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يلقن أصحابه فيم استطعتم.
- هل من آثاره الحسنة محاضرته في مشهد السيدة زينب بمناسبة حفل الهجرة ولم يذكر عن الشرك حرفاً واحداً في محاضرته ، بل كان يوصي ويؤكد أن يطهر الحاضرون أنفسهم وقلوبهم من الحقد والضغينة؟
- هل من آثاره الحسنة إدخال النصارى الأقباط في تنظيمه وجعلهم من أنصار دعوته ؟ وهل فعل ذلك أحد من الدعاة ؟
- هل من آثاره الحسنة إقامته حفلاً لـ " محمد عثمان المرغني" المعروف عنه القول بوحدة الوجود , وثناؤه عليه، وقوله في هذا الحفل : إنّا معشر الإخوان مدينون للسادة الميرغنية بدين المودة الخالصة والحفاوة البالغة .
- هل من آثاره الحسنة سيره في حفل حاشد من ليلة 1/ربيع الأول إلى 12/ربيع الأول وتغنيه بغناء يتضمن الشرك الأكبر:
صلى الإله على النور الذي ظهـرا ... للعالمين ففاق الشمس والقمــرا
هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا ... وسامح الكل فيما قد مضى وجرى 

- هل من آثاره الحسنة سيره هو ورفاقه ثلاث ساعات على الأقدام ذهاباً ، وثلاث ساعات وجوعاً ليزوروا قبور كهنة الطريقة الحصافية الشاذلية ، فإن قيل إن الزيارة التي أرادها زيارة سنية ، قلنا إذاً لايجوز شد الرحل إليها.
- هل من آثاره الحسنة تغنيه بالبيتين الذين يدلان صراحة على وحدة الوجود:
الله قل وذر الوجود وماحوى .. إن كنت مرتاداً بلوغ كمال
فجميع مافي الكون إن حققته ... عدم على التفصيل والإجمال

- هل من آثاره الحسنة زعمه أن التوسل الذي هو ذريعة إلى الشرك من أعظم الذرائع ، أنه من الأمور الفرعية التي لا يهتم فيها؟
وأخيراً أسألك بالله ياشيخ هل هذه الأمور التي سبرتها في هذه الأرقام موافقة للشرع أو مخالفة له ؟
وأسألك بالله مرة ثالثة هل من بيّن الحق للناس ودافع عن العقيدة يعدُّ مخطئاً ومجرماً ويستحق أن يبكّت ويؤنّب ويجرّم ويقال له لاتطبع كتابك .
من كتاب [ رد الجواب على من طلب مني عدم طبع الكتاب ]
جماعة الإخوان المسلمون
- تعريف الإخوان المسلمون : هم أتباع حسن البنا ، و منهجهم عليه ملاحظات أهمها ما يلي:
1- التهاون في توحيد العبادة ؛ الذي هو أهم شيء في الإسلام ، و لا يصح إسلام عبد إلا به .
2- سكوتهم و إقرارهم للناس على الشرك الأكبر ؛ من الدعاء لغير الله ، و التطوف بالقبور ، و النذر لأصحابها، و الذبح على أسمائهم ، و ما إلى ذلك .
3- إن هذا المنهج مؤسسه صوفي ؛ له علاقة في الصوفية ؛ حيث أخذ البيعة من عبدالوهاب الحصافي على طريقته الحصافية الشاذلية.
4- وجود البدع عندهم، و تعبدهم بها بل إن مؤسس المنهج يقرر بأن النبي صلى الله عليه وسلم يحضر مجالس ذكرهم و يغفر لهم ما قد مضى من ذنوبهم؛ في قوله : صلى الإله الذي على النور الذي ظهر للعالمين ففاق الشمس و القمرا هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا و سامح الكل فيما قد مضى و جرا.
5- دعوتهم إلى خلافة، و هذا بدعة، فإن الرسل و أتباعهم ما كلفوا إلا بالدعوة إلى التوحيد؛ قال تعالى ( و لقد بعثنا في كل أمة رسولاً أن اعبدوا الله و اجتنبوا الطاغوت )
6- عدم الولاء و البراء عندهم أو ضعفه و يتبين ذلك من دعوتهم للتقريب بين السنة و الشيعة و قول المؤسس " نتعاون فيما اتفقنا عليه، و يعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه " انتهى .
7- كراهتهم لأهل التوحيد و أصحاب الطريقة السلفية، و بغضهم لهم، و يتبين ذلك من كلامهم في الدولة السعودية التي قامت على التوحيد و تدرس التوحيد في مدارسها و معاهدها و جامعاتها و من قتلهم لجميل الرحمن الأفغاني؛ لكونه يدعو إلى التوحيد و الذي عنده مدارس يدرس فيها التوحيد.
8- تتبعهم عثرات الولاة، و التنقيب عن مثالبهم ، سواء كانت صدقاً أو كذباً و نشرها في الشباب الناشئ ليبغضوهم عندهم و ليملؤا قلوبهم حقداً عليهم.
9- الحزبية الممقوتة التي ينتمون إليها فيوالون من أجل هذا الحزب و يعادون من أجله.
10- أخذ البيعة على العمل للمنهج الإخواني بالشروط العشرة التي ذكرها المؤسس و هناك ملاحظات أخرى يمكن أن نأخذها فيما بعد.

[المرجع : الفتاوى الجلية عن المناهج الدعوية، ص52 ]

العلامة محمد بن هادي المدخلي ـ حفظه الله ـ
بيان انحرافات مؤسس جماعة الإخوان المسلمين حسن البنا
  أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.mp3
أو

كلمة في حسن البنا .mp3
العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله  

هناك بعض الدعاة يعتبرون حسن البنا أنه مجدد وهؤلاء الدعاة عقيدتهم سليمة
فما حكم الشرع في هؤلاء وما هي شروط المجدد ؟

http://www.muqbel.net/files/fatwa/muqbel-fatwa2553.mp3
نص السؤال:
هناك بعض الدعاة يعتبرون حسن البنا أنه مجدد وهؤلاء الدعاة عقيدتهم سليمة فما حكم الشرع في هؤلاء وما هي شروط المجدد ؟
نص الإجابة:
ستنكشف الأمور أعقيدتهم سليمة ؟ أخشى أن تسحبهم الحزبية .
فحسن البنا رحمه الله تعالى كان داعية لكن دعا إلى الخير والشر ، دعا إلى الخير فاجتمع خلقٌ كثير ، ودعا إلى الشر فهو القائل في < مجموع الرسائل > : إنه ينبغي للحكومة أن تأخذ من أموال الأغنياء وتعطيها الفقراء حتى يكثر الشعب كله وتعاوض الأغنياء بما هو أجدى عليهم ، وهو أيضاً من دعاة التقريب مع الشيعة كما ذكره بعض الأخوة المعاصرين في كتابه له في التقريب جزاه الله خيراً ثم الشيعة أنفسهم يقولون هذا ، لكن لو لم يكن إلا الشيعة ما صدقناهم ، وهو أيضاً الذي أتى بالمتناقضات يقول : دعوتنا سلفية صوفية ، سلفية " الرحمن على العرش أستوى " ، صوفية : ما في الجبة إلا الله .
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا **** وما الرب إلا عابدٌ في كنيسته
فالمهم أنه قد أفضى إلى ما قدم ، ولسنا نقول كما يقول الإخوان المفلسون :
إن للإخوان صرحاً *** كل ما فيه حسن
لا تسل عمن بناه *** إنه البنا حسن
ولكن نقول : إنه رجل دعا يصيب ويخطئ ، ويجهل ويعلم ، وليس من العلماء المبرزين ، ولا يجوز أن يُتبع على خطئه .
وقد أغنى الله الإسلام عن حسن البنا ، وعن كتابات حسن البنا ، بحمد الله عندكم < صحيح البخاري > ، < تفسير ابن كثير > ، < صحيح مسلم > ، < مسند أحمد > ، وهكذا سائر كتب السنة ، ما نحتاج إلى حسن البنا .
فالقائل إنه مجدد حماقة لماذا ؟ أول شيئ حسن البنا لم يكن على رأس قرن ؛ والرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس مائة سنة من يجدد لها دينها " ، أمرٌ آخر أيضاً أنه يشترط أن يجدد لها أمر دينها أيجدد لنا الاشتراكية ؟! ، أم يجدد لنا الصوفية ؟! ، أم يجدد لنا التقريب بين الشيعة وأهل السنة ؟! ، فعسى أن ينجو رأساً برأس ، أما أن يكون مجدداً فلا والله المستعان .
وهي ربما حملت بعض الناس حمله العناد على أن يقول : إنه مجدد ، وأقبح من هذا إذا تكلمت في مبتدع يقول : لازم تذكر حسناته وسيئاته ، تذكر حسناته يصلي في مسجد كذا ، ويؤدي الزكاة ، ويعفو لحيته لحيته تملئ صدره ، ويتكلم في المساجد ويدرس في < صحيح البخاري > مثل ما يدرس الصوفية عندنا في زبيد يقرؤون < صحيح البخاري > في رجب : حدثنا فلان عن فلان عن فلان عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ولولولولولولو والله المستعان ، المهم لازم تذكر هذه الخصال ، وبعدها تقول : إنه مبتدع يحضر الموالد ، وأنه يجيز الاستغاثة ويجيز كذا والله المستعان .
المهم هذه مهزلة ستنكشف الحقائق اليوم أو غد أو بعد غد والله المستعان .

-------------
من شريط : ( أسئلة ضيوف إب وعدن )

  ما حكم الذكر الجماعي وخاصة المأثورات للشيخ حسن البنا   ؟  
http://www.muqbel.net/files/fatwa/muqbel-fatwa2450.mp3
أو
ما حكم الذكر الجماعي وخاصة المأثورات للشيخ حسن البنا ؟.mp3 


نص السؤال:
ما حكم الذكر الجماعي وخاصة المأثورات للشيخ حسن البنا وما تعليقكم على كتاب المأثورات ؟
نص الإجابة:
الذكر الجماعي لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - والصحابة ، هذا أمر .
أمر آخر مسألة < المأثورات > عبارة عن أذكار ، بعضها أذكار صحيحة ولكن ليس موضعها ذلك المكان - أي عقب الصلوات - ، وبعضها أذكار ضعيفة ، وبعضها أذكار لا أصل لها .
وتعجبني كلمة الشيخ الألباني - حفظه الله تعالى - قيل له : يا شيخ ألا تحقق كتاب < المأثورات > لحسن البناء ؟ ، قال : لو حققتها لحكمت عليها بالإعدام .
والأمر كما يقول : أنه لو حُققت لحكم عليها بالإعدام ، لأن صحيحها الذكر ليس بموضعه ، عقب الصلوات أذكار ما نحتاج إلى تلكم ، مثل النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - يقول : " من سبح الله وكبره وهلله ثلاث وثلاثين غفرت ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر " .
ويقول الرسول - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - : " من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا الموت " .
ويقول : " يا معاذ إني أحبك ، فلا تدعن دبر كل صلاة أن تقول : اللهم أعني على ذكرك ، وشكرك ، وحسن عبادتك " .
ويقول أيضاً في : لا إله إلا الله وحدة لا شريك له ، له الملك ، وله الحمد ، وهو على كل شيئ قدير عشر مرات عقب المغرب ، وعقب الفجر يذكر ثواباً : " كأنما أعتق كذا وكذا " لا أذكر لفظ الحديث .
فالقصد أن الأذكار عقب الصلوات كافية ، وربما لا تستطيع أن تأتي بها. والله المستعان .

-------------
راجع كتاب : ( غارة الأشرطة 2 / 283 - 284 )

هل حسن البنا من حطاب الليل؟

http://www.muqbel.net/files/fatwa/muqbel-fatwa3740.mp3

نص السؤال:
هل حسن البنا من حطاب الليل لأننا نسمع الكثير يحذرون من كتبه وخصوصاً ما يعتمد عليها الإخوان المسلمين ؟

ما رأيك ياشيخ في كتب سيد قطب وحسن البنأ جملة وتفصيلاً ؟

http://www.muqbel.net/files/fatwa/muqbel-fatwa1208.mp3
نص السؤال:

مارأيك ياشيخ في كتب سيد قطب وحسن البنأ جملة وتفصيلاً ؟
نص الإجابة:
كتب الكاتبين حسن البنا وسيد قطب هي كتب حماسية ، والمتضلع في العلم ، والذي يعرف عقيدة أهل السنة لا بأس بقراءتها له .
أما الجاهل المسكين فإنها تتركه في حيرة ، يقول حسن البنا : دعوتنا سلفية صوفية ، فمتى اجتمعت السلفية والصوفية ، فالصوفية يقول قائلهم :
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا *********** وما الرب إلا عابد في كنيسته
والسلفية يسلكون مسلك النبي - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - والصحابة ، يُبدعون الصوفية ، ومنهم من يحكم عليهم بالكفر ، فالصنعاني في قصيدة له يعد ابن عربي من أكفر أهل الأرض .
وهكذا شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من علماء السلف يبينون ما الصوفية عليه ، فلا تأتي بالمتناقضات يا حسن البنا .
وفي بعض الرسائل له يقول : إنه يجب على الحومة أن تأخذ من أموال الأغنياء فترده على الفقراء حتى يكبر الشعب كله وتعارض الأغنياء بما هو أجدى عليهم .
فهذا كلام متناقض ، فالحكومة إذا أحبت تعطي الفقراء ، فلماذا تأخذ من أموال الأغنياء ؟ فهم يهمهم أن يكون الشخص معهم حتى في حال التصويتات ، فلو كانت الحمير تصوت وتقبل لأتوا بمجموعة من الحمير تصوت وتمثل أنفسها في مجلس النواب ..

أما سيد قطب فلأخينا الفاضل الشيخ ربيع بن هادي كتابان في بيان أخطاء كتبه ، وكذلك الأخ عبدالله بن محمد الدويش رحمه الله له كتاب بعنوان ( المورد العذب الزلال في أخطاء الضلال ) ، فلا ينبغي أن تشغلنا هذه الكتب عن كتب العلماء المتقدمين ، فالفرق بين ( تفسير ابن كثير ) و ( الضلال ) كما بين السماء والأرض .
وعند أن كنا بالمدينة كان بعض الإخوان المفلسين يقول : لو استشارني شاب لأشرت عليه بـ( الضلال ) وهذا الشخص له منظومة طيبة في التوحيد ، لكن الحزبية مساخة ، فتجدون بعض الناس كان مستقيماً ، ويدعو إلى التوحيد ، فإذا تأثر بالحزبية مات ، فلم يبق له تآليف ، وما بقي إلا مجالس سرية ، والحرص على الجمع : " واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا " ، ويهمهم أن يكون الناس معهم استقاموا وإلا فلا استقاموا ، والذي يقول : إنك تبالغ ، فأسأله : هل قد أرسلوا واحداً إلى هؤلاء الذين صوتوا معهم من هؤلاء البدو يعلمه كتاب الله ، وسنة رسول الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلم - ؟ أم نريد أن تصوت للتجمع اليمني للإصلاح ويكفي ؟ .
فقد التقيت بشاب وقلت له يقرأ الفاتحة ويقول : صراط الذين أنعمتُ عليهم ، ويقول : يهدنا الصراط المستقيم ، وكنت أتوقع أن يكون في الحزب الاشتراكي ، فقلت له : من أنت مسجل معه من هذه الأحزاب ؟ فقال : والله لا أدري لكن شيخنا أتى لنا ببطائق من التجمع اليمني للإصلاح .
أفما كان الأولى أن يرسلوا لذلك البدوي من يعلمه دينه ويعلمه كيف يصلي ؟ فالمسألة مسألة تجميع ولا يبالون إلا أن يكون الشخص معهم .

---------------------
راجع كتاب غارة الأشرطة ( 2 / 406 إلى 408 ) .

لماذا يتكلم السلفيون في حسن البنا وغيره ولا يتكلمون في ابن حجر والنووي ؟
http://www.muqbel.net/files/fatwa/muqbel-fatwa3073.mp3
أو

أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــا.mp3

نص السؤال:
بعض الناس يزعم أن السلفيين قوم متناقضون لأنهم يتكلمون في أهل البدع الصغيرة كالبنا والمودودي والغزالي إلى آخره ثم يدعون أن ابن حجر والنووي والخطابي وغيرهم من أئمتهم رغم أنهم أخطئوا في أمور العقيدة فما وجه الرد عليهم ؟
نص الإجابة:
هذا الكلام فيه تلبيس وخبط وخلط ، لأن الحافظ ابن حجر إمام من أئمة أهل السنة وكذلك الامام النوي إمام من أئمة أهل السنة أخطئا في شيء يسير ، أما هؤلاء الآخرون الذين ذكرتهم فهؤلاء ليسوا بحفاظ ، وليسوا أيضا بمراجع من مراجع أهل السنة ، لكن عندهم حماسيات ، ودعوةإلى الحماسة وإلى تراهات الاخوان المفلسين ، وشأن الإخوان المفلسين أنهم لا يرفعون من رفعه الله ، ولا يحذرون من حذره الله بل يرفعون من كان معهم ، ويضعون من خالفهم .
وتعجبني كلمة أخينا أحمد الشحي يقول : مكثت مع الإخوان المسلمين أربع سنين ، ثم بعد ذلك ظهر لي فساد منهجهم وخرجت منهم ، عند أن كنت معهم يقدروني ويقولون : جاء الشيخ واسمعوا من الشيخ ، والشيخ يتكلم معكم ، والشيخ ! المهم شيخ !! وهو مسكين مبتدء ماهو شيخ واغتر بهذا ، وقد عرفه بعض الإخوة ههنا ، فلما خرجت منهم احذروه هذا من جماعة التكفير احذروه .
ياإخوان أناس لا يخافون الله سبحانه وتعالى رموا على أخينا عائض مسمار ماذا عمل بهم ؟ وهكذا أيضاً إذا جاءهم تكون البلدة مهجورة ليس فيها دعوة وإذا رأوا فيها سنياً فيها تواردوا عليها .
المهم عمل الإخوان المفلسين ليس لله ، على العماير ، وعلى المعارض ، وعلى السيارات الضخمة ، وعلى الكراسي ، ليس لله سبحانه تعالى ، لو كان عملهم لله لدعوا الى دين أهل السنة ، لو كان عملهم لله لما تنكروا لأهل السنة " ألا لله الدين الخالص " ، " وماأمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين " .

أنصح إخواني جميعهم أنصحهم أن يخلصوا أعمالهم لله عز وجل ، فان الإخلاص شأنه شأن عظيم ، الاخلاص سبب لنصر الدعوة وأولئك هـم هـم !! استطيع أقسم بالله الذي لا إله الاهو أنه ما يسير دعوتهم في اليمن إلا الفلوس ، بل أقسم بالله الذي لا إله إلا هو أن دعوة الإخوان المفلسين ماتسير في اليمن إلا على الفلوس ، ما تظنون ياإخوان .. دعوة أهل السنة الله هو الذي ينصرها وهو الذي يسيرها ، وأولئكم على التلبيس ، وعلى الفلوس ، وعلى الأكاذيب ستنكشف الأكاذيب اليوم أو غداً أو بعد غد ، والله المستعان .

-------------
من شريط : ( السراج في أجوبة المنهاج )
 الشيخ محمد سعيد رسلان حفظه الله

حسن البنا وتعطيل أسماء الله وصفاته.  
حسن البنا وتعطيل أسماء الله وصفاته.mp3
  موقف حسن البنا من اليهود.  
موقف حسن البنا من اليهود.mp3 

الولاء والبراء عند مؤسس الاخوان حسن البنا 
أضغط هنـــــــــــــــــــــــــــــــا.mp3

الشيخ محمد رمزان الهاجري حفظه الله
الذي أحيا عقيدة الخوارج في هذا العصر هم جماعة الإخوان
وعلى رأس هؤلاء حسن البنا وسيد قطب -

