حكم شرب #الدخان وأخطار #التدخين القاتلة😱
قال العلّامة ابن عثيمين-رحمه الله-:
"شهر رمضان فرصة لمن صدق العزيمة، وأراد أن يتخلّص من هذا الدخان الخبيث الضار"
[فتاواه 183/19]
همسة في أذن مدخن
| لفضيلة الشيخ الدكتور/ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر
-حفظهما الله تعالى-.
حكم التدخين مع مقطع فيديو يوضح خطر التدخين
(الشيخ عبدالكريم لخذاري)
حفظه الله تعالى
« حرر نفسك من القيد الذي كبلتها به ، فأنت تتدخن بإرادتك وتستطيع الإقلاع عن التدخين بإدرادتك، فلا تكن #عبداً_لهواك…».
شاهد أخطار التدخين القاتلة😱
صاحب هذا السرير في غرفة العمليات لإستئصال كامل اللسان والحنجره ، كانت آخر مره يتكلم فيها اليوم وآخر وجبه يأكلها امس ، السبب #التدخين
شاهد حقائق عن السجائر والتدخين وماذا تفعل في جسم الانسان
رابط تحميل الرسالة
فتوى في حكم شرب الدخان
لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم
رحمه الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد : فقد سئلت عن حكم التنباك الذي أُولع بشربه كثير من الجهال والسفهاء مما يعلم كل أحد تحريمنا إياه ، نحن ، ومشايخنا، ومشايخ مشايخنا، وكافة المحققين من أئمة الدعوة النجدية وسائر المحققين سواهم من العلماء في عامة الأمصار، من لدن وجوده بعد الألف بعشرة أعوام أو نحوها حتى يومنا هذا، استنادا على الأصول الشرعية والقواعد المرعية؟. وكنت رأيت عدم إجابة السائل لذلك ، ولكن نظرا إلى أن للسائل حقا، وإلى فشو تعاطي هذا الخبيث بما لا يخطر على البال آثرت الجواب على ذلك .
فأقول : لا ريب في خبث الدخان ونتنه ، وإسكاره أحيانا وتفتيره .
وتحريمه بالنقل الصحيح ، والعقل الصريح ، وكلام الأطباء المعتبرين .
أولا: أما النقل الصحيح فقول الله تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل مسكر خمر وكل خمر حرام ولمسلم : وكل مسكر حرام وروى أبو داود والترمذي وحسنه عن عائشة مرفوعا : كل مسكر حرام وما أسكر الفرق منه فملء الكف منه حرام وكل من الآيات الكريمة والأحاديث الصحيحة دال على تحريمه، فإنه خبيث مسكر تارة، ومفتر أخرى لا يماري في ذلك إلا مكابر للحس والواقع.
ولا ريب أيضا في إفادتها تحريم ما عداه من المسكرات والمفترات.
وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر قال الحافظ الزين العراقي : ( إسناده صحيح ، وصححه السيوطي في الجامع الصغير ) .
وفيه من إضاعة المال واستهلاك المبالغ الطائلة المسببة لضلع الدين ، الحامل على بيع كثير من ضروريات الحياة في هذا السبيل ما لا يسع أحدا إنكاره. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنعا وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال يوضحه ما سنذكره من كلام العلماء من أرباب المذاهب الأربعة .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
وبعد : فقد سئلت عن حكم التنباك الذي أُولع بشربه كثير من الجهال والسفهاء مما يعلم كل أحد تحريمنا إياه ، نحن ، ومشايخنا، ومشايخ مشايخنا، وكافة المحققين من أئمة الدعوة النجدية وسائر المحققين سواهم من العلماء في عامة الأمصار، من لدن وجوده بعد الألف بعشرة أعوام أو نحوها حتى يومنا هذا، استنادا على الأصول الشرعية والقواعد المرعية؟. وكنت رأيت عدم إجابة السائل لذلك ، ولكن نظرا إلى أن للسائل حقا، وإلى فشو تعاطي هذا الخبيث بما لا يخطر على البال آثرت الجواب على ذلك .
فأقول : لا ريب في خبث الدخان ونتنه ، وإسكاره أحيانا وتفتيره .
وتحريمه بالنقل الصحيح ، والعقل الصريح ، وكلام الأطباء المعتبرين .
أولا: أما النقل الصحيح فقول الله تعالى: الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وفي الصحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل مسكر خمر وكل خمر حرام ولمسلم : وكل مسكر حرام وروى أبو داود والترمذي وحسنه عن عائشة مرفوعا : كل مسكر حرام وما أسكر الفرق منه فملء الكف منه حرام وكل من الآيات الكريمة والأحاديث الصحيحة دال على تحريمه، فإنه خبيث مسكر تارة، ومفتر أخرى لا يماري في ذلك إلا مكابر للحس والواقع.
ولا ريب أيضا في إفادتها تحريم ما عداه من المسكرات والمفترات.
وروى الإمام أحمد ، وأبو داود ، عن أم سلمة رضي الله عنها قالت : نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر قال الحافظ الزين العراقي : ( إسناده صحيح ، وصححه السيوطي في الجامع الصغير ) .
وفيه من إضاعة المال واستهلاك المبالغ الطائلة المسببة لضلع الدين ، الحامل على بيع كثير من ضروريات الحياة في هذا السبيل ما لا يسع أحدا إنكاره. وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : إن الله حرم عليكم عقوق الأمهات ووأد البنات ومنعا وهات وكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال يوضحه ما سنذكره من كلام العلماء من أرباب المذاهب الأربعة .
[ حكم شرب الدخان رسالة من فضيلة
الشيخ عبد الرحمن الناصر السعدي ]
رحمه الله تعالى
حكم شرب الدخان
هذه رسالة من فضيلة الشيخ : عبد الرحمن الناصر السعدي رحمه الله . كتبته إليه حينما دار البحث بيني وبين رجل من المسلمين في حكم الدخان ، وحيث لم تكن هذه الرسالة موجودة عند غيري كان لزاما عليّ إبرازها للوجود خوفا من معرة كتمان العلم ، راجيا من الله أن ينفعني بها وكاتبها والمسلمين ، إنه جواد كريم .
نص السؤال والجواب ما يلي منقولا من خط الكاتب رحمه الله :
بسم الله الرحمن الرحيم
من الولد علي بن حمد الصالحي : إلى فضيلة الشيخ المكرم : عبد الرحمن الناصر السعدي . بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أرجوكم الإفادة عن حكم شرب الدخان والاتجار به على وجه التوضيح هل هو حرام أو مكروه أفتونا مأجورين ؟.
الجواب : وبالله التوفيق ، نسأله الهداية لنا ولإخواننا المسلمين . أما الدخان شربه والاتجار به والإعانة على ذلك فهو حرام لا يحل لمسلم تعاطيه ؛ شربا ، واستعمالا ، واتجارا ، وعلى من كان يتعاطاه أن يتوب إلى الله توبة نصوحا ، كما يجب عليه أن يتوب من جميع الذنوب ؛ وذلك أنه داخل في عموم النصوص الدالة على التحريم ، داخل في لفظها العام وفي معناها ؛ وذلك لمضاره الدينية والبدنية والمالية التي يكفي بعضها في الحكم بتحريمه ، فكيف إذا اجتمعت ؟!
حكم شرب الدخان
هذه رسالة من فضيلة الشيخ : عبد الرحمن الناصر السعدي رحمه الله . كتبته إليه حينما دار البحث بيني وبين رجل من المسلمين في حكم الدخان ، وحيث لم تكن هذه الرسالة موجودة عند غيري كان لزاما عليّ إبرازها للوجود خوفا من معرة كتمان العلم ، راجيا من الله أن ينفعني بها وكاتبها والمسلمين ، إنه جواد كريم .
نص السؤال والجواب ما يلي منقولا من خط الكاتب رحمه الله :
بسم الله الرحمن الرحيم
من الولد علي بن حمد الصالحي : إلى فضيلة الشيخ المكرم : عبد الرحمن الناصر السعدي . بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . أرجوكم الإفادة عن حكم شرب الدخان والاتجار به على وجه التوضيح هل هو حرام أو مكروه أفتونا مأجورين ؟.