  أضغط هنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــا.mp3
تحريف حسن البنا وحزب الإخوان الجهاد الشرعي: معنى وغاية
وإدخال طرق الفساد في مسمى الجهاد
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله ومن اتبع هداه،
أما بعد، فقد قال شيخنا العلامة ربيع بن هادي –حفظه الله- في محاضرة له بعنوان "الوسطية": "منذ نشأ الإخوان المسلمون وهم يقولون جهاد, جهاد, الدولة الإسلامية, الخلافة الإسلامية, والمسلمون في انحطاط على أيديهم وفي تقهقر إلى الوراء والوراء على أيديهم, مع الأسف الشّديد وهم يزعمون أنّهم دعاة الإسلام والمجاهدون باسم الإسلام ومع الأسف الشّديد لا يزيدون  الأمّة إلاّ هلاكًا, ويقدمون شباب الأمّة هدايا على أطباق من الذهب كما يقال للأمريكان وللرّوس يذبحونهم كما يذبحون الفراريج و الدّجاج, يقدّمونهم هكذا لا عدّة من عقيدة، ولا عدّة من مادّة وسلاح.                 
الله تبارك وتعالى شرع الجهاد في هذه الأمّة إذا كانت أمّة حقّا مؤهلة للجهاد بعقيدتها وبرجالها وبأخلاقها وبعدّتها المادية والعسكرية فهؤلاء لا عقيدة صحيحة و لا منهج صحيح و لا عدّة مادية ! ويقولون: "الجهاد, الجهاد" أهلكوا الأمّة وهم والله يتمتّعون ويتلذذون بالمناصب و بالأموال و المآكل والمشارب ويذهب ضحيّة هذه الشعارات الفاسدة و هذا الصراخ المفتعل, يذهب ضحايا كثيرة من أبناء المسلمين بهذه الشعارات و النّداءات الفارغة , فعلى الأمّة أن ترجع إلى كتاب ربّها و سنّة نبيّها لتكون أمّة وسطا كما أخبر الله وكما وصف الله تبارك و تعالى, ولتكون خير أمّة أخرجت للنّاس وبهذه العودة وباستعادة هذه المكانة عند الله عزّ وجلّ تعود العزّة والكرامة للأمّة، ووالله لن تنفع هذه الشعارات هذه الأمّة أبدا بل ما تزيدها إلاّ انحطاطا ودمارا وذلاً وهوانًا.
ألا فليدرك المسلمون مصدر عزّهم ومصدر هلاكهم فيجتنبوا مصادر الهلاك، ومنها هذا الغلوّ و كثير من هذا الغلوّ مفتعل و الله أعلم و مصطنع , وتعرف مصدر عزّها فتهرع إليه و تعظّ عليه بالنّواجذ و تربّي أنفسها و أجيالها عليه ليحقق الله لهم ما حقّقه لأسلافهم الكرام .
أسأل الله أن يهيئ لهذه الأمّة دعاة صادقين مخلصين يعودون بهم إلى مصدر عزّتهم وكرامتهم وسعادتهم ,كتاب الله و سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي فيه كلّ الكمال و منه التّوسط والاعتدال".اهـ
قلت: وصدق شيخنا -نفع الله به وجعله شوكة في حلوق الحزبيين-، فإن حسن البنا وإخوانه الحزبيين حرَّفوا الجهاد الشرعي: معنى وغايةً، وبغَّضوا الجهاد الشرعي إلى عامة المسلمين بهذا التحريف.
واعلم –رحمك الله- أن الجهاد في الإسلام له ضوابط ومعايير يجب أن يلتزم بها المجاهد، وإلا فسد جهاده ولم يقبل، فإن الله عز وجل لا يقبل من الأعمال إلا ما توفر فيه شروط ثلاثة:
النية.
الإخلاص لله عز وجل.
المتابعة: أي موافقة الشرع من كتاب وسنة.
ونذكر أولاً معنى الجهاد لغة: جاء في معجم مقاييس اللغة لابن فارس (1/486): "الجيم والهاء والدال أصله المشقة، ثم يحمل عليه ما يقاربه، يقال: جهدت نفسي وأجهدت، والجُهد: الطاقة، قال الله تعالى: {والذين لا يجدون إلا جُهدهم}، ويقال: إن المجهود اللبن الذي أُخرجَ زُبْده، ولا يكاد ذلك يكون إلا بمشقة ونصب".
وقال ابن سيده في "المحكم والمحيط الأعظم" (4/153): "الجَهْدُ والجُهْدُ: الطَّاقَة، وَقيل: الجَهْدُ: الْمَشَقَّة، والجُهدُ: الطَّاقَة".
وقال ابن الأثير في النهاية (1319-320): "الاجْتِهَاد: بَذْل الوُسْع فِي طَلَب الْأَمْرِ، وَهُوَ افْتِعَال مِنَ الجُهْد: الطَّاقة...
وَفِي حَدِيثِ أُمِّ معْبَد «شَاةٌ خَلَّفَها الجَهْد عَنِ الغَنم»، قَدْ تَكَرَّرَ لَفْظُ الجَهْد والجَهْد فِي الْحَدِيثِ كَثِيرًا، وَهُوَ بِالضَّمِّ: الوُسْع والطَّاقة، وبالفَتْح: المَشَقَّة. وَقِيلَ المُبَالَغة والْغَايَة. وَقِيلَ هُمَا لُغتَان فِي الوُسْع والطَّاقَة، فأمَّا فِي المشَقَّة والْغَاية فَالْفَتْحُ لَا غَيْرَ. وَيُرِيدُ بِهِ فِي حَدِيثِ أُمِّ معْبَد: الهُزَال.
وَمِنَ الْمَضْمُومِ حَدِيثُ الصَّدَقَةِ «أيُّ الصَّدَقة أفْضَل؟ قَالَ: جُهْد المُقِلّ» أَيْ قَدْر مَا يَحْتَمِله حَالُ القَليل الْمال".
واصطلاحًا: له معنيان خاص وعام:
فأما المعنى الخاص فقد اختلفت عبارات العلماء فيه على النحو التالي:
قَالَ البابرتي –من الأحناف- فِي "العناية شرح الهداية÷ (5/437): "الجهاد هُوَ الدعاء إلى الدين الحق والقتال مع من امتنعَ عن القبول بالنفس والمال÷.
وقال أبو الحسن المالكي في رسالته "كفاية الطالب الرباني لرسالة ابن أبي زيد القيرواني" (2/2): "قتال مسلم كافرًا غير ذي عهد لإعلاء كلمة الله أو حضوره له أو دخوله أرضه له".
واختار شيخنا أ.د. عبدالمحسن المنيف –حفظه الله ونفع بعلمه- تعريف المالكية، واعتبره أدق وأجمع التعاريف، كما في كتابه "الجهاد: أحكامه ومَن يدعو إليه" (ص17).
قال علي العدوي الصعيدي في حاشيته على "كفاية الطالب الرباني" (2/2) في شرح تعريف المالكية:
"قوله: كافرًا غير ذي عهد: خرج قتال الذمي المحارب على المشهور من أنه غير نقض.
وقوله: لإعلاء كلمة الله يقتضي أن من قاتل للغنيمة أو لإظهار الشجاعة وغيرها لا يكون مجاهدًا، فلا يستحق الغنيمة حيث أظهر ذلك، ولا يجوز له تناولها حيث علم من نفسه ذلك...
وقوله: "أو حضوره له أو دخوله أرضه له: بالرفع عطفًا على قتال وأشار به إلى أن الجهاد أعمُّ من المقاتلة أو الحضور للقتال والضمير في الحضور يعود على القتال، وضمير له يعود على إعلاء أو على القتال.
وضمير أرضه يحتمل عوده على الكافر، وله على القتال، ويحتمل أن الضمير الأول عائد على القتال، والثاني للقتال أو لإعلاء الكلمة".اهـ
وجاء في الموسوعة الفقهية (16/125)،(22/77) في معنى الجهاد اصطلاحًا: "قتال مسلم كافرًا غير ذي عهد بعد دعوته للإسلام وإبائه, إعلاء لكلمة الله، ويكون ببذل الوسع فِي القتال فِي سبيل الله مباشرة، أو معاونة بِمال، أو رأي، أو تكثير سواد أو غير ذَلِكَ".
قلت: وهذا يعد موِّضحًا لتعريف المالكية، وزاد عليه شرط: "بعد دعوته إلى الإسلام وإبائه"، وهو شرط هام.
وأما المعنى العام للجهاد: فيدخل فيه مجاهدة النفس والشيطان والهوى، ومجاهدة الفسَّاق وأهل البدع من هذه الأمة عن طريق النصح والبيان والتحذير والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قال ابن مناصف في "الاتحاد في أبواب الجهاد" (1/10): "وكذلك الجهاد في سبيل الله تعالى إنما هو بذل الجهد في إذلال النفس، وتذليلها في سبل الشرع والحمل عليها بمخالفة الهوى، ومن الركون إلى الدعة والذات واتباع الشهوات".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (10/192): "الْجِهَادُ هُوَ بَذْلُ الْوُسْعِ وَهُوَ الْقُدْرَةُ فِي حُصُولِ مَحْبُوبِ الْحَقِّ وَدَفْعُ مَا يَكْرَهُهُ الْحَقُّ فَإِذَا تَرَكَ الْعَبْدُ مَا يَقْدِرُ عَلَيْهِ مِنْ الْجِهَادِ كَانَ دَلِيلًا عَلَى ضَعْفِ مَحَبَّةِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ فِي قَلْبِهِ".
وقَالَ ابن الحاج فِي المدخل (3/2): "ينبغي للمجاهد أن لا يدخل فِي الجهاد حتَّى يسأل أهل العلم عمَّا يلزمه فِي جهاده إن لَم يعلمه".
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "والواجب أن يعتبر في أمور الجهاد برأي أهل الدين الصحيح في الباطن الذين لهم خبرة لما عليه أهل الدنيا، فأما أهل الدنيا الذين يغلب عليهم النظر في ظاهر الدين فلا يؤخذ برأيهم، ولا برأي أهل الدين الذين لا خبرة لهم في الدنيا".
قُلْتُ: وقد قام حسن البنا ومفكرو ومرشدو حزب الإخوان المسلمين من بعده على تحريف الجهاد معنى وغاية، فجعلوا الجهاد بمعنى الفساد والقتل والترويع لمعصومي الدم عن طريق المظاهرات والاعتصامات والمقاطعات والثورات والتفجيرات والعمليات الانتحارية، فانخرطوا فِي عمليات إجرامية إرهابية فيها إهلاك الحرث والنسل تحت مُسمَّى الجهاد { وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ}.
وجعلوا الجهاد بمعنى الكفاح الوطني والقومي، وجعلوا غاية الجهاد هي تحرير الأرض لا نصر العقيدة الإسلامية.
فتأمل أيها الباحث عن الحق دون تعصُّب ولا حمية جاهلية هذه الرسالة التي أرسل بها حسن البنا إلى حاخام اليهود المصريين؛ وما تحمله من الذل والعار على الإسلام والمسلمين، مِمَّا يثبت مدى ضعف عقيدة الولاء والبراء عند حسن البنا، وعدم فهمه غاية الجهاد الشرعي؛ حيث قال في هذه الرسالة موجهًا كلامه للحاخام اليهودي:
"لا نرى بدًا من أن نصارح سيادتكم وأبناء الطائفة الإسرائيلية([1]) من مواطنينا الأعزاء بأن خير حماية وأفضل وقاية أن تتقدموا سيادتكم ومعكم وجهاء الطائفة فتعلنوا على رءوس الأشهاد مشاركتكم لمواطنيكم من أبناء الأمة المصرية ماديًا وأدبيًا في كفاحهم القومي الذي اتخذوه –مسلمين ومسيحيين لإنقاذ فلسطين"([2]).اهـ
قلت: هذا موقف البنا من اليهود المصريين، أنه يعتبرهم مواطنين أعزة!! ويطالبهم أن يتخلوا عن معتقدهم ومناصرتهم لإخوانهم اليهود في مقابل نصرة أهل وطنهم كما يزعم البنا..!!
ولعلّ هؤلاء اليهود أقوى انتماء ليهوديتهم من انتماء البنا للعقيدة الإسلامية.
ولعلَّ هذا الحاخام ضحك بملء فيه وامتلأ قلبه فرحًا، وارتفعت أنفه شامخة من هذه الرسالة المخزية التي أظهرت له مدى الخنوع وضعف المعتقد عند مَن يدَّعي أنه رافع راية الجهاد الإسلامي.
وانظر كيف جعل البنا الجهاد الشرعي الإسلامي كفاحًا قوميًّا يشارك فيه النصارى واليهود!!
وقد أكَّد البنا هذا المعنى الباطل المحرِّف للجهاد الشرعي في حديث إذاعي نادر أدلى به بدعوةٍ من هيئة وادي النيل العليا لإنقاذ فلسطين  قال فيه:
" وها أنتم اليوم تدعون لتدفعوا ضريبة الحياة بعد أن اضطركم عدوان العصابات الصهيونية الآثمة على الآمنين من إخوانكم عرب فلسطين وما ارتكبوه معهم من فظائع تقشعر منها الأبدان، إلى أن تهبوا لنجدتهم وتنهضوا لنصرتهم وتؤدوا حق الروابط العزيزة التي تربطكم بهم، وتصونوا مقدسات الإسلام والمسيحية من فظائع هؤلاء المعتدين الذين لا يرقبون في مؤمن إلاًّ ولا ذمة...".
قلت: انتبه إلى تسويته بين المقدسات الإسلامية والنصرانية –والتي سماها مسيحية مداهنة للنصارى؛ لأنهم يحبون هذه التسمية، ويكرهون أن ينادوا بالنصارى- !!
هو يؤكد بهذا الكلام أن الغاية العليا من هذا الجهاد هي صيانة مقدسات المسلمين مع النصارى، ورفع العدوان عن العرب في فلسطين لا عن المسلمين فقط !!
وقال في اللقاء نفسه: "ليس في العالم منذ فجر التاريخ إلى اليوم قضية أفضل من القضية التي تنتصرون لها، ولا حقَّ أوضح من الحق الذي تطالبون به، ولا ظلم أفدح من الذي تقاومونه، ولا عدوان أفظع من هذا العدوان الذي تقفون في وجهه".
قلت: هذه مبالغة مغلوطة مكشوفة ! فإن أفضل قضية يُنتصَر لها بإجماع العلماء الربانيين هي قضية التوحيد، وأفدح ظلم هو الشرك كما قال الله سبحانه {إن الشرك لظلم عظيم}، ولكن الرجل ينطلق من عاطفة غير منضبطة بالمنهج النبوي السوي.
وقد يقول متعصِّب: لكن البنا يقصد الانتصار على اليهود نصرًا لعقيدة التوحيد على العقيدة اليهودية الوثنية !!
فأقول: لا يصح هذا التأويل؛ لأن البنا صرَّح بدون تورية أنه لا يقاتل اليهود من أجل معتقدهم، وأن الخصومة مع اليهود ليست دينية، وإنما يقاتلهم من أجل اغتصابهم الأرض، ومن ثَمَّ أدخل في مقاصد الجهاد هناك تحرير المقدسات الوثنية النصرانية من أيدي المغتصبين اليهود، فهو يعتبر هذه المقدسات الوثنية محترمة وتستحق أن يكافح من أجل تخليصها من أيدي المغتصبين !!
فقد اتفق مفكرو ومرشدو حزب الإخوان المسلمين منذ حسن البنا إلى وقتنا هذا على تقرير أن عداوتهم لليهود ليست بسبب معتقدهم الوثني الشركي، إنما بسبب احتلالهم الأرض، وأما دينهم فدين سماوي محترم، وإليك تصريحاتهم بهذه العقيدة التي تنسف البراءة من الكافرين نسفًا:
قال حسن البنا -فِي خطبة ألقاها أمام لجنة أمريكية بريطانية-: "..والناحية التي سأتحدث عنها نقطة بسيطة من الوجهة الدينية لأن هذه النقطة قد لا تكون مفهومة في العالم الغربي، ولهذا فإني أحب أن أوضحها باختصار؛ فأقرر أن خصومتنا لليهود ليست دينية؛ لأن القرآن الكريم حضَّ على مصافاتِهم ومصادقتِهم؛ والإسلام شريعة إنسانية قبل أن يكون شريعة قومية..."([3]).اهـ
قلت: وقد أكَّد حسن البنا هذا المنهج الفاسد الذي أسَّس عليه حزبه، والذي يجتث عقيدة الولاء والبراء من أصلها، وذلك في احتفاله بمرور عشرين عامًا على إنشاء حزب الإخوان، حيث خطب خطبة قال فيها: "وليست حركة الإخوان موَّجهة ضد عقيدة من العقائد، أو دين أو طائفة من الطوائف، إذ أن الشعور المهيمن على القائمين بها أن القواعد الأساسية للرسالات جميعًا قد أصبحت مهدَّدة الآن بالإلحادية؛ وعلى الرجال المؤمنين بهذه الأديان أن يتكاتفوا ويوَّجهوا جهودهم إلى إنقاذ الإنسانية من هذا الخطر، ولا يكره الإخوان المسلمون الأجانب النزلاء في البلاد الإسلامية ولا يضمرون لهم سوءًا، حتى اليهود المواطنين لم يكن بيننا وبينهم إلا العلائق الطيبة"([4]).
قلت: لما سئل سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله عن هذه المقولة أجاب: "هذه مقالة باطلة خبيثة؛ اليهود من أعدى الناس للمؤمنين مع الكُفَّار كما قال تعالى: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا} [المائدة: 82]، فاليهود والوثنيون هم أشد الناس عداوة للمؤمنين؛ وهذه المقالة مقالة خاطئة ظالمة قبيحة منكرة"([5]).
وكذلك سئل الشيخ الفوزان عن هذه المقولة فقال: "هذا الكلام فيه خلط وتضليل؛ اليهود كفار؛ وقد كفَّرهم الله تعالى ولعنهم، وكفَّرهم رسول الله ض ولعنهم؛ قال تعالَى: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ} [المائدة: 78]، وقال ض: "لعنة الله على اليهود والنصارى÷.
وقال تعالَى: =إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ+ [البينة: 6].
وقال تعالَى: =يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ+ [المائدة: 51].
فعداوتنا لهم دينية، ولا يجوز لنا مصادقتهم، ولا محبتهم؛ لأن القرآن نهانا عن ذلك كما في الآية التي سبق ذكرها÷([6]).اهـ
وقال أحمد ياسين -مؤسس حركة حماس الإخوانية-([7]): >إحنا بنطلب حقنا ما بنطلب أكثر من حقنا إحنا ما بنكره اليهود، ونقاتل اليهود لأنهم يهود، اليهود أهل دين وإحنا أهل دين، إحنا بنحب كل الأديان أخوي هذا إلِّي مع أمي وأبوي لو أخذ بيتي وطردني أنا أقاتله أنا أقاتل أخوي أقاتل ابن عمي إذا أخذ بيتي وطردني فلما اليهودي يأخذ أرضي وبيتي ويطردني منه كمان أنا أقاتله، أنا ما أقاتل أمريكا ولا بريطانيا ولا كل الناس الأخرى أنا كل الناس معهم في سلام بحب الـخير لكل الناس كمـا أحب الـخير لليهود".
وقال القرضاوي في حديث نشر في جريدة الراية القطرية العدد (4696): "إننا لا نقاتل اليهود من أجل العقيدة وإنما نقاتلهم من أجل الأرض ...".
وقال في موطن آخر كلامًا أوضح وأكثر تفصيلاً، كما في كتابه "القدس قضية كل مسلم" (ص41): "فلو كنا نحارب اليهود من أجل العقيدة، لحاربنا النصارى المسيحيين أيضًا.
ومن أجل هذا يتبين لنا خطأ بعض عوام المتدينين الذين يتوهمون أن الحرب القائمة بيننا وبين اليهود حرب من أجل العقيدة، ومعنى هذا أننا نقاتل اليهود؛ لأنهم يهود كفروا برسالة محمد، وحرَّفوا كلام الله عن موضعه ...إلى آخر ما هو معروف عنهم مما حكاه القرآن ..وهذه النظرة التي قد تخطر في بال بعض الناس خاطئة تمامًا".
وقد كرَّر القرضاوي هذا الهراء في مواضع شتى مما يؤكد أنه عقيدة راسخة عنده لا تتزعزع.
وقد صرَّح صلاح شحادة -القائد العسكري العام لكتائب القسام- بهذه العقيدة الفاسدة فقال: "فنحن نعمل وفق مبادئ جهادية نلتزم بها وشعارنا: إننا لا نقاتل اليهود لأنهم يهود، وإنما نقاتلهم لأنهم محتلون لأرضنا، ولا نقاتلهم لعقيدتهم، وإنما نقاتلهم؛ لأنهم اغتصبوا أرضنا....". ([8]).
قلت: فكيف يُظنّ في أناس علَّمهم إمامهم هذه النية الفاسدة في الجهاد أن ينالوا النصر من الله سبحانه، وأن يجعل الله تحرير القدس والمسجد الأقصى –لا القبة الشركية- على أيديهم ؟!!
هيهات ..هيهات !!
وقال حسين أحمد محمد حمودة –أحد الضباط الأحرار- في كتابه "أسرار حركة الضباط الأحرار والإخوان المسلمون"، تحت فصل: "الإخوان المسلمون وقضية فلسطين":
"وكم كان جميلاً أن يقوم الإخوان المسلمون بالدفاع عن مقدسات المسيحيين في فلسطين ، إذ كان نصيبهم الدفاع عن مدينة بيت لحم التي تقع على بعد ستة أميال جنوب القدس وهي إحدى المدن المسيحية المقدسة ، إذ تقع فيها كثير من آثار المسيحيين وكنائسهم وبخاصة كنيسة المهد التي يحج إليها مسيحيون من جميع أنحاء العالم وغالبية سكانها من المسيحيين العرب.
وقد احتفى المسيحيون بالإخوان المسلمين عند دخولهم للدفاع عن مدينتهم وكان الإخوان يبادلونهم هذا الشعور الكريم لما رأوه من إخلاصهم ولما شاهدوه من غيرة صادقة على كرامة العرب. وقد استشهد حول أسوار بيت لحم عدد هائل من شباب الإخوان المسلمين دفاعاً عن مقدسات المسيحيين وظل الإخوان يدافعون عن مدينة بيت لحم عاماً كاملاً دون أن تقع حادثة واحدة من تلك الحوادث التي تقع عادة بين الجنود والمدنيين من أهل البلاد".اهـ
قلت: هذا هو جهادهم !! يظلون عامًا كاملاً يبذلون فيه مهجهم وأرواحهم للدفاع عن المقدسات الوثنية للنصارى !!!
هذه هي حقيقة الجهاد عند حزب الإخوان، أنه جهاد وطني قومي، ليس جهادًا شرعيًا لنصرة العقيدة الإسلامية، فلا تنخدع أيها القارئ الفطن بدعاوى الإخوان التي طالما أشغلونا بها، ولا صدى لحقيقتها ولا جديتها في واقعهم.
فشعارهم: "الجهاد في سبيل الله أسمى أمانينا"، لا حقيقة له؛ لأن أئمة الحزب لا يعيرونه اهتمامًا؛ حيث إن جل تصريحاتهم إنما هي في نصرة القومية والوطنية والديمقراطية والاشتراكية !!!
وقصارى ما صنعوه هو الترويح للقبة الشركية الكائنة بالقرب من المسجد الأقصى، وإيهام الجهال أن هذه القبة هي المسجد الأقصى.
وصدق ابن حزم -رحمه الله- في قوله في الفصل (4/171): "وَاعْلَمُوا رحمكم الله أَن جَمِيع فرق الضَّلَالَة لم يجر الله على أَيْديهم خيرا وَلَا فتح بهم من بِلَاد الْكفْر قَوِيَّة وَلَا رفع لِلْإِسْلَامِ راية وَمَا زَالُوا يسعون فِي قلب نظام الْمُسلمين ويفرقون كلمة الْمُؤمنِينَ ويسلون السَّيْف على أهل الدّين ويسعون فِي الأَرْض مفسدين".
وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه وسلم.
وكتب
أبو عبدالأعلى خالد بن محمد بن عثمان المصري
ليلة السبت 24 شوال لعام 1434ه
----------------------------------------
([1]) هكذا يخاطب اليهود بما يحبونه، وهو الانتساب إلى نبي الله إسرائيل -أي يعقوب- عليه السلام، وهذا من الخنوع والذلة لمن ألقى الله سبحانه عليهم الذلّة والصغار.
والله سبحانه لم يسمهم في كتابه "الإسرائيليين"، إنما سماهم بـ"اليهود"، وأحيانًا يقول: "بني إسرائيل".
قال شيخنا الإمام ربيع بن هادي المدخلي -حفظه الله تعالى- في مقاله الماتع "هل يجوز تسمية دولة اليهود إسرائيل": " لقد ذم الله اليهود في القرآن كثيراً ولعنهم وحدثنا عن الغضب عليهم لكن باسم اليهود وباسم الذين كفروا من بني إسرائيل لا باسم اسرائيل النبي الكريم يعقوب ابن الكريم إسحاق نبي الله ابن الكريم إبراهيم خليل الله عليهم الصلاة والسلام!
ليس لهؤلاء اليهود أي علاقة دينية بنبي الله إسرائيل (يعقوب عليه السلام) و لا بإبراهيم خليل الله عليه الصلاة والسلام!
ولاحق لهم في وراثتهما الدينية إنما هي خاصة بالمؤمنين، قال تعالى{إن أولى الناس بإبراهيم للذين اتبعوه وهذا النبي والذين آمنوا والله ولي المؤمنين} [آل عمران:68].
وقال تعالى مبرئاً خليله إبراهيم من اليهود والنصارى والمشركين: {ما كان إبراهيم يهودياً و لا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين} [آل عمران:67].
 المسلمون لا ينكرون أن اليهود من نسل إبراهيم وإسرائيل، ولكنهم يجزمون أن اليهود من أعداء الله وأعداء رسله ومنهم محمد وإبراهيم وإسرائيل ويقطعون أن لا توارث بين الأنبياء وبين أعدائهم من الكافرين؛ سواء كانوا يهوداً أو نصارى أو من مشركي العرب وغيرهم ، وإن أولى الناس بإبراهيم وسائر الأنبياء هم المسلمون الذين آمنوا بهم وأحبوهم وأكرموهم وآمنوا بما أنزل عليهم من الكتب والصحف، واعتبروا ذلك من أصول دينهم؛ فهم ورثتهم وأولى الناس بهم".
([2]) انظر: "في قافلة الإخوان" (ص147)، و"الإخوان المسلمون بين الابتداع الديني والإفلاس السياسي" (ص361).
([3]) قافلة الإخوان للسيسي (1/311)، "والإخوان المسلمين: أحداث صنعت التاريخ"، لمحمود عبد الحليم (1/409).
      ([4]) قافلة الإخوان للسيسي (1/211).
([5]) "العواصم من القواصم÷ للعلامة ربيع بن هادي حفظه الله (ص 65).
([6]) الأجوبة المفيدة (ص20).
([7]) كلمة مسجلة بصوته منشورة على الشبكة العنكبوتية.
([8]) انظر (فلسطين - الجيل للصحافة 29/05/2002 ، وانظر (موقع الإخوان المسلمين: إخوان أون لاين بعنوان: صلاح شحادة.. القائد الرباني والشهيد الحي).
هدي حسن البنا في مولد النبي صلي الله عليه وسلم