الجواب : وبالله التوفيق ، نسأله الهداية لنا ولإخواننا المسلمين . أما الدخان شربه والاتجار به والإعانة على ذلك فهو حرام لا يحل لمسلم تعاطيه ؛ شربا ، واستعمالا ، واتجارا ، وعلى من كان يتعاطاه أن يتوب إلى الله توبة نصوحا ، كما يجب عليه أن يتوب من جميع الذنوب ؛ وذلك أنه داخل في عموم النصوص الدالة على التحريم ، داخل في لفظها العام وفي معناها ؛ وذلك لمضاره الدينية والبدنية والمالية التي يكفي بعضها في الحكم بتحريمه ، فكيف إذا اجتمعت ؟!
[ فصل في مضار التدخين الدينية ]
فصل - أما مضاره الدينية ودلالة النصوص على منعه وتحريمه فمن وجوه كثيرة :
منها : قوله تعالى : وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وقوله تعالى : وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وقوله : وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا فهذه الآيات وما أشبهها حرم الله بها كل خبيث أو ضار ، فكل ما يستخبث أو يضر فإنه لا يحل ، والخبث والضرر يعرف بآثاره وما يترتب عليه من المفاسد ، فهذا الدخان له مفاسد وأضرار كثيرة محسوسة كل أحد يعرفها ، وأهله من أعرف الناس بها ، ولكن إرادتهم ضعيفة ، ونفوسهم تغلبهم مع شعورهم بالضرر ، وقد قال العلماء : يحرم كل طعام وشراب فيه مضرة.
ومن مضاره الدينية : أنه يثقل على العبد العبادات والقيام بالمأمورات خصوصا الصيام ، وما كرّه العبد للخير فإنه شر ، وكذلك يدعو إلى مخالطة الأرذال ، ويزهد في مجالس الأخيار كما هو مشاهد ، وهذا من أعظم النقائص أن يكون العبد مؤالفا للأشرار متباعدا عن الأخيار ، ويترتب على ذلك العداوة لأهل الخير والبغض لهم ، والقدح فيهم والزهد في طريقهم ، ومتى ابتلي به الصغار والشباب سقطوا بالمرة ودخلوا في مداخل قبيحة ، وكان ذلك عنوانا على سقوط أخلاقهم فهو باب لشرور كثيرة فضلا عن ضرره الذاتي .
فصل - أما مضاره الدينية ودلالة النصوص على منعه وتحريمه فمن وجوه كثيرة :
منها : قوله تعالى : وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وقوله تعالى : وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وقوله : وَلا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا فهذه الآيات وما أشبهها حرم الله بها كل خبيث أو ضار ، فكل ما يستخبث أو يضر فإنه لا يحل ، والخبث والضرر يعرف بآثاره وما يترتب عليه من المفاسد ، فهذا الدخان له مفاسد وأضرار كثيرة محسوسة كل أحد يعرفها ، وأهله من أعرف الناس بها ، ولكن إرادتهم ضعيفة ، ونفوسهم تغلبهم مع شعورهم بالضرر ، وقد قال العلماء : يحرم كل طعام وشراب فيه مضرة.
ومن مضاره الدينية : أنه يثقل على العبد العبادات والقيام بالمأمورات خصوصا الصيام ، وما كرّه العبد للخير فإنه شر ، وكذلك يدعو إلى مخالطة الأرذال ، ويزهد في مجالس الأخيار كما هو مشاهد ، وهذا من أعظم النقائص أن يكون العبد مؤالفا للأشرار متباعدا عن الأخيار ، ويترتب على ذلك العداوة لأهل الخير والبغض لهم ، والقدح فيهم والزهد في طريقهم ، ومتى ابتلي به الصغار والشباب سقطوا بالمرة ودخلوا في مداخل قبيحة ، وكان ذلك عنوانا على سقوط أخلاقهم فهو باب لشرور كثيرة فضلا عن ضرره الذاتي .
[ فصل في مضار التدخين البدنية ]
فصل - وأما أضراره البدنية : فكثيرة جدا ، فإنه يوهن القوة ويضعفها ، ويضعف البصر ، وله ريان ونفوذ في البدن والعروق ، فيوهن القوى ، ويمنع الانتفاع الكلي بالغذاء ، ومتى اجتمع الأمران اشتد الخطر وعظم البلاء.
ومنها : إضعاف القلب ، واضطراب الأعصاب ، وفقد شهية الطعام .
ومنها : السعال ، والنزلات الشديدة التي ربما أدت إلى الاختناق وضيق التنفس ، فكم له من قتيل أو مشرف على الهلاك .
وقد قرر غير واحد من الأطباء المعتبرين أن لشرب الدخان الأثر الأكبر في الأمراض الصدرية ، وهي السل وتوابعه ، وله أثر محسوس في مرض السرطان ، وهذه من أخطر الأمراض وأصعبها. فيا عجبا لعاقل حريص على حفظ صحته وهو مقيم على شربه مع مشاهدة هذه الأضرار أو بعضها ! فكم تلف بسببه خلق كثير! وكم تعرض منهم لأكثر من ذلك ! وكم قويت بسببه الأمراض البسيطة حتى عظمت وعز على الأطباء دواؤها ! وكم أسرع بصاحبه إلى الانحطاط السريع من قوته وصحته !.
ومن العجب أن كثيرا من الناس يتقيدون بإرشادات الأطباء في الأمور التي هي دون ذلك بكثير ، فكيف يتهاونون بهذا الأمر الخطير ! ذلك لغلبة الهوى واستيلاء النفس على إرادة الإنسان ، وضعف إرادته عن مقاومتها وتقديم العادات على ما تعلم مضرته. ولا تستغرب حالة كثير من الأطباء الذين يدخنون وهم يعترفون بلسان حالهم أو لسان مقالهم بمضرته الطبية ، فإن العادات تسيطر على عقل صاحبها وعلى إرادته ، ويشعر كثيرا أو أحيانا بالمضرة وهو مقيم على ما يضره.
وهذه المضار أشرنا إليها إشارة ، مع ما فيه من تسويد الفم والشفتين والأسنان ، وسرعة بلائها وتحطمها وتآكلها بالسوس ، وانهيار الفم والبلعوم ومداخل الطعام والشراب حتى يجعلها كاللحم المنهار المحترق تتألم مما لا يتألم منه.
وكثير من أمراض الالتهابات ناشئة عنه ، ومن تتبع مضاره وجدها أكثر مما ذكرنا.
فصل - وأما أضراره البدنية : فكثيرة جدا ، فإنه يوهن القوة ويضعفها ، ويضعف البصر ، وله ريان ونفوذ في البدن والعروق ، فيوهن القوى ، ويمنع الانتفاع الكلي بالغذاء ، ومتى اجتمع الأمران اشتد الخطر وعظم البلاء.
ومنها : إضعاف القلب ، واضطراب الأعصاب ، وفقد شهية الطعام .
ومنها : السعال ، والنزلات الشديدة التي ربما أدت إلى الاختناق وضيق التنفس ، فكم له من قتيل أو مشرف على الهلاك .
وقد قرر غير واحد من الأطباء المعتبرين أن لشرب الدخان الأثر الأكبر في الأمراض الصدرية ، وهي السل وتوابعه ، وله أثر محسوس في مرض السرطان ، وهذه من أخطر الأمراض وأصعبها. فيا عجبا لعاقل حريص على حفظ صحته وهو مقيم على شربه مع مشاهدة هذه الأضرار أو بعضها ! فكم تلف بسببه خلق كثير! وكم تعرض منهم لأكثر من ذلك ! وكم قويت بسببه الأمراض البسيطة حتى عظمت وعز على الأطباء دواؤها ! وكم أسرع بصاحبه إلى الانحطاط السريع من قوته وصحته !.
ومن العجب أن كثيرا من الناس يتقيدون بإرشادات الأطباء في الأمور التي هي دون ذلك بكثير ، فكيف يتهاونون بهذا الأمر الخطير ! ذلك لغلبة الهوى واستيلاء النفس على إرادة الإنسان ، وضعف إرادته عن مقاومتها وتقديم العادات على ما تعلم مضرته. ولا تستغرب حالة كثير من الأطباء الذين يدخنون وهم يعترفون بلسان حالهم أو لسان مقالهم بمضرته الطبية ، فإن العادات تسيطر على عقل صاحبها وعلى إرادته ، ويشعر كثيرا أو أحيانا بالمضرة وهو مقيم على ما يضره.
وهذه المضار أشرنا إليها إشارة ، مع ما فيه من تسويد الفم والشفتين والأسنان ، وسرعة بلائها وتحطمها وتآكلها بالسوس ، وانهيار الفم والبلعوم ومداخل الطعام والشراب حتى يجعلها كاللحم المنهار المحترق تتألم مما لا يتألم منه.