بقلم :الشيخ محمد عثمان العنجري
مقالة كتبت بجريدة القبس بتاريخ 
25/5/2002
حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين في كتابه مذكرات الدعوة والداعية المطبوع بإذن خطي من ورثته (ط 5 /س 1403 صفحة 44 )يقول :اذكر انه كان من عادتنا أن نخرج في ذكرى مولد الرسول صلى الله عليه وسلم بالموكب، بعد الحضرة، كل ليلة من أول ربيع الأول إلى الثاني عشر منه من منزل احد الإخوان، وتصادف انه في إحدى الليالي كان الدور على آخينا (شلبي الرجال )فذهبنا على العادة بعد العشاء فوجدنا البيت منيرا نظيفا مجهزا، ووزعت الشربات والقهوة والقرفة، على مجرى العادة، وخرجنا بالموكب ننشد القصائد المعتادة في سرور كامل وفرح تام أِهِـ 
ونقل عن عبدالرحمن البنا (شقيق حسن البنا )في كتاب حسن البنا بأقلام تلامذته ومعاصريه ص 71 - 72 قوله :فسار في الموكب (حسن البنا )ينشد مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وذلك انه حين يهل هلال ربيع الأول كنا نسير في موكب مسائي كل ليلة حتى ليلة الثاني عشر ننشد القصائد في مدح الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان من قصائدنا المشهورة في هذه المناسبة المباركة :
صلى الإله على النور الذي ظهرا 
للعالمين ففاق الشمس والقمرا 
كان هذا البيت الكريم تردده المجموعة بينما ينشد أخي (حسن البنا )وانشد معه :
هذا الحبيب مع الأحباب قد ظهرا 
وسامح الكل فيما قد مضى وجرى 
لقد أدار على العشاق خمرته 
صرفا يكاد سناها يذهب البحرا 
يا سعد كرر لنا ذكرى الحبيب لقد 
بلبلت أسماعنا يا مطرب الفقرا 
ولما لركب الحمى مالت معاطفه 
لاشك أن حبيب القوم قد حضرا (أِهـ )
والجدير بالبيان أن الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم كان أول من أحدثه العبيديون الذين ملكوا المغرب ثم امتد ملكهم إلى مصر في القرن الخامس الهجري وهو بدعة محدثة في دين الله، وعلماء الجزيرة العربية لم يعرفوا هذه الاحتفالات، ولكنها ظهرت مع مجيء بعض الأفكار فلو نظر احدنا في التاريخ القريب للجزيرة العربية فلن يجد أي اثر أو خبر لهذه الاحتفالات عند العلماء وأهل العلم الشرعيِ 
ولقد حذر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه اقتضاء الصراط المستقيم المجلد الثاني ص 615 بقوله :إن ما يحدثه بعض الناس، إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى، وإما محبة للنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيما، من اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيدا، فان هذا لم يفعله السلف ولو كان هذا خيرا لكان السلف أحق به منا فإنهم كانوا اشد محبة للنبي وأكثر تعظيما وهم على الخيراحرص ِ فما أكثر الإيرادات والبدع التي أتتنا ممن يرفعون لواء الدعوة، ولكن علينا ان نتذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم :إن شر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار فاحذر يا عبدالله من نشر البدع أو الكتب التي تحمل الروايات البدعية حتى تسلم من قول النبي صلى الله عليه وسلم :من أحيا بدعة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة ِالتعليق على ما في الأبيات من منكرات: 
ذكر في احد الأبيات :
هذا الحبيب مع الأحباب قد ظهرا 
وسامح الكل فيما قد مضى وجرى 
ان مغفرة الذنوب والمسامحة لعباد الله حق من حقوق الله وحده لا شريك له ومن يعتقد خلاف ذلك فقد اشرك بالله وجعل لله ندا وقد قال تعالى :
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ِ 
وأما قولهم في البيت الاخير :
ولما لركب الحمى مالت معاطفه 
لاشك أن حبيب القوم قد حضرا 
فاعتقاد حضور النبي صلى الله عليه وسلم في المولد هو منكر وبدعة صوفية، وقد قال تعالى في بيان حقيقة موت النبي صلى الله عليه وسلم :انك ميت وإنهم ميتون ولكن هكذا هي البدع يجر بعضها بعضا، ولذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم حين يأتيه يوم القيامة بعض أجلاف العرب الذين ارتدوا على إدبارهم من بعد موته صلى الله عليه وسلم :أصحابي أصحابي فيذادون عنه (أييبعدون عنه )ويقال للرسول صلى الله عليه وسلم :لا تدري ماذا أحدثوا بعدك فالبدع كل ما احدث في دين اللهِ وقد قال صلى الله عليه وسلم :من احدث فيأمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ِ
الشيخ عايد بن خليف الشّمّريّ ـ حفظه الله .
تركة حسن البنا وأسهم الوارثين
 http://ia801409.us.archive.org/17/items/ayed-shemari/Shemari025.mp3
حسن البنا ... 
الجزء الأول محاضرات-حسن البنا.rar 
و
الجزء الثاني  محاضرات -حسن البنا.rar 

البيان في بطلان تقسيم الإخوان المسلمين إلى بناويين و قطبيين
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ، أما بعد :
لقد طلب مني أحد الأفاضل من طلبة العلم الشرعي أن ألقي الضوء على دعوى أن الإخوان المسلمين ينقسمون إلى قسمين أحدهما بناوي نسبة إلى حسن البنا ، و الأخر قطبي نسبة إلى سيد قطب .
و سأجيب على وجه الاختصار ببيان بطلان هذه الدعوى ، و أنها نوع من تقية الإخوان المسلمين المتواترة عنهم ، و هو ما يسميه أتباعهم عندنا في
السعودية بـ ( فقه المرحلة ) التي ينكرون فيها ما يعتقدونه في وقت القوة و
الظهور و يتخلصون من بعض أتباعهم ممن لم يعلموا بهذا الفقه الباطني .
وقد جعلت الجواب في ثلاثة عشر برهاناً .
الأول : اتفاق حسن البنا و سيد قطب في عدم وجود دولة إسلامية في هذا الزمن ، وهذا هو أصل التكفير عند جماعة الإخوان المسلمين و عليه تفرعت سائر عقائدهم و دعوتهم .
فحسن البنا عندما بين موقفه من الخلافات الحادثة بين المسلمين قال : ( فان لم يقتنع فقولوا له ما دام صادق النية محباً للخير إن الحكم بيننا و بينك في الفصل في هذا الخلاف هو " الإمام " ، لأننا مستعبدون فتعال " للإمام " وليس للمسلمين الآن " إمام " فتعال ننسى كل شيء الآن و نعطل كل شيء أمام القضية الكبرى قضية تحرير الأرض الإسلامية ، فلنجعل هذه غايتنا الأولى حتى نستطيع أن نأتم بحكم الله و نفصل في هذه الخلافات إذ أنه بدون هذه الحكومة الإسلامية التي تحمي شرع الله فلا نظام ولا أحكام ) راجع كتاب في قافلة الإخوان المسلمين لعباس السيسي ج1/ ص266 .
و يقول سيد قطب : ( إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة ولا مجتمع مسلم ، قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله و الفقه الإسلامي ) في ظلال القران ج4 / ص 2122 .
قلت : و لالتزامي بالاختصار فلن أكثر من النقل عن سيد قطب أو حسن البنا في هذه المسألة ولن أبين بطلان هذه المقولة مما هو معلوم عند طلبة العلم .
الثاني : إقرار حسن البنا لما كتبه سيد قطب في كتابه " العدالة الاجتماعية " و تأييده له .ينقل لنا هذا الإقرار أحد ثقات الإخوان المسلمين و كبارهم حيث يقول صلاح شادي : ( وتعجبأكثر حين تعلم أن الشهيد سيد قطب قد كتب مؤلفه في " العدالة الاجتماعية في الإسلام " سنة 1948 ، وسافر إلى أمريكا قبل أن يعرف شيئاًً عن جماعة الإخوان المسلمين وإنما كان يراها في ضمير الغيب و يأمل أن يشهد رجالها في دنيا الواقع ) ، ثم يقول بعد ذلك بأسطر : ( و كان تعليق الشهيد حسن البناء على هذا الكتاب حين قرأه : " هذه أفكارنا و كان ينبغي أن يكون صاحبها وحداً منا " ،و تحققت آمال الشهيد حسن البنا ) راجع كتاب الشهيدان حسن البنا و سيد قطب لصلاح شادي ص 6 ـ7
قلت : وسوف انقل مقتطفات من كتاب العدالة الاجتماعية التي يقرر حسن البنا أن الأفكار الواردة في العدالة الاجتماعية أفكاره و كان ينبغي أن يكون صاحبها سيد قطب من حزبه .
يقول سيد قطب عن قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه و ثورتهم الخارجية ما يلي : ( وأخيراً ثارت الثائرة على عثمان ، و اختلط فيها الحق بالباطل ، و الخير بالشر . و لكن لابد لمن ينظر إلى الأمور بعين الإسلام ، و يستشعر الأمور بروح الإسلام أن يقرر أن تلك الثورة في عمومها كانت فورة من روح الإسلام . وذلك دون إغفال لما كان وراءها من كيد اليهودي ابن سبأ عليه لعنة الله ) العدالة الاجتماعية ص 160 ـ 161 .
قلت : يا عجباً الكيد كيد اليهود و يحكم سيد قطب على الثورة التي أدت إلى مقتل الخليفة الراشد أنها فورة من روح الإسلام ، و أن هذا حكم من ينظر بعينالإسلام و يستشعر بروحه ، و الأعجب من ذلك من جعلوه إماماً يُقتدى به و يوالى و يعادى عليه .
فإلى الله وحده المشتكى من غربة السنة و أهلها .
و يقول سيد قطب تحت عنوان حاضر الإسلام و مستقبله ما نصه : ( نحن ندعوإلى استئناف حياة إسلامية ، في مجتمع إسلامي تحكمه العقيدة الإسلامية و التصور الإسلامي ، كما تحكمه الشريعة الإسلامية والنظام الإسلامي . و نحن نعلم أن الحياة الإسلامية ـ على هذا النحو ـ قد توقفت منذ فترة طويلة في جميع أنحاء الأرض ؛ و أن " وجود " الإسلام ذاته من ثم توقف كذلك ؛ و نحن نجهر بهذه الحقيقة الأخيرة على الرغم مما قد تحدثه من صدمة و ذعر و خيبة أمل للكثيرين ممن لا يزالون يحبون أن يكونوا " مسلمين " و نجهر بها على هذاالنحو في الوقت الذي ندعو فيه إلى استئناف حياة إسلامية ) . العدالة الاجتماعية ص 182 .
و يقول كذلك : ( و حين نستعرض وجه الأرض كله اليوم ـعلى ضوء هذا التقرير الإلهي لمفهوم الدين و الإسلام ـ لا نرى لهذا الدين "وجوداً " ، إن هذا الوجود قد توقف منذ أن تخلت أخر مجموعة من المسلمين عن إفراد الله سبحانه بالحاكمية في حياة البشر وذلك يوم أن تخلت عن الحكم بشريعته وحدها في كل شؤون الحياة .و يجب أن نقرر هذه الحقيقة الأليمة ، و أن نجهر بها و ألا نخشى خيبة الأمل التي تحدثها في قلوب الكثيرين الذين يحبون أن يكونوا " مسلمين " . فهؤلاء من حقهم أن يستيقنوا كيف يكونون مسلمين ! ) . العدالة الاجتماعية ص 183 .
و يقول كذلك : ( و إعادة النظر في دعوى مئات الملايين من الناس أنهم مسلمون ) . العدالة الاجتماعية ص 183 .
قلت : و من خلال الاطلاع على كتب حسن البنا و رسائله فإنه لا يشارك سيد قطبفي تكفير المجتمعات الإسلامية و إنما يشاركه في تكفير الحكومات الإسلامية والدعوة للخروج على الحكام و جواز قتل من يقف في وجه هذا الخروج و استحلال دمه كما هو معلوم من كتب الإخوان المسلمين ككتاب " حقيقة التنظيم الخاص " لمحمود الصباغ و غيره مما لا يسع جواب السؤال لذكره مفصلاً .
الثالث : أن كتاب العدالة الاجتماعية لسيد قطب من الكتب المعتمدة عند الإخوان المسلمين التي تمثل معتقدهم الخارجي للأدلة التالية :
1 ـ قال حسن البنا بعدما قرأ كتاب " العدالة الاجتماعية " : ( هذه أفكارنا و كان ينبغي أن يكون صاحبها وحداً منا ) الشهيدان لصلاح شادي ص 6 _ 7 .
2 ـ أكد صلاح شادي في كتابه " الشهيدان حسن البناو سيد قطب " أن العدالة الاجتماعية في طبعتها الثانية كانت بعد دخول سيد قطب و انضمامه لجماعة الإخوان المسلمين و لذلك أشار صلاح شادي إلى تغيير
سيد قطب للمقدمة حيث في الطبعة الأولى قال : ( إلى الفتية الذينألمحهم في خيالي قادمين يردون هذا الدين جديداً كما بدأ ) .وأما عندما انضم سيد قطب إلى الإخوان المسلمين رسمياً قال في المقدمة للطبعة الثانية للعدالة الاجتماعية : ( إلى الفتية الذين كنت ألمحهم بعين الخيال قادمين . فوجدتهم في واقع الحياة قائمين ).الشهيدان لصلاح شادي ص 6ـ 7 .
وليُعلم أن الطبعة الثانية وضع مقدمتها سيد قطب بتأريخ رجب 1373 هـ الموافقمارس سنة 1954م ، كما هو في مقدمة " العدالة الاجتماعية " ص 5 .و كلٌ يعلم أن سيد قطب بايع حسن الهضيبي بعد رجوعه من أمريكا . أي قبل هذا التأريخ بسنوات .
3 ـ ثناء عمر التلمساني على كتاب العدالة الاجتماعية كما في كتابه " ذكريات لا مذكرات " ص 280 .
4 ـ أن ما قرره سيد قطب من كفر الحكومات الإسلامية هو ما قام عليه فكر الإخوان المسلمين .
5 ـ أن حسن البنا يثني في رسائله على ابن الأشعث ويؤيده في خروجه على الدولة الأموية ، فلا غرابة في تأييده لكتاب العدالة الاجتماعية و تقبله لما ورد فيه من طعن في بني أمية حيث يقول حسن البنا : (و هل تمليه سيرة الأجلاء الأفاضل من علماء الأمة الإسلامية الذين كانوا يقتحمون على الملوك و الأمراء أبوابهم وسدودهم ، فيقرّعونهم و يأمرونهم وينهونهم و يرفضون أعطياتهم و يبينون لهم الحق و يتقدمون إليهم بمطالب الأمة ، بل ويحملون السلاح في وجوه الجور و الظلم و ما نسي التأريخ بعد كتيبة الفقهاء في صف ابن الأشعث في شرق الدولة الإسلامية ، و لا ثورة القاضي ابن يحيى الليثي المالكي في غربها ) مجموعة رسائل حسن البنا ص288ـ289 .
و يقول سيد قطب عن الدولة الأموية في كتابه العدالة الاجتماعية ما نصه : ( مضىعثمان إلى رحمة ربه و قد خلف الدولة الأموية قائمة بفضل ما مكن لها في الأرض و بخاصة في الشام و بفضل ما مكن للمبادئ الأموية المجافية لروح الإسلام ) العدالة الاجتماعية ص 161 .
قلت : و لا أدري بماذا يحكم دعاة " أصحاب سلفية المعتقد إخوانية المنهج " على المبادئ البدعية والضلالات الكثيرة و المتنوعة التي مكن لها سيد قطب فيكتبه المعتمدة لديهم .
ولكن الذي أعلمه و يعلمه غيري أنهم لموافقتهم سيد قطب في عقيدة الخوارج و تكفير الحكومات الإسلامية و للمحافظة على مرجعية كتبه كـ " الظلال " و " معالم في الطريق " عند أتباعهم جعلتهم يتغاضون عن كل تلك البدع و الضلالات ويجندون أنفسهم للقضاء على دعاة التوحيد السلفيين ، و إحداث أصول دعوية بدعية لحماية سيد قطب و فكره الخارجي الذي فُتنوا به و لو كان ذلك على حسابالكتاب و السنة .
الرابع : أن حسن البنا أسس التنظيم الخاص وهو ما يسمى بالجيش المسلم و جعله جناحاً عسكرياً لحزب الإخوان المسلمين و الذي قام بالدور الأساسي في الخروج على الملك فاروق في مصر ، و قام حسن البنا بالمشاركة عن طريق بعض أتباعه بالخروج على الإمام يحيى في اليمن وهذا متواتر ذكره محمود عبد الحليم في كتابه " الإخوان المسلمين أحداث صنعت التأريخ " و كذلك عباس السيسي في كتابه " في قافلة الإخوان المسلمين " و كتاب محمود الصباغ " حقيقة التنظيم الخاص " و غيرها من الكتب .و هذا يوافق ما قرره سيد قطب بقوله : ( و هذه المهمة
، مهمة إحداث انقلاب إسلامي عام غير منحصرة في قطر دون قطر ، بل ما يريده الإسلام و يضعه نصب عينيه أن يحدث هذا الانقلاب الشامل في جميع أنحاء المعمورة ، هذه هي غايته العليا و مقصده الأسمى الذييطمح إليه ببصره إلا أنه لا مندوحة للمسلمين ، أو أعضاء " الحزب الإسلامي " عن الشروع في مهمتهمبإحداث الانقلاب المنشود و السعي وراء تغيير نظم الحكم في بلادهم التي يسكنونها ) في ظلال القرآن لسيد قطب ج3 / ص 1451 .
بل إن سيد قطب شارك في إعداد التنظيم الخاص للإخوان المسلمين و تربية أفراده على عقيدة التكفير الخارجية و تجويز العمليات الإرهابية التي يقوم بها هذا الجناح العسكري بموافقة من مرشد الإخوان المسلمين حسن الهضيبي كما هو مذكور في" قافلة الإخوان المسلمين " لعباس السيسي ، و كتاب " لماذا أعدموني " لسيد قطب ، و كتاب " التأريخ السري للإخوان المسلمين " لعلي العشماوي .و لولا الاختصار في الجواب لبسطت ذلك ، و لكن من أراد التوسع فليرجع إلى الكتب السابقة الذكر .
الخامس : إقرار حسن الهضيبي المرشد الثاني لحزب الإخوان المسلمين لفكر سيد قطب و أنه لا يغاير فكر الإخوان المسلمين .يقول عباس السيسي : ( و في خطاب ورد من الأستاذ حسن الهضيبي يقول فيه : " إنه لا يعلم أن للأستاذ سيد قطب فكراً يغاير فكر الإخوان المسلمين الذي يتفق مع الكتاب و السنة " ) . انظر كتاب في قافلة الإخوان المسلمين ج4/ص 205 .
قلت : رسالة حسن الهضيبي أرسلها إلى عباس السيسي و مجموعة الإخوان المسلمينفي السجن عندما بدأ الخلاف بينهم على قضية التكفير . راجع المصدر السابق ج4/204ـ205 . و هذا من حسن الهضيبي تأييد لكتاب " معالم في الطريق " و " فيظلال القرآن " ، و ما ورد فيها من أفكار سيد قطب التكفيرية الخارجية . و هو بهذه المقولة تابع مقولة إمامه حسن البنا الذي قال عند قراءته لكتاب " العدالة الاجتماعية " لسيد قطب : ( هذه أفكارنا و كان ينبغي أن يكون صاحبها واحداً منا ) .
السادس : المناصب التي شغلها سيد قطب في
فترة رئاسة حسن الهضيبي للإخوان المسلمين تبين مدى مكانة سيد قطب في حزب الإخوان المسلمين و إليك بيان ذلك :
1 ـ يقول صلاح شادي : ( و في عام 1952م انتخب الأستاذ سيد قطب عضواً في مكتب الإرشاد للجماعة ) .
2 ـ و يقول صلاح شادي عن سيد قطب : ( و عين رئيساً لقسم نشر الدعوة في المركز العام لجماعة الإخوان المسلمين ) .
3 ـ و يقول صلاح شادي : ( و في شهر يوليو سنة 1954م عين رئيساً لتحرير جريدة " الإخوان المسلمين" ) . انظر كتاب الشهيدان لصلاح شادي ص 55ـ56 .
و يقول عباس السيسي : ( في 18 نوفمبر 1954م تم القبض على الأستاذ سيد قطب رئيس تحرير مجلة الإخوان المسلمين ) . في قافلة الإخوان المسلمين ج3/ص 71 .
4 ـ و لقد قُرِّر كتاب " معالم في الطريق " لسيد قطب ضمن برامج التوعية للإخوان المسلمين.
يقول عباس السيسي و هو ممن بايعوا حسن البنا في الثلاثينيات ميلادية ما نصه : ( "كتاب معالم في الطريق " نزل هذا الكتاب إلى السوق بعد كتاب " جاهلية القرنالعشرين " للأستاذ محمد قطب . و لكن كتاب " معالم في الطريق " ما إن انتشربين الشباب المتلهف و المحترق شوقاً للعمل للإسلام حتى أثار ضجة هائلة في نفوسهم و مشاعرهم حتى أن الكثير من الشباب قد حفظ أبواباً من الكتاب يتحدث بها إلى الناس . وظل الكتاب يحرك كوامن الشباب و أفكارهم و همتهم ـ و الحكومة كأنها لا تعرف عنه شيئاً أو ربما كانت تريد أن تتحسس أثره و تتعرف على مدى الشعور العام بالنسبة لما جاء في مضمون الكتاب .و صار هذا الكتاب
من الكتب الهامة التي تُدّرس في برنامج التوعية ) . في قافلة الإخوان المسلمين ج3/ص 171 .
قلت : فتبين أن كتاب " معالم في الطريق " الذي يعتبر دستور الخوارج و
التكفيريين في هذا العصر من الكتب التي اعتمدها الإخوان المسلمين ضمن برامجهم التعليمية و التربوية كما نص على ذلك عباس السيسي آنفاً و كما هو مشاهد في جميع التجمعات التي تنتمي لحزب الإخوان المسلمين في جميع أنحاء العالم .
5 ـ نجد أن الإخوان المسلمين يقومون بمخاطرة في نشر كتاب " في ظلال القرآن " لسيد قطب في سجون جمال عبد الناصر أيام حسن الهضيبي و ذلك لكي يبقى الإخوان المسلمين على الفكر التكفيري الخارجي الذي ملأ سيد قطب الظلال منه ، و لا يتأثرون بالمؤثرات الموجودة داخل السجون ممايؤدي إلى تغير قناعاتهم التي تربوا عليها في تنظيم الإخوان المسلمين .
راجع كتاب في قافلة الإخوان المسلمين ج4/ص206 .
السابع : إقرار المرشد الثالث للإخوان
المسلمين عمر التلمساني لكتب سيد قطب التي قرر فيها سيد عقيدة الخوارج و التكفير و الدعوة للانقلابات كـ " العدالة الاجتماعية " و " في ظلال القرآن" و " معالم في الطريق" .
يقول عمر التلمساني في كتابه " ذكريات لا مذكرات " تحت عنوان " حقيقة معالم في الطريق : ( أذكرأن الشهيد " سيد قطب " له مؤلفات عدة و جيدة على مستوى رفيع منها : " في ظلال القرآن " و " العدالة الاجتماعية " و " معالم في الطريق " .و تمتاز هذه المؤلفات بالنقمة على الظلم في كل مظاهره و الحرص على رفع المعاناة عن كل الطبقات ) انظر كتاب ذكريات لا مذكرات لعمر التلمساني ص280 .
قلت : فانظر رحمك الله إلى ثناء و موافقة المرشد الثالث للإخوان المسلمين على كتب سيد قطب السابقة الذكر و التي تُعتبر أصولاً في عقيدة الخوارج و التكفير ، و التي قام عليها حزب الإخوان المسلمين في جميع أنحاء العالم .
و يقول عمر التلمساني في سيد قطب : ( و الذين يعرفون الشهيد سيد قطب و دماثة خلقه و جم أدبه و تواضعه و رقة مشاعره يعرفون أنه لا يكفر أحداً ، إنه داعية إسلامي من عيون دعاة المسلمين ، ظلمهمن أخد كلامه على غير مقاصده ، و من هاجموه متجنين لما رأوه من عميق تأثير
كلماته و كتاباته على الشباب الطاهر النظيف ) .
و بعد أن دافع عمر التلمساني عن سيد قطب بالكذب و تزوير الحقائق بشكل مفضوح قال : ( هذا موجز مقتضب للمبادئ التي قام عليها كتاب " معالم في الطريق " ، و قد كان لي شرف الاطلاع عليه قبل طبعه ) . انظر كتاب ذكريات لا مذكرات لعمر التلمساني ص280 .
قلت : و بعد هذه النقولات التي قمت بنقلها عن حسن البنا و حسن الهضيبي و عمر التلمساني فهل لمبطل أن يقول أن الإخوان المسلمين ينقسمون إلى قسمين أحدهما بناوي و الآخر قطبي .
الثامن : يقول صلاح شادي في كتابه " الشهيدان حسن البنا و سيد قطب " ما نصه : ( وعندما تحركت أشواق الشهيد سيد قطب ليخدم الحركة الإسلامية في إطار جماعة ـهي جماعة الإخوان المسلمين ـ قدم للإسلام هذا التراث الخالد : ـ
1 ـ هذا الدين .
2 ـ المستقبل لهذا الدين .
3 ـ خصائص التصور الإسلامي و مقوماته .
4 ـ الإسلام و مشكلات الحضارة .
5 ـ في ظلال القرآن .
6 ـ معالم في الطريق .
إن كتب الشهيد سيد قطب لا يغني بعضها عن الآخر ، و لكن إذا أردنا تلخيص معطياته للأمة الإسلامية في مجال الحركة ، استطعنا أن نجدها في كتابيه " فيظلال القرآن " و " معالم في الطريق " ، فما عجز عن نشره في مضمون التحرك الإسلامي في الكتاب الأول استطاع بعد ذلك أن يقدمه في كتابه " المعالم " ) . راجع كتاب الشهيدان لصلاح شادي ص 69ـ70 .
قلت : و هذه شهادة من أحد كبار الإخوان المسلمين الذين بايعوا حسن البنا فيأوائل الأربعينات ميلادية ، و عيّنه حسن البنا رئيساً لقسم " الوحدات " ضمن الجهاز السري الذي يعتبر الجناح العسكري لحزب الإخوان المسلمين ، و هو صاحب كتاب " صفحات من التأريخ حصاد العمر " ، و الذي ذكر فيه كل ما يتعلق بالتنظيمات السرية في حزب الإخوان المسلمين و ما قام به من أعمال إرهابية .
التاسع : أينما وجد حزب الإخوان المسلمين تجد أن كتب حسن البنا و رسائله و كتب سيد قطب و بخاصة "في ظلال القرآن " و "معالم في الطريق " تُدّرس ضمن برامج التوعية ، و يتربى عليها الأفراد المنضمين لحزب الإخوان المسلمين .
العاشر : كل من ألف في تراجم و سير دعاة الإخوان المسلمين يبرز حسن البنا كمُؤسس و سيد قطب كمُنظّر و لذلك يسمونه المفكّر الإسلامي و هو في الحقيقة المُنظّر لعقائد الخوارجالتكفيرية عند الإخوان المسلمين .
الحادي عشر : كل من ينتمي لحزب الإخوان المسلمين يعتقد ما قرره حسن البنا و سيد قطب في تكفير الحكومات الإسلامية القائمة و السعي للانقلابات عليها و إعداد العدة لذلك عقائدياً و تربوياً وحزبياً و إعلامياً .
الثاني عشر : ما من شخص ينتقد سيد قطب أوحسن البنا و يحذّر من بدعهم و عقائدهم الخارجية إلا و يقف في وجهه و يحذّرمنه كل من ينتمي لحزب الإخوان المسلمين أو من تأثر ببدعهم .
الثالث عشر : لم نقرأ و لم نسمع أن هناك كتباً تمثل الفكر البناوي قامت بالرد و التحذير من سيد قطب و فكره ، و كذلك العكس .

الخاتمة
وختاماً أقول و بالله التوفيق : أن حسن البنا أسس حزب الإخوان المسلمين على عقيدة الخوارج في تكفير حكام المسلمين و الدعوة للخروج على الحكومات الإسلامية ، و أنشأ دعوته و شكّلها وفق تنظيمات هرمية و محاضن تربوية ذات طابع حزبي متعصب أعمى .
و أما سيد قطب فتكفّل بتأصيل الجانب العقدي الخارجي لهذا الحزب و ألف الشُبه في التكفير ، و ألبس العمليات الإرهابية لباس الجهاد الشرعي كذباً وزوراً وفق المنهج الخارجي في الاستدلال .
فحسن البنا قام ببناء صرح الخوارج في هذا العصر ؛ و سيد قطب بمؤلفاته كان قطب هذا البناء و عليه تدور رحى عقائدهم و نظرياتهم و تربيتهم الفكرية .و لأن البعض رأى تركيز دعاة الإخوان المسلمين على كتب سيد قطب عندنا في السعودية دون كتب حسن البنا ظن أنهما قسمان ؛ و الحقيقة أنهما مرحلتان اكتفى الأوائل من حزب الإخوان المسلمين بكتب حسن البنا كتأسيس لهذا الفكر في بلادنا الحبيبة كمرحلة أولى ، ثم نتاجهم رُبوا على كتب سيد قطب كمرحلة ثانية وهي مرحلة التكوين التي يتبعها التنفيذ ، و لحاجة الجيل الثاني إلى إدخال أكبر عدد ممكن في هذه المرحلة قاموا بنشر كتب سيد قطب في التكفير علناً و ساقوا أتباعهم في هذه المرحلة إلى " حتمية المواجهة " و " أسباب سقوط الدول " .و عندما أيقنوا بفشل " المواجهة " رجعوا إلى المرحلة الأولى علناً فطرحوا
الأطروحات السياسية و إلى المرحلة الثانية سراً و تربيتاً و إعداداً .
قلت : و الذي لا يعرف طرائق القوم ضل في متاهات و دهاليز التقية و فقه المراحل الباطني .اللهم أنصر عبادك الموحدين و دعوتهم السلفية وعلمائهم و ولاة أمرهم ، و احفظ أمن بلادهم و رد كيد من كاد بهذه الدعوة السلفية و أهلها ، و اكشف زيفدعوتهم و طرائق مكرهم .
كتبه / المعتز بربه القوي
عايد بن خليف الشمري
المدرس بالمعهد العلمي في حائل
في مساء الثلاثاء 20/4/1425هـ
قاعدة "التحذير من الأخطاء وعدم التعرض للأشخاص"
بين حسن البنا وأفراخه من أهل التمييع
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومَنْ سار على نهجه إلى يوم الدِّين؛ أما بعد:
فقد قال مؤسس حزب الإخوان المفلسين حسن البنا في "الإصول العشرين" الأصل السادس: ((وكل أحد يؤخذ من كلامه ويترك إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم، وكل ما جاء عن السلف رضوان الله عليهم موافقاً للكتاب والسنة قبلناه، وإلا فكتاب الله وسنة رسوله أولى بالإتباع؛ ولكنا لا نعرض للأشخاص - فيما اختلف فيه - بطعن أو تجريح، ونكلهم إلى نياتهم، وقد أفضوا إلى ما قدَّموا)).
وهذا الأصل – عدم التعرض للأشخاص بطعن أو تجريح - الذي ذكره هذا المؤسس لحزب الإخوان هو نفسه ما يدندن حول من قبل ومن بعد أهل التمييع المعاصر؛ من أمثال: عدنان عرعور، وأبي الحسن المأربي، وعلي حسن الحلبي، وعماد طارق العراقي، وأمثالهم وأنصارهم من دعاة الباطل.
فقد قال عدنان عرعور في ضمن قواعده المشهورة: ((نصحِّح ولا نجرِّح))، وقال أيضاً: ((يجوز التخطئة ويحرم الطعن)).
وقال أبو الحسن المأربي [أشرطة القول الأمين/5 الوجه الثاني]: ((ما نصحِّح الأخطاء بهدم الأشخاص!؛ رجل عنده خير وزلَّ زلة أو زلات، نصحح ما عنده ونصححه، ولا نهدمه ولا نهدم الخير الذي عنده؛ إذا كان واقفاً أمام العلمانيين أو المنحلين أو دعاة الانحلال والتحلل!، أو كان واقفاً أمام الصوفية!، أو كان واقفاً أمام الروافض!، أو كان واقفاً أمام الحزبيين المشوهين للدعوة السلفية!، وزلَّ زلات؛ هذا لا نهدمه، ونصحح هذه الأخطاء)).
وكتب علي الحلبي مقالاً بعنوان ["فأيُّ الفريقَين أحقُّ بالأمنِ إنْ كنتُم تعلمُون" بلاء التجريح... أم لواء التصحيح!؟] فجعل التجريح بلاءاً والتصحيح لواءاً، وقال فيه: ((هل نُرجِّح قولَ مَن طَعَن وجرَّح وضلَّل وأسقط بَعضاً مِن أهل السُّنّة - بما له مِن تَبِعات، وعليهِ مِن ملاحظات - ؟! أمْ نُرجِّحُ قولَ مَن تأنَّى وتمهَّل وصَبَرَ وتصبَّر وصحَّح وناصَحَ بعضًا مِن أهل السُّنَّة - بما له مِن إيجابيَّات، وبما يحملُ مِن ثَمَرات -؟!)).
وقال فيه أيضاً: ((وواللـهِ - الذي لا يُحلَفُ إلا به -: إنَّ الدعوةَ إلى ائتلافِ أبناءِ الدَّعوةِ السلفيَّة ودعاتِها وشيوخِها على قولِ مَن يصبِرُ ويُناصحُ ويُصحِّحُ أوْلَى بألفِ مرَّةٍ ومرَّةٍ مِن الدَّعوة إلى اجتماعِهم على قولِ مَن يُجرِّح ويُسقط ويُضلِّل ويَطعَن)).
وقال في أحد حواشي كتابه [منهج السلف الصالح/ الطبعة الثانية ص147] في أثناء دفاعه عن جمعية إحياء التراث: ((فالطعن بهم - والحالة هذه - قد يكون طعناً بمَنْ زكَّاهم وبوَّأهم، نعم يخطئ الجميع لكن البحث في البدع والتبديع)).
وقال أبو العباس عماد طارق العراقي - تلميذ فتحي الموصلي والناطق بتأصيلاته الفاسدة وتقريراته الباطلة – في [سلسلة بين منهجين/ الحلقة الثالثة "الإلزام بأحكام الرجال المختلف فيهم جرحاً وتعديلاً "]: ((كان من الطريقة القرآنية: بيان الأخطاء دون التعرض للذوات والأعيان)).
أقول:
وهذه القاعدة التي أول مَنْ نطق بها حسن البنا في هذا العصر وتبعه على ذلك دعاة الباطل - ممن لبس ثوب السلفية زوراً وبهتاناً وحقيقتهم الدفاع عن الإخوان وحلفائهم وأذنابهم كما ظهر ذلك بوضوح لكل ذي عينين في كتابات هؤلاء المشار إليهم –قد ردَّها كبار العلماء منهم:
1- الشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
2- الشيخ عبدالله الغديان رحمه الله.
3- الشيخ أحمد النجمي رحمه الله.
4- الشيخ صالح الفوزان حفظه الله.
5- الشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله.
6- الشيخ زيد المدخلي حفظه الله.
7- الشيخ ربيع حفظه الله.
8- الشيخ عبيد الجابري حفظه الله.
وغيرهم.
وحذَّروا هؤلاء العلماء من عدنان عرعور بعينه ومن قواعده، وكان من ضمنها قاعدة: ((نصحِّح ولا نجرِّح))، وكلامهم منشور ومعلوم بصوتهم وكتاباتهم، لا يُنكره أحدٌ، ولله الحمد.
وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في هذه القاعدة: ((هذا غلط، بل نجرِّح مَنْ عاند الحق))، وقال أيضاً: ((هذه قواعد مداهنة)).
وفي حوار مع الشيخ صالح الفوزان حفظه الله حول عدنان عرعور وقواعده الباطلة؛ قال السائل: القاعدة الرابعة يقول عدنان: "يجوز التخطئة ويحرم الطعن"، هل هذه القاعدة صحيحة؟!
فقال الشيخ الفوزان حفظه الله تعالى: ((هذه مثل "نصحح ولا نجرِّح" هي نفسها)).
فأقول للحلبي وحزبه العنيد:
ما الفرق بين قاعدة العرعور "نصحِّح ولا نجرِّح" وبين قاعدة الحلبي "لواء التصحيح أم بلاء التجريح"؟!
وما الفرق بين قاعدة العرعور " يجوز التخطئة ويحرم الطعن"، وبين قاعدة الحلبي "نعم يخطئ الجميع لكن البحث في البدع والتبديع"؟!
فإذا تبين لكم هذا فأقول:
مَنْ الذي لا زال على منهج العلماء الأكابر، ومَنْ الذي غيَّر وصار على منهج دعاة التمييع المعاصر؟!
مَنْ الذي انتصر لمنهج السلف الصالح الذين كانوا يجرحون مَنْ يستحق التجريح ويعدِّلون مَنْ يستحق التعديل، ومَنْ الذي وافق منهج الإخوان المفلسين في عدم التعرض للأشخاص طعناً وتجريحاً؛ ليغلق باب الجرح بإحكام ويفتح باب التعديل على مصراعيه!، وليدخل كل منحرف - ما دام أنه ينتسب إلى السلفية أو السنة اسماً ودعوى! - في إطار أهل السنة والجماعة بدعوى إقامة "المنهج الواسع الأفيح" الذي يسع الأمة ويسع أهل السنة؟!
قلتُ:
ومن غرائب هؤلاء المميعة؛ أنهم يجرحون أصحابهم القدامى المقربين من أجل (خصومات دنيوية وأمور شخصية) بأشد مراتب الجرح!!، ومثال ذلك: كلامهم في (سليم الهلالي) وخصومتهم معه في (أموال وأراضي وأجهزة حاسوب) من قبل الجمعيات الحزبية وغيرها!، كما ذكروا ذلك وفصَّلوه في مقال مطوَّل في منتدياتهم بعنوان [(الصندوق الأسود) لـ(سليم الهلالي)!]، وقد وصفوه فيه بــ: (الاختلاس والسرقة) (الكذوب) (الخائن الغادر) (الظالم المعتدي) (الحلف بالأيمان الكاذبة) وغير ذلك، وشنَّعوا عليه أشدَّ التشنيع ووصفوه بأبشع الأوصاف في لقاءتهم وكتاباتهم، ودعوا إلى هجره والتحذير منه، ومع هذا كله لا يرون أنهم من (غلاة التجريح)!!، أما السلفيون وخصوماتهم مع المخالفين للمنهج السلفي فيرى هؤلاء المميعة تجريحهم لأهل البدع من قبيل الغلو المذموم مع كونه في (خصومات دينية منهجية)!، فماذا يدل هذا أيها المنصفون؟! هذا من تناقضاتهم وغرائبهم، والله تعالى يقوم: ((وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا)).
وأقول:
ثم أين هؤلاء المميعون من الأدلة الكثيرة من الكتاب والسنة وآثار السلف الصالح ونقول العلماء المستفيضة في التعرض للأشخاص نصيحة وذماً أو بياناً وتحذيراً أو جرحاً وطعناً وتبديعاً، وبيان مناهجهم وكشف ضلالتهم بأعيانهم، دون الاكتفاء بالتحذير من أخطائهم أو تصحيحها؟!
أين هؤلاء من ذكر القرآن لفرعون وهامان وقارون وآزر والد إبراهيم عليه السلام وولد نوح عليه السلام، وأبو لهب وامرأته وهاروت وماروت؟
وأين هولاء من كلام القرآن في عاد وثمود ومدين وقوم نوح وقوم لوط وسبأ؟
وأين أصحاب الفيل ومسجد الضرار؟
أليست هذه أسماء معروفة وهؤلاء أعيان معلومة؟!
وأما في السنة فقد ثبت أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أعياناً على سبيل الذم أو على سبيل الطعن، وبنى على ذلك العلماء باباً في جواز الغيبة في ستة حالات معروفة، من هذه الحالات: الكلام في أهل البدع، بل والكلام في الرواة الضعفاء ولو كانوا من أهل السنة.
ثم أين هؤلاء المميعون من مئات الأسماء التي ذكرها العلماء في كتب الضعفاء والمجروحين والمجاهيل والتاريخ والوضَّاعين والمدلسين والسير وغير ذلك؟!
وأين هم من تحذير الأئمة والعلماء قديماً وحديثاً من أهل البدع، بل ممن كان من أهل السنة ولكنه خالف في أصل أو في مسألة من مسائل الاعتقاد؟!
وهذه آثارهم مدونة وكتبهم وأشرطتهم شاهدة على ذلك، فهل يريد هؤلاء المميعة أن يطمسوا كل هذه الأدلة وكل هذه الآثار والنقول من أجل غلق باب التجريح والتبديع؟!
ووالله إنَّ صنيعهم هذا هو مثل مَنْ يريد أن يستر الشمس بغربال!!!.
وأنا لا أريد أن أطيل لأنَّ العلماء والمشايخ وطلبة العلم كتبوا في بيان ذلك عدة كتب ومقالات، والحمد لله الذي وفَّقني لكتابة رسالة جمعتُ فيها ذلك وبينتُه بعنوان [التَّلْخِيصُ المُفْحِمُ في بَيانِ أنَّ حُكَمَ تجْرِيحِ المُبْتَدِعَةِ الصَادِرِ مِنْ أهْلِ العِلْمِ المُعْتَبَرِينَ بِالأدِلةِ والبَرَاهِينَ أمْرٌ مُلْزِمٌ].
لكن يكفيني منها أن أنقل كلاماً واحداً لعالم جهبذ نصر الله به السنة وقمع به البدعة وأحيا به بلدة ميتة، إنه العلامة المجاهد والشيخ المناضل مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى.
فقد ردَّ رحمه الله مقالة "عبد الله الأهدل" - الذي كان ينتسب للسلفية أيضاً! - حين قال: ((ليس عند السلفيين في منهجهم تعديل!، بل في منهجهم الجرح فقط!))، فقال الشيخ مقبل رحمه الله تعالى كما في كتابه [فضائح ونصائح /ص144-147/ دار الحرمين بالقاهرة]:
((مسألة الجرح قصمت ظهورهم!، وكل واحد حتى وإنْ لم نجرحه فهو متوقِّع أن نجرحه اليوم أو غداً أو بعد غد!، في الصحيحين عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: "لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لا يضرهم من خالفهم ولا من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك"، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: "لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ". فهل معنى الجرح والتعديل مقصور على القرن الثالث، وما بعده يكون حراماً؟!
فأين دليلك؛ والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول: "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان"؟!
والجرح له أصل أصيل في الكتاب والسنة، فموسى يقول لصاحبه: "إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُّبِينٌ"، ورب العزة يقول في كتابه الكريم: "وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِن تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَث"، فلما لم يقل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم هذه الآية حدها إلى القرن الثالث!، وما بعد القرن الثالث لا؟!. مثله كمثل الذي ألف كتاباً بعنوان: [أشد الجهاد في إبطال الاجتهاد]، فما بقي اجتهاد بعد أصحاب المذاهب الأربعة، وفضل الله واسع ولا ينبغي أن ينكر.
والرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم يقول لمعاذ: "أفتان أنت يا معاذ؟" ويقول لأبي ذر: "إنك امرؤ فيك جاهلية".
فنحن إذا تركنا "عبدالله بن فيصل الأهدل" يسرح ويمرح، وهو حرب على طلبة العلم المتمسكين بالسنة؛ فيا عبدالله بجانبك الصوفية يدعون غير الله، وهناك قوانين وضعية في اليمن وغيرها، وهناك جهل قد عم وطم:
بو بكر بن سالم يا بخت من زاره ..... ذي ما معه برهان ما عاشت أخباره
فلماذا لا تبدأ بتلك القباب المشيدة على القبور؟ والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر علي بن أبي طالب ألا يدع قبراً مشرفاً إلا سواه ولا صورة إلا طمسها، أم الأقدم محاربة أهل السنة؟
ولماذا لا تبدأ بالمساجد المشيدة على القبور أيضاً؟ والنبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال: "ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون القبور مساجد، ألا فلا تتخذوا القبور مساجد، فإني أنهاكم عن ذلك".
معناه: أننا لا نجرح الصوفية!، ولا نجرح الشيعة!، ولا نجرح الشيوعية والبعثيين والناصريين!، ولا مبتدعاً!.
ومن فضل الله عليَّ - وعلى رغم أنفك - كان جمال الدين الأفغاني ومحمد عبده يلقبان بمجدد العصر!؛ وبعد أن خرجت أشرطة أبي عبدالرحمن - والفضل في هذا لله - وكتب مثل (منهج المدرسة العقلية في التفسير) و (دعوة جمال الدين الأفغاني في ميزان الإسلام).
لكن مسألة الأشرطة يأتي غير واحد ويقول: هؤلاء دخلوا في الماسونية من أجل أن يعرفوها، وهما من العلماء الأجلاء، ولا تتكلم فيهما، ولا محمد الغزالي، فإذا تكلمتَ في محمد الغزالي فتكلَّم في كتبه، ولا تتكلَّم في شخصيته!!.
فقلتُ: سأتكلم في شخصيته قبل هذا، لأنَّ كتبه قد أصبحت كالمجلات؛ كل أسبوع وهو يخرج لنا كتاباً، فليس عندي وقت كلما أخرج كتاباً أتكلم عليه!، محمد الغزالي مجدد أو داعية كبير ولكن إلى الضلال!.
وأنا أخشى يا عبدالله أن تكون صوفياً مدسوساً في صفوف السلفية!، فكلامك ليس كلام رجل يخاف الله سبحانه وتعالى، ويعلم أنه محسوب عليه، فعليك أن تتوب إلى الله سبحانه وتعالى.
أما "مسألة الجرح والتعديل"؛ فأنت عندنا من المجروحين، ولا يصح أن يحضر دروسك أحدٌ، فقد أصبحت حرباً على السنة وعلى أهل السنة، وأشكر لإخواني في الله وأسأل الله أن يبارك فيهم، فقد قالوا: إنه كان هناك عقد نكاح ورأى المسجد مملوءاً فأراد أن يغتنم الفرصة فصعد المنبر!، فذهب جميع الإخوان من بين يديه، ولم يبق معه إلا ثلاثة أو أربعة، فأقول:إنَّ الذي يجلس عند هؤلاء المحاربين للسنة يعتبر مكثراً لسوادهم ومعيناً لهم!!!.
والمعتزلة قبلك يتألمون من مسألة الجرح والمبتدعة كذلك!!، حتى قال بكر بن حماد وليس بمبتدع!!:
ولابن معين في الرجال مقالة سيسأل عنها والمليك شهيد!
فإنْ يكُ حقاً فهي في الحكم غيبة وإنْ يكُ زوراً فالحساب شديد!!
وأنا أسألك عن قول الذهبي - لأنه بعد القرون المفضلة - حين قال: "رتن، وما رتن؟ دجَّال من الدجاجلة، ادَّعى الصحبة بعد ستمائة عام"، فهل تجاوز الإمام الذهبي ما ليس له؟ أم قال كلمة حق؟
وهكذا ما زال العلماء يحذِّرون من المبتدعة ومن أهل البدع، ولله در الإمام أحمد حيث يقول: "الرد على أهل البدع أفضل من الجهاد في سبيل الله"، فالرد على مثلك وأمثالك نراها من أفضل القربات، وستحترق كما احترق أحمد المعلم، وعبدالمجيد الريمي، ومحمد المهدي، وعقيل المقطري)) انتهى كلام الشيخ مقبل رحمه الله.
أقول:
لله درك يا شيخ وأسكنك فسيح جناته، ولينظر القارئ الفطن إلى جوابه المسدَّد لما طَلب منه البعض: أن يتكلَّم في كتب محمد الغزالي ولا يتكلَّم في شخصه؟! كما يُطالب اليوم دعاة التمييع - ممن لبس ثوب السلفية زوراً - فيقولون للسلفيين الصادقين المجاهدين لأهل البدع: بينوا أخطاء (فلان) وحذِّروا من المخالفات التي في كتبه أو مقاله أو شريطه، لكن لا تتعرضوا إلى شخصه بطعن أو تجريح أو تبديع!.
فكان جواب الشيخ الراسخ في العلم رحمه الله: ((سأتكلَّم في شخصيته قبل هذا، لأنَّ كتبه قد أصبحت كالمجلات!؛ كل أسبوع وهو يخرج لنا كتاباً، فليس عندي وقت كلما أخرج كتاباً أتكلَّم عليه)).
وهذا هو ما يقوله السلفييون لدعاة التمييع اليوم، هل تريدون منا أن نبقى نتتبع (محمد حسان) وأمثاله في كتبهم وأشرطتهم ونحذِّر من مخالفاتهم المنهجية ونبين أنَّ الحق في خلافها؟!
فكيف وكتب هؤلاء ومقالاتهم وأشرطتهم أصبحت كالجرائد اليومية؟! في كل يوم يكتبون مقالاً أو يلقون محاضرة، فهل تريدون منا أن نترك العلم وننشغل بتتبع مقالات وأشرطة هؤلاء؟ لا والله، بل نحذِّر من أعيانهم إذا ثبتت عنهم المخالفات المنهجية وأصرُّوا عليها، لنتفرغ لغيرهم من دعاة الباطل، وننشغل بالعلم النافع والدعوة إلى الله، هذا هو الواجب.
أقول:
وبعض الناس في هذا الزمان ينسب إلى الأئمة الثلاثة (الشيخ ابن باز والشيخ الألباني والشيخ ابن عثيمين) رحمهم الله تعالى أنهم كانوا يُحذِّرون من الأخطاء ولا يتعرضون إلى الأشخاص في ردودهم!، ولا ريب أنَّ هذا القائل يجهل ما كان عليه هؤلاء الأئمة:
فأما الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى فقد تكلَّم في عدد من الأشخاص والرموز منهم: سيد قطب ومحمد المسعري وسعد الفقيه وأسامة بن لادن وسفر الحوالي وسلمان العودة وعبدالرحمن عبدالخالق ومحمد زاهد الكوثري وعبدالفتاح أبو غدة والصابوني والقرضاوي وعبدالله القصيمي وغيرهم.
وأما الشيخ الألباني رحمه الله فقد تكلَّم في سلمان العودة وسفر الحوالي وناصر العمر وأمثالهم، وتكلَّم في سيد قطب وحسن البنا وأشكالهم، وتكلَّم في محمد نسيب الرفاعي ومحمد عيد عباسي ومحمد أبو رحيم وعبدالرحمن عبدالخالق وحسن السقاف والبوطي والقرضاوي وعبدالفتاح أبو غدة والكوثري، بل تكلَّم في أناس من أهل السنة وشنَّع عليهم في مسائل حديثية وفقهية أو مسائل خلافية بين أهل السنة.
وأما الشيخ ابن عثيمين رحمه الله فقد تكلَّم في سيد قطب وسفر الحوالي والمغراوي وعدنان عرعور وغيرهم.
وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله قبل وفاته بأشهر قليلة السؤال الآتي: بالنسبة للعالم الذي عرف أنه من أهل السنة والجماعة وعرف أنه يتحرى الحق، وأخطأ في أمور، ما يفرق بينه وبين مَنْ دائماً يعارض الكتاب والسنة؛ فيقال: الثاني يشهر به وأما الأول يغتفر له ما وقع فيه من أخطاء وتأوَّل فيها؟
فأجاب رحمه الله: ((لا بد من نقد الباطل على كل حال، فإذا كان لا يمكن الوصول إلى رد الباطل إلا بذكر اسمة: يذكر اسمه)).
فقال السائل: لأنه لا يخفى عليكم أنه حتى من مشايخنا الكبار ومن أهل السنة مَنْ وقع في مفردات منهجة في أخطاء غاب الدليل عنه؟
فقال الشيخ ابن عثمين - مقاطعاً -: ((يرد عليه)).
فقال السائل: يرد عليه؛ لكن التشهير به؟
فقال الشيخ ابن عثيمين: ((في عصرنا إذا كان يتوقَّف رد باطله على ذكر اسمه؛ لا بد من ذكر اسمه)).
وسئل رحمه الله في [لقاء الباب المفتوح]: رجل وقع في بدع متنوعة في كتبه وأقواله، فهل يشترط لتسمية هذا الرجل أو غيره من الناس (مبتدعاً) أن تقام عليه الحجة؟
فكان جوابه رحمه الله: ((والله بارك الله فيك إنْ كان هذا الرجل موجوداً والناس يأخذون منه وهو داعية: فلا بد من ذكر اسمه؛ وإلا فلا حاجة إلى ذلك، وإنما أذكر القول الذي ضلَّ فيه وأبين أنه ضلال، وكما قلتُ قبل قليل: إنَّ التعميم أحسن من التعيين، أما إذا كان موجوداً -كما أسلفتَ - وترى الناس يرتادونه، ويأخذون من بدعه، فهنا قد نقول: إنَّ تعيينه متعين)).
قلتُ:
يلاحظ القارئ أنَّ الشيخ ابن عثيمين رحمه الله لم يفرِّق في مسألة ذكر اسم المردود عليه بين مَنْ كان من أهل السنة أو من غيرهم، وكذلك يلاحظ الضابط الذي ذكره الشيخ رحمه الله في مسألة التعميم والتعيين، فمَنْ كان داعية إلى البدعة وهو موجود في عصرنا ويتردد عليه أناسٌ فالواجب ذكره باسمه.
وقد سُئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في [المجموع 28/231-232] السؤال الآتي: عن الغيبة؛ هل تجوز على أناس معينين أو يعين شخص بعينه؟ وما حكم ذلك؟ أفتونا بجواب بسيط؛ ليعلم ذلك الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر، ويستمد كل واحد بحسب قوته بالعلم والحكم؟
فكان جوابه مبسوطاً؛ قال فيه: ((وأما الشخص المعيَّن فيُذكر ما فيه من الشر في مواضع: منها المظلوم له أن يذكر ظالمه بما فيه...، ومنها أن يكون على وجه النصيحة للمسلمين في دينهم ودنياهم...، وإذا كان هذا في مصلحة خاصة فكيف بالنصح فيما يتعلق به حقوق عموم المسلمين من الأمراء والحكام والشهود والعمال؛ أهل الديوان وغيرهم؟!
فلا ريب أنَّ النصح في ذلك أعظم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الدين النصيحة الدين النصيحة" قالوا: لمن يا رسول الله؟ قال: "لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم"، وقد قالوا لعمر بن الخطاب في أهل الشورى: أمِّر فلاناً وفلاناً، فجعل يذكر في حق كل واحد من الستة - وهم أفضل الأمة - أمراً جعله مانعاً له من تعيينه.
وإذا كان النصح واجباً في المصالح الدينية الخاصة والعامة مثل نقلة الحديث الذين يغلطون أو يكذبون كما قال يحيى بن سعيد سألتُ مالكاً والثوري والليث بن سعد أظنه والأوزاعي عن الرجل يتهم في الحديث أو لا يحفظ فقالوا: بَيِّنْ أمره، وقال بعضهم لأحمد بن حنبل إنه يثقل علي أن أقول فلان كذا وفلان كذا، فقال: إذا سكتَّ أنت وسكتُّ أنا؛ فمتى يعرف الجاهل الصحيح من السقيم؟
ومثل أئمة البدع من أهل المقالات المخالفة للكتاب والسنة أو العبادات المخالفة للكتاب والسنة؛ فإنَّ بيان حالهم وتحذير الأمة منهم واجب باتفاق المسلمين؛ حتى قيل لأحمد بن حنبل: الرجل يصوم ويصلى ويعتكف أحب إليك أو يتكلم في أهل البدع؟ فقال: "إذا قام وصلى واعتكف فإنما هو لنفسه، وإذا تكلم في أهل البدع فإنما هو للمسلمين هذا أفضل"، فبيِّنَ أنَّ نفع هذا عام للمسلمين في دينهم من جنس الجهاد في سبيل الله.
إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين. ولولا مَنْ يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب، فإنَّ هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعاً، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداء...
ثم قال: فإذا كان أقوام منافقون يبتدعون بدعاً تخالف الكتاب ويلبسونها على الناس ولم تبين للناس فسد أمر الكتاب وبدل الدين؛ كما فسد دين أهل الكتاب قبلنا بما وقع فيه من التبديل الذي لم ينكر على أهله. وإذا كان أقوام ليسوا منافقين لكنهم سماعون للمنافقين قد التبس عليهم أمرهم حتى ظنوا قولهم حقاً وهو مخالف للكتاب وصاروا دعاة إلى بدع المنافقين كما قال تعالى: "لو خرجوا فيكم ما زادوكم إلا خبالاً ولأوضعوا خلالكم يبغونكم الفتنة وفيكم سماعون لهم"، فلا بد أيضاً من بيان حال هؤلاء؛ بل الفتنة بحال هؤلاء أعظم، فإنَّ فيهم إيماناً يوجب موالاتهم، وقد دخلوا في بدع من بدع المنافقين التي تفسد الدين، فلا بد من التحذير من تلك البدع وإن اقتضى ذلك ذكرهم وتعيينهم.
بل ولو لم يكن قد تلقوا تلك البدعة عن منافق لكن قالوها ظانين أنها هدى وأنها خير وأنها دين ولم تكن كذلك: لوجب بيان حالها، ولهذا وجب بيان حال مَنْ يغلط في الحديث والرواية، ومن يغلط في الرأي والفتيا، ومن يغلط في الزهد والعبادة؛ وإن كان المخطئ المجتهد مغفوراً له خطؤه وهو مأجور على اجتهاده. فبيان القول والعمل الذي دل عليه الكتاب والسنة واجب؛ وإن كان في ذلك مخالفة لقوله وعمله.
ومَنْ علم منه الاجتهاد السائغ؛ فلا يجوز أن يذكر على وجه الذم والتأثيم له؛ فإنَّ الله غفر له خطأه، بل يجب لما فيه من الإيمان والتقوى موالاته ومحبته والقيام بما أوجب الله من حقوقه من ثناء ودعاء وغير ذلك؛ وإنْ علم منه النفاق كما عرف نفاق جماعة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل عبد الله بن أبي وذويه وكما علم المسلمون نفاق سائر الرافضة عبد الله بن سبأ وأمثاله مثل عبد القدوس بن الحجاج ومحمد بن سعيد المصلوب؛ فهذا يذكر بالنفاق. وإن أعلن بالبدعة ولم يعلم هل كان منافقاً أو مؤمناً مخطئاً ذكر بما يعلم منه، فلا يحل للرجل أن يقفو ما ليس له به علم، ولا يحل له أن يتكلم في هذا الباب إلا قاصداً بذلك وجه الله تعالى وأن تكون كلمة الله هي العليا وأن يكون الدين كله لله. فمن تكلم في ذلك بغير علم أو بما يعلم خلافه كان آثماً)).
ومما يدل على أنَّ ذكر أسماء المخالفين لأهل السنة منهج كان عليه أئمة السلف؛ ما قاله الإمام ابن بطة رحمه الله في خاتمة كتابه [الإبانة الصغرى ص326]: ((وَمِنْ اَلسُّنَّةِ وَتَمَامِ اَلْإِيمَانِ وَكَمَالِهِ: اَلْبَرَاءَةُ مِنْ كُلِّ اِسْمٍ خَالَفَ اَلسُّنَّةَ وَخَرَجَ مِنْ إِجْمَاعِ اَلْأُمَّةِ وَمُبَايَنَةُ أَهْلِهِ وَمُجَانَبَةُ مَنِ اِعْتَقَدَهُ وَالتَّقَرُّبُ إِلَى اَللَّهِ عز وجل بِمُخَالِفَتِهِ.
وَذَلِكَ مِثْلُ قَوْلِهِمْ: اَلرَّافِضَةُ وَالشِّيعَةُ وَالْجَهْمِيَّةُ وَالْمُرْجِئَةُ وَالْحَرُورِيَّةُ وَالْمُعْتَزِلَةُ وَالزَّيْدِيَّةُ وَالْإِمَامِيَّةُ وَالْمُغِيرِيَّةُ وَالْإِبَاضِيَّةُ وَالْكَيْسَانِيَّةُ وَالصُّفْرِيَّةُ وَالشُّرَاةُ وَالْقَدَرِيَّةُ وَالْمَنَّانِيَّةُ وَالٌأَزَارِقَةُ وَالْحُلُولِيَّةُ وَالْمَنْصُورِيَّةُ وَالْوَاقِفَةُ وَمَنْ دَفَعَ اَلصِّفَاتِ وَالرُّؤْيَةَ، وَمِنْ كُلِّ قَوْلٍ مُبْتَدَعٍ وَرَأْيٍ مُخْتَرَعٍ وَهَوًى مُتَّبَعٍ، فَهَذِهِ كُلَّهَا وَمَا شَاكَلَهَا وَمَا تَفَرَّعَ مِنْهَا أَوْ قَارَبَهَا أَقْوَالٌ رَدِيئَةٌ وَمَذَاهِبُ سَيِّئَةٌ تُخْرِجُ أَهْلَهَا عَنْ اَلدِّينِ وَمَنِ اِعْتَقَدَهَا عَنْ جُمْلَةِ اَلْمُسْلِمِينَ.
وَلِهَذِهِ اَلْمَقَالَاتِ وَالْمَذَاهِب: رُؤَسَاءُ مِنْ أَهْلِ اَلضَّلَالِ وَمُتَقَدِّمُونَ فِي اَلْكُفْرِ وَسُوءِ اَلْمَقَالِ، يَقُولُونَ عَلَى اَللَّهِ مَا لَا يَعْلَمُونَ، وَيَعِيبُونَ أَهْلَ اَلْحَقِّ فِيمَا يَأْتُونَ، وَيَتَّهِمُونَ اَلثِّقَاتِ فِي اَلنَّقْلِ وَلَا يَتَّهِمُونَ آرَاءَهُمْ فِي اَلتَّأْوِيلِ، قَدْ عَقَدُوا أَلْوِيَةَ اَلْبِدَعِ وَأَقَامُوا سُوقَ اَلْفِتْنَةِ وَفَتَحُوا بَابَ اَلْبَلِيَّةِ، يَفْتَرُونَ عَلَى اَللَّهِ اَلْبُهْتَانَ وَيَتَقَوَّلُونَ فِي كِتَابِهِ بِالْكَذِبِ وَالْعُدْوَانِ، إِخْوَانُ اَلشَّيَاطِينِ وَأَعْدَاءُ اَلْمُؤْمِنِينَ، وَكَهْفُ اَلْبَاغِينَ وَمَلْجَأُ اَلْحَاسِدِينَ.
هُمْ شُعُوبٌ وَقَبَائِلُ وَصُنُوفٌ وَطَوَائِفُ، أَنَا أَذْكُرُ طَرَفًا مِنْ أَسْمَائِهِمْ وَشَيْئًا مِنْ صِفَاتِهِمْ لِأَنَّ لَهُمْ كُتُبًا قَدْ اِنْتَشَرَتْ وَمَقَالَاتٍ قَدْ ظَهَرَتْ لَا يَعْرِفُهَا اَلْغُرُّ مِنْ اَلنَّاسِ وَلَا النَّشْءُ مِنْ اَلْأَحْدَاثِ، تَخْفَى مَعَانِيهَا عَلَى أَكْثَرِ مَنْ يَقْرَؤُهَا.
فَلَعَلَّ اَلْحَدَثَ يَقَعُ إِلَيْهِ اَلْكِتَابُ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ هَذِهِ اَلْمَقَالَاتِ قَدْ اِبْتَدَأَ اَلْكِتَابَ بِحَمْدِ اَللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ وَالْأَطْنَابِ فِي اَلصَّلَاةِ عَلَى اَلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ أَتْبَعَ ذَلِكَ بِدَقِيقِ كُفْرِهِ وَخَفِيِّ اِخْتِرَاعِهِ وَشَرِّهِ فَيَظُنُّ اَلْحَدَثُ اَلَّذِي لَا عِلْمَ لَهُ وَالْأَعْجَمِيُّ وَالْغُمْرُ مِنْ اَلنَّاسِ أَنَّ اَلْوَاضِعَ لِذَلِكَ اَلْكِتَابِ عَالِمٌ مِنْ اَلْعُلَمَاءِ أَوْ فَقِيهٌ مِنْ اَلْفُقَهَاءِ، وَلَعَلَّهُ يَعْتَقِدُ فِي هَذِهِ اَلْأُمَّةِ مَا يَرَاهُ فِيهَا عَبْدَةُ اَلْأَوْثَانِ وَمَنْ بَارَزَ اَللَّهَ وَوَالَى اَلشَّيْطَانَ.
فَمِنْ رُؤَسَائِهِمْ اَلْمُتَقَدِّمِينَ فِي اَلضَّلَالِ: مِنْهُمْ اَلْجَهْمُ بْنُ صَفْوَانَ اَلضَّالُّ؛ وَقَدْ قِيلَ لَهُ وَهُوَ بِالشَّامِ: أَيْنَ تُرِيدُ؟ فَقَالَ أَطْلُبُ رِبًا أَعْبُدُهُ!، فَتَقَلَّدَ مَقَالَتَهُ طَوَائِفُ مِنْ اَلضُّلَّالِ، وَقَدْ قَالَ اِبْنُ شَوْذَبٍ: تَرَكَ جَهْمٌ اَلصَّلَاةِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا عَلَى وَجْهِ اَلشَّكِّ.
وَمِنْ أَتْبَاعِهِ وَأَشْيَاعِهِ: بِشْرٌ اَلْمَرِيسِي وَالْمِرْدَارُ وَأَبُو بَكْرٍ اَلْأَصَمُّ وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ابْنُ عُلَيَّةَ وَابْنُ أَبِي دُؤَادٍ وَبُرْغُوثُ وَربَالُويَةُ وَالْأَرْمَنِيُّ وَجَعْفَرٌ اَلْحَذَّاءُ وَشُعَيْبٌ اَلْحَجَّامُ وَحَسَنُ اَلْعَطَّارُ وَسَهْلٌ اَلْحرَارُ وَأَبُو لُقْمَانَ اَلْكَافِرُ فِي جَمَاعَةٍ سِوَاهُمْ مِنْ اَلضُّلَّالِ، وَكُلُّ اَلْعُلَمَاءِ يَقُولُونَ فِيمَنْ سَمَّيْنَاهُمْ إِنَّهُمْ أَئِمَّةُ اَلْكُفْرِ وَرُؤَسَاءُ اَلضَّلَالَةِ.
وَمِنْ رُؤَسَائِهِمْ أَيْضًا - وَهُمْ أَصْحَابُ اَلْقَدْرِ -: مَعْبَدٌ اَلْجُهَنِيِّ وَغَيْلَانُ اَلْقَدَرِيُّ وَثُمَامَةُ بْنُ أَشْرَسَ وَعَمْرٌو بْنُ عُبَيْدٍ وَأَبُو الْهُذَيْلِ اَلْعَلَّافُ وَإِبْرَاهِيمُ اَلنَّظَّامِيُّ وَبِشْرُ بْنُ اَلْمُعْتَمِرِ، فِي جَمَاعَةٍ سِوَاهُمْ أَهْلُ كُفْرٍ وَضَلَالٍ يَعُمُّ، وَمِنْهُمْ: اَلْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اَلْوَهَّابِ اَلْجُبَّائِيُّ وَأَبُو الْعَنْبَسِ اَلصَّيْمَرِيُّ.
وَمَنْ اَلرَّافِضَةِ: اَلْمُغِيرَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَعَبْدُ اَللَّهِ بْنُ سَبَأٍ وَهِشَامٌ اَلْفُوطِيُّ وَأَبُو الْكروسِ وَفُضَيْلٌ الرَّقَاشِيُّ وَأَبُو مَالِكٍ اَلْحَضْرَمِيُّ وَصَالِحٌ قُبَّةٌ.
بَلْ هُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ يُحْصَوْا فِي كِتَابٍ أَوْ يُحْوَوْا بِخِطَابٍ، ذَكَرْتُ طَرَفًا مِنْ أَئِمَّتِهِمْ: لِيُتَجَنَّبَ اَلْحَدَثُ وَمَنْ لَا عِلْمَ لَهُ ذِكْرَهُمْ وَمُجَالَسَةَ مَنْ يَسْتَشْهِدُ بِقَوْلِهِمْ وَيُنَاظِرُ بِكُتُبِهِمْ.
وَمِنْ خُبَثَائِهِمْ وَمَنْ يَظْهَرُ فِي كَلَامِهِ اَلذَّبُّ عَنْ اَلسُّنَّةِ وَالنُّصْرَةُ لَهَا وَقَوْلُهُ أَخْبَثُ اَلْقَوْلِ: اِبْنِ كُلَّابٍ وَحُسَيْنٌ اَلنَّجَّارُ وَأَبُو بَكْرٍ اَلْأَصَمُّ)).
أقول:
- وبعض الناس يستدل بـ (بعض) الكلمات التي صدرت من (بعض) أهل العلم على (وجه النصيحة والموعظة العامة) في حق مَنْ كانوا (يظنونهم من أهل السنة في أول الأمر)، ثم ظهر لهم أنهم من دعاة الباطل والفتنة ومن أهل البدع والأهواء، فكانوا في أول الأمر يحثون الجميع على عدم التجريح والطعن والبعد عن أسباب الاختلاف والتفريق، وأنَّ الواجب بيان الحق والرد على الخطأ من غير تجريح أو ذكر للأشخاص، فتمسَّك البعض بمثل هذه النصيحة العامة أو البيان العام ليؤصِّل قاعدة "التحذير من الأخطاء وعدم التعرض للأشخاص"، بين نجد أنَّ هذا العالم الذي تمسَّكوا بنتف من كلامه كان يُحذِّر من أناس بأعيانهم، بل حذَّر من أسماء الذين جاء ذكرهم في بيانه الأول أو نصيحته العامة!، لكنَّ طريقة أهل الباطل تتبع رخص العلماء والمتشابه من كلامهم، والإعراض عن المنهج العام لهؤلاء العلماء والأمثلة الكثيرة من كلامهم التي تنقض دعوى هؤلاء المميعة عليهم.
- والبعض لا يفرِّق بين (النصح العام) الذي يقوم به بعض أهل العلم في وقت معيَّن؛ أي فيما يجري بين أهل السنة من اختلاف وتجريح، وبين (التأصيل وبيان الحق والرد على المخالف) الذي يقوم به هؤلاء العلماء أو آخرون غيرهم في وقت آخر؛ أي فيما يجري بين أهل السنة وخصومهم من أهل الباطل وأهل البدع.
فالبعض يرى الكلام مثلاً في (عدنان عرعور والمغراوي والمأربي والحلبي والحويني ومحمد حسان) وأمثالهم وأنصارهم من قبيل الكلام في أهل العلم الذي لا يجوز!، ويقوم بالاحتجاج بكلام العلماء في نصحهم العام على ما يجري بين أهل السنة من اختلاف!، وهذا جهل أو تلبيس، ويذكِّرنا بما قاله العلامة الشاطبي رحمه الله - وهو يبين الموطنَين اللَذين يُذكر فيهما المخالفون بأعيانهم ويُشهَّر بهم - [الاعتصام 1/493]: ((الثاني: حيث تكون الفرقة تدعو إلى ضلالتها وتزيينها في قلوب العوام ومَنْ لا علم عنده، فإنَّ ضرر هؤلاء على المسلمين كضرر إبليس، وهم من شياطين الإنس، فلا بد من التصريح بأنهم من أهل البدعة والضلالة، ونسبتهم إلى الفرق إذا قامت له الشهود على أنهم منهم، كما اشتهر عن عمرو بن عبيد وغيره، فروى عاصم الأحوال قال: جلست إلى قتادة فذكر عمرو بن عبيد فوقع فيه ونال منه، فقلتُ: أبا الخطاب؛ ألا أرى العلماء يقع بعضهم في بعض؟! فقال: يا أحول أوَ لا تدري أنَّ الرجل إذا ابتدع بدعة فينبغي لها أن تُذكَر حتى تُحذَر؟! فجئت من عند قتادة وأنا مغتم بما سمعتُ من قتادة في عمرو بن عبيد!، وما رأيت من نسكه وهديه!!، فوضعتُ رأسي نصف النهار وإذا عمرو بن عبيد والمصحف في حجره وهو يحك آية من كتاب الله!، فقلت: سبحان الله؛ تحك آية من كتاب الله؟ قال: إني سأعيدها!، قال: فتركته حتى حكها، فقلتُ له: أعدها؟ فقال: لا أستطيع!.
فمثل هؤلاء لا بد من ذكرهم والتشريد بهم؛ لأنَّ ما يعود على المسلمين من ضررهم إذا تركوا أعظم من الضرر الحاصل بذكرهم والتنفير عنهم؛ إذا كان سبب ترك التعيين الخوف من التفرق والعدواة، ولا شك أنَّ التفرق بين المسلمين وبين الداعين للبدعة وحدهم إذا أقيم عليهم أسهل من التفرق بين المسلمين وبين الداعين ومن شايعهم واتبعهم، وإذا تعارض الضرران يركتب أخفهما وأسهلهما، وبعض الشر أهون من جميعه، كقطع اليد المتآكلة؛ إتلافها أسهل من إتلاف النفس، وهذا شأن الشرع أبداً، يطرح حكم الأخف وقاية من الأثقل)).
والله الموفِّق.
  كتبه
رائد آل طاهر
ما هو حسن البنا
يعد حسن بن أحمد بن عبد الرحمن البنا المرشد الأول لجماعة الإخوان المسلمين التي أنشأها في مصر وبالتحديد في الإسماعيلية عام 1347، واستمرت في النمو والازدياد إلى أن صار عدد أتباعه عند وفاته نحو نصف مليون، كما في الاعلام للزركلي. وقد كثر أتباع هذه الجماعة بعد وفاته حتى في عامة الدول العربية ولا سيما في حياة مرشدها الثالث عمر التلمساني. وصار لها تأثير على كثير من الشباب المتحمس لدينه ونظموا قصائد منشودة في الثناء على حسن البنا، واشتهر عند أصحابه باسم الإمام الشهيد، بل وحتى في بعض المناهج ثناء عليه وتسميته المجدد، إذ سموه مجددا وقرنوه بالإمام المصلح الموحد محمد بن عبد الوهاب ـ رحمه الله. لأجل هذا وغيره أحببت التعريف بعقيدته ومنهجه، ليعرف السني السلفي حال الرجل ومنهجه ليقيم معه عقيدة الحب والبغض في الله، وليكن حذرا من أخطائه العقدية والمنهجية.

1 ـ إنه صوفي قال في مذكرات الدعوة والداعية ص24: وصحبت الإخوان الحصافية في دمنهور، وواظبت على الحضرة في مسجد التوبة في كل ليلة! وقال ص28: كانت أيام دمنهور.. أيام استغراق في عاطفة التصوف، كانت فترة استغراق في التعبد والتصوف أ.هـ.

2 ـ يعظم المزارات ويحتفل بالموالد ويردد فيها أبياتا شركية. قال في مذكرة الدعوة والداعية ص30: كنا في كثير من الأيام كنا في كثير من أيام الجمع التي يتصادف أن نقضيها في دمنهور، نقترح رحلة لزيارة أحد الأولياء الأقربين من دمنهور، فكنا ـ لأحيانا ـ نزور دسوقي أ.هـ. وكان يردد أبيانا منها: هذا الحبيب مع الأحباب قد حضرا وسامح الكل فيما قد مضى وجرى كما ذكره عبد الرحمن البنا في كتاب حسن البنا بأقلام تلاميذه ومعاصريه لمؤلفه جابر رزق ص71 ـ .72

3 ـ ضعف قيامه بعقيدة الولاء والبراء وذلك يتمثل في أمرين:

أ ـ جعله النصارى إخوانا له فقد قال: مما هو معلوم عند جماعة الإخوان المسلمين أنهم يدعون ويتصدرون الدعوة إلى الحكم بالقرآن الكريم، وهذه القضية ولا شك تثير بعض الخوف والشكوك عند إخواننا المسيحيين أ.هـ. راجع كتاب حسن البنا مواقف في الدعوة والتربية لعباس السيسي ص.120

ب ـ ذكره أن عداوتنا مع اليهود ليست دينية وإنما لأجل الأرض وأن الدين لا يعادي أحد. قال حسن البنا: إن خصومتنا لليهود ليست دينية لأن القرآن الكريم حض على مصافاتهم ومصادقتهم االإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ 1/409 لمؤلفه محمود عبد الحليم.

4 ـ عقيدته في الأسماء والصفات شر عقائد أهل البدع في هذا الباب وهو التفويض.

5 ـ لا يعرف الشرك، لذا جعله من جملة الكبائر فقال في الوصايا وصية رقم (14): وزيارة القبور أيا كانت سنة مشروعة بالكيفية المآثورة، ولكن الاستعانة بالمقبورين أيا كانوا ونرائهم لذلك وطلب قضاء الحاجات منهم عن قرب أو بعد والنذر لهم وتشييد القبور وسترها وأضاءتها والتمسح بها والحلف بغير الله وما يلحق بذلك من المبتدعات، كبائر تجب محاربتها ولا نتأول لهذه الأعمال سدا للذريعة أ.هـ. علما أن هذا النص الوحيد الذي يردده بعض أصحابه ليثبت أن حسن البنا داعية توحيد. ومع كونه النص الوحيد من رجل يعيش في أرض كثر فيها الشرك الأكبر إلا أنه يدل على عدم معرفته بالشرك.

6 ـ ليس داعية توحيد، فليست له كلمات في الدعوة إلى التوحيد ونبذ الشرك الأكبر، بل لما قام في المسجد الذي فيه قبر السيدة زينب ـ كما يقولون ـ لم يدع إلى التوحيد ونبذ الشرك الذي يمارس عند قبره ليل نهار فقال عباس السيسي في كتابه قافلة الإخوان المسلمون (1/192): كلمة الأستاذ المرشد العالم في حفل الهجرة بالسيدة زينب جاء في كلمات الأستاذ المرشد العام في هذا الحفل ما يلي: لهذه المناسبة أيها الإخوة أنصح لكم نصيحة مخلصة أشدد عليكم في رعايتها وهي أن تطهروا قلوبكم وتصفوا سرائركم عمن نال منكم أو أساء إليكم، فوالله إني لضنين بهذه القلوب التي لا تعرف إلا معاني الحب في الله ولم تسعد إلا بمشاعر الأخوة الحقة الصادقة، أضن بهذه القلوب الطاهرة أن تلوث بحقد أو تشوه ببغضاء، وتنال من صفائها خصومة، إن الدين حب وبغض، ذلك حق من الإيمان أن نحب في الله ونبغض في الله، ولكن ما أشد أن نقهر على كره من نحب، إن الإيمان حب وبغض، فأحبوا لأنكم بالحب تسعدون، وبهذه العاطفة تجتمعون وعلى هذه المشاعر وبها ترتبطون، فلا تحرموا قلوبكم نعمة الحب في الله تعالى ولا تحرموها شعور الحب الطاهر البريء وادخروا حجر البغض وثورة الغضب لساعة آتية قريبة نلقى فيها خصومنا ولست أعني خصومنا في الداخل فليس لنا في الداخل خصوم ولله الحمد، وأن كانوا فهم غثاء كغثاء السيل سيجرفهم الطوفان، فإما ساروا وإما غادروا. أما كلمة الجهاد فعاطفة ملتهبة ومعاني الجهاد مثل حية باقية تتجه إليها قلوب أبناء هذه الأمة التي ظلمت واعتدى على حرياتها وحقوقها وأحيط بها من كل مكان. أ.هـ. لذا ترى أصحابه من المرشدين لجماعة الإخوان قد تلطخوا ـ أيضا ـ بأدران الشرك ومنهم المرشد الثالث عر التلمساني الذي قال في كتابه شهيد المحراب عمر بن الخطاب: قال البعض إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر لهم إذا جاؤوه حيا فقط. ولم أتبين سبب التقييد في الآية عند الاستغفار بحياة الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس في الآية ما يدل على هذا التقييد.. ولذا أراني أميل إلى الآخذ بالرأي القائل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يستغفر حيا وميتا لمن جاءه قاصدا رحابه الكريم. فلا داعي إذن للتشدد في النكير على من يعتقد في كرامة الأولياء واللجوء إليهم في قبورهم الطاهرة والدعاء فيها عند الشدائد وكرامات الأولياء من أدلة معجزات الأنبياء. أ.هـ. ومنهم مرشد الإخوان المسلمين في سورية مصطفى السباعي الذي قال عند قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم لما زاره في المدينة: يا سيدي يا حبيب الله جئت إليك يا سيدي قد تمادى السقم في جسدي أعتاب بابك أشكو البرح من سقمي من شدة السقم لم أغفل ولم أنم مجلة حضارة الإسلام عدد خاص بمناسبة وفاة مصطفى السباعي ـ رحمه الله ـ ص: 562 ـ .563

7 ـ إنه من دعاة التقريب بين السنة وسابة الصحابة. وفي كتاب الملهم الموهوب ـ حسن البنا يقول الأستاذ عمر التلمساني المرشد العام ص78: وبلغ من حرصه حسن البنا على توحيد كلمة المسلمين أنه كان يرمي إلى مؤتمر يجمع الفرق الإسلامية لعل الله يهديهم إلى الإجماع على أمر يحول بينهم وبين تكفير بعضهم خاصة وأن قرآننا واحد وديننا واحد ورسولنا صلى الله عليه وسلم واحد وإلهنا واحد ولقد استضاف لهذا الغرض فضيلة الشيخ محمد القمي أحد كبار علماء الشيعة وزعمائهم في المركز العام فترة ليست بالقصيرة. كما أنه من المعروف أن الإمام البنا قد قابل المرجح الشيعي آية الله الكاشاني أثناء الحج عام 1948، وحدث بينهما تفاهم يشير إليه أحد شخصيات الإخوان المسلمين اليوم وأحد تلامذة الإمام الشهيد الأستاذ عبد المتعال الجبري في كتابه لماذا اغتيل حسن البنا (طـ 1 ـ الاعتصام ـ ص32) ينقل عن روبير جاكسون قوله: ولو طال عمر هذا الرجل (يقصد حسن البنا) لكان يمكن أن يتحقق الكثير لهذه البلاد خاصة لو اتفق حسن البنا وآية الله الكاشاني الزعيم الإيراني على أن يزيلا الخلاف بين الشيعة والسنة وقد التقى الرجلان في الحجاز عام 48، ويبدو أنهما تفاهما ووصلا إلى نقطة رئيسية لولا أن عوجل حسن البنا بالاغتيال أ.هـ. وعلى هذا المنهج سارت الجماعة من بعده.

8 ـ إنه صاحب تنظيمات سرية وعسكرية وقد قامت الجماعة في حياته بعدة جرائم واغتيالات وتفجيرات من ذلك. أنه قام رئيس النظام الخاص (وهو تنظيم سري عسكري خصص لأعمال الجهاد في سبيل الإسلام على حد تعبير مؤلف كتاب حقيقة التنظيم الخاص وهو من كتاب الإخوان المسلمين: محمود الصباغ) ومعه رجلان لاغتيال القاضي الخازندار بك بتهمة أنه لم يحكم في قضايا بما يريدون، وأنه حكم على مجموعة شباب قاموا بإلقاء قنبلة على الإنجليز بالسجن عشر سنوات، ومنهم أناس من الإخوان المسلمين، والذين قاموا بقتل (الخازندار بك) رئيس النظام الخاص يومئذ عبد الرحمن السندي ورجلان معه من النظام الخاص (راجع كتاب حقيقة النظام الخاص ص255 ـ 259)، ولهم بيعة في التنظيم العسكري.

9 ـ إنه ينطلق هو وجماعته من قاعدة نتعاون فيما اتفقنا ويعذر بعضنا بعضا في اختلفنا وهذه القاعدة لو نطق به سني سلفي لحملت على الأعذار في المسائل التي يسوغ الخلاف فيها كأكثر المسائل الفقهية، أما وأنها من مثل حسن البنا الذي طبقها مع سبابة الصحابة فإنها على عمومها ويدخل فيها ما لا يسوغ الخلاف معهم. وهذه القاعدة تهدم معتقد السلف في التعامل مع المخالف من أهل البدع، فلا بارك الله في قاعدة تهدم ما إقامة السلف وتبنوه ودعوا إليه. وعلى هذه القاعدة سارت جماعة الإخوان المسلمين في مصر وغيرها حتى إن أحد المتخصصين في العقيدة من أبناء بلادنا قد قال في مقال له: لا أرى بأسا بإقامة المدارس الخاصة بمن يسبون الصحابة ويدرسون فيها كتبهم!! أ.هـ. كيف لا بأس بدراسة الكفر؟! قاتل الله الحزبية ما أشد هدمها للإسلام والسنة!!

10 ـ إنه متأثر بجمال الدين الأفغاني ومدرسته التي منها محمد عبده، لذا أثنى على هذه المدرسة الماسونية وتأثر بها في عد أمور التنظيم السري، الباطنية، التقية بإظهار، خلاف ما يعتقد لمصلحة الدعوة، الاشتغال بالسياسة، التجميع بين الطوائف كلها سنيها ومبتدعها بل وحتى مع الكفار. راجع للاستزادة عن حال جمال الدين الأفغاني ومدى تأثر حسن البنا به أوائل كتاب الإخوان المسلمون في ميزان الإسلام.

منقول للفائدة  
وقفات مع "كتاب العقائد" لحسن البنا
وموافقته للأشاعرة ومنهجيته الغامضة في التعامل مع أسماء الله وصفاته.
كتاب العقائد للاستاذ حسن البنا رحمه الله
يمثل العقيدة التي تنطلق منها جماعة "الاخوان المسلمون".
وحيث أن السائد بينهم أن الكتاب يمثل طريق أهل السنة ومنهج السلف الصالح؛ فقد أحببت أن أورد بعض التعليقات المهمة التي تبين حقيقة المنهج العقائدي الذي يمثله حسن البنا رحمه الله.
وأول ما يجب التنبيه اليه أن الكتاب طبع باشراف ولده سيف الاسلام البنا. وحققه وعلق عليه رضوان محمد رضوان وملأه بالتأويلات على طريقة الأشاعرة كالرازي والجويني.
ولم يعترض ولد البنا على ذلك بل أثنى عليه قائلا (بهامش هذه الرسالة عدة تعليقات كان الأخ المجاهد فضيلة الشيخ رضوان محمد رضوان رحمه الله قد أوردها في الطبعات السابقة استمدها من أمهات كتب التفسير والحديث.
وقد أثبتناها في هذه الطبعة علها تعين قارئا على معرفة علم خفي عليه خبره أو لفظ دق عليه معناه، أو تركيب غاب عنه فحواه، وجزى الله كاتبها خير الجزاء) [مقدمة كتاب العقائد، طباعة دار الشهاب].
فهكذا قرر ولده أن علم هذا المحقق مستمد من كتب التفسير والحديث، وأقر نهج التأويل الذي لم يستنكره أحد من الاخوان بل تلقوه بالقبول بالرغم من تكرار طبعات الكتاب.

أول الواجب على المكلف هو النظر:
قال الاستاذ البنا في أول مسألة في العقيدة  (كل هذه العقائد يؤيدها العقل... ولهذا شرف الله العقل بالخطاب)، (وذم الذين لا يتفكرون ولا ينظرون، فقال تعالى: {وكأين من آية في السموات والارض يمرون عليها وهم عنها معرضون}}) [ص 10].
فابتدأ الكلام في العقيدة بما يبدأ به الأشاعرة، وقد ذكر الحافظ العسقلاني اعتراف أبي جعفر السمناني - إمام الأشاعرة في وقته - أن القول بأن أول الواجب على المكلف النظر؛ هو من مخلفات المعتزلة بقي في المذهب أي المذهب الأشعري [فتح الباري 1/70].

موقفه هو ومحقق كتابه من الصفات الالهية:
قال الاستاذ البنا رحمه الله(وردت في القرآن آيات وفي السنة المطهرة أحاديث توهم بظاهرها مشابهة الحق تبارك وتعالى لخلقه في بعض صفاتهم) [ص 57].
قلت: وهذا اساءة ظن بوحي الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلقه.
تعليق: وكأنه ليس عند الله تعالى تعبير أفضل مما أوحى به ليبعد به الناس عن توهم ما لا يليق به: والا فهل هذه الصفات التي أوحى مما يليق به أو مما لا يليق به؟ إن كان لا يليق به فكيف يصف به نفسه؟ أأنتم أعلم أم الله؟
قال تعالى: {يد الله فوق أيديهم}، وقال: {بل يداه مبسوطتان}، وقال: {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما}.
قال المعلق ({يد الله فوق أيديهم} أي هو مطلع على مبايعتهم فيجازيهم عليها. وقوله تعالى {بل يداه مبسوطتان} مبالغة في الوصف بالجود. وقوله: {عملت أيدينا أنعاما} أي أبدعناه وعملناه بلا شريك ولا معين. وقال تعالى: {وهو القاهر فوق عباده} [ص 61]، وقال: {أأمنتم من في السماء أن يخسف بكم الأرض} وقال: {اليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح يرفعه} .
نقل المعلق عن القرطبي أن الفوقية في قوله تعالى: {وهو القاهر فوق عباده} فوقية الاستعلاء بالقهر والغلبة عليهم: أي هم تحت تسخيره لا فوقية مكان.
وقال المعلق ({أأمنتم من في السماء} أي أأمنتم من في السماء سلطانه وقدرته).
وقال المعلق({اليه يصعد الكلم الطيب} أي يعلمه {والعمل الصالح يرفعه} أي يقبله).
وحكم الاستاذ البنا حكما أشعريا على هذه النصوص بأنها تفيد الحيز والجهة، فقال (مما يؤخذ منه نسبة الجهة لله).
تعليق: وهذا قول الجهمية والمعتزلة والأشاعرة وتبريرهم للتأويل وهو أن هذه الآيات يلزم منها الجهة والتحيز ولذلك صرفوها عن معانيها الى معاني أخرى. وكتب الشيعة اليوم وتفاسيرهم مليئة بنفس هذه التأويلات وبنفس اللفظ؟
وأما وصف الصفات بالمتشابه فهو باطل، فانهم يجعلونها من المتشابه ليبرروا تأويلها ويجعلون تأويلهم الباطل هو المحكم الذي يزول به التشابه. وهو قول باطل: فاننا نسألهم هل كل الصفات من المتشابه أم بعضها؟ فان قالوا كلها وقعوا في جحود كل صفات الله وإن قالوا بعضها متشابه وبعضها محكم قيل لهم: هاتوا دليلا على هذا التحديد وذاك التقسيم!
والواقع أنهم جاؤا بالتأويلات التي سبقهم اليها المعتزلة كما في تأويلات المعلق الأشعري الذي وصفه سيف الاسلام البنا بالمجاهد.
قال البنا (وقال تعالى: {وصدقت بكلمات ربها وكتبه} [62]. وقال: {وجاء ربك والملك صفا صفا}).
وذكر حديث (لا تزال جهنم يلقى فيها: وتقول هل من مزيد حتى يضع رب العزة فيها قدمه) وحديث (لله أشد فرحا).
قال المعلق ({وصدقت بكلمات ربها} أي بشرائعه. {وجاء ربك} أي أمره وقضاؤه. وقال: {حتى يضع رب العزة فيها قدمه} قال الزمخشري: وضع القدم على الشيء مثل للردع والقمع. فكأنه قال: يأتيها أمر الله فيكفّها عن طلب المزيد فترتدع). انتهى.
وبهذا صار معنى وضع القدم عنده قول الله لجهنم كفي عن المزيد فتقول: اكتفيت اكتفيت!. نعوذ بالله من تأويل الباطنية.
وعلق المعلق رضوان على حديث (لله أشد فرحا)(قال النووي: قال المازري: المراد هنا أن الله تعالى يرضى بتوبة عبده أشد مما يرضى واجد ضالّته فعبر عن الرضا بالفرح).

محقق كتاب العقائد يثبت التأويل الأشعري:
فهذا نهج أشعري مخالف لما انتهى اليه حال أبي الحسن الأشعري من وصاية الناس باتباع طريق أحمد بن حنبل وترك التأويل كما دل على ذلك كتابه الابانة ومقالات الاسلاميين وكتاب الحافظ ابن عساكر تبيين كذب المفتري.
ومع ذلك فالكتاب يسوغه بطريقة سياسية لا تظهر من أقوال البنا مباشرة ولكن في حواشي التعليق. وبهذه الطريقة السياسية تتم مسايرة جميع الفرق: المؤولة والمفوضة. فمتن الكتاب يحثك على التفويض، وحاشيته تحثك على التأويل!!!

أقسام الناس في صفات الله:
قال الاستاذ حسن البنا رحمه الله [ص 64] (انقسم الناس في هذه المسألة الى أربع فرق:
1) فرقة أخذت بظواهرها كما هي. فنسبت الى الله وجها كوجوه الخلق. ويدا كأيديهم. وضحكا كضحكهم... وهؤلاء هم المجسمة والمشبهة. وليسوا من الاسلام في شيء وليس لقولهم نصيب من الصحة.
2) فرقة عطلت معاني هذه الألفاظ على أي وجه... فالله تبارك وتعالى عندهم لا يتكلم ولا يسمع ولا يبصر لأن ذلك لا يكون الا بجارحة، والجوارح يجب أن تنفى عنه سبحانه...
هذا رأيان باطلان لا حظ لهما من النظر. وبقي أمامنا رأيان هما محل أنظار العلماء في العقائد، وهما رأي السلف ورأي الخلف).
أضاف(أما السلف: فقالوا: نؤمن بهذه الآيات والأحاديث كما وردت، ونترك بيان المقصود منها لله... وكل ذلك بمعان لا ندركها ونترك لله الاحاطة بعلمها...) [ص 66].
قال(وأما الخلف فقالوا: اننا نقطع بأن معاني ألفاظ هذه الآيات والأحاديث لا يراد بها ظواهرها. وعلى ذلك فهي مجازات لا مانع من تأويلها. فأخذوا يؤولون الوجه بالذات واليد بالقدرة هربا من شبهة التشبيه) [ص 70].

نماذج من تفسير السلف للصفات:
إن البنا لم ينجح في ضبط منهج السلف وتحريره وانما هو مقلد في كلامه لما توارثه الأشاعرة من أن مذهب السلف تفويض معاني صفات الله. وقد ثبت بالأسانيد الصحيحة تفسير النبي والصحابة والتابعين لآيات الصفات وإنما فوضوا كيفية الصفات لامعناها.
فقد كتب الامام أحمد كتابه "الرد على الجهمية" الذي أثبت الحافظ نسبته اليه [الفتح 13/493] رد به تأويلات الجهمية الباطلة للصفات ثم أثبت المعاني الحقة لها.
وفسر مجاهد وأبو العالية الاستواء بالعلو والارتفاع [البخاري كتاب التوحيد باب وكان عرشه على الماء]، ومجاهد هو القائل (أخذت التفسير عن ابن عباس من أوله الى آخره: أقفه آية آية)، ولم يقل الا آيات الصفات.
وكان ابن عباس يقول (كل القرآن أعلم الا أربع: حنان وغسلين وأواه والرقيم) ثم علمها ولم يذكر معها الصفات.
وقد فسر قوله تعالى: {أأمنتم من في السماء}؛ أي وهو الله [زاد المسير لابن الجوزي 8/322]، وقوله تعالى: {واصنع الفلك بأعيننا}؛ أي بعين الله تبارك وتعالى [الاسماء والصفات للبيهقي396 شرح أصول اعتقاد أهل السنة للالكائي 3/411].
وقال(لما كلم الله موسى كان النداء في السماء وكان الله في السماء) [البخاري في خلق أفعال العباد 40].
فمن أين للآستاذ البنا أن السلف فوضوا معاني الصفات؟
هل كانوا يجهلون معاني جميع معاني الصفات حتى الصفات السبعة المشهورة عند الأشاعرة والتي استثنوها من التفويض وأوجبوا العلم بمعناها؟ إن ادعوا تفويض معاني الجميع فهذا مكابرة، وإن زعموا الجهل بها باستثناء السبعة فأين الدليل الشرعي على تحديد المعلوم بسبعة دون الباقي؟ وكيف يكون إثبات الصفات السبعة واجبا والباقي محرما؟ هل عندكم من علم فتخرجوه لنا؟
وهل يجرؤ أحد أن يقول بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يجهل معاني صفات الله؟ فاذا كان يجهلها فكيف علمها إخوانكم الأشاعرة المؤولة؟ واذا كان يعلمهما فهل بلغها أم كتمها؟ هل إخوانكم الأشاعرة المؤولة أحرص على تبليغ العلم منه صلى الله عليه وسلم؟
أم لعل الاستاذ البنا يعني بالسلف قسم المفوضة من الأشاعرة. وبالخلف قسم المؤولة من الأشاعرة، فإن الأشاعرة منقسمون على أنفسهم في مسائل الصفات فمنهم من يرجح النوع الأول من التعطيل وهو التأويل. ومنهم من يرجح النوع الثاني من التعطيل وهو التفويض. ولذا اعترف العز بن عبد السلام بكثرة اختلافات الأشاعرة حول صفات الله [قواعد الأحكام 172، الاعلام بقواطع الاسلام 24].
وهذان الطريقان المتناقضان - التأويل والتفويض - يسمح المذهب الأشعري باختيار أي منهما إذ ليس أحد منهما على سبيل المؤمنين.
وهذا عين ما دعا اليه البنا.
وكأنه لا وجود عند الاستاذ البنا لطائفة تثبت الصفات بمعانيها الحقة، لأن إثبات المعاني عنده إثبات للتشبيه والتجسيم. فقد طرد الفرقة التي تثبت صفات الله وتثبت لها المعاني الصحيحة بلا تشبيه. لأنها عنده تثبت لله يدا كيد المخلوق وعينا كعينه واستواء كاستوائه! وألزمها ما لا تلتزمه من التشبيه على طريقة الأشاعرة في ترهيب المخالفين للمذهب ووصمهم بالألقاب الشنيعة لعلهم الى التأشعر يرجعون!
مع أن أصولهم في الصفات على وفق ما قاله نعيم بن حماد شيخ البخاري (من شبه الله بخلقه فقد كفر، ومن جحد ما وصف الله به نفسه فقد كفر، وليس فيما وصف الله به نفسه ووصفه رسوله تشبيه ولا تمثيل).

كتاب العقائد دعوة الى المذهب الأشعري:
إن الاستاذ حسن البنا بهذا الطرح لم يخرج عن كونه أشعري التلقي في العقيدة. يدعو الى التمسك بالعقيدة الأشعرية التي تخير المنتمي اليها بين أن يؤول الصفات بالتأويلات المطابقة لتأويلات المعتزلة كتأويل الاستواء بالاستيلاء واليد بالنعمة أو القدرة والمجيء بمجيء الأمر والنزول بنزول الأمر وهي التأويلات التي قررها محقق كتاب العقائد من التأويلات في كتاب الاستاذ البنا.
وأريدك أن تقارن بين قول البنا (يجوز لك إما التأويل أو التفويض) بما قاله اللقاني صاحب كتاب "جوهرة التوحيد" وهو معتمد في تدريس العقيدة الأشعرية:

وكل وصف أوهم التشبيهاstarأوِّلْه أو فوِّضْ ورُم تنزيها
فدعوة البنا الاستاذ حسن البنا يمثلهما هذان البيتان الأشعريان. انه يقرر مذهب الأشاعرة بطريقة سياسية يخفي معها اسم المذهب.
ترجيحه للتأويل وثناؤه على علماء الكلام:
ويدعي الاستاذ البنا أيضا أن هذا الرأي الثاني – التأويل - هو محل نظر العلماء ويحتج له بكتاب "دفع شبه التشبيه بأكف التنزيه"، وهو الكتاب الذي أنكره العلماء على أبي الفرج ابن الجوزي، ومع ذلك يحتج حسن البنا به، وبكتاب "أساس التقديس" للرازي الذي هو شر كتبه وأقربها الى منهج الجهمية والمعتزلة. ويبلغ به تبريره للتأويل حتى يزعم أن الفريق الأول وهم السلف بزعمه لجأوا الى الوقوع ضرورة في التأويل مهما ابتعدوا عنه.
ويتابع فيقول (وقد كان هذان الطريقان مثار خلاف شديد بين علماء الكلام من أئمة المسلمين) [ص 74].
تعليق: ودعواه أن علماء الكلام؛ "أئمة للمسلمين" دعوى لا يسلمها له أئمة المسلمين الحقيقيين كالشافعي وأحمد ومالك وغيرهم الذين ذموا علم الكلام وحذروا من مجالسة أهله، فكيف يصف حسن البنا علماء الكلام بأنهم أئمة المسلمين؟
ويقول (ولو بحثت الأمر لعلمت أن مسافة الخلف بين الطريقين لا تحتمل شيئا... وأن البحث في مثل هذا الشأن مهما طال القول فيه القول، لا يؤدي في النهاية الا الى نتيجة واحدة؛ هي التفويض لله).
وذكر (أن مذهب السلف في الآيات والأحاديث أن يمروها على ما جاءت عليه، ويسكتوا عن تفسيرها أو تأويلها، وأن مذهب الخلف أن يؤولوها بما يتفق مع تنزيه الله عن مشابهة خلقه، والخلاف شديد بين أهل الرأيين حتى أدى بينهما الى التنابز بالألقاب).
أولا: اتفق الفريقان على تنزيه الله.
ثانيا: كل منهما يقطع بأن المراد بألفاظ هذه النصوص في حق الله غير ظواهرها التي وضعت لها هذه الألفاظ في حق المخلوقات. وذلك مترتب على اتفاقهما على نفي التشبيه) [ص 75].

زعمه أن التأويل ضروري للتنزيه:
قال (واذا تقرر هذا فقد اتفق السلف والخلف على أصل التأويل، وانحصر الخلاف بينهما في أن الخلف زادوا تحديد المعنى المراد حيث ألجأتهم ضرورة التنزيه الى ذلك حفظا لعقائد العوام من شبهة التشبيه، وهو خلاف لا يستحق ضجة ولا إعناتا).
ثم حكم على السلف بما حكم عليه الجويني والغزالي وغيرهما من الأشاعرة، فقال (ونحن نعتقد أن رأي السلف من السكوت وتفويض علم هذه المعاني الى الله أسلم وأولى بالاتباع حسما لمادة التأويل والتعطيل). أضاف (ونعتقد الى جانب هذا أن تأويلات الخلف لا توجب الحكم عليهم بكفر ولا فسوق).
تعليق: وهذه حيدة عن الحكم على التأويل؛ هل هو باطل أم حق؟ دعك من قضية التكفير والتفسيق فإن هذا ليس هو محل الخلاف. وانما الخلاف على الصفة هل منعنا الله من العلم بها أم أجاز لنا تأويلها بغير علم منا؟ وهو خلاف ليس بالأمر الهين ويستحق ضجة ليظهر الحق ولتستبين سبيل المجرمين. ولا تنس اعتراف المؤولة أن تأويلاتهم محتملة لا يمكن القطع بها [الفتح 13/353 و383، اتحاف السادة للزبيدي 2/112، الاتقان للسيوطي 2/221، تحفة المريد شرح جوهرة التوحيد للباجوري 91].
أما دعواه أن ضرورة التنزيه ألجأتهم الى التأويل؛ فهذا تبرير خطير يمكن أن يوهب للمعتزلة والجهمية إذ كلهم يدعي أن ضرورة التنزيه ألجأته الى التأويل الذي تكشف لكثير من الأشاعرة وندموا في أواخر حياتهم على سلوكه.
وهل يجوز الاعتذار عن تعطيل المعتزلة والجهمية أنهم أراوا تنزيه الله بتأويلاتهم التي امتلأت بمثلها تأويلات الأشاعرة؟ هل نبرر للمعتزلة انحرافهم في القدر لزعمهم أنهم أرادوا تنزيه الله عن الاعتقاد بأنه جبر العباد على الفعل؟
وهذا الشافعي ومالك وأحمد وأبو حنيفة لم يؤول منهم أحد شيئا من الصفات، أفيجوز أن نتهم هؤلاء بأنهم كانوا أقل تنزيها من أهل البدع من الجهمية والمعتزلة!

منهج السلف وليس رأيهم:
ثم بدأ يرجح التأويل بقوله (وقد لجأ أشد الناس تمسكا برأي السلف الى التأويل في عدة مواطن وهو الامام أحمد بن حنبل. من ذلك تأويله لحديث: "الحجر الأسود يمين الله في الأرض"، وحديث: "إني لأجد نفس الرحمن من جانب اليمن"، وحديث: "قلب المؤمن بين صبعين من أصابع الرحمن" [ص 76-77].
وزعم أن مما يقرب الخلاف بين الرأيين أن الخلف قيدوا تأويلاتهم أن يكون جائزا عقلا وشرعا بحيث لا يصطدم بأصل من أصول الدين.
وذكر أن السلف والخلف قد اتفقا على أن المراد غير الظاهر المتعارف بين الخلق، وهو تأويل في الجملة.
فانحصر الخلاف في تأويل الألفاظ بما يجوز في الشرع (وهو هين كما ترى، وأمر لجأ اليه بعض السلف اليه أنفسهم. وأهم ما يجب أن تتوجه اليه همم المسلمين الآن توحيد الصفوف) [ص 77 – 78].
تعليق: وعبارة؛ "رأي السلف" ظلم آخر الى جانب ظلمهم بنسبة التفويض اليهم. فموقف السلف ليس رأيا ارتأوه وانما هو منهج التزموه تقيدوا فيه بالأدلة النقلية واتهموا آراءهم وعظموا نصوص الوحي، اذ لا تستوي قدم الاسلام الا مع التسليم.
ولقد قال الشافعي (أن العلم بالصفة قبولا ورداً مما لا يدرك بالعقل) [سير أعلام النبلاء 10/80]. وقال أبو حنيفة (لا ينبغي أن ينطق في الله بشيء من ذاته ولكن يصفه بما وصف به نفسه ولا يقول فيه برأيه شيئا). فالقضية تسليم ولا إعمال للرأي فيها.
ثم إن هذه التأويلات المروية من طريق حنبل بن اسحاق عن أحمد وقد حكى الحافظ الذهبي وغيره أن لحنبل تفردات وغرائب يرويها عن الامام أحمد. وانما حكى الغزالي هذا التأويل بصيغة التمريض قائلا (سمعت بعض أصحاب أحمد يقولون...) [قواعد العقائد 135، واحياء علوم الدين 1/103].
وقد أثبت كثير من أهل العلم أن منهج أحمد عدم التأويل [انظر سير أعلام النبلاء 11/303 و 13/51، واتحاف السادة المتقين للزبيدي 2/12 و79، طبقات السبكي 9/39 محققة، والملل والنحل للشهرستاني 1/137، ومناقب أحمد لابن الجوزي 155 و174، ومجموع الفتاوى 5/400].

توحيد الأمة عنده أعظم شأنا من تعطيل صفات الله:
ثم وصف مشكلة التلاعب في صفات الله التي طالما كانت عين تأويلات الجهمية والمعتزلة والشيعة بأنها: (أمر هين) ولا توجب هذا الخلاف لأن هناك شيئا أهم عنده من قضية تحريف كلام الله والالحاد في صفاته وهو توحيد الصفوف.
ألا ليت شعري أي صفوف هذه يمكن أن تتفق وتتوحد على منهج التمييع وعدم الحزم في أصول الدين وعدم إنكار منكر {أن تقولوا على الله ما لاتعلمون}؟! أتوحيد على الباطل وتعاون على الاثم أم أنه يجب أن يكون توحيدا على الحق؟!
أي توحيد يتحقق وقد تسربت في كتب عقائد الأمة تأويلات الباطنية والجهمية وصارت معتمدة، وغدت طائفة إثبات الصفات لفظا ومعنى بحسب تفسير السلف لها هي الطائفة المشبهة وليس لها في الاسلام نصيب - على حد قول الاستاذ البنا رحمه الله -
وهذه المعالجة ثبت فشلها بالتجربة وهي لا تضع حدا للالحاد في آيات الله بل يجب عنده أن يتوحد المعطل والمثبت والمشرك والموحد والمبتدع والمتشيع والمتسنن على قلب رجل واحد وتتآلف قلوبهم بالرغم من اختلافهم في المنهج وفي أصول الدين.
وهذا مخالف لمبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومعارض لمبدأ صيانة بناء الأمة من داخلها ومعارض لمنهج السلف في فهم النصوص وتطبيق الواقع، فقد حاربوا الخوارج أشد المحاربة وأعملوا فيهم القتل صيانة للدين بلا اعتبار للوحدة المزعومة الذي ينادي به اليوم ليكون على حساب الدين. وكأن الله قال؛ وما خلقت الجن والانس الا ليتوحدوا. وكأن الصراع بين الحق والباطل خارج الأمة وليس في داخلها باطل يستحق الانكار!
وهذه كتب الجرح والتعديل ونقد الرواة مليئة بالطعن بكثير من الرجال صيانة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ان هذا التميع وعدم الوضوح ومحاولة مسايرة المبطل والتغاضي عن باطله وجعل وحدة المسلمين أولى وأهم من إصلاح منهجهم وتقويم مسارهم ليكون على ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هو الذي أوقع الأمة في فساد عظيم فصار الساكت عن شركيات الفرق المبتدعة وبدعها هو المصلح وصار المنكر عليهم هو المفسد الفتان المفرق لوحدة الأمة.
لقد بلغ التساهل بعد عهد البنا الى أسوئه حيث التغاضي عن مصائب المسلمين من شرك وبدع وانتظار لمجيء الخلافة المنتظرة. وتآخ مع فرق أهل البدعة كالروافض وغيرهم بل وتآخ مع النصارى وظهور دعوات الى الانسانية والتنازل عن كثير من أمور الدين. ودخول في مجالس البرلمانات والمساومة مع من لا يريدون مع الاسلام مساومة ولا يبالون به ولا يعترفون.
ولكن هل تحققت الوحدة أم بقيت آمالا وأماني؟
نعم لقد بقيت كذلك، فانه ما لم تتوحد مصادر المسلمين في العقيدة لا يتحقق التوحيد لأن التوحيد توحيد منهج يؤدي الى توحيد قلوب وليست الوحدة وحدة أجساد وأشلاء! فان كلمة التوحيد أساس توحيد الكلمة.

التعصب المذهبي الحزبي:
بعد هذا الاستدراك على كتاب الاستاذ حسن البنا رحمه الله نطالع طائفة من التعصب المذهبي الذي دأب عليه بعض الداعين اليه:
·فيعتبره سعيد حوى رحمه الله بأنه وصل الى مرتبة الاجتهاد وتحققت فيه شروطها .
·ويزيد الشيخ محمد الحامد على ذلك مؤكذا أن البنا مجدد القرون السبعة الماضية كلها. وأنه واضع نظريات العمل الاسلامي وأن كل كلمة من كلماته يجب أن ننظر اليها بمنظار دقيق .
·ويزعم سعيد حوى أن الأمة ليس لها الا فكر حسن البنا اذا ما أرادوا الانطلاق الصحيح بل ولاجماعة كاملة للمسلمين الا بفكر حسن البنا ونظرياته، وأن الانطلاقة على غير فكر البنا تكون قاصرة أو مستحيلة أو عمياء .
وهذا ما جعله يصرح بأن جماعة الاخوان المسلمين لا غيرها هي التي ينبغي أن يضع المسلم يده في يدها، بل ولا يسع مسلما أن يتخلف عن الالتحاق بها .
واعتبر من فارق جماعة الاخوان فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه بناء على ما فهمه من الحديث النبوي الذي احتج به(من فارق الجماعة قيد شبر فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه) .
وهذا التعصب والنظر الى الأفاضل بعين الكمال والحقد على المتعقب أو المستدرك هو أحد أسرار تخلف هذه الأمة.
ولو سار الغرب على هذا النمط من التعصب لما بنى حضارة ولكننا نحن الذين تركنا له هذا العلم ونكصنا على أعقابنا وتسلمنا منه التعصب الذي كان عليه رجل أوروبا المريض في القرون الأوروبية المظلمة وها نحن اليوم نعيش هذا الظلام وندفع ضريبته.
فعظمة الكلمة صارت عندنا بحسب عظمة قائلها. فإن كان إماما قبلت وصار المعترض عليها مكابرا متعالما طاعنا في الأفاضل.
لقد أردت بهذا المقال الوجيز تبيين ضرورة تطوير المناهج وتعديل أفكار المصلحين وعدم الوقوف عندها وقوفا سلبيا مشابها لما عليه المذهبيون المتعصبون الذين يأمرونك أن تتمسك بالخطأ الذي وقع فيه المذهب منذ ألف ومئتي سنة ويبقى هذا التمسك الى أن تقوم الساعة.
ولا شك أن هذا التعصب يخالف مذاهب الأئمة الاربعة الذين صرحوا بأن الحديث الصحيح مذهبهم، وأنهم يقولون القول اليوم ويرجعون عنه غدا إن تكشف لهم خطؤه. وحذروا من التعصب لأقوالهم غاية التحذير وأمروا بضربها عرض الحائط إن خالفت قول الله وقول رسوله صلى الله عليه وسلم.
ولقد قال الإمام الأول لهذه الأمة(أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم).
والمتعصب ليس شافعي المذهب بل الشافعي بريء منه، وهكذا ... 

منقول للفائدة 
...
" البنا " أستاذ التكفير و " قطب " ثمرته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، وعلى آله وصحبه أجمعين :
وبعد :

تميزت جماعة الإخوان المسلمين عن غيرها من القوى السياسية المعاصرة بعلامتين مميزتين أساسيتين :
البيعة والجهاز السري.
وقد بايع الأتباع إمامهم بيعة كاملة في المنشط والمكره، وعاهدوه على السمع والطاعة ، ولم يكن حسن البنا يخفي ذلك على الناس، فهو لم يكن يقبل منهم بأقل من السمع والطاعة، دون نقاش.
فيقول : "يجب على الأخ أن يعد نفسه إعداداً تاماً ليلبي أمر القائد في أية ناحية، إن الدعوة تتطلب منا أن نكون جنوداً طائعين بقيادة موحدة، لنا عليها الاستماع للنصيحة، ولها علينا الطاعة، كل الطاعة في المنشط والمكره" وأيضاً "يتعين على العضو الثقة بالقائد والإخلاص والسمع والطاعة في العسر واليسر" .
فمنذ البداية دب الخلاف في شعبة الإسماعيلية، وحاول البعض التمرد على البنا وأبلغوا النيابة العامة ضده في مخالفات مالية، فكان رد فعل البنا عنيفاً، فقد جمع عدداً من أتباعه حيث "اعتدوا على المخالفين بالضرب".
ويعترف البنا بذلك ويتباهى به ويبرره بأن "المخالفين قد تلبسهم الشيطان وزين لهم ذلك، وأن من يشق عصا الجمع، فاضربوه بالسيف كائناً من كان" ويتأسف البنا على رفض البعض لضرب المخالفين وردعهم قائلاً : "إننا قد تأثرنا إلى حد كبير بالنظم المائعة التي يسترونها بألفاظ الديموقراطية والحرية الشخصية".

أما العلامة المميزة الثانية فهي الجهاز السري الذي مارس عمليات إرهاب وقتل – كانت البداية والنموذج والقدوة للإرهاب المتأسلم. وقد تدرج الفكر التنظيمي لحسن البنا في سلاسة ويسر ليصل إلى هذا الهدف غير المعلن، فبدأ "بالجوالة" بهدف تعويد الإخوان على النظام شبه العسكري، وتدريبهم على الطاعة التامة والتفاني المطلق.
ثم كانت "كتائب أنصار الله" وهي مجموعات تضم كل منها أربعين عضواً من الأعضاء النشطين في الجماعة يلتقون معاً ليلة كل أسبوع حيث يقضون الليل في العبادة والتلاوة . .. والعيون اليقظة تتابع ذلك لتفرز منه من يصلحون للجهاز الخاص .ولقد أنكر البنا طويلاً أنه يوجد ثمة جهاز خاص، ونفى ذلك نفياً قاطعاً، بل لقد وصف القائمين بأعمال النسف والتفجير والقتل عام 1948 – 1949 بأنهم "ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين"
وظلت الجماعة على إنكارها لوجود الجهاز الخاص حتى برغم اعترافات عشرات بل مئات من أعضائه أمام محكمة الشعب، وقيل ساعتها أنها أكاذيب أمليت وترددت تحت وطأة التعذيب .. ثم لا تلبث الحقيقة أن تظهر عندما يتنافس رجال الإرهاب الإخواني القدامى في كتابة مذكرات يحاول كل منها أن ينسب إلى نفسه أكبر قدر من القتل والإرهاب .. فكانت مذكرات صلاح شادي – أحمد عادل كمال – عبد المنعم عبد الرؤوف – محمود الصباغ. وقد اعترفوا جميعاً بأعمال إرهابية بشكل مثير للدهشة، لأنهم تحدثوا في تباه وتمجيد للفعل الإرهابي، مؤكدين انتسابهم إلى الجهاز السري والتزامهم بصيغته وأهدافه.

والعنف هو النتيجة المفترضة للخلط وبذرته الخبيثة موجودة منذ البدايات الأولى للجماعة :
فعندما أصدرت جماعة الإخوان مجلتها النذير، تعجل الشيخ عبد الرحمن الساعاتي ( والد المرشد العام حسن البنا ) في أن يجعلها نذيراً للجميع فكتب في عددها الأول مقالاً عنوانه "استعدوا يا جنود" يقول فيه : "استعدوا يا جنود، وليأخذ كل منكم أهبته، ويعد سلاحه، ولا يلتفت منكم أحد، امضوا إلى حيث تؤمرون" .
ثم يقول : "خذوا هذه الأمة في رفق فما أحوجها إلى العناية والتدليل، وصفوا لها الدواء فكم على ضفاف النيل من قلب يعاني وجسم عليل، اعكفوا على إعداده في صيدليتكم، ولتقم على إعطائه فرقة الإنقاذ منكم، فإذا الأمة أبت فأوثقوا يديها بالقيود، وأثقلوا ظهرها بالحديد، وجرعوها الدواء بالقوة، وإن وجدتم في جسمها عضواً خبيثاً فاقطعوه، أو سرطاناً خطيراً فأزيلوه .. استعدوا يا جنود – فكثير من أبناء هذا الشعب في آذانهم وقر، وفي عيونهم عمى" .
بل إنهم يعتبرون – وحتى أكثرهم اعتدالاً – أن "القتل" سلاح في العمل السياسي يمكن لآحاد الناس أن يوقعه متى اعتقد أنه يقيم الحد .. ويسأل الشيخ محمد الغزالي [ أحد أكثر الإخوانيين اعتدالاً – بزعمهم -] في شهادته أمام المحكمة التي حاكمت قاتل "د. فرج فوده" ويجيب عبر الحوار التالي:
س – من الذي يملك إقامة الحد؟
ج – المفروض أن جهاز القضاء هو الذي يقوم بهذه المهمة ..
س – هل يبقى الحد على أصله من وجوب إقامته؟
ج – حكم الله لا يلغيه أحد، والحد واجب الإيقاع.
س- ماذا لو أوقعه فرد من آحاد الناس؟
ج- يعتبر مفتئتاً على السلطة، أدى ما ينبغي أن تقوم به السلطة.
س- هل هناك عقوبة للإفتئات على السلطة؟
ج- لا أذكر أية عقوبة في الإسلام.
وما من مجال لسرد كل الدعاوى الإخوانية التي تقرر أن العنف والإرهاب هو أساس الدعوة .. وجوهرها، فلقد يحتاج الأمر إلى مجلدات .. فقط أدعو القارئ إلى قراءة الكتب الآتية التي أصدرها قادة بارزون من الجماعة، بل لعلهم كانوا أبرز القادة الفعليين، فهم قادة الجهاز السري الذي كرس الإرهاب المتأسلم في مصر.
أحمد عادل كمال – النقط فوق الحروف. ويقول فيه: جماعة دون عنف يحميها .. تهريج.
صلاح شادي – حصاد العمر. [ ويورد مئات الوقائع عن ارتكاب أعمال إرهابية ].
عبد المنعم عبد الرؤوف – أرغمت فاروق على التنازل عن العرش. [ وفيه يؤكد أن الإخوان هم الذين حاولوا اغتيال عبد الناصر في حادث المنشية ويورد تفاصيل الترتيبات ].
محمود عبد الحليم – الإخوان المسلمون،أحداث صنعت التاريخ. [ وفيه يؤكد أن رئيس الجهاز السري للإخوان عبد الرحمن السندي هو الذي دبر قتل نائبه سيد فايز ويقول : "وقد ثبت ثبوتاً قاطعاً أن هذه الجريمة الأثيمة كانت بتدبير السندي".
وإذ يطالع القارئ هذه الكتب أو حتى واحداً منها سيجد فيضاً من المعلومات والأدلة والاعترافات والاتهامات المتبادلة .. تكفي وتزيد لإقناعه بأن جماعة الإخوان كانت المصدر الأساسي للإرهاب المتأسلم في العصر الحديث.
ولكن ليأذن لي القارئ أن نتوقف أمام كاتب إخواني من قادة الجهاز السري، نتوقف أمامه لأنه الأصرح والأوضح .. وربما الأفدح ، إنه محمود الصباغ، ونقرأ: يبدأ عضو الجهاز الخاص بالبيعة " يدخل إلى حجرة مطفأة الأنوار، ويجلس على بساط في مواجهة أخ في الإسلام مغطى جسده تماماً من قمة رأسه إلى أخمص قدمه برداء أبيض، ثم يخرج من جانبه مسدساً ويطلب من المبايع أن يتحسسه، وأن يتحسس المصحف الشريف ثم يقول له: فإن خنت العهد أو أفشيت السر، فسوف يؤدي ذلك إلى إخلاء سبيل الجماعة منك، ويكون مأواك جهنم وبئس المصير ". -( قارن لزاما ببيعة الماسونية )- .
ما معنى " إخلاء سبيل الجماعة منك؟ " تأتي الإجابة في صفحة أخرى عندما يورد الأخ الصباغ نصوص لائحة الجهاز الخاص [ الجهاز السري لجماعة الإخوان ] م13 : " إن أية خيانة، أو إفشاء سر بحسن قصد، أو بسوء قصد يعرض صاحبه للإعدام وإخلاء سبيل الجماعة منه، مهما كانت منزلته، ومهما تحصن بالوسائل، واعتصم بالأسباب التي يراها كفيلة له بالحياة ".
بل أنه يعطي لنفسه ولزملائه الحق في القتل المباشر دون إذن من القيادة " إن أعضاء الجهاز يمتلكون-دون إذن أحد-الحق في اغتيال من يشاؤون من خصومهم السياسيين، فكلهم قارئ لسنة رسول الله في إباحة اغتيال أعداء الله".
فقط نلاحظ أن "خصومهم السياسيين" هم أعداء الله ويباح اغتيالهم.
بل إن الصباغ يغالي فيقول : " إن قتل أعداء الله [أي الخصوم السياسيين للجماعة] هو من شرائع الإسلام، ومن خدع الحرب فيها أن يسب المجاهد المسلمين وأن يضلل عدو الله بالكلام حتى يتمكن منه فيقتله" .
فقط يبقى أن نشير إلى أن مصطفى مشهور مرشد الجماعة هو صاحب مقدمة هذا الكتاب.
ومنذ البدايات الأولى حاول حسن البنا – وإن بحذر – أن يضع اللبنات الأولى للمفارقة بين عضو الجماعة والمجتمع حكاماً ومحكومين .. وللمفاصلة التامة بينهما. بل ولتكفير المجتمع .. حكاماً ومحكومين .
وفي رسالة التعاليم يحدد حسن البنا واجبات "الأخ المجاهد" وعددها 38 واجباً، الواجب رقم 25 منها يأمر العضو " أن تقاطع المحاكم والمدارس والهيئات التي تناهض فكرتك الإسلامية مقاطعة تامة ".
والبند رقم 37 يأمره "أن تتخلى عن صلتك بأية هيئة أو جماعة لا يكون الاتصال بها في مصلحة فكرتك" ، وعلى نهجه سار عبد القادر عوده .. إذ قرر تكفير كل قائل بالقانون الوضعي [ والغريب أنه ظل وحتى آخر حياته محامياً ويدير مكتباً كبيراً للمحاماة التي تعتمد وفقط على التحاكم إلى القانون الوضعي ].
ويقول مفكر إخواني آخر هو علي جريشه : "ولا خلاف في جهاد من منع بعض شريعة الله، وأولى به من منع كل الشريعة، والقعود عن الجهاد تهلكة نهى الله عنها".
وغني عن القول أن القول بتكفير كل من يقبل بالقانون الوضعي، وهو تكفير للحكم والمجتمع والمحكومين، أما القعود عن الجهاد ضد هذا المجتمع فهو "تهلكة نهى الله عنها".
ودونه صعوبة أن نكتشف أن جوهر فكرة التكفير ومن ثم "المفاصلة" مع المجتمع، والعنف ضده، قديمة قدم الدعوة ذاتها، وأن الذي أرسى أساسها هو مؤسس الجماعة ذاته .. الأستاذ حسن البنا.
والذين يتصورون أن الأستاذ سيد قطب أستاذ "التكفير"
والذي انبثق من فكره كل دعاة الإرهاب المحدثون [ إلى درجة أنهم يسمون بالقطبيين ] كان شارداً عن خط الجماعة واهمون .. هو فقط وضع كلمات في موضعها الواضح، ولم يتلاعب بالألفاظ كما فعل سابقوه.
فيقول: "إن الإسلام لا يعرف إلا نوعين من المجتمعات: مجتمع إسلامي، ومجتمع جاهلي" والمجتمعات الجاهلية عند سيد قطب هي كل المجتمعات "الشيوعية والوثنية واليهودية والمسيحية، والمجتمعات التي تزعم أنها مسلمة".
وبشكل أوضح يقول: "يدخل في إطار المجتمع الجاهلي جميع المجتمعات القائمة على الأرض".
وكما قلنا لا حل وسط فهو يقول: " فنحن وهذه الجاهلية على مفرق الطريق .. فإما إسلام وإما جاهلية ، وإن وظيفتنا الأولى هي إحلال التصورات والتقاليد الإسلامية في مكان الجاهلية، ولن يكون هذا بمجاراة الجاهلية في بعض الخطوات لأننا حين نسايرها خطوة، فإننا نفقد المنهج كله ونفقد الطريق ".
وهو لا يعترف بإسلام المسلمين "إن الناس ليسوا مسلمين كما يدعون وهم يحيون حياة الجاهلية، ليس هذا إسلاماً، وليس هؤلاء مسلمين. والدعوة إنما تقوم لترد هؤلاء الجاهلين إلى الإسلام، ولتجعل منهم مسلمين من جديد".
تأملوا "لتجعل منهم مسلمين من جديد". وهو لا يعتبر أن الإسلام قائم إلا في حدود جماعته ومن ثم فهو يدعو إلى إعادة "إنشائه" ، قائلاً : "و ينبغي أن يكون مفهوماً لأصحاب الدعوة الإسلامية أنهم حين يدعون الناس إعادة إنشاء هذا الدين يجب أن يدعوهم أولاً إلى اعتناق العقيدة، حتى ولو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين، وتشهد لهم شهادات الميلاد بأنهم مسلمون، فإذا دخل في هذا الدين عصبة من الناس، فهذه العصبة هي التي يطلق عليها اسم المجتمع المسلم".
ما معنى ذلك كله؟ ما معنى تكفير المسلمين جميعاً .. حكاماً ومحكومين .. معناه ببساطة أنهم جميعاً مرتدون. ثم .. الإرهاب.
وهكذا فإن الإرهاب يأتي منقاداً وبشكل طبيعي للفكرة الأولى الذي وضع بذرتها حسن البنا ومدها على استقامتها سيد قطب .
ولعل وضوح وصراحة سيد قطب قد دفعت كثيراً من الإخوانيين المعتادين على "التقية" والممالأة، والتلاعب بالكلمات إلى القول بأن سيد قطب قد تباعد عن
فكر الجماعة . مستندين في ذلك إلى كتاب "دعاة لا قضاة" الذي أصدره حسن الهضيبي [مرشد الإخوان آنذاك] وهو في السجن. ناسين أن الهضيبي كان كغيره من
قادة الجماعة، يجاهر أحياناً بغير ما يعتقد، وملتجئاً إلى "التقية" ولنا على ذلك أدلة عديدة .
"أرسل الأستاذ الهضيبي من سجن طره إلى الإخوان في الواحات مؤكداً أن تفسير الأخ سيد قطب للقرآن هو الحق الذي لا يسع أي مسلم أن يقول بغيره" .
ولقد يقول قائل – ولقد يكون – على حق – أن هذه أقوال متهم قد أجبر عليها تحت وطأة التعذيب.
فلنأت إلى شهادة أخرى، كتبت في الزمن السعيد زمن التهادن بين الإخوان ولسادات.
الأخت زينب الغزالي تقول "إن فضيلة المرشد [الأستاذ الهضيبي] قد قرأ كتاب معالم في الطريق، وأعاد قراءته قبل طبعه، ووافق عليه .. وقال أن هذا الكتاب
قد حصر أمله كله في سيد ، وأنه الأمل المرتجى للدعوة الآن".
وفي كتاب آخر أصدره واحد من مفكري الجماعة [ صفوت منصور] نقرأ " والأستاذ سيد قطب صاحب كتاب معالم في الطريق يعد في ميزان الرجال عماداً هائلاً في
تجديد شباب الحركة الإسلامية والامتداد الفكري والحركي لجماعة الإخوان المسلمين " .
ويعود فيؤكد أن فكر سيد قطب "هو امتداد لفكر جماعة الإخوان المسلمين، وتجديد لشبابها الفكري والحركي"
وقائد إخواني مبرز هو صلاح شادي يكتب كتاباً أسماه "الشهيدان – حسن البنا وسيد قطب" يقول فيه : "لقد كان حسن البنا البذرة الصالحة للفكر الإسلامي،
وكان سيد قطب الثمرة الناضجة لهذا الفكر" .
وبعد كل هذا :صدرت مذكرة عبد الرحمن عمار المرفوعة إلى مجلس الوزراء بشأن طلب حل جماعة الإخوان المسلمين على قرار اتهام طويل يعيد إلى الأذهان كل أعمال العنف التي ارتكبتها الجماعة، حتى تلك التي ارتكبتها بإيعاز من السلطات ولخدمة مصالحها.
فمن بين التهم الثلاث عشرة التي ساقتها المذكرة نجد:
1. أن الجماعة كانت تعد للإطاحة بالنظام السياسي القائم وذلك عن طريق الإرهاب مستخدمة تشكيلات مدربة عسكرياً هي فرق الجوالة.
2. مسئولية الجماعة عن مقتل أحد خصومها السياسيين (وفدي) في بورسعيد.
3. مسئولية الجماعة بحيازة أسلحة ومفرقعات ومتفجرات (حادث المقطم – مستودع السلاح بعزبة الشيخ محمد فرغلي – ضبط مصنع للمتفجرات بالإسماعيلية).
4. نسف فندق الملك جورج بالإسماعيلية .
5. نسف العديد من المنشآت التجارية المملوكة لليهود.
6. الاعتداء على رجال الأمن أثناء تأدية وظيفتهم.
7. إرهاب أصحاب المنشآت التجارية وتهديدهم بهدف الحصول على "تبرعات" و"اشتراكات" مدفوعة مقدماً لصحيفة الجماعة.
وبناء على هذه المذكرة أصدر الحاكم العسكري العام ( محمود فهمي النقراشي باشا ) قراراً عسكرياً من تسعة مواد 

تنص مادته الأولى: تحل فوراً الجمعيةالمعروفة باسم جماعة الإخوان المسلمين بشعبها أينما وجدت، وتغلق الأمكنة المخصصة لنشاطها، وتضبط جميع الأوراق والوثائق والسجلات والمطبوعات والمبالغ والأموال وعلى العموم كافة الأشياء المملوكة للجمعية.
ويحظر على أتباعها والمنتمين إليها بأية صفة كانت مواصلة نشاط الجمعية وبوجه خاص عقد اجتماعات لها أو لإحدى شعبها أو تنظيم مثل هذه الاجتماعات أو
الدعوة إليها وجمع الإعانات، أو الاشتراكات أو الشروع في شيء من ذلك .. ويعد من الاجتماعات المحظورة في تطبيق هذا الحكم اجتماع خمسة فأكثر من
الأشخاص الذين كانوا أعضاء بالجمعية المذكورة. كما يحظر على كل شخص طبيعي أو معنوي السماح باستعمال أي مكان تابع له لعقد مثل هذه الاجتماعات، أو
تقديم أي مساعدة أدبية أو مادية أخرى.

وتنص المادة الثالثة "على كل شخص كان عضواً في الجمعية المنحلة أو منتمياً لها وكان مؤتمناً على أوراق أو مستندات أو دفاتر أو سجلات أو أدوات أو
أشياء أن يسلمها إلى مركز البوليس المقيم في دائرته في خلال خمسة أيام من  تاريخ نشر هذا الأمر".

أما المادة الرابعة فتنص على تعيين "مندوب خاص مهمته استلام جميع أموال الجمعية المنحلة وتصفية ما يرى تصفيته، ويخصص الناتج للأعمال الخيرية أو
الاجتماعية التي يحددها وزير الشئون".
ودارت ماكينة العنف البوليسي ضد الإخوان .. هؤلاء الذين باركوا دورانها ضد خصومهم من الوفديين والتقدميين والشيوعيين فإذا بغول الديكتاتورية يبتلعهم هم أيضاً.
والمعتقلات التي افتتحت في ظل مباركة الإخوان وتهليلهم يوم 15 مايو (أيار) 1948 (بمناسبة حرب فلسطين) والتي استقبلت خصومهم السياسيين، أخذت تتوسع كي
تستقبل الألوف من أعضاء الإخوان.
ويقول البنا أنه قد تم فصل 150 موظفاً، وشرد من القاهرة وحدها إلى الوجه القبلي 500 موظف ، وأبعد عن كليات الجامعة والمدارس الثانوية نحو ألف طالب.
وفي 28 ديسمبر (كانون الأول) وقعت الواقعة التي صعدت المأساة إلى أعلى قممها إذ قام طالب في الثالثة والعشرين من عمره (عبد المجيد أحمد حسن)
بإطلاق رصاصتين محكمتي التصويب على رئيس الوزراء محمود فهمي النقراشي باشا.
وأتى إبراهيم عبد الهادي ليدير ماكينة العنف الرسمي إلى أقصى مداها، ولتتسع دائرة الاعتقالات في صفوف الإخوان فتشمل 4000 معتقل، وتعرض بعض المعتقلين
لأقصى درجات التعذيب الوحشي الذي لم تعرف له مصر مثيلاً من قبل، وباختصار
"كانت الستة أشهر التالية لتولي إبراهيم عبد الهادي الحكم صورة راسخة في أذهان المصريين جميعاً للسلطة الرسمية الغاشمة وقد اكتسب عبد الهادي لنفسه
خلالها عداء كافة فئات الرأي العام المصري".
ولعل شكوكاً كثيرة قد ساورت هؤلاء الشبان من أعضاء الجهاز السري وهم يعانون من التعذيب الوحشي في جدوى عملية الإرهاب ضد خصومهم، وربما في مدى
مشروعيتها. وفي مدى انطباق "فكرة الجهاد" على ما ارتكبوه من أعمال، ولعل فتاوى مفتي الديار المصرية، وبيانات شيخ الأزهر وهيئة كبار العلماء التي
تدين أعمالهم قد أثرت فيهم كثيراً.
لكن الطامة الكبرى جاءت عندما استنكر البنا نفسه هذه الأعمال واتهم القائمين بها بأنهم "ليسوا إخواناً وليسوا مسلمين"
والتاريخ يعيد نفسه !!! ، وهنا انهار المتهمون جميعاً، فقد كان صمودهم واحتمالهم للتعذيب يستمد كل صلابته من "البيعة" التي أقسموا بها بين يدي
الشيخ أو من يمثله في حجرة مظلمة .. فإذا تخلى الشيخ عنهم وعن فكرة "الجهاد" كما لقنها لهم .. فماذا يبقى؟
ولقد صمد عبد المجيد حسن ثلاثة أسابيع كاملة في مواجهة تعذيب وحشي ضده وضد  أسرته، لكنه ما لبث أن انهار تماماً عندما قرأ بيان الشيخ البنا الذي نشرته الصحف.
والحقيقة أن نزوع الإخوان إلى الإرهاب، كان خطأ فادحاً مكن الخصوم من استخدام العنف الرسمي في أقصى صورة ضدهم. كذلك فقد عزلهم هذا الإرهاب عن
الكثير من القوى التي اعتادت العطف عليهم أو النظر إلى دعوتهم بعين الرضا.
لكن استنكار الجهاز السري وجرائمه لم يأت من خارج الجماعة فقط، بل لعله أتى اكثر ما أتى من داخلها .. بل من شيخها ومن منشئها
ومؤسس الجهاز السري نفسه. والتاريخ يعيد نفسه !!!

وعودا على رأس التكفير والإرهاب :
وإذا كان حسن البنا هو البذرة الصالحة فإن سيد قطب هو الثمرة الناضجة .. أو على الأقل هذا هو رأي واحد من كبار رجال الجماعة. إنه "صلاح شادي" الذي
كان مسئولاً عن قسم "الوحدات" بالجماعة [ الفرع الأكثر سرية من الجهاز السري، فهو الفرع الخاص بأعضاء الجماعة في الجيش والبوليس ].
ولم يحدث أبداً أن وجه إخواني أياً كان مرتبته أي نقد، أو شبه نقد لممارسات أو كتابات سيد قطب. وسيد قطب –وهو شخصية مثيرة لجدل شديد –هو سيد عصر
الإرهاب الحالي.
فكل الإرهابيين الذين ملأوا الدنيا قتلاً وسفكاً للدماء هم " قطبيون " أي أنهم من أتباعه. وفي سجن "طره" بدأ سيد قطب في استقطاب أكثر عناصر شباب
الجماعة تشدداً ليكون منهم تياراً ينتقد اعتدال البعض من رموز الجماعة، ويدعو إلى تكفير المجتمع [ الحاكم والمحكوم على السواء ] .
وكان من أبرز تلاميذه في السجن " شكري مصطفى " الذي سرعان ما كون بعد خروجه من السجن " الجماعة المسلمة" التي أسميت إعلامياً بجماعة "التكفير
والهجرة" ، ومن هذه الجماعة الشديدة التشدد والتي تعرضت لضربات قاصمة في أعقاب اختطافها للشيخ الذهبي واغتياله .. تولدت جماعات عدة لعل كل منها كان
أكثر تطرفاً مما سبقه.
لكن سيد قطب هو صاحب نواة كرة الثلج التي تضخمت لتفرز لنا كل الإرهابيين من أعضاء "جماعة الجهاد" و" الجماعة الإسلامية " وما أفرزتاه من تكوينات تالية .
ولقد يتململ بعض الإخوان من نسبتهم إلى هذه التداعيات ، لكن الشيء المؤكد  أن أحداً لم يجرؤ أو يتجاسر أن ينطق بكلمة نقد واحدة لفكرة أو كلمة أو فعل
من أقوال أو أفعال سيد قطب.
أليس هو " الثمرة الناضجة " للدعوة. أليس هو " الأمل المرتجي للدعوة " كما أكد الهضيبي المرشد العام للإخوان على زمن سيد قطب؟
بل أن أحداً من الإخوان لم يوجه أي نقد أو إدانة لكل ما ارتكبه الإرهابيون من مجازر. يتنصلون منها نعم. أما إدانتها وإدانة القائمين بها أو القائلين بضرورتها فلا.
ويبقى معلقاً في عنق الجماعة كل فعل أو قول، وكل قطرة دم أريقت بأيدي  الإرهابيين حتى يعلنوا براءتهم منها، ويعلنوا إدانتهم لها ، وعلى رأسها كتب
سيد قطب .
والغريب أن هؤلاء الإرهابيون يسارعون من قبيل التفقه، بتحريم عشرات الأفعال والأقوال والكتابات ، لكن أحداً منهم لم يحرم حرفاً مما كتبه هؤلاء
الإرهابيون الجدد ابتداءاً من سيد قطب وحتى عمر عبد الرحمن وعبود الزمر وأسامة بن لادن وأمثالهم. ولم يحرم فعلاً مما فعلوا. هو فقط يقول لم أفعل.
ولكن أين واجب المسلم في تبيان الحق .. أليس " الساكت عن الحق شيطان أخرس؟ "

الإخوان وتفريخ الجماعات التكفيرية :
ومع وجود قيادة للجماعة منغلقة على نفسها، ولا تمتلك لا الكفاءة الفكرية ولا التنظيمية التي اعتاد عليها الإخوانيون.
ومع بروز قيادات من الكوادر الوسطى اكتسبت في ظل ظروف محددة بعضاً من وجود جماهيري.
وهي قيادات قدمت إلى الجماعة من صفوف " كرة الثلج " التي ولدهاسيد قطب.
أي من صفوف الجامعات الجهادية كما يسمونها. دخلوا الجماعة شباناً [طلاباً أو خريجين جدداً ] صعدوا خطوة أو خطوتين ثم .. كفى.
فالحصون العليا في قيادة الجماعة محصنة لا يمسها إلا "المقربون" ابن المرشد المؤسس وابن المرشد التالي.
أما هؤلاء الغرباء فلا مكان لهم في قمم القيادة الإخوانية.
ثم بدأت القيادة تلعب لعبة غريبة. تورط قواعدها ولا تتورط هي. هم يسجنون وهي تنجو.
ولعل الأمن قد أسهم في هذه اللعبة ربما [ أقول ربما ] عن وعي.
الأمن يقبض على الكوادر الوسطى، يحاكمها، ويسجنها، بينما " القيادة " تعيش في مأمن.
ويبدو غريباً. وربما مريباً أن يقبض على مئات من أعضاء القيادات الوسطى الإخوانية بتهمة الانضمام إلى الجماعة وهي تنظيم محظور،
وتكون الأدلة كتابات ومطبوعات إخوانية كتابها ومؤلفوها من أعضاء مكتب الإرشاد الذي يعيش حراً طليقاً، بل ويعلن أعضاؤه عن مواقعهم في الجماعة.
فالعضو يسجن لأنه يشتبه في أنه منضم للجماعة ، بينما الأستاذ مصطفى مشهور كان يعلن في كل يوم أنه المرشد العام .. والمستشار
مأمون الهضيبي يعلن وعلناً أنه نائبه.
هذا المنطق المفتقد أثار حفيظة الكوادر الوسطى، خاصة وأن المواقع القيادية قد حجبت عنها قصراً.
وأن الجماعة تفتقد أي شكل من أشكال الديموقراطية – زعموا - ، فأية ديموقراطية مع من بايعته " أميراً " أو " مرشداً " . بايعته "على السمع
والطاعة في المنشط والمكره" ، ومن تلقنت دوماً أنه يتحتم عليك أن " تطيعه وإن ضربك على ظهرك وبطنك "؟
وأية ديموقراطية فيما أسمي ببيعة المقابر؟ حيث وبشكل مفاجئ بويع مصطفى  مشهور مرشداً للجماعة خلال مراسم دفن المرشد السابق .. بايعه المشيعون دون
ترتيب، ودون احتراز من أن يكون المبايعون لا يمثلون الجماعة تمثيلاً حقيقياً. أو حتى لا يكونون أعضاء فيها.
وأية ديموقراطية مع مرشد عام هو واحد من الرعيل الأول لمؤسسي الجهاز السري الذي يفرض طاعة مضاعفة، وخضوعاً لا نقص فيه.
وهكذا بدأ التململ في صفوف الكوادر الوسطى، وظهرت تداعيات جديدة.
إنشقاقات  من الجماعة بعضها أسمى نفسه "حزب الوسط" [ تحت التأسيس ] والآخر "حزب الشريعة" [ أيضاً تحت التأسيس ] .
وآخرون كثيرون .. متمردون صامتون، أو منسحبون دون ضجيج، أو يستعدون لذات الشيء.
لكن التداعيات ومهما حاولت أن تتزين تبقى مفعمة بثوابت الأصل. مثله ، مثقلة بكل نوازعه وكل مقولاته الإرهابية. وإن تزينت أو تجملت أو حاولت .
ونعود لنؤكد ما كررنا من قبل أن الإرهاب يبدأ فكراً. يبدأ بفكرة خبيثة  متأسلمة، لا تلبث أن تقتاد صاحبها أو متلقيها خطوة خطوة في طريق المفاصلة
مع المجتمع، أو مع كل مختلف معه، ويصبح الآخر هو العدو ، وبالضرورة الكافر .. الذي يجب جهاده أو أن يقام عليه حد الردة.
إن جميع ما سيق هنا من كلام القوم ، لم يفتر عليهم ، ولم يتقول عليهم ، ولم يحمل كلامهم ما لا يحتمل ، ولم يلحق بهم ما يتبرؤن منه ، إنما هو شهادتهم
على أنفسهم ، ومن أفواههم ندينهم .
وهذه بعض المراجع – الإخوانية - لمزيد من عفن القوم وإدانتهم لأنفسهم :
1- ( ذكريات لا مذكرات ) – عمر التلمساني
2- ( التنظيم الخاص ) – محمود الصباغ
3- ( الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ ) – محمود عبدالحليم
4- ( حصاد العمر ) – صلاح شادي
5- ( الشهيدان حسن البنا ، وسيد قطب ) – صلاح شادي
6- ( النقط فوق الحروف ) – أحمد عادل كمال
7- ( التاريخ السري للإخوان المسلمين ) – علي العشماوي
والحمد لله رب العالمين      _-------------- منقـــــــــــــــــــــــــول

تحذير العلماء السلفيين من حسن البنا



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

الغيرة ،،، والدياثة