وكثير من أمراض الالتهابات ناشئة عنه ، ومن تتبع مضاره وجدها أكثر مما ذكرنا.
[ فصل في مضار التدخين المالية ]
فصل وأما مضاره المالية : فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه نهى عن إضاعة المال وأي إضاعة أبلغ من حرقه في هذا الدخان الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، ولا نفع فيه بوجه من الوجوه ، حتى أن كثيرا من المنهمكين فيه يغرمون الأموال الكثيرة ، وربما تركوا ما يجب عليهم من النفقات الواجبة ، وهذا انحراف عظيم ، وضرر جسيم فصرف المال في الأمور التي لا نفع فيها منهي عنه ، فكيف بصرفه بشيء محقق ضرره !.
ولما كان الدخان بهذه المثابة مضرا بالدين والبدن والمال ، كانت التجارة فيه محرمة ، وتجارته بائرة غير رابحة ، وقد شاهد الناس أن كل متجر فيه وإن استدرج ونما ماله في وقت ما فإنه يبتلى بالقلة في آخر أمره وتكون عواقبه وخيمة ، ثم إن النجديين ولله الحمد جميع علمائهم متفقون على تحريمه ومنعه ، والعوام تبع للعلماء فلا يسوغ ولا يحل للعوام أن يتبعوا الهوى ويتأولوا ويتعللوا بأنه يوجد من علماء الأمصار من يحلله ولا يحرمه ، فإن هذا التأويل من العوام لا يحل باتفاق العلماء ، فإن العوام تبع لعلمائهم ليسوا مستقلين ، وليس لهم أن يخرجوا عن أقوال علمائهم وهذا واجبهم ، كما قال تعالى : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ وما نظير هذا التأويل الفاسد الجاري على ألسنة بعض العوام - اتباعا للهوى لا اتباعا للحق والهدى - إلا كما لو قال بعضهم : يوجد بعض علماء الأمصار لا يوجبون الطمأنينة في الصلاة فلا تنكروا علينا إذا اتبعناهم ، أو يوجد من يبيح ربا الفضل فلنا أن نتبعهم ، أو يوجد من لا يحرم أكل ذوات المخالب من الطير فلنا أن نتبعهم ، ولو فتح هذا الباب فتح على الناس شر كبير ، وصار سببا لانحلال العوام عن دينهم ، وكل أحد يعرف أن تتبع مثل هذه الأقوال المخالفة ، لما دلت عليه الأدلة الشرعية ، ولما عليه أهل العلم ، من الأمور التي لا تحل ولا تجوز .
والميزان الحقيقي : هو ما دلت عليه أصول الشرع وقواعده ، وقد دلت على تحريم الدخان ؛ لما يترتب عليه من المفاسد والمضار المتنوعة ، وكل أمر فيه ضرر على العبد : في دينه ، أو بدنه ، أو ماله من غير نفع فهو محرم . فكيف إذا تنوعت المفاسد وتجمعت ، أليس من المتعين شرعا وعقلا وطبا تركه والتحذير منه ونصيحة من يقبل النصيحة ! فالواجب على من نصح نفسه وصار لها عنده قدر وقيمة أن يتوب إلى الله عن شربه ، ويعزم عزما جازما مقرونا بالاستعانة بالله لا تردد فيه ولا ضعف عزيمة ، فإن من فعل ذلك أعانه الله على تركه وهون عليه ذلك .
ومما يهون عليه الأمر أن يعرف أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، وكما أن ثواب الطاعة الشاقة أعظم مما لا مشقة فيه ، فكذلك ثواب تارك المعصية إذا شق عليه الأمر وصعب أعظم أجرا وأعظم ثوابا ، فمن وفقه الله وأعانه على ترك الدخان فإنه يجد المشقة في أول الأمر ثم لا يزال يسلو شيئا فشيئا حتى يتم الله نعمته عليه ، فيغتبط بفضل الله عليه وحفظه وإعانته ، وينصح إخوانه بما ينصح به نفسه والتوفيق بيد الله ، ومن علم الله من قلبه صدق النية في طلب ما عنده بفعل المأمورات وترك المحظورات يسره لليسرى ، وجنبه العسرى ، وسهل له طرق الخير كلها ، فنسأل الله أن يأخذ بنواصينا إلى الخير ، وأن يحفظنا من الشر ، إنه جواد كريم ، رءوف رحيم .
عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي
في ربيع الأول سنة 1376 هـ
نقله من خطه الفقير إلى الله : علي الحمد الصالحي
فصل وأما مضاره المالية : فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنه نهى عن إضاعة المال وأي إضاعة أبلغ من حرقه في هذا الدخان الذي لا يسمن ولا يغني من جوع ، ولا نفع فيه بوجه من الوجوه ، حتى أن كثيرا من المنهمكين فيه يغرمون الأموال الكثيرة ، وربما تركوا ما يجب عليهم من النفقات الواجبة ، وهذا انحراف عظيم ، وضرر جسيم فصرف المال في الأمور التي لا نفع فيها منهي عنه ، فكيف بصرفه بشيء محقق ضرره !.
ولما كان الدخان بهذه المثابة مضرا بالدين والبدن والمال ، كانت التجارة فيه محرمة ، وتجارته بائرة غير رابحة ، وقد شاهد الناس أن كل متجر فيه وإن استدرج ونما ماله في وقت ما فإنه يبتلى بالقلة في آخر أمره وتكون عواقبه وخيمة ، ثم إن النجديين ولله الحمد جميع علمائهم متفقون على تحريمه ومنعه ، والعوام تبع للعلماء فلا يسوغ ولا يحل للعوام أن يتبعوا الهوى ويتأولوا ويتعللوا بأنه يوجد من علماء الأمصار من يحلله ولا يحرمه ، فإن هذا التأويل من العوام لا يحل باتفاق العلماء ، فإن العوام تبع لعلمائهم ليسوا مستقلين ، وليس لهم أن يخرجوا عن أقوال علمائهم وهذا واجبهم ، كما قال تعالى : فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ وما نظير هذا التأويل الفاسد الجاري على ألسنة بعض العوام - اتباعا للهوى لا اتباعا للحق والهدى - إلا كما لو قال بعضهم : يوجد بعض علماء الأمصار لا يوجبون الطمأنينة في الصلاة فلا تنكروا علينا إذا اتبعناهم ، أو يوجد من يبيح ربا الفضل فلنا أن نتبعهم ، أو يوجد من لا يحرم أكل ذوات المخالب من الطير فلنا أن نتبعهم ، ولو فتح هذا الباب فتح على الناس شر كبير ، وصار سببا لانحلال العوام عن دينهم ، وكل أحد يعرف أن تتبع مثل هذه الأقوال المخالفة ، لما دلت عليه الأدلة الشرعية ، ولما عليه أهل العلم ، من الأمور التي لا تحل ولا تجوز .
والميزان الحقيقي : هو ما دلت عليه أصول الشرع وقواعده ، وقد دلت على تحريم الدخان ؛ لما يترتب عليه من المفاسد والمضار المتنوعة ، وكل أمر فيه ضرر على العبد : في دينه ، أو بدنه ، أو ماله من غير نفع فهو محرم . فكيف إذا تنوعت المفاسد وتجمعت ، أليس من المتعين شرعا وعقلا وطبا تركه والتحذير منه ونصيحة من يقبل النصيحة ! فالواجب على من نصح نفسه وصار لها عنده قدر وقيمة أن يتوب إلى الله عن شربه ، ويعزم عزما جازما مقرونا بالاستعانة بالله لا تردد فيه ولا ضعف عزيمة ، فإن من فعل ذلك أعانه الله على تركه وهون عليه ذلك .
ومما يهون عليه الأمر أن يعرف أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه ، وكما أن ثواب الطاعة الشاقة أعظم مما لا مشقة فيه ، فكذلك ثواب تارك المعصية إذا شق عليه الأمر وصعب أعظم أجرا وأعظم ثوابا ، فمن وفقه الله وأعانه على ترك الدخان فإنه يجد المشقة في أول الأمر ثم لا يزال يسلو شيئا فشيئا حتى يتم الله نعمته عليه ، فيغتبط بفضل الله عليه وحفظه وإعانته ، وينصح إخوانه بما ينصح به نفسه والتوفيق بيد الله ، ومن علم الله من قلبه صدق النية في طلب ما عنده بفعل المأمورات وترك المحظورات يسره لليسرى ، وجنبه العسرى ، وسهل له طرق الخير كلها ، فنسأل الله أن يأخذ بنواصينا إلى الخير ، وأن يحفظنا من الشر ، إنه جواد كريم ، رءوف رحيم .
عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي
في ربيع الأول سنة 1376 هـ
نقله من خطه الفقير إلى الله : علي الحمد الصالحي
حكم شرب الدخان وإمامة من يتجاهر بشربه لسماحة الشيخ
عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد : فقد سألني بعض الإخوان عن حكم شرب الدخان وإمامة من يتجاهر بشربه ، وذكر أن البلوى قد عمت بهذا الصنف من الناس .
والجواب : قد دلت الأدلة الشرعية على أن شرب الدخان من الأمور المحرمة شرعا ؛ وذلك لما اشتمل عليه من الخبث والأضرار الكثيرة ، والله سبحانه لم يبح لعباده من المطاعم والمشارب إلا ما كان طيبا نافعا ، أما ما كان ضارا لهم في دينهم أو دنياهم أو مغيرا لعقولهم فإن الله سبحانه قد حرمه عليهم ، وهو عز وجل أرحم بهم من أنفسهم ، وهو الحكيم العليم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره ، فلا يحرم شيئا عبثا ولا يخلق شيئا باطلا ، ولا يأمر بشيء ليس للعباد فيه فائدة ؛ لأنه سبحانه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ، وهو العالم بما يصلح العباد وينفعهم في العاجل والآجل ، كما قال سبحانه : إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ وقال عز وجل : إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ومن الدلائل القرآنية على تحريم شرب الدخان : قوله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة المائدة : يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وقال في سورة الأعراف في وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ الآية. فأوضح سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين أنه سبحانه لم يحل لعباده إلا الطيبات وهي : الأطعمة والأشربة النافعة ، أما الأطعمة والأشربة الضارة ؛ كالمسكرات ، والمخدرات ، وسائر الأطعمة والأشربة الضارة في الدين أو البدن أو العقل فهي من الخبائث المحرمة ، وقد أجمع الأطباء وغيرهم من العارفين بالدخان وأضراره أن الدخان من المشارب الضارة ضررا كبيرا ، وذكروا أنه سبب لكثير من الأمراض : كالسرطان ، وموت السكتة وغير ذلك ، فما كان بهذه المثابة فلا شك في تحريمه ووجوب الحذر منه ، فلا ينبغي للعاقل أن يغترّ بكثرة من يشربه ، فقد قال الله تعالى في كتابه المبين : وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ وقال عز وجل : أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا
أما إمامة شارب الدخان وغيره من العصاة في الصلاة فلا ينبغي أن يتخذ مثله إماما ، بل المشروع أن يختار للإمامة الأخيار من المسلمين المعروفين بالدين والاستقامة ؛ لأن الإمامة شأنها عظيم ؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما الحديث رواه مسلم في صحيحه ، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمالك بن الحويرث وأصحابه : إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم
لكن اختلف العلماء رحمهم الله : هل تصح إمامة العاصي والصلاة خلفه ؟ فقال بعضهم : لا تصح الصلاة خلفه لضعف دينه ونقص إيمانه ، وقال آخرون من أهل العلم : تصح إمامته والصلاة خلفه ؛ لأنه مسلم قد صحت صلاته في نفسه فتصح صلاة من خلفه ، ولأن كثيرا من الصحابة صلوا خلف بعض الأمراء المعروفين بالظلم والفسق ، ومنهم ابن عمر رضي الله عنهما قد صلى خلف الحجاج وهو من أظلم الناس ، وهذا هو القول الراجح ، وهو صحة إمامته والصلاة خلفه ، لكن لا ينبغي أن يتخذ إماما مع القدرة على إمامة غيره من أهل الخير والصلاح.
وهذا جواب مختصر أردنا منه التنبيه على أصل الحكم في هاتين المسألتين وبيان بعض الأدلة على ذلك ، وقد أوضح العلماء حكم هاتين المسألتين ، فمن أراد بسط ذلك وجده. والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين ويوفقهم جميعا للاستقامة على دينه والحذر مما يخالف شرعه ، إنه جواد كريم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
مفتي عام المملكة
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله
مفتي عام المملكة العربية السعودية
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد : فقد سألني بعض الإخوان عن حكم شرب الدخان وإمامة من يتجاهر بشربه ، وذكر أن البلوى قد عمت بهذا الصنف من الناس .
والجواب : قد دلت الأدلة الشرعية على أن شرب الدخان من الأمور المحرمة شرعا ؛ وذلك لما اشتمل عليه من الخبث والأضرار الكثيرة ، والله سبحانه لم يبح لعباده من المطاعم والمشارب إلا ما كان طيبا نافعا ، أما ما كان ضارا لهم في دينهم أو دنياهم أو مغيرا لعقولهم فإن الله سبحانه قد حرمه عليهم ، وهو عز وجل أرحم بهم من أنفسهم ، وهو الحكيم العليم في أقواله وأفعاله وشرعه وقدره ، فلا يحرم شيئا عبثا ولا يخلق شيئا باطلا ، ولا يأمر بشيء ليس للعباد فيه فائدة ؛ لأنه سبحانه أحكم الحاكمين وأرحم الراحمين ، وهو العالم بما يصلح العباد وينفعهم في العاجل والآجل ، كما قال سبحانه : إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ وقال عز وجل : إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا والآيات في هذا المعنى كثيرة.
ومن الدلائل القرآنية على تحريم شرب الدخان : قوله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم في سورة المائدة : يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وقال في سورة الأعراف في وصف نبينا محمد صلى الله عليه وسلم : يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ الآية. فأوضح سبحانه في هاتين الآيتين الكريمتين أنه سبحانه لم يحل لعباده إلا الطيبات وهي : الأطعمة والأشربة النافعة ، أما الأطعمة والأشربة الضارة ؛ كالمسكرات ، والمخدرات ، وسائر الأطعمة والأشربة الضارة في الدين أو البدن أو العقل فهي من الخبائث المحرمة ، وقد أجمع الأطباء وغيرهم من العارفين بالدخان وأضراره أن الدخان من المشارب الضارة ضررا كبيرا ، وذكروا أنه سبب لكثير من الأمراض : كالسرطان ، وموت السكتة وغير ذلك ، فما كان بهذه المثابة فلا شك في تحريمه ووجوب الحذر منه ، فلا ينبغي للعاقل أن يغترّ بكثرة من يشربه ، فقد قال الله تعالى في كتابه المبين : وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلا يَخْرُصُونَ وقال عز وجل : أَمْ تَحْسَبُ أَنَّ أَكْثَرَهُمْ يَسْمَعُونَ أَوْ يَعْقِلُونَ إِنْ هُمْ إِلا كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلًا
أما إمامة شارب الدخان وغيره من العصاة في الصلاة فلا ينبغي أن يتخذ مثله إماما ، بل المشروع أن يختار للإمامة الأخيار من المسلمين المعروفين بالدين والاستقامة ؛ لأن الإمامة شأنها عظيم ؛ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلما الحديث رواه مسلم في صحيحه ، وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لمالك بن الحويرث وأصحابه : إذا حضرت الصلاة فليؤذن لكم أحدكم وليؤمكم أكبركم
لكن اختلف العلماء رحمهم الله : هل تصح إمامة العاصي والصلاة خلفه ؟ فقال بعضهم : لا تصح الصلاة خلفه لضعف دينه ونقص إيمانه ، وقال آخرون من أهل العلم : تصح إمامته والصلاة خلفه ؛ لأنه مسلم قد صحت صلاته في نفسه فتصح صلاة من خلفه ، ولأن كثيرا من الصحابة صلوا خلف بعض الأمراء المعروفين بالظلم والفسق ، ومنهم ابن عمر رضي الله عنهما قد صلى خلف الحجاج وهو من أظلم الناس ، وهذا هو القول الراجح ، وهو صحة إمامته والصلاة خلفه ، لكن لا ينبغي أن يتخذ إماما مع القدرة على إمامة غيره من أهل الخير والصلاح.
وهذا جواب مختصر أردنا منه التنبيه على أصل الحكم في هاتين المسألتين وبيان بعض الأدلة على ذلك ، وقد أوضح العلماء حكم هاتين المسألتين ، فمن أراد بسط ذلك وجده. والله المسئول أن يصلح أحوال المسلمين ويوفقهم جميعا للاستقامة على دينه والحذر مما يخالف شرعه ، إنه جواد كريم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
مفتي عام المملكة
ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق